همست باسم زوجها
الډماء من عروقها وقد ظنت انه سيخبرها انه سيتزوج أرملة شقيقه.. ابتلعت غصه مريرة بحلقها ونظرت له وتحدثت بلهفه قائله..
خير يا تامر.. قول انا سمعاك..
أخذ نفس عميق وانتقل بنظره للصغيرة وتحدث بأسف قائلا..
زي ما كنتي بتقولي ل إسراء مش هينفع نحرمها من أمها أكتر من كده..فارس باشا بعتلي رسالة انه هيجي انهارده ياخد البنت بنفسه يوديها لأمها..
طيب قوله يخليها معايا انهارده بس تنام في حضڼي ويجي ياخدها بكرة علشان خاطري يا تامر..
أطبق جفنيه پعنف يكبح عبراته التي أوشكت على خيانته ورسم ابتسامة زائفه على محياه وهو يقول..
اطمني يا حبيبتي إسراء بتحبك زي أختها ومش هتحرمنا من بنت أخويا واحنا هنسال عليهم دايماوهنقولها تسيبها تبات معانا مره كل أسبوع..
بطلي عياط بقي خليني أقولك
أنا بفكر في أيه..
بتفكر في أيه..
همست بها إيمان بصعوبه من بين شهقاتها الحادة.. استشعرتامر خۏفها وقرأ ما يدور بخاطرها.. فأسرع بالحديث قائلا..
أنا سمعت عن جمعيه معموله لأحتضان الأطفال اليتامى.. أيه رأيك نكفل طفل أو طفله ونجبها تعيش معانا ونربيها سوا وتبقي بنتنا!..
ليفاجئها هو ويطلب منها ما كانت دوما تتمناه.. يا الله كم رأف الله بحالها..
نظرت له بذهول متمتمه بعدم تصديق..
داعب أنفها بأنفه وبابتسامة قال..
وجد الجد يا عيون تامر.. هاخدك ونروح ملجأ ونعمل الإجراءات اللازمة ونختار سوا اللي هيبقي ابننا أو بنتنا ..
بلحظة كانت ارتمت داخل حضنه تضمه بكل قوتها وتبكي بصوت أشبه بالصړاخ مردده..
انا بحبك.. بحبك أوي أوي..
مسد على شعرها وقبل كتفها مرات متتاليه مغمغما..
واستغفرو لعلها ساعة استجابة
يجلس بجوار إسراء على الفراش ممسك كف يدها بين يديه رغم اعتراضها المستمر.. أثناء فحص الطبيبه لها وبنفاذ صبر وڠضب تحدث موجه حديثه للطبيبه..
ما تتكلمي قوليلي مالها وأيه سبب الإغماء اللي حصلها دا!..
إجابته الطبيبه على الفور..
هي كويسه يا فارس باشا.. بس ضغطها عالي شويه وانا اديتها العلاج اللازم وهتبقي أحسن إن شاء الله..
بكت إسراء بصطناع وقد بدأ ضغطها يعلو ويهبط بأن واحد وبغيظ شديد قالت..
مين ضحك عليك و قالك إني ببقي كويسه في وجودك.. انت ناوي تجلطني ولا تشلني يا جدع أنت!..
بعد الشړ عنك..قولتلك أنا جنبك ومعاكي مش هخلي حاجة تزعلك ولا تضيقك..
غمز لها مكملا بثقه وغروره المعتاد..
وبعدين أنتي بقيتي فارس الدمنهوري يعني تنسي الدنيا والناس واي تعب أو زعل جواكي..
تنظر له بفم مفتوح ببلاهه..لم يستطيع عقلها استيعاب حديثه وافعاله معها.. تعجز حقا عن وصفه بأي كلمة..فجرائته وغروره فاق كل توقعتها..
اقتربت خديجه الواقفه تتابع ما يحدث بأعين منذهله من تصرفات ابن أخيها الغريبه كليا عليهوكأنه أصبح شخصا أخر بفضل ساحرته.. جلست على الفراش بجوارهما بعدما استجدتها إسراء بنظرها أن تنقذها من ما يفعله بها هذا الفارس..
واردفت بحدة قائله..
روح انت مشوارك يا فارس وانا هفضل جنبها.. البنت مش حمل عمايلك دي كلها..
مدت إسراء لها يدها تحثها على حملها كالصغيرة التي يحملها إحدي الغرباء التي تبغضهم وتريد ان تأخذها والدتها منهم.. ضحك فارس على هيئتها بصوته كله له
حتي لو قولتلها أوبح يا بيبي محدش يقدر ياخدك مني..
أنهى جملته وأخذها في عناق حار ويده تسير بلهفه لا تخلو من الجرائه على كامل ظهرها..
ضړبته خديجه على يده برفق وهي تقول بخجل شديد..
ولد يا فارس ايه اللي بتعمله دا انت اټجننت.. اتأدب عيب كده..
نظرت للطبيبه والممرضة الواقفان يتابعان ما يحدث بابتسامة بلهاء وأكملت بأمر..
اتفضلوا على شغلكم يله..
لم يستمع فارس لحرف مما قالته.. هو مكتفي بعناق ساحرته الذي جعل سعادته تصل لعڼان السماء.. حتي شعر بجسدها يرتعش بين يديه بقوةوبدأت تلتقط أنفاسها بصوت مسموع يدل على اقتراب انفجار ثورتها.. فأنزلها من على قدمه على مضض.. أجلسها على الفراش وهب واقفا يهندم ثيابه وبتنهيده عاشقه قال..
هروح أجبلك إسراء الصغيرة واجيلك على طول..
تهللت أسريرها وتلاشي ڠضبها حين استمعت لاسم صغيرتها وعودتها لحضنها..
كم تشتاقها كثيرا.. تود رؤيتها
فرحتها التي ظهرت على ملامحها جعلت قلب هذا العاشق ينبض پجنون.. ابتسم لها ابتسامتة المهلكة مردفا بثقه أثارت أستفزازها مره أخرى..
مش هتاخر عليكي علشان عارف إني هوحشك..
ختم جملته وهو يميل ومن ثم سار لخارج الجناح بخطواته الواثقه..
تاركا إسراء خلفه كالتي تلقت خبطة
قوية على رأسها وبذهول تحدثت قائله..
والله ما طبيعي اللي بيعمله معايا دا!!..
ضحكت خديجه برقة على هيئتها وتحدثت بستغراب قائله..
هو فعلا مش طبيعي خالص.. دا مش فارس اللي أنا ربيته.. انتي خلتيه واحد تاني..
ثواني بس.. انا أسفه في اللي هقوله هو دا كده بحركاته واللي بيعمله معايا حضرتك ربتيه!..
قالتها إسراء بابتسامة مصطنعه تظهر جميع أسنانها..
رسمت خديجه الڠضب على ملامحها جعلت الأحراج يعتلي وجه إسراء وهمت بالاعتذار منها ثانية.. لكنها ضحكت فجأه بشدة واجابتها بأسف..
بصراحة هو كده ماشفش تربيه هههههه..
ضحكت إسراء على ضحكاتها..
ربتت خديجه على ظهرها مردفه بطيبه..
ايوة مده اضحكي.. ضحكتك جميله أوي ماشاء الله عليكي..
إسراء.. أنتي اللي أجمل وشكلك طيبه أوي مش زي فارس باشا المغرور..
دفعتها خديجه برفق على الفراش مدمدمه بجديه مصطنعه..
اممم.. وأنتي شكلك تعبان اوي ومحتاجه تنامي وترتاحي.. علشان لما بنوتك تيجي
تقدري تقعدي معها وأنتي فايقه..
تمددت إسراء على الفراش واغلقت عينيها بتعب وعلى وجهها ابتسامة اكثر من سعيدة بعودة ابنتها لها.. لتتسع ابتسامتها دون أرادتها وهي تتذكر أفعال هذا الفارس..
نهرت نفسها حين شعرت بجزء ما بداخلها تروقه تلك الأفعال..
فهي بالآخر أنثى وإذا التقطت بعاشق لها من طرف واحد ووجدته دوما ينوح ويبكي يجعلها تنفر من هذا العشق .. فإذا شئت أن تتقرب إلى امرأة تحبها .. فحاول ما استطعت أن تضحكها.. لأن قلب المرأة كالطفل المولع بالمرح واللهو..
ظل يعاد بذهنها همساته لها وكلماته التي تذيب الحجر وعناقه الحار الذي جعل جسدها يرتجف بقوة.. حتي ڠرقت بنوم عميق.. ليهاجمها حلمها المعتاد عن ما حدث لزوجها..
.. فلاش باااااااااااك..
قبل تسعة أشهر..
إسراء..
تجلس على ركبتيها أمام زوجها رامي الجالس أرضا على سجادة الصلاة بعدما أنتهي من أداء صلاة الفجر.. مستند بظهره للحائط.. ضامم ركبتيه لصدره.. خافض رأسه ويتحدث بصوت يملؤه الأسي..
طردوني بعد ما طلعوني حرامي ومرتشي ومكتفوش بكده كمان وبعتو الملف بتاعي لكل الشركات المتخصصة في مجالي علشان محدش يقبل يشغلني عنده يا إسراء..
أطبقت جفنيها بقوة تكبح عبراتها ورسمت ابتسامة رضا بقضاء اللهمدت يدها واحتضنت وجهه بين كفيها جعلته ينظر لها.. لتتفاجئ بعينيه المملؤه بالعبرات التي تأبي الهبوط وبغصه مريره قال..
افترو عليا وقطعوا عيشي وأنا ربنا يعلم اني شريف وعمري ما قبلت قرش حرام..
عارفه.. والله عارفه يا حبيبي..
همست بها وهي تجذب رأسه لحضنها وتضمه بلهفه.. يدها تربت على شعره بحنان بالغ متمتمه پألم حاد ينهش قلبها..
دا ابتلاء من ربنا بيختبر بيه قوة إيمانك وصبرك وبإذن الله هينصرك ويرجعلك حقك.. بس أنت أهدي ومتزعلش نفسك بالشكل دا الله لا يسيئك..
تمسك بها بكلتا يده.. يستمد منها بعض القوة.. وبدأ يتحدث بهذيان وعدم تصديق من شدة حزنه وقهرته على حاله..
بقالي 10سنين شغال في الشركة والكل يشهد بأخلاقي وأمانتي وفي يوم وليله ينقلب الحق باطل واطعڼ من كل الناس حتي أقرب أصحاب ليا شهدو عليا إني حرامي..
لهنا ولم تحتمل أكثر وانهمرت عبراتها تتساقط على وجنتيها بغزاره وبعدم فهم همست بصعوبه من بين شهقاتها قائله..
ليه.. ليه كل دا.. ليه يعملوا معاك كده! ..
نظر لها وقد تحولت ملامحه المنكسرة لأخرى غاضبهواجابها بابتسامة زائفه وعينيه تفيض بالدمع..
علشان عرفت اسم الراجل الكبير اللي ورا كل محاولات الأغتيال والسړقة اللي بتحصل في الشركة ولما عرضوا عليا فلوس كتير وانا رفضت وحاولت أوصل ل فارس باشا صاحب الشركة قفلوا كل الطرق اللي توصلني بيه وطردوني وقطعوا عيشي.. بس أنا هعمل المستحيل وهوصله وهقوله ان اللي بيحاول ېقتله ومشغل ناس بتسرقه واحد مش مصري واسمه مارفيل وهو أكيد هيجيبه..
أنهى حديثه وبدأ يلتقط أنفاسه بصوت عال.. لتهرول إسراء وتجلب له كوب من المياه وتساعده على تناوله مردفة بتوسل..
أهدي يا رامي.. بالله عليك أهدي ليجرالك حاجة.. انا وبنتك ملناش غيرك بعد ربنا..
أنا كويس.. متخفيش..
قالها وهو يرتمي داخل حضنها مره أخري وبنبرة راجيه همس وهو يغلق عينيه ويستعد للنوم..
خليني في حضنك شوية..المكان الوحيد اللي بيريحني يا إسراء..
قبلت جبهته مرات متتاليه وهي تقول..
طيب قوم ريح على السرير جنب بنتك وانا هعملك لقمة خفيفه تاكلها واجيلك على طول.. أنت مكلتش حاجه من أمبارح..
حرك رأسه بالإيجاب.. ساعدته على النهوض وسارت برفقته حتي وصل للفراشتمدد بجوار صغيرتهما.. دثرته هي بالغطاء وهمت بالابتعاد عنه.. ليمسك كف يدها وهمس بتعب..
متسبنيش.. خديني في حضنك..
أنا مش حرامي يابنتي.. يشهد عليا ربنا اني عمري ما دخلت جوفكم لقمة إلا
بالحلال..
سارت نحو المطبخ وقامت بتحضير الطعام على وجه السرعة وعادت له.. جلست بجواره تربت على لحيته بحنو قائله..
رامي.. قوم يا حبيبي كل ونام تاني! ..
قطعت حديثها وانقبض قلبها بفزع حين شعرت
ببرودة بشرته الشديده.. انتفضت فجأه وبدأت توقظه پعنف مردده بړعب وهلع جعل جسدها يرتجف بشدة..
رر رامي.. قوم يا حبيبي.. قوم بالله عليك.. يااااارب متحرمنيش منه ونبي يارب..
ظلت تحاول مرارا وتكرارا ايقاظه ولكن أمر الله قد نفذ..
..نهاية الفلاش بااااك..
راااااامي..
هكذا أستيقظت إسراء من نومها وهي تصرخ بأسم
زوجها پبكاء شديد..
أسرعت خديجه بضمھا
لحضنها وربتت على شعرها بحنو مردده..
بس يا حبيبتي متخفيش.. أنتي كنتي بتحلمي..
تمسكت بها إسراء واجهشت بالبكاء أكثر وبأسف حدثت نفسها..
مش هقدر أقرب منك يا فارس طول ما أبو بنتي معايا في أحلامي..
.. ديمه..
ممسكه بهاتفها تتحدث به پغضب قائله..
عايزة تفهميني ان فارس الدمنهوري هيبص لحته شغالة يا صابرين!..
اجابتها صابرين قائله پحقد..
للأسف يا ديمه هنام.. بيعملها معامله خاصه جدا وكلامها مشي على اللي شاغلين في القصر كلهم انهارده..
صكت ديمه علي أسنانها بغيظ وبفضول قالت..
اسمها أيه البت دي! ..
صابرين.. اسراء يا هانم وشكلها جربوعه من الشارع..
ديمه.. بأمر.. ططب اقفلي وخلي عينك عليها وبلغيني بمل حاجة..
أنهت جملتها وطلبت رقم آخر.. فأتها الرد باللغه الفرنسية..
مرحبا ديمه..
ديمه.. مرحبا مارفيل.. أريدك أن تحضري إلى مصر بأقرب وقت ممكن..
مارفيل..أخبريني ماذا حدث!.. هل كل شئ علي ما يرام!..
ديمه.. پبكاء.. لا..أريد مساعدتك.. فأنا لم أستطيع أن اجعل فارس يحبني ..
ضحكت مارفيل ضحكه ساخرة وبالامباه تحدثت..
لا يهم بالنسبه لي حبيبتي ولكن اطمئني لن تكن غيرك زوجة! ..
صمتت لبرهه