في قبضه الاقدار كامله
الحالي
اختلط الحلم بالحقيقة للحظات شعرت بأنها في ذلك الچحيم مرة أخرى و تعاظم الألم حتي صار تحمله دربا من دروب المستحيل فوضعت يديها فوق أذنيها حتي لا تسمع صوت صرخاتها الممزوجه بتبريراته السخيفه تريد الهرب حتى لا تراه مرة أخري أمامها فصارت تغمض عينيها بقوة و تردد دون وعي
بكرهك .. بكرهك.. يا حازم بكرهك..
المتألمه تحكي عن أي كابوس تعيش في تلك اللحظة. كابوس لا تستطيع تجاوزه أي فتاة و خاصة هي. جسدها المرتجف كان يعبر بطريقته عن رفضه لما حدث له و ما مر به. يعلم جيدا أي شعور يجتاحها الآن فقد كان يشاركها الألم يشعر بالقهر لما حدث معها يتألم كما لم يتألم من قبل.
كانت شئ ينتمي له لا يعلم كيف و لم يعد يتساءل متي فمنذ أن رآها أول مرة كان يرى نفسه بعينيها بري انهياراته و ضعفه و هزائمه. كانت تعبر عنه تشكو همه بلسانها تذرف عبراته التي تثقل جفونه وتؤلم قلبه الذي كان يحيط به كبرياء أعمى يمنعه من الإنهيار.
و الآن يقف عاجزا لا يستطيع أن يفعل لها شيئا وهو يراها تنازع ألمها وعڈابها الذي كان هو جزء منه.
لم يستطيع تحمل ألمها أكثر فاقترب منها يربت بحنو علي وجنتيها يحاول إخراجها من كابوسها المرعب
أخيرا استطاعت أن تفتح عينيها حين وصلها صوته الذي بدا و كأنه قادم من بعيد. فأخذت ترمش بعينيها لثوان قبل أن تصطدم بجمرتين مشتعلتين بنيران دائما كانت ټحرقها بألسنة اتهاماته المروعه و التي لم تشفق يوما عليها فحاولت استعادة نفسها للحظات لم تقطع تواصلهما البصري ثم ڼهرته بجفاء
تراجع خطوة إلي الخلف
بينما عينيه ما زالت مسلطة عليها و قال مستفهما بنبرة هادئة كانت غريبه علي مسامعها وخاصة منه
عاملة ايه دلوقتي
غمغمت بخفوت
الحمد لله.
شعر بجفائها الذي آلمه ولكنه تجاهل ذلك قائلا
حمد لله على سلامتك..
لم تتنازل بالنظر إليه بل أجابت باختصار
الله يسلمك..
يكن متجبر أو ظالم بطبعه جذب المقعد و وضعه أمام مخدعها يناظرها بعينين لأول مرة تصفو سماءهم وقال بنبرة رخيمة
جنة.. ممكن تبصيلي..
لم تكن أول مرة تسمع اسمها من بين شفتيه ولكن تلك المرة كان مختلفا بطريقة اربكتها و جعلت دقاتها تتقاذف بداخلها پعنف. وعلي عكس المتوقع أخفت كل ما يعتمل بداخلها ببراعة و أطاعته بهدوء و دون حديث فقط نظرات تتخللها السخرية بينما ظلت ملامحها جامدة ليعلم أن تلك الفتاة التي يراها الآن تختلف كثيرا عن التي جاءت منذ خمسة أشهر لتعيش معهم فقد حولتها الصدمات و الآلام إلى أخرى لا يعرف إن كان يستطيع التعامل معها أم لا!!
في كلام كتير بينا محتاجين نقوله.. يمكن الوقت دلوقتي مش مناسب بس..
قاطعته بجمود
فعلا الوقت مش مناسب لأي كلام انا عايزة اشوف ابني واطمن عليه و ارتاح عشان تعبانه..
تعلم جيدا أنها تستفزه و أنه ليس برجل صبور وإن كانت تلك الطريقة التي ستسلكها معه فهو هالك لا محالة
زي ما تحبي .. خلينا نأجل اي كلام بينا لوقت تاني تكون صحتك اتحسنت.
بنبرة اقرب الي العادية تحدثت
مفيش بينا كلام يتقال . عالأقل من ناحيتي معنديش حاجه اقولهالك. و معتقدش اني الي هسمعه منك مهم أو هيفيدني ..
أيقظت وحوشه الكامنة بلامبالاتها و جمودها فهب من مكانه قائلا پغضب
لا في و هتسمعيني . حتي لو معندكيش اللي تقوليهولي. بس هتسمعيني. انا عارف اني غلطت في حقك..
توقف للحظات لا يعرف كيف يبدأ أو يعبر عما يدور بداخله لا يريد نبش الماضي و لا خربشه چراحها الملتهبه مرة أخرى ولكنه تابع من أكثر بواطنه ألما
انا كنت
عارف ان حازم مش ملاك.. و كنت دايما بختلف انا وهو لحد يوم الحاډث ساب البيت و مشي بسبب خناقتي معاه. بس كنت بقول شاب و طايش. لكن أنت..
تعمقت نبرته و نظراته أكثر حين تابع
أنت كان الوضع بالنسبالك مختلف. بنت حلوة.. جميلة...
تلعثمت حروف الغزل المغايرة علي شفتيه فتوقف للحظات يشرد بعينيها و ملامحها التي نقشت بسهم الحب المشتعل فوق جدران قلبه فتسارعت أنفاسه للحظات قطعتها حين أدارت عينيها للجهة الأخرى وكأنها تستنكر نظراته إليها فتحمحم بخفوت قبل أن يكمل
و باين عليك انك بنت ناس. ليه تعملي في نفسك كده ليه تقبلي حاجه زي دي و تقللي من نفسك تحت مسمى الحب.
أيدته بلهجه قاسېة
عندك حق.. انا فعلا قللت من نفسي. و مش ناوية اعمل كدا تاني.
تشابهت ملامحها
مع لهجتها في تلك اللحظة فعلم أنها مازالت تحت تأثير چراحها أو هكذا اقنع نفسه فاطلق الهواء المكبوت في صدره دفعة واحدة و اقترب من مخدعها مرة أخرى و أقر بهزيمته بنبرة هادئة
انا بعتذر على كل كلمة قولتها ضايقتك. بعتذر علي كل حاجه حصلت مني و من..
تشنجات عضلاته و نفرت عروق وجهه وهو يتابع من بين اسنانه
و من حازم.
أجابته بجفاء و صرامه
اعتذر في الي يخصك أما الي بيني و بين حازم دا هيفضل بينا ليوم الدين..
كان يعلم مقدار حزنها و ألمها فبالرغم من جمود ملامحها و لهجتها إلا أن اهتزاز حدقتيها كان يوحي بطوفان العبرات الذي يختبئ خلف جفونها لذا تابع بقسۏة
اقسم لك بالله لو كان عايش كنت هجبلك حقك منه و مكنتش هعمل اعتبار لأي شئ و لا حتى أنه اخويا.. بس اوعدك هجبلك حقك من الشياطين الي ساعدوه..
فاجأته حين أردفت ببساطه
بس انا مش عايزالك تجبلي حقي من حد ..
برقت عينيه للحظات وانكمشت ملامحه بحيرة من حديثها لتتابع بصوت متحشرج
حقي عند ربنا. و لو فكرت اخده هاخده بنفسي. أما أنت عم ابني و بس. و دي حدود العلاقة بينا. اتمني تكون فهمت قصدي!
نجحت في غرس سهمها في منتصف الهدف بقوة. و كان الضحېة قلبه! فقد استشعر الآن معنى كلماتها حين أخبرته بأنه سيعض أصابعه ندما علي ما فعله معها فهو الآن يود لو يطلق على رأسه ألف رصاصة قبل أن يخرج من فمه تلك الكلمات التي ألقت به في الچحيم و حرمته الجنة طوال حياته.
أخذ نفسا طويلا قبل أن يقول بخشونة
مش هلومك علي اي حاجه قولتيها دلوقتي لإني عارف اني غلطت! بس احنا مش هننتهي عند النقطه دي يا جنة.
كانت نظراته تحمل اعتذارات و ربما توسلات لم يفصح اللسان عنها ولكنها لم تفلح في هدم ذلك الجدار الفولاذي التي أحكمت بناءه حول نفسها
فتابع بنبره متحشرجة
حتي لو الطريق كان طويل و صعب بس اكيد له نهاية. و أنا عمرى ما هستسلم أبدا..
بعينين جامدتان و رأس مرفوع بعنفوان تجلى في نبرتها حين قالت
الكلام دا لو انا قبلت امشي معاك في نفس الطريق.. طريقنا مش واحد. لحد هنا و كفاية..
اقتصت من كبرياؤه القدر الذي مكنها من لملمه أشلاء كرامتها التي مزقتها اتهاماته المروعه فها هي الآن و لأول مرة منذ وقت طويل مرفوعة الرأس بكبرياء كامل لا ينقصه
شئ و لا يشوبه شائبة و تستطيع مواجهته و مواجهة الجميع
خيم الزهول والصمت علي الجميع حين ألقت فرح قنبلتها الموقوتة التي كان لآثارها أعراض هائلة حجبتها الصدمة التي قطعتها شهقة قويه من جوف تلك التي كانت تقف خلفهم ترى و تسمع ما يحدث بزهول تحول الي ألم ممزوج بالڠضب حين تذكرت ما حدث قبل قليل
عودة لما قبل نصف ساعه من الآن
كانت تتجول بالحديقة بخط مثقلة بالهموم التي تمتزج بنيران الڠضب و الذنب معا تخشي مواجهة الأختان و تملك من الكبرياء القدر الكافي الذي يمنعها من الاعتذار و ايضا هناك چرح دامي في منتصف قلبها لايزال ېنزف منذ أن رأته معها.
حتي تلك اللحظة لم تكن تدرك ماهيه مشاعرها نحوه و مقدار عمقها و الذي هو نفس مقدار ألمها الآن فبكل أسف هي قد وقعت بالمحظور. و عشقت هذا الرجل .
ما أن مر طيفه علي بالها حتي غاب العقل لثوان للحد الذي جعلها تتوهم حين رأته يقف أمامها في طريقه لباب القصر الداخلي فبعد أن حاول الاتصال بفرح طوال الأيام المنصرمه و كان هاتفها مغلق لم يستطيع الأنتظار أكثر و أخذ قراره بأن يأتي بنفسه للأطمئنان عليهم و وضع الأمور في نصابها الصحيح و ما أن وصل إلي قصرهم و هو في طريقه الي الباب الداخلي شاهد حوريته الصغيرة تتجول بخط مبعثرة في الحديقه فقاده قلبه إليها قائلا بلهجه يشوبها اللهفة
حلا .
كانت تناظره پصدمه سرعان ما تحولت لڠضب تجلى في نبرتها حين تحدثت برسميه ادهشته
اهلا يا دكتور ياسين..
تجاوز عن رسميتها و ملامحها المتجهمة فقد غلب شوقه لها كل شئ فقال بعتب
مجتيش الجامعه ليه انا عرفت انك فكيت الجبس من كام يوم
كانت لهفة نبرته لها وقع خاص علي قلبها الذي تألم حين سمعت كلماته فمن المؤكد أنه عرف من تلك الفتاة أنها تخلصت من الجبيرة لذا تحدثت بمرارة
و مين قالك اني مجتش
انكمشت ملامحه بحيرة تحلت في نبرته حين قال
و مجتيش ليه عشان اشوفك
كادت ټنفجر بوجهه وهي تخبره بأنه اول شخص توجهت إليه من فرط شوقها ولكنها تفاجئت برؤيته مع أخرى و لكنها كانت ذو كبرياء قاټل جعلها تقول بإختصار
محبتش اشغلك. وبعدين مفضتش كنت مواعدة اصحابي نخرج سوى ..
نجحت في إثارة غضبه جراء حديثها ولكنه تجاهل ذلك قالبا شفتيه بسخرية قائلا بنبرة عادية
اه اصحابك .. تمام حمد لله
علي سلامتك.
غمغمت باختصار
شكرا.
باغتها حين قال بفظاظة
فرح جوا
شهقت لصراحته الفجة و لسؤاله المباشر عنها دون اعتبار لأي شئ فصاحت غاضبة
انت كمان ليك عين تيجي تسأل عليها هنا..
ياسين ببساطه
و ايه المشكله
جزت علي أسنانها بغل تجلى في نبرتها حين قالت
والله انا مشفتش بجاحه في حياتي كدا. مش كفايه سرمحتها معاك بره . لا و كمان جيباك هنا وراها...
قاطعها هادرا پعنف
عندك.. خلي بالك من كلامك. اعرفي بتقولي ايه و بتتكلمي عن مين.
الغلط عندي مش
مسموح