ظلها الخادع بقلم هدير نور
قامت و الدتها بزياره مصر كانت وقتها مليكه بسن الثالثه عشر عاما طلبت منها والدتها ترك والدها والعوده معها الي امريكا
لكن مليكه رفضت
ترك والدها بمفرده بعد ان رفض الزواج و افني عمره كله من اجلها
لم تنسي والدتها لها ابدا ذلك خاصه وانهم كانوا في خلاف دائم مع بعضهم البعض بسبب والدها الذي كانت والدتها تكرهه و تعده عدوها اللدود فدائما كانت تتحدث عنه بطريقه سيئه مع مليكه التي لم تكن تتحمل ذلك مما كان يسبب ذلك صراع دائم بينهم
وقتها لم تجد مليكه امامها سوا ان تستلف المال من مصلحي احدي التجار المعروفين بحيها القديم كانت تكتب له وصلات امانه بالملبغ الذي تأخذه حتي اصبح المبلغ بالنهايه 200الف جنيه
تناولت بيد مرتعشه الهاتف لا تصدق انها سوف تفعل ذلك لكن ليس امامها حل اخر اجرت مليكه الاتصال وانتظرت ان تجيب والدتها
بعد عده محاولات فاشله القت مليكه الهاتف من يدها صائحه بصوت منكسر
تناولت الهاتف مره اخري لم تجد امامها سو ا رضوي تتصل بها حتي تفكر معها عن حل لورطتها تلك
غمغمت بصوت مرتجف فور ان اجابت صديقتها
رضوي الحقيني
بعد ان اخبرتها مليكه بورطتها هتفت رضوي بخبث عالمه جيدا بالمأزق الذي اوقعت صديقتها به فهي من اخبرت مصلحي عن زواجها بنوح
قاطعتها مليكه بارتباك
خرجي نوح من الموضوع ده مش هقدر اطلب منه حاجه زي دي
تمتمت رضوي بسخريه
علي اساس نوح الجنزوري هيفرق معاه 150الف جنيه ده ميجوش نص تمن ساعه من ساعاته عرفيه و خديهم منه
هتفت مليكه پحده مقاطعه اياها
رضوي قولتلك خرجي نوح من الموضوع انا ما صدقت قربنا من بعض والدنيا هديت بنا
الله الله يا ست مليكه بقي العلاقه بنكوا بقت كويسه وانا معرفش حاجه
هتفت رضوي بخبث
طيب ما تبيعي الخاتم اللي نوح جيبهولك
اخفضت مليكه نظرها الي الخاتم الذي باصبعها فور سماعها كلمات صديقتها تلك
خاتم الجواز مينفعش ابيعه مش بتاعي علشان ابيعه
قاطعتها رضوي پحده
اومال بتاع مين انتي هبله يا مليكه ولا عايز تجنني بيعي الخاتم و خلصي نفسك ولا عايزه ټتسجني
في المساء
دخل نوح الى الجناح الخاص بهم يبحث بعينيه عن مليكه عندما وجد المكان هادئ علي عكس العاده فدائما عند وصوله كل ليله يصل اليه صوت مليكه
المرح وهي ترحب به بشغف زفر باحباط فور ان وقعت عينيه عليها مستغرقه بالنوم فوق الفراش اتجه بخطوات هادئه نحو خزانته محاولا عدم احداث صوت حتى لا يتسبب فى ازعاجها اخرج ملابس النوم الخاصه به و بعد ان قام تبديل ملابسه اتجه ببطئ نحو الفراش ثم استلقي فوقه اخذ ينظر اليها بتردد و القلق يجتاحه فهذه المره الاولي التي تنام بها مبكرا بهذا الشكل اقترب بهدوء من مليكه التي كانت تتصنع النوم حتي لا يري بؤسها المرتسم فوق وجهها
همس باسمها اخيرا ردت مجيبه اياه بينما تتصنع الافاقه من النوم
نايمه بدري ليه يا حبيبتي تعبانه فيكي حاجه
هزت رأسها هامسه بصوت منخفض بينما ثقل قلبها يزداد
لا ابدا بس صاحيه بدري و مش قادره عايزه انام
قال بحنان
طيب كملي نوم
اومأت برأسها بصمت مغلقه عينيها مره اخري مبتلعه الغصه التي تشكلت بحلقها عندما شعرت برأسه
يستقر فوق وسادته
مرت عده دقائق وهم علي حالتهم تلك حتي توقفت حركة يده علي رأسها وتعالي صوت انتظام انفاسه الهادئع لتعلم انه قد استغرق بالنوم
بعد مرور 3 ساعات
كانت مليكه لا زالت مستيقظه تتقلب بلا هواده فوق الفراش والخۏف يفترس قلبها لا تعلم من اين تأتي بهذا المبلغ فهي لن تقوي علي حياة السچن اخذت كلمات رضوي يتردد صداها بداخلها رفعت يدها تتفحص الخاتم الذي بيدها فقد كان غالي و ثمنه يتجاوز المبلغ الذي تريده لكن لا يمكنها التصرف به فليس ملكها حتي تقوم ببيعه تقلبت مره اخري موليه نوح ظهرها دافنه رأسها في وسادتها شاعره بالضغط حولها
غمغم بصوت اجش
مليكه
استدارت اليه علي الفور محاوله ان تستمد منه بعض الاطمئنان لقلبها الذي يرتجف بين اضلعها من
شده الخۏف تتمتم بصوت منخفض
مالك يا حبيبتي في ايه
ابتلعت الغصه التى تشكلت بحلقها بصعوبة مقاومه نوبه البكاء التى اخذت تتصاعد بداخلها من جديد لكنها لم تستطع الصمود اكثر من ذلك لټنفجر في البكاء تنتحب بشده مخرجه كامل
مخاوفها ابعدها نوح علي الفور شاعرا بقلبه ينقبض بقوه فور رؤيته لها تبكي بهذا الشكل
رفع وجهها اليه متفحصا وجهها الباكي بنظرات قلقه قائلا بلهفة اذابت قلبها
حصل ايه يا فهميني
همست بصوت مرتجف متقطع من بين شهقات بكائها
هيسجني هيسجني يا نوح
مين ده اللي هيسجنك و هيسجنك ليه
ظلت صامته تنظر اليه بتردد عدة لحظات فلم تجد امامها سوا اخباره فبكل الحالات سيعلم فهي لن تستطيع سداد المبلغ لمصلحي الذي لن يتردد بسجنها لكنها تفضل ان يعلم منها هي كل شئ علي ان يعلم من غيرها
بدأت مليكه باخباره بكل شئ رغم علمها بانه سيسئ الظن بها مره اخري و سوف تعود معه الي نقطه الصفر من جديد في علاقتهم
بدأت تخبره بالمړض الذي اصاب والدها واضطررها لاستلاف المال من مصلحي الذي جعلها تكتب وصولات امانه علي نفسها بالمبلغ ثم ټهديد مصلحي لها
غمغم نوح متسائلا و تعبير غريب يرتسم فوق وجهه
باباكي فضل تعبان قد ايه
اجابته بصوت منخفض ضعيف
6سنين
طالعها متفحصا اياها بنظراته الثاقبه الحاده
و انتي اللي كنت بتصرفي علي علاجه و مكنش حد بيساعدك
ليكمل بشرود كانه يحدث نفسه
و طبعا مكنتيش تقدري وقتها تبيعي الارض بتاعتك بسبب شرط السن اللي باباكي حطه
بدأ نوح بربط كل ذلك بعقله ليتوصل اخيرا للسبب وراء خداعها لزوجه والده فقد كانت بحاجه للمال لعلاج والدها لقد ظل طوال الفتره الماضيه يحاول البحث عن السبب وراء فعلتها تلك هذا ففتاه مثلها برقتها وطيبه قلبها لا يمكن ان يكون سبب ما فعلته هو الجشع او الطمع فهي معه منذ اكثر من 6 شهور و لم تطلب اي شئ لنفسها ليشت مثل باقي النساء الذين عرفهم طوال حياته
همس بحنان
متخفيش يا حبيبتي محدش هيقدريقرب منك انا هسددله فلوسه
قال بدهشة
بټعيطي ليه دلوقتي الموضوع مش مستاهل كل ده انا هحله
في اليوم التالي
كانت مليكه جالسه فوق المقعد بغرفتها تهز قدميها بقوه بينما تنتظر نوح الذي اصر ان يذهب بمفرده لمقابله مصلحي و سداد المبلغ له رافضا طلبها بان تاتي معه
اعتصرت يديها ببعضها البعض و التوتر والارتباك يسيطران عليها بينما لازالت تلك الافكار اللعينه تفترسها ماذا سيظن بها نوح الان بالطبع فكرته عنها ستزداد سواء هي تعلم ستعود معه الي نقطه الصفر مره اخري لكنها لن تستطيع تحمل ان يعود مرة اخري الي معاملته القاسيه و احتقاره السابق لها شعرت بقبضه حاده تعتصر قلبها
لكنها بينما بدأت تمزق الورق الي قطع صغيره همست فور انتهائها ملاحظه النظره المقتطبه المرتسمه فوق وجهه
انا انا هكتبلك وصل امانه بالمبلغ علشان تضمن اني
هسددلك الفلوس اللي دفعتها لمصلحى و
لكنها
اجابها بحنان
من مصلحي
ليكمل بينما يرفع وجهها اليه
تفتكري اللي تعمل كل ده هفكر
فيها ازاي
غمغمت شاعره بالارتباك يتصاعد بداخلها
انا معملتش حاجه ده بابا و كان واجبي اقف معاه
قاطعهانوح متأملا اياها بنظره دافئه بثت اخيرا الراحه بداخل قلبها
ما ده اللي بقول عليه انك مش شايفه انك عملتي حاجه غريبه
ليكمل بمرح محاولا التخفيف عنها عندما رأها علي وشك البكاء
علشان كده هطمن لو في يوم تعبت انك هتقفي جنبي
هتفت بلهفه
متقولش كده بعد الشړ عليك
لتكمل بتوتر
بس برضو انا لازم اسددلك الفلوس دي
قاطعها نوح هاتفا پغضب
تسدديلي ايه انتي مراتى
و انا مسئول عنك
غمغمت مليكه بصوت مرتجف منكسر
مراتك اللي هطلقها بعد شهر و هتخرجها من حياتك
قال بجدية
اطلقك بعد كل اللي بنا ده وبتقولي اني هطلقك
رفعت عينيها اليه هامسه بارتباك
يعني ايه
قال بشغف
يعني انتي هتفضلي مراتي لحد اخر نفس ليا في الدنيا دي و هنكمل حياتنا سوا لحد ما سنانك اللولي دي تقع و انا ظهري ينحني و ولادنا هما اللي يسندونا و يراعونا زي ما عملتي بالظبط مع باباكي
ولادنا
اومأ بهدوء
ولادنا
همست بارتجاف و هي لازالت غير مصدقه انها تسمع تلك الكلمات منه شاعره كما لو كانت تحلم احدي احلامها الخاصه به التي كانت دائما تحلم بها منذ اول يوم شاهدته به
طيب ازاي انا انت
قاقاطعها وهو يتطلع اليها بحنان
من اول يوم ډخلتي فيه مكتبي وانتي ماسكه في ايدك فنجان القهوه اللي ميتشربش
ليكمل مبتسما عندما رأي الابتسامه التي ارتسمت فوق وجهها ليعلم انها تتذكر بصقها القهوه علي قميصه
هنبدأ بدايه جديده مفيش فيها غير نوح و مليكه اي حاجه تانيه هنخرجها برا حياتنا
اصبحت قدميها كالهلام غير قادرتان على حملها عند سماعها كلماته تلك
حاول الابتعاد عنها ده لا لا ده مش الصح
الټفت نحوها فور سماعه شهقتها تلك ليجدها لا زالت مستلقيه كما تركها و وجهها شاحب كشحوب الامۏات بينما تنظر اليه باعين ممتلئه