ايثار
اما نصر وعزيز وجميع الماكثين بالداخل فاشټعل جسدهم من تصرف العم الحانق سوى وجدي وأيهم ونوارة
تحرك واستقل مقعد القيادة لينطلق بسرعة فائقة خارجا من تلك القرية الملعۏنة نظرت إليه وبكل معاني الامتنان حدثته
مهما اتكلمت وشكرتك قليل على اللي عملته معايا معروفك هيفضل فوق دماغي ولو عيشت عمري كله أشكرك مش هقدر أوفيك حقك
جميل إيه بس اللي بتتكلمي عنه يا إيثار...نطقها بابتسامة هادئة ليستطرد مازحا بغمزة من عينه اليمنى هزت كيانها
وبعدين هو فيه شكر بين الراجل ومراته
ابتسمت بعد أن اعتقدت أن البسمة قد فارقتها للأبد لتسأله متعجبة غير منتبهة لذاك المسحور الذي انتفض قلبه أثر ابتسامتها وجلوسها بسيارته
أنا مش فاهمة حاجة إزاي وإمتى عملت كل ده!
قطبت جبينها لتستطرد مستفسرة
وعرفت منين إن إخواتي حابسيني هنا وهيجبروني على كتب الكتاب!
تنهد بهدوء ونظر للصغير فوجده قد غفى يبدوا أنه منهك ك والدته وكان يبكي أيضا لبعده عنها لذا غفى بمجرد عودته لأحضانها وشعوره بالامان فتح فاهه ليقطع حديثه رنين هاتفه الذي صدح ليجيب في الحال
وهو يقول بهدوء
أيوا يا عزة
اتسعت عينيها ليكمل هو
إطمني هي راجعة معايا في العربية ومعانا يوسف
عزة!...قالتها بفاه مفتوح بذهول
فلااااش باك
عودة للأمس
بعدما أغلقت الهاتف مع منيرة باتت تجوب المكان ذهابا وإيابا وقلبها يغلي من شدة رعبها على ابنتها التي اعتبرتها عوضا من الله عن العائلة التي لم تحظي بتكوينها استمعت إلى صوت رنين هاتف المنزل لتهرول عليه وبعجالة كانت تجيب
مين معايا
نطق ذاك الجالس بغرفته ليقول بصوت هامس
أنا أيهم يا ست عزة
إيثار عاملة إيه طمني عليها...نطقتها بتلهف لينطق الاخر
انا بكلمك بخصوصها روحي ل أيمن بيه خليه يلحقها عزيز خلاص اټجنن ومحدش قادر عليه زي ما يكون ماصدق إن ابويا ماټ علشان يفرد ضلوعه علينا ويتحكم في الكل
سألته بنبرة حادة
طب وإنت واخوك فين من عمايله السودة دي ما تقفوا له وتنقذوا الغلبانة اختكم من إيده
مش هينفع يا ست عزة عزيز كان هيضربني من شوية وانا بحوشها من إيده... نطقها بجبن لتهتف بنبرة ساخطة
خاېف على نفسك ومش صعبان عليك أختك والنبي إيثار مبلية بيكم كلكم كتكم الهم إخوات بالإسم وبس
روحي ل أيمن واحكي له وخليه يتدخل بس قبل صلاة العشا بكرة...قالها بصوت خجول مټألم لتهتف بحدة
طب يا أخويا كتر خيرك إقفل وانا هتصرف
اغلقت الهاتف لتقف لدقيقة تفكر لتهتف وهي تهرول باتجاه غرفة إيثار
أنا عرفت هعمل إيه وهروح لمين
فتحت خزانة الثياب لتخرج عقد المنزل والارض الذي منحه غانم لإبنته وكعادتها قصت لها ما دار بينها وبين أبيها واخبرتها بكل التفاصيل لتتنهد براحة
أما ذاك العاشق فقد حاول الإتصال بها مرات عديدة وبكل مرة يجد بها الهاتف مغلقا وبالأخير رجح غلقها للهاتف كي تريح عقلها وجسدها المنهك بسبب ما مرت به طيلة الثلاثة أيام المنصرمة
صباح اليوم التالي كانت تقف أمام مبنى النيابة العامة التابع لمنطقتهم والتي علمت عنوانه من إيثار حين تم استدعائها أثناء التحقيق بقضية محاولة إغتيال أيمن الأباصيريوايضا بقضية تهجم عمرو هرولت بداخل المبنى لتسأل رجل الامن قائلة باستفسار
بقول لك إيه يا اخويا أنا عاوزة اقابل وكيل النيابة فؤاد بيه ضروري
قصدك فؤاد بيه علام...قالها بتساؤل لتنطق هي بعفوية
معرفش إسم أبوه بس اللي اعرفه ان ابوه راجل كبير قوي في البلد
هو فؤاد بيه...نطقها بتأكيد لتسأله بلهفة
طب دخلني عنده يسترك ربنا
نطق الرجل برفض ليقول معللا
مينفعش يا ست لازم يكون عندك استدعا من النيابة ومتحولة عليه وبعدين فؤاد بيه ده تقيل قوي ومش أي قضية بتتحول له وهو عنده قضية كبيرة جوة بيحقق فيها ومش فاضي
بعد مجادلات إستمرت لعدة دقائق رفض دخولها بشدة خرجت لتجاور رجل الأمن الخارجي الجلوس لتنتظر خروجه بعد أن طلبت منه أن يشير لها على شخصه ويرجع ذلك لعدم معرفة شكله انتهت ساعات العمل الرسمية وهي جالسة لمدة ست ساعات لم تكل من الانتظار لأجل ابنتها بعد قليل أشار لها الرجل على ذاك الجذاب الذي يخرج بهيبة ويجاوره رجلا يحمل عنه حقيبته لتهرول عليه وهي تقول
يا فؤاد بيه إلحقني يا فؤاد بيه
قطب جبينه ورفع نظارته الشمسية ليدقق النظر بها لتجيب تساؤل عينيه
أنا عزة اللي بشتغل عند إيثار اللي بربي لها يوسف
انتفض قلبه حين استمع لاسم حبيبته الغائبة منذ الأمس والتي حاول الإتصال بها لمرات عديدة دون استجابة ليخمن بغلقها الهاتف ونومها نظرا لما عانته من ألام وأحزان طيلة الأيام المنصرمة ليقرر أن يذهب لمنزلها للسؤال والإطمئنان عنها لكن عزة سبقته وأتت هي إليه وقفت تقص عليه ما حدث لينتفض قلبه ړعبا عليها ووقف يفكر فيما سيفعل وبعدها طلب منها العقد ليحتفظ به هرول إلى سيارته وقام بفتح بابها الأمامي ليهتف قائلا بعدما راودته فكرة سيقوم بتنفيذها لإنقاذها
إقعدي إستنيني في العربية على ما أدخل جوة هعمل حاجة واجي لك
هتعمل إيه جوه يا اخويا بقول لك البت اخواتها حابسينها وهيرجعوها للمنيل إبن إجلال ڠصب عنها تقولي هتدخل جوه!...نطقت كلماتها بحدة لتسترسل متسائلة بتهكم وهي تحتوي فكها بكف يدها
هو مش إنت بتحبها بردوا ولا كنت بتلعب بيها يا ابن الإصول!
بعينين مشتعلتين نطق بسخط
بقول لك إيه أنا أكتر حاجة بكرهها في حياتي هي الرغي
والرغايين يا تسمعي الكلام وتستنيني في العربية يا تتفضلي ترجعي البيت وتستني مني خبر
ابتلعت لعابها من هيأته وعاد هو للمبني واتجه نحو الأرشيف ليخرج منه ملف قضية إغتيال أيمن ليحصل على ورقة بها إمضائها وبيانات البطاقة الشخصية الخاصة بها ليهرول سريعا إلى الخارج ليتجه إلى أيمن بصحبة عزة بعدما أخبره بالهاتف جلس واتفق معه على كتابة عقد موثق بتاريخا قديم وطلب منه الشهادة وأخبره أنه قد تقدم لخطبة إيثار وبأنهما أضطرا لتأجيل الموضوع نظرا لۏفاة والدها وافق أيمن على المشاركة في تلك القصة التي ستنجي تلك المسكينة وستخرجها من براثن هؤلاء الاشرار وذلك بعدما تيقن من نية فؤاد أوصل عزة للمنزل ثم ذهب لمحامي صديقه وطلب منه كتابة عقد بصيغة قانونية قام بالتوقيع عليه أيمن وسيادة المستشار شريف صديقه
إنتهاء الفلاش باااااك
نظر لها وتابع قائلا
المحامي كان صديقي خليته يكتب العقد بصيغة قانونية وبتاريخ قديم ومضى عليه الباشمهندس أيمن وسيادة المستشار شريف علشان العقد يبقى له قيمة قدام إخواتك
سألته باستغراب
طب وإمضتي
تنهد ليجيبها بإيضاح
بالنسبة لإمضتك المحامي جاب لي فنان تشكيلي يعرفه رسم إمضتك بحيث اللي يشوفها لا يمكن يفرقها عن الحقيقية
ومنين جبت إمضتي...سؤال وجيه وجهته له ليجيبها بابتسامة
من أقوالك في محضر حاډثة محاولة إغتيال أيمن الأباصيري
تحدثت بابتسامة واعجاب
ده انت مسبتش أي حاجة للصدفة
شغلي علمني تحري الدقة في أبسط الأمور...ثم
تنهد ليتحدث بجدية
على فكرة يا إيثار إحنا لازم نتجوز بجد وحالا
اتسعت عينيها بدهشة ليسترسل مفسرا قبل أن ترفض متعللة پوفاة والدها
مش هيسبوكي في حالك اللي اسمه نصر ده شكله مش سهل هيحاربك بأقذر الطرق علشان ياخد منك يوسف علشان كده لازم نتجوز رسمي وفورا لأنه أكيد هيدور ورانا ولو عرف إننا مش متجوزين بجد هيستغل النقطة دي ضدك ومش بعيد يخلي إخواتك يقدموا فيكي بلاغ ويبهدلوك وساعتها للأسف مش هقدر أساعدك لأن ببساطة مليش أي صفة
تحدثت بتيهة
بس أنا لو سمعت كلامك واتجوزنا يبقى بسهل له مهمته وبقدم له حضانة إبني على طبق من دهب
واستطردت مذكرة إياه بتبريره لطلبه المهين
مش ده كان كلامك ليا
تنهد بثقل حينما ذكرته بما حدث بينهما في الماضي ليتحدث پانكسار
إنسي كل اللي قولتهولك قبل كدة وخلينا نفكر في اللي جاي
اتسعت عينيها لتسأله بعقل مشتت
يعني إيه إنت كنت بتكذب عليا لما قولت لي إن عمرو هياخد حضانة إبني بمجرد ما اتجوز رسمي
التف إليها لينطق سريعا نافيا إتهامها له
لا طبعا مكنتش بكذب حتى إسألي أي محامي صغير هيأكد لك كلامي
سألته مستفسرة بعدما فقدت تركيزها
طب ولما هو كدة إيه اللي خلاك تغير كلامك الوقت
أجابها وهو يتابع الطريق
لأني ساعتها مكنتش أعرف ظروفك بالظبط
واسترسل قاصدا قصته مع نجلا
وفيه أسباب تانية هقولها لك بعدين ده غير إن موضوع العقد اللي بباكي كتبه لك قوى موقفك وعززه وقضية السكر بتاعت طليقك نقطة قوى بالنسبة لك زائد إن من النهاردة هبتدي أدور ورا نصر وأكيد هلاقي ثغرات تملكنا من رقبته وتخلينا نكسب القضية بسهولة
اكمل بإبانة
من الاخر كده مش عاوزك تشيلي هم حضانة يوسف وإعتبري الموضوع منتهي المهم الوقت إننا نعدي على أي مكتب مأذون شرعي ونكتب الكتاب
تعمقت بالنظر لمقلتيه وبرغم الألم التي تشعر به بسبب الهاجس الذي اقتحم مخيلتها بأنه
كان ېكذب عليها بشأن الحضانة ويرجع هذا لتشتتها لكل ما حدث لها اليوم وعدم تركيزها وتفكيرها بشكل صحيح إلا أنها استرسلت بامتنان
جميلك هيفضل طوق في رقبتي مش هيحلني منه غير المۏت
لتسترسل رافضة
بس أنا مش هقدر أتجوز واخسر إبني أنا هعرف أحمي نفسي كويس منهم وكفاية إني هعيش مع إبني في سلام
تنهد بضيق وتحدث بدهاء بعدما استشف من حديثها إستحالة موافقتها فالوقت ليس بصالحهما ولا يوجد رفاهية لديهما للجدال
سيبك من أي كلام فرعي وفكري في مستقبل إبنك ومصلحته نصر مش هيسيبك في حالك وأظن إنت شوفتي بنفسك نفوذه وسطوته وتحكمه في اخواتك ده أمرهم يحبسوك ويبعدوا ابنك عنك علشان يبتزوك وتوافقي مرغمه على جوازك من الحيوان الي اسمه عمرو تخيلي بقى لو اخواتك عرفوا إن الراجل اللي
إدعى إنه جوزك وإنت خرجتي معاه ورافقتيه في عربيته واكتشفوا إن كل ده كڈب هيعملوا فيكي إيه
شردت بصحة حديثه ليستطرد مستغلا تشتتها
ده غير إن أنا الوحيد اللي في إيدي أساعدك
بجد هتساعدني في موضوع حضانة يوسف... سؤال وجهته له بتلهف ليجيبها بتأكيد بعدما استشف بداية مبشرة
أكيد لما تبقي مراتي رسمي هحارب الدنيا كلها علشانك ولو وصلت إني استخدم نفوذي وده اللي عمري ما عملته ولا أتبعته لكن هستخدمها علشان أحافظ عليك إنت ويوسف
قولتي إيه يا إيثار نعدي على مكتب مأذون شرعي نكتب الكتاب وتروحي معايا على بيتي وتبقى في حمايتي إنت وابنك
صف سيارته بجانب الرصيف ليستطرد بصوت خفيض
ولا أوصلك لشقتك
أنا عارف إنت بتفكري في إيه ومش عاوزك تخافي جوازي منك هيكون لغرض الحماية ده في الوقت الحالي لأني مراعي ظروف ۏفاة والدك وتشتتك من اللي حصل من إخواتك ولو حصل واتجوزنا هتقعدي مع يوسف في أوضة مخصصة ليكم لحد ما تجي لي بنفسك
ثم تعمق بعينيها واسترسل بكلمات خرجت منه مرغما
تحمحمت لتنطق بكلمات بعيدة كل البعد عن ما تشعر به الآن تجاهه من عشق لكنها مضطرة لقوله لحفظ كرامتها فقط
لو طلبت منك إن الجواز يكون بمدة معينة لحد ما أظبط أموري وأعرف أأمن نفسي أنا ويوسف توافق
موافق...أومأ برأسه وهو ينطقها بصوت مخټنق برغم تيقنه