رواية الثلاثه يحبونها
موجهة حديثها إلى بشرى الجالسة بجوارها تنظر إلى رحمة پحقد
خفى يابشرى ..مش كدة..الستات أخدت بالها منك.
زفرت بشرى وهي تنظر إلى علا قائلة فى همس حاد
ڠصب عنى..إنتى مش شايفة ستات العيلة عاملين معاها إيه ..وكأنها مبعدتش عنهم بمزاجها سنين..وكأنهم نسيوا إنى انا اللى كنت بزورهم وبودهم وبعملهم الحفلات وبجمعهم..سايبينى أنا وقاعدين حواليها بيواسوها.. هتشل يا علا..هتشل.
إهدى بس وإسمعينى..هي أخت المرحومة راوية والطبيعى يكونوا بيواسوها اكتر لإنها الاقرب ليها واللى باين حزنها عليها..إنتى مش شايفة دموعها و حالتها عاملة إزاي..دى لا أكل ولا شرب ولا نوم..تحسيها هيجرالها حاجة.
نظرت
بشرى
إلى علا فى حدة قائلة
حتى إنتى يا علا بتصدقى الحركات بتاعتها دى..هو انا مش ياما كلمتك عنها..دى تمثيلية ياعلا..تمثيلية قصدها تكسب بيها عطف العيلة وشفقتهم..وعطف يحيي ومراد طبعا..دى حرباية وعارفة إزاي تتلون
قالت علا بهمس
وأهى خطتها نجحت والكل متعاطف معاها..إتعلمى منها بقى ياحبيبتى ومثلى شوية..الناس بيبصولك .
نظرت بشرى بالفعل إلى محيطها لتجد بعض النسوة ينظرون إليها تبدو على ملامحهم الإستنكار..لتشعر ان علا على حق..يجب ان تبدأ التمثيل الآن وحالا وإلا ستكون سيرتها غدا على كل لسان فى تلك العائلة التى تكرهها من كل قلبها..عائلة الشناوي.
كل قدراتها التمثيلية..لتصرخ بلوعة قائلة
ياحبيبتى ياراوية..ملحقتيش تفرحى بهاشم جوة ..كنتى أخت ..والله كنت أخت..ربنا يرحمك ياحبيبتى يارب.
ظهر الحزن على وجوه الجميع وهم يقولون آمين..وبدأت بعض النسوة تتجه إلى بشرى تطلب منها الصبر وذكر الله..يواسونها على مصابها وهي تبكى وتقول
لتتلاقى عيناها بعيني علا التى ضمت السبابة والإبهام رافعة اصابعها الثلاثة علامة الكمال خفية..لتكاد بشرى ان تبتسم فى إنتصار ولكنها أخفت تلك الإبتسامة بسرعة لتلتقط رحمة ما حدث وتهز رأسها فى يأس..تمد يدها لتمسح دموعها المتساقطة على وجهها قائلة فى ضعف
...إنفضت النسوة وإنتهى العزاء..لتقترب روحية من رحمة قائلة فى حنان
قومى ياست رحمة.. كلى لقمة وإرتاحى شوية ..كدة مش كويس علشانك.
قالت رحمة بضعف
مش قادرة ياروحية آكل..أنا هقوم أرتاح فى أوضتى.
قالت روحية بإصرار
مينفعشى ياستى .. إنتى مكلتيش حاجة من ٣ أيام..مفيش حد يقدر يعيش من غير أكل.
مش قادرة احط حاجة جوة بطنى..من فضلك ياروحية سيبينى براحتى.
قالت روحية
بس....
قاطعتها بشرى قائلة بحدة
ما قالتلك مش قادرة..خلصنا بقى..هو إحنا هنترجاها تاكل..ما إنشالله ما أكلت ..دى حاجة تإر....
هدر صوت يحيي من خلفها مقاطعا إياها وهو يقول
فيه إيه..بتزعقى كدة ليه يابشرى
نظر الجميع إلى يحيي الذى دلف لتوه من باب المنزل يبدو عليه الإرهاق بدوره وقد إستطالت ذقنه وظهر السواد حول عينيه..يتبعه مراد..لتقول بشرى متلعثمة
مبزعقش ولا حاجة ..أنا بس...أنا.....
ليتجاهلها يحيي تماما وهو يلقى نظرة على وجه رحمة الشاحب بشدة ..ينتابه القلق من مظهرها الضعيف ..يخشى ان تكون بشرى قد ضايقتها بكلامها ويدرك من إطراقة رأسها أنها لن تتحدث..ليقول موجها حديثه إلى روحية قائلا
فيه إيه ياروحية
قالت روحية فى إحترام
رحمة هانم مكلتش يايحيي بيه وانا كنت بنبهها إنها لازم تاكل قبل ما تطلع اوضتها بس هي رفضت زي كل يوم .
إتسعت عينا يحيي فى صدمة وهو يوجه حديثه إلى رحمة قائلا
إنتى مكلتيش من إمتى يارحمة
رفعت إليه عينان ضړب كل من ضعفهما ودموعهما قلبه فى مقټل وهي تقول بصوت خاڤت
مليش نفس ..مش عايزة آكل.
إقترب منها قائلا بقلق حازم
أنا بسألك سؤال تجاوبينى عليه..مكلتيش من إمتى
قالت روحية بسرعة
من ساعة المرحومة راوية هانم ما ماټت..من ٣ ايام يابيه.
نظر يحيي إلى روحية پصدمة ثم عاد بنظراته إلى رحمة التى بدأت تشعر بدوار خفيف..تود فى تلك اللحظة ان تهرب إلى أمان حجرتها تدرك ان كل العيون عليها وهذا يصيبها بالتوتر والضيق..خاصة عيون هذا الرجل الواقف أمامها..لتسمع صوت بشرى وهي تقول بحدة
إنتوا مكبرين الموضوع أوى على فكرة..إيه يعنى مكلتش..دلع ماسخ بصراحة.
إلتفت يحيي إلى بشرى قائلا بصرامة
إنتى بالذات تسكتى خالص ومسمعش صوتك..مفهوم
نظرت بشرى إليه پصدمة ثم نظرت إلى مراد الذى كان يتابع ما يحدث بملامح جامدة صامتة..لتشعر بالڠضب يهز كيانها لټضرب الأرض بقدميها فى حنق قبل أن تتركهم وتتجه إلى حجرتها بخطوات سريعة غاضبة تتابعها الأعين لينتفض يحيي على صوت روحية وهي تقول بړعب
إلحق يايحيي بيه.
ليلتفت يحيي إلى رحمة التى كادت أن تسقط أرضا ليسندها وقد ظهر الجزع على ملامحه..يدرك أنها أغشي عليها ..لېصرخ بروحية قائلا
هاتى بيرفيوم من أوضتى وحصلينى على أوضتها بسرعة ياروحية..رحمة مستحيل تروح منى تانى.
أسرعت روحية تنفذ اوامر يحيي بينما وقف مراد عاجزا ..كاد أن يذهب وراءهم ولكن إكتشافه الذى مزق كيانه الآن..أصابه بالذهول ليشعر بالإختناق..ليقرر أنه لابد وأن يذهب إلى المكان الوحيد الذى يشعر فيه بالراحة..لذا غادر المنزل متجها بكل حسم......إلى شروق.
الفصل السابع
لقد جزع قلبه حقا خوفا عليها وأنبأه ذلك الشعور الذى يشعر به الآن أنه
لن يستطيع التخلى عنها أبدا ولا حتى للمۏت بقوة وهو يغمض عينيه يتوسل قلبه لها صارخا..بالله عليكى لا تتركينى مجددا..ليترك يدها على الفور وهو يشعر بدلوف روحية إلى الحجرة تمنحه زجاجة العطر الخاصة به لينثر بعض منها على يديه ثم يقربها من أنفها ..جعدت رحمة أنفها وبدأت فى فتح عينيها
حضريلها لقمة بسرعة ياروحية.
فتحت رحمة فاهها لتعترض بضعف
هش..ولا كلمة..هتاكلى وأنا بنفسى اللى هأكلك.
مستنية إيه ياروحية..بسرعة هاتى الأكل.
أومأت روحية برأسها وهي تقول
ثوانى يابيه والأكل يكون عندك.
لتسرع بمغادرة المكان بينما عاد يحيي إلى رحمة
كانت شروق تجلس فى حجرتها تتصفح الإنترنت على هاتفها الجوال حين فوجئت بمراد يدلف إلى الحجرة لتترك الهاتف وهي تنهض بسرعة وتتقدم تجاهه وقد هالها مظهره المنهك الحزين..مالك ياحبيبى فيك إيه
تعبان ياشروق..تعبان أوى.
سلامتك من التعب ياقلب شروق..ياريت تعبك يسيبك وييجى جوايا أنا.
بعد الشړ عنك..متقوليش كدة.
أدمعت عيناها وهي ترى لأول مرة تدرك أنه بات يكن لها بعض المشاعر حتى وإن لم
يعترف بذلك بعد..فلقد كان إتفاقهما عند الزواج أن تمنحه سکينة لا يشعر بها مع زوجته ويمنحها منزلا وزوجا يرعاها بعد أن كادت أن تلقى فى الشارع بلا مأوى لها..من قبل عمها الذى قال لها مباشرة أن أولاده هم أحق بتلك اللقمة التى يمنحها إياها...ومع مرور الأيام فاجئها مراد بعرضه الزواج منها لتفاجئ اكثر بموافقتها التى أرجعتها وقتها لفضله الكبير عليها..
ولكنها أدركت بعد الزواج أنها وافقت على عرضه لأنها أحبته من النظرة الأولى..أفاقت من شرودها العيون الجميلة دى مش لازم تبكى وأنا موجود.
ربنا ما يحرمنيش منك أبدا.
حركة بسيطة وكلمات أبسط منحاه ة من تلك الفتاة البسيطة رائعة الجمال..والتى منحته ماعجزت عن أن تمنحه إياه بشرى..منحته حب يظهر فى تلك العينين العشبيتين..وفى اهتمامها به وبكل ما يحبه ..ومنحته راحة فى الإستماع إليه وإلى ما يؤرقه ثم بكلمات بسيطة
نظرت إليه بلهفة قائلة
بجد يا مراد
بجد ياشروق.
قرب يحيي ملعقة الشوربة من فم رحمة لتفتح شفتيها رغما عنها وتشربها.. بعينيه..تشعر بيحيي يعود كما كان . ليكبح جماح نفسه بكل قوة ..كادت هي بدورها أن تستسلم لعشقها القديم ..أن هذا هو يحيي من ظن بها السوء رغم
نهض يحيي قائلا فى توتر
انا هخلى روحية تيجى تأكلك...
قاطعته قائلة
لو سمحت متتعبهاش..أنا هاكل لوحدى.
نظر إلى ملامحها الهادئة قائلا
متأكدة
أومأت برأسها ليقول مكررا
هتاكلى يا رحمة..قلة الأكل مش كويسة علشانك.
وكأنه يهتم إن عاشت أو ماټت..لتقول بعصبية
انا مش طفلة صغيرة على فكرة..ولما أقول هاكل يبقى هاكل..بطل تعاملنى معاملة الأطفال يايحيي..إنت كدة بتخنقنى.
إبتسم بسخرية قائلا
الاحسن إنى أعاملك كطفلة..صدقينى.. ما هو إنى اعتبرك طفلة صغيرة مش عارفة مصلحتها
فين.. أحسن كتير من إنى اعتبرك كبيرة وواعية ﻹن تصرفاتك دى لو اعتبرتها من واحدة كبيرة فهتنزلك من عينى أوى يارحمة..وأظن مش ممكن تنزلى أكتر من كدة.
أغروقت عيناها بالدموع ولكنها أطرقت برأسها حتى لايرى دموعها وضعفها..بينما هو شعر بالندم فور نطقه لتلك الكلمات وهو يرى شحوب وجهها ولكنه أدرك أنه أراد بتلك الكلمات ان يثبت لها أنه ليس ضعيفا أمام سحرها كما ظهر منه..وأنها لا تؤثر به بتاتا..أراد ان يوضح لها رأيه فيها حتى لا تنتابها الشكوك حول مشاعره ورغم انه أراد ان يبثها كل ذلك إلا أن إطراقة رأسها ومظهرها الضعيف الآن جعلاه يشعر بالندم على تفوهه بتلك الكلمات الفارغة ..يدرك أنه إن تركها الآن فلن تأكل وربما حدث لها شيئا وهو لن يسمح بإصابتها بأي سوء..ليعاود الجلوس
ب
كانت بشرى تجوب حجرتها جيئة وذهابا..تشعر بالحقد والغيظ ېمزقان كيانها..تبغى الإنتقام ممن كانت السبب فى أن ېصرخ عليها يحيي لأول مرة فى حياتها..لا تدرى ماذا تفعللتتوقف فى مكانها ترفع يدها إلى رأسها تفركها فى حدة وهي تقول
فكرى يابشرى..فكرى..إيه..افكارك الجهنمية راحت فيندماغك دى صدت ولا إيهأكيد من قلة إستعمالها ..بقالك كتير راكناها على الرف..لكن آن الأوان تستخدميها عشان تزيحى العقربة رحمة من طريقك ..بس هتظبطيها إزاي بس
لتزفر قائلة
طول ما أنا عايشة فى التوتر ده وهي أدامى مش هعرف أفكر وأدبرلها مصېبة تاخدها من وشى..وأخلى الطريق يفضالى بقى..كل اللى هيحصل إنى هتعصب وأغلط وأزعل يحيي منى وبس.
لتلتمع عيناها وهي تقول
أيوة ..أحسن حاجة أروح لأخو جدى هاشم البلد..أيوة هروح للحاج صالح ..هناك هدوء وهعرف أفكر براحتى وبالمرة أجدد علاقتى بيهم ..جايز أحتاجلهم فى خطتى.
لتبتسم بإنتصار قائلة
أما إنتى عليكى دماغ يابشرى...ألماس.
لتطلق ضحكة ساخرة ..وهي تمنى نفسها بقرب الخلاص نهائيا .....من رحمة.
إستيقظ مراد ليجد شروق نائمة
نظرة أخيرة قبل ان ينهض بحذر..حتى لا يوقظها..فلا طاقة له اليوم برؤية حزنها لرحيله كما يحدث عادة ..تظن هي انها إستطاعت ان تواريه عنه ويدركه هو فى طيات عينيها الخضراوتين الساحرتين..نافذته التى يستطيع من خلالها رؤية مكنون قلبها..تنهد بحزن..كم ود لو
إستطاع ان يبدل قلبه أو يمحى عشق رحمة منه على الاقل كي يستطيع ان يبادلها ذلك العشق الكبير الذى تكنه له..ولكنه للأسف لا يستطيع..رغم انه أدرك مؤخرا حقيقة غابت عنه طوال حياته وهي أن أخاه يعشق رحمة.. والمصېبة الأكبر أن رحمة تعشقه بدورها..ظهرت تلك الحقيقة فى نظرات رحمة إلى يحيي وكلمات يحيي التى خرجت منه دون إرادة..تلك الحقيقة صډمته وأشعلت كيانه حزنا ..فطر قلبه إدراكه أنهم ..أولاد عاصم الشناوي ..ثلاثتهم أحبوها منذ الصغر..ولكن هي ..هي لم تحب سواه..أخاه الأكبر ..يحيي..ذلك الذى يحبه كوالد..كأخ أكبر..كقدوة..ورغم أنه وجب عليه ان يتخلص من عشقها الآن بعد إكتشافه ذلك..إلا أنه لا يستطيع ..مازال قلبه ينطق بحروف إسمها ..مجبرا إياه على التفكير بها..يتساءل ما مصير ذلك العشق الذى يهدم كيانه ويبعده عن كل ما حوله سواها..لينظر إلى شروق النائمة كالملاك متسائلا..وماذنب تلك المسكينة التى تعشقه بكل ذرة فى كيانها..وتنتظر يوما يبادلها فيه عشقهاليغمض عينيه
ألما..فبيده يقبع الحل لكل مشاكله ولكن قلبه يرفض أن يستمع إليه..ليبتعد مغادرا بخطوات ثقيلة..يعلم أنه وحده السبب فى عڈابه