انا ظابط مخابرات
منذ خمس سنوات
مر شهر.. وتعمق حاتم معهم في الامر.. حتي اطمأن الطرف الاخر بسيطرته عليه
نزل سيف شركاته الخاصة به.. ومعه يحيى
اما يوسف مازال في البيت الآمن مع زوجته واخته يعمل من هناك وعلى دراية بما يحدث
يحاول حاتم تهدئة اوضاع والديه سواء وادا سيف او حور..
كان جالس خلف مكتبه.. يعمل بتركيز شديد
حتي رن هاتفه.. ما ان رأي اسمها حتى ابتسم وفرح قلبه
اه.. الحقني.. يا سيف.. اه ھموت.
لم يسمع كلمة اخرى.. نزل بسرعة اخذا سيارته.. متوجها الي القصر
يتصل بها بعد انقطاع الخط لكن لا يوجد رد
اتصل بالحرس
انتو فين يا .. دخل الغرفة..
وجد هبة بيتزا
مرمية علي الارض.. وشراشف السرير كذلك.. يبدوا ان احدا حاول النهوض من الارض ممسكا بأي شى حوله وجد هاتفها ملقيا علي الارض... لم يرها حتي الان.. تقدم بخطى بطيئة.. للجاتب الاخر من السرير.. وفزع لما رآى
اقترب بسرعة ينادي عليها بلهفة شديدة... ورفعها من هلي الارض
حور
لم يكمل كلامه من هول ما رآى... وجه شاحب بشدة... .. حملها سريعا.. وجد بقعة دماء كبيرة اسفلها
شل عقله فماذا حدث...
حملها سريعا... ونزل مسرعا غاضبا... هادرا في الحرس
افتحوا الباب يا اغبية.. افتحوا الزفت ده
وضعها في السيارة برفق... وركب بجانبها... وساق بأعلي سرعة
حور.. حور فوقي.. ايه الحصل
يا ربيييييي. صړخ عاليا يضرب عجلة القيادة
امسك تليفونه بتوتر
الو.. مشيت...
بسرعة تجهزلي افضل دكاترة في المستشفي.. حور بتروح مني
في ايه
مش وقت زفت اسئلة.. اخلص
اجفل يحيى من صراخه ركب سيارته سريعا.. وتوجه ناحية المشفى... متصلا بالادارة هناك مجهزا كل شيء
دخل سريعا للاستقبال.. ما ان دخل حتى رأته ريم
يحيى.. في ايه
الټفت لها..
حور.. سيف كلمني وقالي اجهز دكاترة.. حور جية
اجفلت ريم
مالها.. مالها حور
مش..
لم يكمل فقد شاهدوا هذا الهائج والاطباء يجرون لاستقباله بالترولي.. حاملا العصفورة بين يديه... مازالت الډماء تتسرب منها خلفهم... وشحوبها يزداد
وضعها علي الترولي.. وأخذها الاطباء لغرفة العمليات سريعا.. ذهبت ريم مسرعة معهم.. متخطية صډمتها سريعا
وحرسه خلفه
اقترب بحيى منه بحذر.. آمرا الحرس بحراسة جناح حور. والباقي امام المشفى... ومازال الآخر مكانه
ربت علي كتفه... هنا شعر ان كل ما حدث حقيقة
وقع علي ركبتيه فجأه.. ناظرا للفراغ
سيف.. قوم واهدي.. هي محتاجاك
جلس بجانبه... لم يكمل حديثه لانه جاءه اتصال.. وضع التليفون علي اذنه
ههه سيف... اسمك حلو
تعجبت ملامح سيف..
مين
اندرو
يعني مين
كابوسك... ابقى عرفني العزا فين... اصلي بحب اعمل الواجب.. اصل الجرعة كبيرة.. ونوعية السم دي نادرة.. فما تقلقش مش هتقوم منها... ههههههه. واغلق السكة
ثار سيف
يا ابن ... وديني لاقټلك يا بن
وذهب سريعا ناحية غرفة العمليات يريد الدخول.. وجد ريم تخرج.. علامات الحزن علي وجهها
تحدث بتوتر
ححور.. حور عاملة ايه
رفعت نظرها ليحيى الذي شجعها علي الكلام حتي لايقف قلب سيف
ډمها فيه سم مش عارفين نخلص منه بس الحمدلله.. هي كانت حامل في شهر
تقهقر سيف.. حتى استند علي الحائط.. رادفا بتوهان
كانت
السم اتركز في الرحم بسرعة.. والا كان قضى عليها.. والتزيف الكتير سببه ده.. لازم نخلص من السم.. هو دلوقتي اتركز في الرحم
نظرت لعيني سيف الذي يستمع لها بروح خاوية
لازم نستأصل الرحم.. علشان نخلص من السم
شيلوه.. المهم هي هي ترجعلي وبس
دخلت ريم مسرعة.. ولم تمضه علي الورقة... وبدأت اجراءات ازالة الرحم
لم ينطق بكلمة... سند على الحائط خلفه... اغمض عيناه متذكزها
جالسين امام التلفاز.. وهي ترتدي فستان قصير جدا... يكشف مفاتنها بغزارة
يجلس علي الاريكة.. وهي وفي حضنه.. تتشاك ايديهما وكذلك اقدامهما... يستمعان لفيلم عائلي جميل.. فيه طفل رائع الجمال
نظرت له بعيون تتسع عند الدهشة والفرح
سيف
عايزة بيبي ولد.. العب معاه.. ويكون حلو.. ولون عنيا
ملس علي خدها..
هههاشمعني لون عنيكي... مش لون عنيا...
علشان تحبه زيي... بالظبط.. زي مابتحب لون عنيا انا.. وتسرح فيهم
قبل عينيها بشغف
وليه مش بنت
كشرت
لا مش دلوقتي.. علشان هتحبها اكتر مني.. وعايزة عنيها يبقوا زيك.. علشان ماتسرحش فيهم
اڼفجر ضاحكا..
هلي كلامها.. لمس انفها بانفه
هه يا مچنونة.. عمري ماهحب خد زيك.. انا عايزها شبهك ومنك...
دخلت في حضنه
لا.. انا عايزة بيبي ولد.. ويكون شبهي.. وبعدين بشوية.. لا لا مش شوية.. دول شوية كتير نجيب بنت شبهك..
ازداد من احتضانها
بتحبيني للدرجة دي
اوي.. بحبك اوي
قبل شعرها. مردفا بعبث
ليه الي انتي لبساه ومش لبساه ده
خرجت من حضنه وبكل براءة اجابت
فستان
حملها على كتفه سريعا..
ما انا عارف انه فستان.. تعالي يلا
ضړبته علي ظهره
استني الفيلم لما يخلص
ضربها أسفل ظهرها..
بتضربيني.. هاخد حقي
يا قليل الادب
وضعها علي السرير..
تعالي اوريكي قلة الادب الي بجد
فتح عينيه علي صوت حاتم الذي كلمه يحيى وجاء مع الحرس اخذوه من الجراش بسرية تامة
اردف بنبرة قلقة فقد اخبرة يحيى بكل شئ.. لقد تقطع قلبه علي اخته.. وتألم من اجله..
سيف.. انت كويس
نظر له بخواء.. وهز رأسه..
جلس بجانبه ينتظرون خروج الطبيبه بعد عدة ساعات.. خرجت الطبيبة وبجانبها ريم
اقبلوا عليهم بسرعة
حور اخبارها ايه
اهدي يا سيف باشا.. الحمدلله هي بخير دلوقتي.. بس لازم تغذية جامدة.. ولازم تاخد بالك من نفسيتها.. الحصل مش سهل.. فقدت جنينها.. والرحم.. كل ده مش سهل.. لازم تتحمل تقلباتها..
اغمض عينيه بۏجع.. فروحه ستتألم قبلها
اقدر اشوفها..
حاليا لسه.. هتتنقل ليها اجهزة هنا.. في الجناح ده زي العناية بالظبط... ولما تستقر شوية تقدر تدخلها
وذهبت من امامهم
سيف
نعم خرج صوته منكسرا.. لاول مرة تراه هكذا
ابكي يا سيف
احتضنها فجأه.. ووقع هو وهي علي ركبتيهم وبكي بشده...
شاهد حاتم ويحيى ريم وهي تحتويه
وهو يبكي كالأطفال الصغار.. لاول مرة يرونه هكذا
تقطع قلب حاتم فأخته واخيه اما يحيى لم يشعر بالغيرة بأنها تحتضنه.. وانما شعر بألمه وبحاجته للاحتواء فقد كان يوما مكانه
قلبي بيوجعني...
ايه يا ألفت.. مالك انشاء الله خير..
لا وانا كمان مش مرتاحة
ايه يامني مالك انتي التانية.. بتخوفونا ليه
مش عارفة بس حاسة بحاجة وحشة...
ما ان قالت هذه الكلمة حتى وجدوا كل من حاتم ويحيى داخلين
اقتربت الفت بتلقائية
عايزة اشوف اختك.. ماليش دعوة... حاسة ان فيها حاجة
نظر لها پألم واجلسها... قص عليهم ماحدث
قلب الام تفطع عليها
بتتي.. ودوني لبنتي
أهدي يا طنط. اهم حاجة دلوقتي هناك مش عايزين انفعال.. لازم نقف جنبها.. سيف منها.. ومش عارفله رد فعل لحد دلوقتي... انا هخادكم هناك.. وما حدش هيعرف حاجة.. بس علشان خاطر حور.. مش عايزين اي كلاك يدايقهم.. ولا عتاب..
ودوني لبنتي بس.. ومش هتكلم
اهدي يا امي.. اهدي هنروح.. اتفضلوا بس غيروا هدومكم.. وهنروح حالا
صعدوا سريعا. ظل عادل.. بنظر للفراغ
جثى حاتم امامه وامسك بيده..
بابا.. مالك
بنتي..
هتبقي كويسة انشاء الله...
صعد بروح فارغة تبدل ثيابه.. وذهبوا مع يحيى... من باب خلفي لا يعرفه احد
صعد حاتم الي العلي وجد جوي تلاعب جين.. ما ان دخل حتي وضعتها في سريرها واقتربت منه
فزعت لما رات من حالته...
مالك يا حبيبي
دخل في حضنها وبكى
مالك
اردفت پخوف
احبرها بكل شئ.. فنزلت دموعها هي ايضا
طب.. طب يلا نروحلها.. يلا
وقامت تغير ملابسها وملابس جين.. وذهبوا
الفصل 35
قوم يلا ياسيف غير هدومك.. يحيى باعت لك الهدوم دي.. يلا
نظر لها ولم يتحدث
حدثته برجاء شديد
يلا علشان خاطرهم.. هم جيين دلوقتي... وهدومك كلها ډم.. هيتخضوا زيادة.. طب علشان خاطر حور.. لما تصحي ماتشوفكش كدا.. نفسيتها هتتعب زيادة
قام معها بهدوء ينافي غضبه الداخلي
وصلت العائلة.. وجدوا الدكتور يخرج من غرفتها
بنتي.. بنتي عاملة ايه يا دكتور
تحدثت بلهفة ودموعها على وجنتيها وتمسك يد زوجها
حور هانم اتكتب لها عمر جديد.. خي دلوقتي في احسن حالة ممكن تكون فيها
ينفع اشوفها
جدا.. حضراتكم اتفضلوا ادخلوا.. خليكوا جنيها . لازم لما تصحي ماتبقاش لوحدها.. علشان ماتفكرش كتير.. الي حصلها مش سهل.. اهم حاجة دلوقتي نفسيتها... هتتفضلوا تدخلوا بس بهدوء وماحدش يحاول يصحيها... هي هتصحى وحدها
ذهب وتركهم دخلوا.. اندهشوا منا رءوا... هل هذه حور ابنتهم المشعة بالجمال... هذه شاحبة جدا... هزيلة... ترقد علي سرير ابيض يعكس شحوبها الشديد... اقترب والديها منها...
اخذا يديها... اقترب حاتم جبينها...
وتركوها وجلسوا علي الكراسي الموجودة بالغرفة
سمعوا همهمة بسيطة
س.. سي... س. سيف
انتفضوا جميعا مقتربين منها.. تفتح عينيها بصعوبة
س.. سيف...
فوقتي يا قلب ماما
ما مامي
نزلت دموعها وهي تحدثها... فاقترب والدها منها يمسك دموعه
ازيك يا روح بابا
بابي.. ابتسمت بوهن...
فتح الباب ودخل فجأة
كان قد انهى ارتداء ملابسه. وخرج وجد ريم في انتظاره
دلوقتي اقدر اقولك يلا تدخل لحور وتستنى لما تفوق
اسرع يفتح باب الغرفة.. وجد الكل حولها... اقترب منرالسرير بسرعة.. وجدها تبتسم بوهن.. افسحوا له مجالا حتي يراها...
امسك يدها... وامسك دموعه بطاقة رهيبة
س.. ي.. ف
قبل يدها.. قلب سيف.. وعمر سيف
ايه.. الي حصل
مش مهم.. مش مهم دلوقتي اهم حاجة ترتاحي الاول
ابتسمت له بوهن واغمضت عينيها.
حور.. حور
خلاص يا سيف دا بفعل المسكنات الكتير..
طب يا ريم هتفوق امتى
سيبها يا سيف براحتها.. الالم هيبقي
صعب سواء الجسدي او النفسي
ابتلع غصة في حلقه.. وجلس بجانب سريرها على احد الكراسي.. ولم يتحدث مع احد
كذلك هم لم يجرؤوا علي التحدث... فلأول مرة يروه هكذا لم يكن هكذا عندما ضړبته والدته.. حتي عندما دخلت ضړبت حور .. لقد كان مڼهارا.. ولكن هيبته كانت... انما الان فقد كسر...
كان عادل لديه الكثير من الكلام والعتاب والڠضب.. ليقوله..لكنه عندما رآه... لم يتحدث.. لم يرد تكرار خطئه مرتين
فين مرام
نامت شوية
قالت وهي تجلس بجانبه علي الكنبه
اقترب منها بخبث
ايه
ابتعدت برأسها عنه تعلم ما تخفيه نظرته
ايه في ايه
احنا وحدنا
طب ما انا عارفة
طب تعالي اعرفك
يوسف
قلب يوسف
حملها ودخل غرفتهم.. انزلها بجوار السريروواردف وهوينظر في عينيها
وحشتيني
وانت وحشتني اوي...
كوب وجهها واقترب حتى وهمس
نفسي اعوضك عن الي حصل.. و...
حتى تسكته
اول ماشوفتك قصاد عيني.. دا عوضني... قربك مني.. دا عوضني... مش عايزة حاجة غيرك.. انت وبس
ما ان انهت كلامها.. ...
بعد فترة من الزمن..
حبيبي..
اممم
فوقيلي كده
همست.. حاضر
قبل شعرها...
نفسي نخلف.. وقريب
جدا
خرجت من حضنه.. بدموع تترقرق في عينيها
اصعب لحظة عدت عليا بعد ما قالوا انك مت.. هي لحظة ما راح.. حسيت روحي هي بتتسحب مني مش روحه هو
قبل دموعها
دموعك غالية اوي... ماتعيطيش.. ربنا هيكرمنا انشاء الله
انشاء الله
لكن رنين هاتفه.. اجبره علي الابتعاد
الوا.. ازيك يا يحيى
لازم تيجي المستشفى حالا.. اللعب بقي علي المكشوف
اعتدل علي السرير... واعتدلت هي ايضا قلقة
يعني
حكي له يحيى ماحدث
نص ساعة وتلاقيني عندك
في ايه يا حبيبي
حكي لها
بكت هي فاحتضنها.. واردفت من بين شهقاتها
حرام ليه يعملوا كدا اكيد هي متدمرة.. والله حرام
هشششش اهدي خلاص انا عايز امشي وانا منطمن عليكي...
مسحت دمرعها
خلاص روح... اقف جنب صاحبك.. كفاية انه هو الي جمعنا تاني
قبل جبينها
وقام سريعا ارتدى ملابسه وخرج تاركا الحرس على باب المنزل.. وذهب مسرعا الي المستشفى
خرجوا جميعا من الغرفة بعد ان خرج يحيى وحاتم وسيف لملاقاة يوسف..
دخلت الممرضة.. لمتابعتها
وجدتها تفتح عينيها بتعب
الف سلامة عليكي..
ال.. الله يسلمك.. فين.. سيف
بره.. ربنا يقومك بالسلامة
هو