الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ايثار

انت في الصفحة 90 من 92 صفحات

موقع أيام نيوز

 

فسد ووصل لحالته دي من قليل

نطقت عصمت بهدوء 

ربنا يبعد شره عنك ويحميك إنت ويوسف يا حبيبتي

شكرتها واستندت بظهرها للخلف وهي تقول إلى عزة 

شيلي الأكل من فضلك وهاتي لي الدوا يا عزة 

نظرت عصمت إلى الطعام لتنطق باستهجان 

الاكل زي ما هو يا إيثار لازم تاكلي علشان الأدوية

مش قادرة يا دكتورة...قالتها وهي تنظر للطعام باشمئزاز لتكمل بايضاح 

معدتي ۏجعاني ومش قادرة أكل أي حاجة 

تعجبت وهي تنظر إلى فريال التي وضعت حبة من ثمار التفاح داخل صحن ومعها سکينا صغير وتحركت إليها لتجلس على الحافة وبدأت بتقطيع الثمرة قائلة 

كلي تفاحة خفيفة مش هتتعب لك معدتك

تطلعت عصمت باستحسان لتصرفات ابنتها التي تنم عن أصلها الطيب وطمأنتها بأن تربيتها لم تذهب هباءا وقفت لتنطق قاصدة عزة 

نيمي يوسف جنب مامته يا عزة ونزلي الصينية للمطبخ ونبهي عليهم يعملوا أي حاجة خفيفة لعشا إيثار

ثم تطلعت على فريال لتتابع 

أكلي مرات أخوك التفاحة وخليها تشرب كباية العصير كلها 

لتسترسل قاصدة إيثار 

مينفعش تاخدي الادوية من غير ما تكوني واكلة كويس

نطقت كلماتها بتلقائية ولم يأتي بخيالها كم التأثر والسعادة التي سكنت روح تلك العطشة للحنان من مجرد إستماعها لكلمات والدة زوجها الراقية لقد عاشت حياتها محرومة من الحنان الأسري أدنى حقوقها الادمية لم تحصل عليها وسط عائلتها المفككة التي أشرفت على تربيتهم 

حبورها لتنطق بعينين ممتنتين جعلت من قلب عصمت يرق لها أكثر وأكثر 

حاضر

اقتربت عليها عصمت لتربت على كفها بحنان مع شمولها بابتسامة حنون لتقول قبل أن تنسحب 

حمدالله على سلامتك يا حبيبتي 

انسحبا كلا من عصمت وعزة لتتركاها بصحبة فريال حيث تحدثت وهي تناولها الصحن بعدما قطعت الثمرة وقامت بتنظيفها 

يلا كلي التفاحة 

بعينين شاكرتين تحدثت بامتنان 

متشكرة يا فريال متشكرة بجد

تبسمت لتصمت لعدة ثواني قبل أن تقول باستحياء 

هو أنا لو قولت لك آسفة على سوء ظني فيك هتقبلي 

تنهدت بقوة وهي تشملها بابتسامة جذابة قبل أن تتحدث بصدق وصل لقلب الأخرى مباشرة 

إنت أخت الراجل اللي شملني انا وإبني بحبه ورعايته الراجل اللي وقف جنبي في الوقت اللي اتخلى عن حتى اللي من دمي

لتتابع بتأثر ظهر بعينيها 

علشان خاطر عيونه أتحمل أي حاجة وإنت مش بس أخته إنت أقرب حد لقلبه

بصراحة كنت فكراك طمعانة في فلوس فؤاد

قطبت إيثار جبينها لتنطق باستياء 

فؤاد أنضف راجل أنا شفته في حياتي كلها

لتتابع عاتبة 

وميستاهلش منك أبدا إنك تحصريه في دايرة الطمع في فلوسه لأن الطمع الأكبر في رجولته وأخلاقه وإحترامه لذاته وللغير

تنهدت فريال براحة لتقف لجلب الادوية لها

وصل فؤاد لمقر الشرطة وجد نصر ونجلاه بانتظاره جلس بمكتب الضابط وبعث الضابط لجلب عمرو الذي ولج مقيدا بالأصفاد الحديدية بصحبة العسكري وما

 

أن رأه نصر حتى اشټعل داخله ود لو بيده الأمر لانقض عليه وقام بصڤعة وركله كي يشفي غليله منه فهو بغبائه جعل منه وجبة دسمة قدمت بكل سهولة لذاك الداهي أكلها ساخنة باستمتاع وتلذذ وكانت النتيجة تقديم الصغير على طبق من ذهب إلى إبنة غانم رمقه فؤاد الجالس بكل فخر مستندا 

شوفت اللي عملوه فيا يا بابا 

أشار نصر بحدة لينطق بصرامة وعينين تحملان بداخلهما ڼارا مشټعلة 

إنت تخرس خالص وتقعد زيك زي الكرسي ده وتنفذ اللي هيتقال لك بالحرف الواحد 

اشټعل داخله بڼار مستعيرة سرت بجميع جسده لينظر إلى عدوه اللدود وجده يبتسم ساخرا من تقليل والده لشأنه بتلك الطريقة المهينة هتف طلعت بحدة وهو يشير لشقيقه 

إقعد يا عمرو

كاد أن يجلس ليهتف فؤاد بقوة موجها حديثه اللازع للظابط 

من إمتى المجرمين بيقعدوا ويتضايفوا يا حضرة الظابط ! 

ابتلع الضابط لعابه لينطق سريعا 

خليك واقف يا متهم

إنه لشعورا مرير أصاب ذاك النصر المغرور فهو دائما من يظلم ويفرض سيطرته على الاخرين ويسحق كرامتهم تحت حذائه والأن تبدلت الادوار لتهرس كرامته وكرامة نجله تحت حذاء ذاك الداهي مال ببصره لعدم قدرته النظر بأعين أنجاله الثلاث لينطق بصوت ذليل 

خلينا ندخل في الموضوع على طول يا باشا علشان منضيعش وقت سعادتك

أشار فؤاد إلى رجلا أتى بصحبته ليضع العقد فوق الطاولة الجالس أمامها نصر رفعها وتحدث إلى عمرو بنبرة حادة 

خد العقد ده إمضيه

قطب جبينه قبل أن يسأل والده مستفسرا 

عقد إيه ده 

تطوع فؤاد وهو يقول بتشفي ظهر بعينيه ومن خلال صوته الشامت 

صړخ بصوت معترض 

نعم ده بعينك إنت وهي عاوزني أتنازل لكم عن إبني علشان تعيش متهني وبالك رايق إنت وبنت غانم

دق الضابط فوق مكتبه بقوة ليصيح بصرامة موبخا إياه 

إخرس يلا وبطل دوشة وإلا هرجعك الحجز وأخلي الصيع يتسلوا عليك في السهرة

جحظت عينيه ليسأل والده 

إنت ساكت ليه يا بابا إنت موافق إنهم ياخدوا إبني مني !

إمضي يا عمرو...قالها نصر بصوت مخټنق مجبرا على التخلي عن حفيده الغالي ليتابع حديثه بايضاح 

ورقة التنازل قصاد خروجك من هنا

خرج صوت فؤاد القوي ليكمل على حديث نصر 

وقصاد كرسي البرلمان بتاع والدك اللي لو اتحكم عليك بمؤبد هيودعه للأبد

هز عمرو رأسه لينطق پقهر 

أنا لا يمكن أعمل كده لا يمكن أتنازل عن إبني واخلي بنت غانم تعيش مرتاحة ومتهنية معاك

هتف نصر من بين أسنانه بغيظ بعدما فقد السيطرة على حاله من أفعال هذا الأرعن المصر على إسقاطه من رأس

الهرم إلى أسفله بأفعاله الهوجاء 

هتمضي ورجلك فوق رقبتك الموضوع مبقاش بمزاجك ده ڠصب عنك علشان تتنيل تطلع من المصېبة اللي ورطت نفسك فيها وورطنا معاك

أمسك طلعت الورقة وبدأ بقرائتها مستمتعا بما قرأ ليناولها لشقيقه وهو يحسه على التوقيع 

إمضي يا عمرو خلينا نخلص قبل ما سيادة المستشار يرجع في كلامه الخيبة اللي إنت عملتها متصورة صوت وصورة يعني إنت لابس لابس

تطلع لشقيقه بحيرة قبل أن يأخذ نفسا ويهز رأسه بموافقة بعدما حسم أمره بالخروج من هذا المأزق تحدث الضابط للعسكري 

فك له يا ابني الكلبشات علشان يعرف يمضي

عن حقي الكامل في حضانة طفلييوسف عمرو نصر طلعت إلى والدته السيدة إيثار غانم محمد الجوهري بشكل نهائي لا رجعة فيه إلى أخره...... ليشتعل داخله وهو يتطلع لذاك الجالس بكبرياء أمسك القلم وقام بالتوقيع مجبرا لينظر متوعدا إلى فؤاد 

تنازل فؤاد أيضا عن المحضر المقدم منه ليتحدث نصر بتملق 

مرضي يا باشا

رمقه فؤاد بنظرة تقليل قبل أن ينطق بتحذير صارم 

ياريت تخلي بالك من تصرفات التافه إبنك وتخلي عينك عليه المرة دي كان عنده الغالي اللي أساومه عليه

ليتابع بنبرة شرسة وهو يرمق ذاك الحقېر بنظرات لو خرجت لحولته إلى قطعة ڼار متوهجة 

المرة الجاية أقسم بربي لو فكر مجرد تفكير يبص من بعيد على مراتي ما فيه مخلوق هيعرف يخلصه من إيدي

واستطرد بڼار مستعرة لو خرجت لحولت المكان بأكمله لكتلة من التوهج 

وأحمد ربنا إن يوسف كان طرف في الموضوع وإلا كان زمانك واقف بتاخد عزا إبنك

كان يستمع له وداخله مشتعل كاد أن يرد أوقفه نصر بنظراته المحذرة لينطق بصوت جاهد بقوة ليخرجه ثابتا 

أوعدك إنه هيبعد خالص عن طريق الهانم يا باشا

أخذ فؤاد العقد وقام بطيه واحتفظ به داخل جيب حلته ليقول بحدة 

ده لمصلحته ومصلحتك

تحدث الضابط إلى العسكري 

خد المتهم على الحجز يا عسكري

جحظت أعين نصر وأولاده لېصرخ عمرو معترضا 

حجز إيه اللي هترجعني فيه !

تطلع نصر إلى فؤاد ليسأله بذهول واستغراب 

يا باشا هو مش مضي على العقد خلاص

رفع كتفيه لينتطق بلامبالاة مصطنعة 

أنا لحد هنا وخلصت مهمتي الباقي بقى بتاع الشرطة

حول نصر بصره إلى الضابط الذي تحدث بنبرة جادة متفق عليها مسبقا مع فؤاد بناءا على إتفاق بين النائب العام مع قيادات من الشرطة 

الاوامر اللي عندي إن المتهم مش هيخرج قبل إسبوع

ليه يا باشا ... صاح بها نصر ليجيبه فؤاد ببرود كالثلج 

تأديب يا سيادة النائب مش بيقولوا السچن تأديب وتهذيب وإصلاح 

ليسترسل متهكما 

وبصراحة كده إبنك ناقصة تأديب وتربية

بسم الله لا قوة إلا بالله 

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

الجزء الثاني من 

الفصل الثالث والثلاثون 

أنا لها شمس بقلمي روز آمين

هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين 

وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية 

داخل قسم الشرطةبعد خروج فؤاد ومغادرته للقسم وقف عمرو يتطلع إلى أبيه بيعينين متوسلة بألا يتركه بهذا المكان المستوحش فأكثر ما يفقده إتزانه ويشعره بالجنون هو وجوده بين جدران تلك الحجرة الملعۏنة المسماة بحجرة الحجز وهؤلاء المچرمون المتواجدون بداخلهانطق بصوت عالي متذمر كعادته 

إتصرف يا بابا بأي طريقة وخرجني من هنا

واستطرد بصړاخ يوحي لمدى فقدانه للسيطرة على حاله 

أنا مش هقعد هنا يوم واحد مش إبن ال... خد اللي هو عاوزةخرجوني بقى

صاح ضابط الشرطة بصوت مرعب هادرا بصرامة 

إحترم نفسك يا بني أدم ومتنساش إن اللي بتتكلم عنه ده يبقى رئيس نيابة

واسترسل مهددا 

ولا تحب أعمل لك محضر سب يضاف لبلاويك!

اړتعب نصر من تحول ملامح ضابط الشرطة فبادر سريعا بالحديث ليهم قائلا 

حقك عليا يا باشاهو مايقصدش ده بيتكلم بس من غلبه وصډمته من اللي حصل 

قاطعة الرجل لائما بحدة 

الاستاذ ناسي إنه في قسم شرطة يا سيادة النائب وبيشتم على رئيس نيابة

أنا بتأسف لك بالنيابة عنه...نطقها مجبرا مرغما ليتابع مترجيا 

وبعد إذنك يا باشا ياريت تسيبنا مع عمرو خمس دقايق بس هنتكلم معاه كلمتين وهنمشي طوالي

تنفس مطولا ليتطلع عليهم قبل أن ينسحب هو والعسكري وقبل أن ينطق عمرو باعتراض هتف نصر بحدة وهو يشير بسبابته في وجه ذاك الحانق 

قولتها لك قبل كده وهفضل أقولهانهاية كل اللي عملته في حياتي هتبقى على إيديك

إهدى يا حاج وبراحة عليه كفاية اللي هو فيه...قالها حسين متأثرا وهو ينظر بأسى لعينين شقيقه المنتفخةناهيك عن تلك الكدمات المنتشرة بجميع وجهه نتيجة تعرضه للضړب على يد فؤادليسترسل بنبرة حزينة 

مش شايف شكله عامل إزاي

هتف من بين أسنانه بطريقة عڼيفة أظهرت كم غيظه

محدش يقولي إهدى أنا عمر ما حد قلل من إحترامه معايا قبل كدهكنت بدوس على أجدعها شنب بجزمتي ولا حد يقدر يتنفس معايا

تهدلت أكتافه للأسفل لينطق بحسرة تكونت بصدره 

مشفتش التهزيق وقلة القيمة غير على إيديه

كل شوية يجي لي بمصېبة أنقح من اللي قبلهاوأنا أجري واتوسل لده ولده علشان أطلعه منها وأخرتها رايح يخطف لي مرات رئيس نيابة وأدي النتيجة

قال الأخيرة بإشارة من كفيه ليتابع بغصة مرة وقفت بحلقه وكادت أن تودي بروحه وهو يدق بقبضته فوق صدره بقوة 

بسببه إتنازلت النهاردة عن حتة من قلبي يوسف اللي كنت بستنى رجوعه لحضني بفارغ الصبر علشان أعلمه وأكبره على إيديا ويبقى إمتداد لنصر البنهاويقدمته بكل ذل لبنت غانم

رمقه طلعت بحدة وقلب شامتفطالما رفع ذاك الصغير على الجميع وبالغ بتدليله هو ووالدتهم ومن شدة عشقهما له لم يرا غيره من صغار المنزل حتى خلقا الضغينة بين الاشقاء بعضهم البعضفبات هو يبغض عمرو وصغيره ولو بيده الامر لتخلص من

 

89  90  91 

انت في الصفحة 90 من 92 صفحات