الأحد 24 نوفمبر 2024

ايثار

انت في الصفحة 19 من 92 صفحات

موقع أيام نيوز

 

اقتحم صدره حين استمع لصوتها المبتسم ولأول مرة منذ أن رأها ليجيبها بإبتسامة عذبة ارتسمت فوق شفتيه الغليظة لتعطيه مظهرا رجوليا جذابا وهو يقول بملاطفة 

مقدرش أقول كده طبعا

تنهدت براحة لتسأله بعملية 

مقولتليش حضرتك عاوزني في إيه

تبدلت ملامحه لمتعجبة من أمر تلك المرأة الألية كما وصفها ليبتسم ساخرا ويضيف 

كنت عاوزك تحددي لي ميعاد بكرة مع أيمن الأباصيري علشان عاوز أكلمه في موضوع مهم جدا

أقدر أعرف الموضوع بخصوص إيه سألته بجدية ليجيب بنفس الجدية 

لك عن طريقه

بمنتهى الغرور أجابها 

أنا محدش يقدر ولا يعرف يوصل لي أنا اللي بوصل وقت ما اقرر

ليستطرد أمرا بنفس الخيلاء 

هتصل بيك على ثمانية المغرب تكوني شوفتي مواعيدك وحددتي لي الميعاد

لوت شف تيها باستغراب لأمر ذاك الغريب وكادت أن تجيبه لولا اقټحام ذاك الصغير لغرفتها وفراشها ليهتف بصوت حماسي 

كل ده نوم يا مامي يا كسلانة

أشارت له ليصمت بابتسامة لكنه لم يبالي بتحذيرها واسترسل بصوت لطيف 

يلى بقى علشان نروح الملاهي زي ما وعدتينيقومي إلبسي فستانك الحلو وأنا هخلي عزة تلبسني الطقم الجديد اللي جبتهولي في

عيد ميلادي

لم يدري ماذا حدث له فقد

نزلت كلمات الصغير لتزلزل كيانه وتجعل صدره منشرحا في الحالباتت تشير لصغيرها بالصمت لتتحدث باعتذار

أنا اسفة للمقاطعة يا افندم

ولا يهمكده إبنك سألها بصوت لطيف لتجيبه وهي تداعب صغيرها بكف يدها الذي يتحرك على وجنته بحنان

أيوه

إسمه إيهتعجبت سؤاله لكنها أجابته بنبرة خرجت حنون رغما عنها لشدة عشقها لصغيرها الوحيد

يوسف

ربنا يخليهولك نطقها لتقول شاكرة 

متشكرة وربنا يبارك لحضرتك في أولادك

ابتسم ساخرا على حاله ليقول متجاهلا دعائها بعدما قرر إنهاء المكالمة عند هذا الحد 

هكلمك الساعة ثمانية ياريت ماتنسيش

إن شاءالله مش هنسى نطقتها بهدوء لتصدم بغلقه للخط دون استئذان لتجحظ عينيها وتنظر بشاشة الهاتف باستياء وهي تهتف بحنق 

إنسان بارد وقليل الذوق

هو مين ده اللي بارد يا مامي سؤالا طرحه الصغير ببرائة لتجيبه وهي تزغزغه في بطنه بممازحة وهي تشبهه بشخصية كرتونية شريرة يعلمها الصغير جيدا

ده شرشبيل

جحظت عيني الصغير وفغر فاهه ليسألها باهتمام بالغ

الشرير اللي بيحارب السنافر 

قالت بممازحة 

هو بعينه ليقول الصغير بإلحاح طفولي 

خليني أقابله يا مامي عاوز أشوفه

ربنا يكفيك شړ مقابلته يا چو نطقتها بأسى لتنفض الغطاء وهي تنهض وتحمله بحماس 

يلا بسرع

علشان نغير هدومنا ونلحق الملاهي

انطلقت ضحكات الصغير لتصدح بالمكان وتملؤه لتتطلع لتلك السعادة التي ارتسمټ علي قسمات طفلها وتلك اللمعة التي تلألأت في عيناه لتضيئ قلبها العاتم بالفرحفضحكات هذا الصغير هي فقط من تعطيها القوة وتجبرها على استكمال طريقها ومواجهة الحياة بمصاعبها الكثيرة

إنتهى الفصل

أنا لها شمس 

بقلميروز أمين

الفصل الثالث

أنا لها شمسبقلمي روز آمين

هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين 

وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية 

لا أحد يدرك حجم معاناتك وصراعك المستوحش الساكن داخل ثنايا روحك المحطمة سواكلذا لا تلتفتي لحماقات الأخرينفيكفيك ما أنت فيه من معارك شرسة 

خاطرة إيثار الجوهري 

بقلمي روز أمين

ضغطت زر الإتصال برقم أيمن الأباصيري لتتحدث بحرج بعدما استمعت لصوته المتحشرج بفضل تعمقه بالنوم 

أنا أسفة بجد إني بزعج حضرتك في وقت متأخر زي ده بس مقداميش حد تاني ألجيء له

سألها مستفسرا 

إتكلمي وقولي فيه إيه يا إيثار أنا عارف إنك مش هتتصلي في الوقت المتأخر ده إلا إذا كانت فيه مصېبةوده اللي خلاني رديت 

اجابته بصوت مړتعب 

هي فعلا مصېبة يا أفندم عمرو البنهاوي واقف لي على الباب وعمال يخبط ومصر إنه أفتح له وشكله سکړان على الاخر

اجابها بنبرة خفيضة من أثر نومه 

ده يبقى وقع ولا حدش سمى عليه متفتحيش وأنا هتصل بسعادة اللوا قدري الخواجة واخليه يبعت لك قوة تقبض عليه حالا وهخليه يعمل له محضر عدم تعرض ويمضيه عليه

واستطرد متوعدا

ده بعملته الغبية دي خدمك خدمة العمر

فيه إيه يا أيمن وإزاي إيثار تتصل بيك في وقت زي ده وخصوصا إنها عارفة إنك لسة تعبان!

ربت على كتفها وتحدث وهو يضغط على رقم ذاك اللواء

هحكي لك بعد ما أعمل مكالمة ضرورية يا حبيبتي

اغلقت إيثار الهاتف وابدلت ثيابها سريعا بأخرى محتشمة استعدادا لمقابلة رجال الشرطةثم هرولت إلى الباب من جديد حيث زاد صوت الخبطات وتعالت أصوات عمرو الصاړخة 

إفتحي يا إيثار بدل ما أكسر الباب عليك أنا مش همشي غير لما أشوفك إنت ويوسف إفتحي يا حبيبتي ده انا حبيبك عمروإنت نسيتي أنا كنت إيه بالنسبة لك 

حرام عليك إنت بتعمل فيا كدة ليهإعتقني يا اخي لوجه الله بقى نطقتها بهتاف حاد بعدما استمعت لهمهمات السكان التي تعالت ليتحدث بصوت ضعيفا متوسل أشبه بباكي 

إفتحي يا حبيبتي عاوز أنام في وحشتيني قوي ونفسي تنيميني على رجلك وتلعبي لي في شعري زي زمان فاكرة يا إيثار فاكرة

اتسعت عينيها بذهول لتصرخ بعدما شعرت بالحرج من ساكني البناية ومن صورتها التي حتما ستهتز أمامهم وهي التي طالما حافظت عليها بكل ما أوتيت من قوة 

بس بقى كفاية فضايح إنت إيه يا أخي شيطان ليه مصر تدمر سلامي النفسي واستقراري اللي مصدقت أبنيهم من يوم ما بعدت عنك ونضفت إتقي الله وسيبني في حالي وارجع لمراتك وبنتك

خبط بقوة ليهتف غاضا 

إفتحي الباب مش هسيبك إلا لما ترجعي لي إنت بتاعتي ملكي أنا محدش هيقدر يبعدك عني ومسيرك هترجعي تاني إفتحي يا إيثاااار

قال كلماته الاخيرة بصړاخ هيستيري جعلها تهمس إلى عزة بارتياب 

روحي أقعدي جنب يوسف ليصحى مخضوض من الخبط بتاع المچنون ده

اجابتها 

لتشيح بكفيها بغيظ 

على الله واحد فيهم يغزه پسكينة يخلصنا من شره وغتاتته

دخلت إلى الصبي وظل ذاك الارعن يدق بابها ويصيح باسمها مطالبا إياها بفتح الباب حتي استمعت لصوت جلبة بالخارج لتنظر من فتحة العين وتتنفس باطمئنان بعدما رأت بعضا من الرجال مرتديين زي الشرطة وعلى الفور أمسكوه واجتمع بعضا من ساكني البناية حول الشرطة ليبدأوا في تقديم إفادتهم وازعاج ذاك المتعدي لهماستمعت لطرق أحدهم للباب

وهو يقول بطمأنة 

إفتحي يا مدام إيثار ومټخافيش إحنا جايين بناءا

على تعليمات من سيادة اللوا قدري الخواجة هو قال لنا إن عندك علم إننا جايين

بالفعل فتحت وما أن رأها ذاك المعتوه حتى أفلت حاله ليهرول عليها وكاد أن يصل لها ليحتضنها لولا أيادي الشرطيان الذان لحقا به ليكبلا ساعديه خلف ظهره ويشيلا حركته بالكامل مما اصابه بالجنون لېصرخ قائلا 

سيبوني إنتوا إتجننتوا إنتوا مش عارفين أنا ابن مين

هتف الضابط المسؤل عن الحملة موبخا إياه

بس يلا مش عاوز أسمع نفسك

هتف صارخا باعتراض 

دي مراتيوالله

لاخليكم تندموا كلكم أنا إبن نصر البنهاوي يا بقر

رمقه الضابط بازدراء ثم توجه ببصره إلى رجاله متحدثا 

خدوا المحروس ونزلوه تحت في البوكس

تحرك الرجال ساحبين ذاك الذي بات يحرك جسده محاولا التملص من بين أياديهم وهو ېصرخ ويقذفهم بأقذر السباب محاولا التملص نظر الضابط لها وتحدث باحترام 

ده طليقك يا أستاذة إيثار مظبوط 

اومأت بإيجاب ليسترسل بإعلام 

إحنا هنعمل له محضر سكر واقټحام المكان والتهجم على أنثى في عقر بيتها وهستناكي بكرة تيجي في القسم علشان تمضي على المحضر وتأكديه

اومأت برأسها ليتحدث إلى سكان البناية 

وياريت كام حد منكم ييجوا بكرة يقدموا إفادتهم علشان نوثق المحضر ونأكد على الإتهامات الموجهة للمتهم

اومأ الجميع ليتحدث أحدهم 

إحنا تحت أمرك يا باشا الأستاذة إيثار ست محترمة وليها سنين معانا هنا في العمارة محدش شاف منها حاجة وحشةانا عن نفسي هاجي بكرة أشهد باللي حصل

ليستطرد بإبانة 

وهشهد كمان بإن طليقها إتهجم عليها ومسكها من ذراعها قدامي من حوالي إسبوعينوانا اتدخلت وقتها أنا والسكيورتي وخلصناها من إيده وهددناه لو ممشيش هنتصل بالشرطة

شكرته بدموع عينيها التي انسابت رغما عنها ثم توالت أصوات باقى السكان الذين تطوعوا بإدلاء شهاداتهم والوقوف بجوار تلك الخلوقة في الوقت الذي تخلى عنها أقرب الأقربون

انصرف الضابط وتحرك السكان كل لوجهته

صدح صوت أبتهالات ما قبل أذان الفجر من صوامع مساجد البلدة ليمليء القلوب بالراحة والسکينة عدا تلك الحائرة التي تجوب غرفتها ذهابا وإيابا ممسكة هاتفها تضعه على أذنها بانزعاجلم تعد تدري كم عدد المرات التي هاتفته بها ولم يردتوقفت لتهتف بضيق

لا كدة الوضع مايتسكتش عليه

أسرعت إلى خزانة ملابسها وانتقت ثوبا محتشما وارتدته سريعا ثم أمسكت بحجابا وضعته على رأسها بعشوائية لتنطلق إلى الاسفل وبلحظة كانت تطرق باب والداي زوجها لتفتح لها إجلال التي صدمت من ملامح وجه الاخرى المتوترة لتتحدث الأولى بارتياب 

إلحقيني يا ماما عمرو مجاش لحد الوقت وبرن عليه تليفونه بيدي جرس ومابيردش

عقدت بين حاجبيها لتسألها بصوت متحشرج 

مجاش منين أنا مش سألتك عليه قبل ما نقفل الباب الحديد قولتي لي إنه نايم فوق من بدري 

تلبكت ولم تجد أمامها سوى النطق بالحقيقة لتتحدث بنبرة مړتعبة 

هو اللي أكد عليا أقول لكم كدة علشان يسهر مع أصحابه براحته من غير الحاج ما يعرف ويبهدله زي كل مرة

همست بصوت خفيض وهي تحثها على الإبتعاد بعدما بدأت بغلق الباب 

تعالي نتكلم بعيد بدل ما الحاج يسمعنا ويطين عيشته لما ييجي

بالفعل تحركت بجانبها إلى أن دخلتا داخل حجرة الطعام وما أن أغلقتها حتى أمسكت ذراعها لتهزها پعنف ثم صاحت بتوبيخ 

عارفة يا وش البومة إنت لو إبني جرا له حاجة هعمل فيكي إيه

إنكمشت على حالها لتتحدث بړعب 

وأنا ذنبي إيه يا ماما

ذنبك إنك مش مالية عين جوزك ومخلياه طافش طول الليل من خلقتك العكرة نطقتها بازدراء لتستطرد بكراهية 

ده غير إنك كذبتي عليا وقولتي إنه نايم فوق

هتفت متنصلة لتبرأ حالها 

هو اللي قال لي أعمل كدة والله العظيم أنا مكنتش أقدر أخالفه ما أنت عارفاه وعارفة عنده لو قالي إعملي حاجة وخالفته بينكد عليا بالشهور

بحنق أجابتها 

ما هو من خيبتك دي اللي إسمها إيثار كانت

مخلياه لازق لها ليل نهار في الشقة ابوه كان بيخانق معاه علشان يسيبها ويروح يشوف شغله

ابتسامة ساخرة خرجت منها لتتحدث وهي ترفع عنقها بكبرياء 

وهو لو كان بيحبها بجد كان فضلني عليها

وهو لما الشيطان وسوس لسيدنا أدم وخلاه أكل التفاحة الملعۏنة اللي خرجته من الجنةكدة يبقى حب الشيطان نطقتها بنبرة متهكمة لتستشيط الأخرى لكنها توارت بخبث خلف حزنها التي رسمته بإتقان لتسألها باستياء مصطنع 

إنت بتشبهيني بالشيطان يا ماما

حملقت بدهشة مصطنعة لتقول بامتهان

شيطان مين ده اللي اشبهك بيه يا بتده الشيطان يتعلم منك ويقف يسقف لك كمان

كم تبغض تلك الحقېرة وتكن بقلبها لها كرها لا يضاهيه شيءوذلك لتيقنها بحقدها الشديد ورفضها لشخصها منذ الوهلة الأولى لدخولها للعائلة

جذبت منها الهاتف لتعيد الإتصال من جديد على هاتف نجلها ليصدح رنينه ويهتز على سطح مكتب الضابط الذي تحدث بتملل للشاويش 

وبعدين في أم التليفون اللي

 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 92 صفحات