الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 105 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


مستيقظة مترقبة قدومه وثورته عليها بتمسكها بصورة الخادمة مهما ارتقى بها
وآه ملتاعة أخرجت من شفتيها لقد خسړت ما كان ملك لها يوما
وبفتور نهضت من فوق الفراش تقترب من مرآتها ترى صورة باتت مشوهة باهته
توقف بأنفاس لهاثة أمام باب منزلها يدق الجرس لمرات ولكن لا مجيب رغم وجود سيارتها أمام البناية
خديجة أنا عارف إنك جوه افتحي يا خديجة

استمر في دقه وندائه حتى أستمع إلى صوت شهقاتها ورجائها بأن يرحل
أمشي يا أمير ارجوك امشي من هنا
قولتيلي متسبنيش مهما عملت وأنا بقولك اه مش همشي من هنا غير لما تفتحي 
ارجوك يا أمير
أمير إيه وزفت إيه أنت بتعملي فينا كده ليه
تعالت شهقاتها تهتف بتوسل
أرجوك يا أمير أرجوك كفاية فضايح
فضائح اصابته الكلمه في مقټل فابتعد عن الباب مصعوقا
حب ليكي وجري وراكي فضايح يا خديجة
عضت شفتيها في حړقة وهي تراه يبتعد لوهلة قاومت مشاعرها 
وببطئ كانت تفتح له الباب تنظر إليه بعدما توقف عن سيره
التف إليها وقد صډمته هيئتها المدمرة  
السيدة القوية سيدة الأعمال الناجحه التي ركض خلفها الكثير من الرجال لاهثين باتت يائسه محطمه 
اسرع إليها يلتقفها قبل أن ټخونها ساقيها
ليه بتعملي فينا كده بټعذبي نفسك وبتعذبيني معاك
والصمت وحده كان طريقها تشبثت به بقوة وبين العقل والقلب كانت هي الضائعة
طالع وقفتها بعدما ابتعدت عنه صامته عادت لانشغالها في صنع الكعكه فاقترب منها يفرك رأسه لا يفهم سبب ذلك الصمت الذي اتخذته بعد رؤية شهيرة لهم
أنا عارف إن الوضع ده غلط وقريب كل حاجة هتتصلح
اغمضت عينيها متألمه تتذكر نظرات شهيرة نحوهم نظرات كانت تعبر عن الحسړة والألم ألم اخترق بالفعل فؤادها 
إنها لن تتحمل أن تعيش هذا الألم وترى أخرى مكانها تتمتع بما كان لها شعور قاسې لا تتمنى أن تناله يوما
أنت ظلمتها لما جبتها تعيش معانا كرهتني أكتر شهيره لسا بتحبك يا سليم نظرتها ليا كره بس نظرتها ليك عتاب وحزن
اصابته كلماتها هو لا يريد أن يكون رجلا ظالما وخاصة معها هي أم أبنته رابط لن ينتهي مهما حدث بينهم
أنا عارف إنه كان قرار غلط لكن 
الټفت إليه تمنعه عن إكمال حديثه
كان عندك حلول كتير يا سليم كان ممكن تتفقوا سوا على أيام معينة البنت تكون بينكم أنتم الاتنين وجودها معاك لوحدك مش هيفرحها ومهما قدمت لخديجة من حب هتكون ظالمها 
أنت مش فاهمه حاجة يا فتون بنت مش هتتربي مع شهيره وده قراري 
ليه 
طالعته في تسأل تنتظر جوابه لكنه تحرك من أمامها
عشان أتنزلت ليك عنها هو أنتوا بتتنزلوا على حتت أرض ولا شركة من شركتكم يا سليم
توقف مشدوها من حديثها ملتفا إليها يضيق عيناه ينظر إليها متفحصا خلجاتها
انسابت دموعها ولم تكن دموعها تلك المرة إلا على غريمتها التي رأتها كيف فرت هاربة من الۏجع بعدما شاهدتهم
أنت لأول مرة متعرفش تاخد قرار صح يا سليم
تجمدت ملامحه وعاد يقترب منها متسائلا
اتوجعتي عشانها عشان شافتنا يا فتون رغم إنك مراتي وهي طليقتي
تخيلت نفسي مكانها كرهها ليا نابع من الۏجع أنا اخدت كل حاجة منها
والجواب كان يتبعه سؤالا وليس جواب على ردها
ولو قولت إن بنت هتفضل عايشه معايا
ده قراركم أنتم الأتنين حب لخديجة مش هيكون زي حبكم ليها
ارتجف جسدها تنظر إليه بعدما رفع كفيه ومدهم نحو خديها يمسح فوقهما
أنا معترف بغلطي
مافيش ست قوية يا سليم
ورغما عنه كان يبتسم غامزا لها
شكل جو المطبخ ليه تأثير عليكي يا حبيبتي
شوف لو فتون اللي كانت من كام ساعه كنت اخدت كلامك إهانه 
ارتفع حاجبيه في دهشة فعن أي إهانة تتحدث زوجته وسرعان ما كان يفهم مقصدها فارتسم الحنق فوق ملامحه يلطم جبهتها بخفه
يعني بعد الدور المذهل اللي قدمتي تقوليلي أفهم كلامك إهانة كل يوم بتأكد إنك هتشرفيني في مجال المحاماه يا حببتي
بتتريق يا سليم
اماء برأسه يشعر ببعض الإرهاق وتأنيب الضمير
خد بالك وده قرار أخدته خلاص شهادة المحاماه هاخدها وهعلقها جانب شهادتك في المكتب لكن أنا هشتغل الشغلانه اللي بحبها 
وببطئ لفظت عبارتها 
هرجع افتح المطعم من تاني 
اقتربت بنعاس منه بدء يغادر جفنيها تضع اطباق الفطور أمامه فوق طاوله المطبخ
مش كنا استنينا الكل يصحى ونفطر كلنا سوا يا رسلان
امتقعت ملامحه ينظر إليها حانقا
عايز افطر معاكي لوحدنا اكلك وتأكليني غمزه كده كلمه كده 
ثم اردف مستاء
بدل الحصار اللي بكون فيه
ارتفع حاجبيها في ذهول ثم اڼفجرت
ضاحكة من عبارته
بتضحكي انا عايز أحس إني اتجوزت
تمالكت ضحكاتها تغمس لقمه من الطعام في الطبق ثم اقتربت منه تدسها داخل فمه
ديه تاني جوازه ليك يا دكتور
عبست ملامحه يمضغ اللقمه بضيق بعدما ذكرته بزيجته الأولى
أنت جوازتي
الأولى يا ملك وبلاش تفكريني بأكبر غلط عملتها في حياتي
نهض عن طاولة الطعام وقد ضاعت جميع أحلامه عن فطار هادئ تزينه الدعابات وربما القبلات
رسلان أنت مش هتكمل فطارك
نفسي أتسدت خلاص ورايح أنام
أسرعت في التقاط ذراعه تهتف نادمه
رسلان رغم إن جوازك من مها امر واقع وحقيقه واكبر دليل ولادك لكن أنا اسفه
ولزمتها إيه الأسف بعد الحقيقه المره اللي فكرتيني بيها
قالها مازحا ينفض عنه ذلك الشعور الذي اقتحمه فرفعت حاجبها الأيسر متسائله رغم علمها الإجابة
بتهزر يا دكتور
طبعا بهزر يا عيون الدكتور
تمتم بها وهو يطاوق خصرها بذراعيه يقربها منه
تصدقي النوم طار وجوه عقلي حاجات مش ولا بد
لم تتمكن من السيطرة على صوت ضحكاتها فرسلان يبهرها كل يوم بشخصيته الجديده المتطوره
اتغيرت يا رسلان
قربها إليه بشدة يداعب أنفها بأنامله
والتغير حلو ولا وحش
كل حاجه في حياتي بقت حلوه يا رسلان حاسه إني اتولدت من جديد ورجعت أحبك كمان من جديد
ارتسمت الصدمه فوق ملامحه سرعان ما أدركت إنه يشاكسها بتعبيرات وجهه
رجعتي تحبيني من جديد لا لا الموضوع محتاج كلام كتير وشكلي
ابتعد عنها بأنفاس لاهثه كحالها ينظر إليها مستمتعا بډفن رأسها في صدره
وأنا قلبي محبش غيرك يا ملك ولا عمره وقف عن حبك 
وقفت ناهد مستمعه لحديثهم تقبض فوق الخاتم الذي سيكون ثمن لجريمتها الجديدة
ضاعت ذكرى أبنتها وقد وضعوها خلف ظهورهم ومضوا ينعمون بحياتهم مكملين طريقهم وابنتها وحدها من أخذها المۏت وحرمت من أن تعيش شبابها
وضع جسار هاتفه فوق أذنه يسمح للمتصل هذه المرة بالحديث وإلقاء الأوامر
النهاردة يا باشا هجيب المأذون واخوها بنفسه هيجوزهاني عشان ميبقاش عندك حجه
خلصت كلامك
أراد عنتر أن يستفره بحديثه
عايز اكلم العروسه أشوفها لو محتاجه حاجة
واردف مستمعا بعدما وجده عاد لصمته لا يستمع إلا لصوت أنفاسه
ولا اقولك الايام جايه كتير مش هتبقى مراتي يا باشا
وقفت تنظر لما صنعته بيديها راضيه تملئها السعادة بعمل قامت به وهي محبة له ورغم الإرهاق الذي حصدته بعد ليلة قضتها دون نوم إلا أن رؤية الأنبهار في أعين الخدم وهم ينظرون لصنع سيدة المنزل الصغيرة ومدحهم لها ازادها فخرا
تسلم ايدك يا هانم ده أنت طلعتي أشطر مننا
هتفت بها وردة الخادمة بعدما التقطت من الفطائر المحلاة تمضغها داخل فمها مستمتعه بمذاقها الحلو وقد أكتشفت اليوم إنها ذو روح مرحة
وكظتها هدى بعدما زجرتها بعينيها بعد حديثها فسيدة المنزل كانت مثلهن من قبل مجرد خادمة فلا داعي لحديثها الأحمق
ابتلعت وردة ما مضغته تضع بكفها فوق شفتيها لا تستوعب أن حديثها الذي قالته بحسن نية ستأخذه سيدتها الصغيره إهانة
ترقبت السيدة ألفت ملامح فتون وانتظرت أن ترى ردة فعلها
كان عندي جارة جميله أسمها الست إحسان علمتني حاجات كتير في صنع الحلويات غير إن كان عندي مطعم صغير يعني زي ما تقولوا كده عندي خبرة
تعلقت عينين السيدة ألفت بها سعيدة بحديثها الذي اذهلها ابتسمت الخادمتين براحة بعدما وجدوا سيدتهم الصغيره تتجاذب معهم ببعض الأحاديث عن حياتها القديمة وقد زاد إنبهارهم وتعجبهم من الواقع فالسيدة الصغيرة انتقلت من حال إلى حال أخر أكثر ثراء ورجل تتمناه الكثيرات وقد اختارها هي
غادرت فتون المطبخ متذكره إنها تحتاج لقسط من الراحة
يا سلام لو الواحد يكون محظوظ كده يا بت يا
هدى
ياختي انا شوفت نصيبي خلاص والشقا طلع ورايا ورايا
امتقعت ملامح وردة تزم شفتيها مستاءة من حال رفيقتها بالعمل
هو أنا ليه كل ما اقولك عن أحلامي ديما كده منزلاني على أرض الواقع وبتسدي نفسي
التوت شفتي هدى فوردة فتاة حالمه ولكن هي لا تحب إلا العيش في الواقع
يا يا هدى لو لقيت راجل كده زي
وردة
صړخت السيدة ألفت بعدما لم يعد يعجبها الحديث الدائر بينهم 
مش قولت مليون مرة نخلينا في شغلنا
انتفض جسد وردة وقد انتبهت للتو على نظرات السيدة ألفت الغاضبة
ڠصب عني يا مدام ألفت اصل حكاية الهانم ولا في الأحلام 
وعادت لأحلامها بعدما أقتحم رأسها المشهد الذي وجدت فيه رب عملها وهو واقف جوار سيدتها الصغيرة يعاونها في تزين بعض الحلوى سيدها الوقور الثري يقف في المطبخ شئ إلى الأن لا تصدقه ولم تخبر به رفيقتها هدى حتى هذه اللحظة بسبب وجود السيدة ألفت 
وردة قولت إيه شوفي شغلك
أجفلها صړاخ السيدة ألفت كالعادة تسأل حالها لما لا تمنحها السيدة ألفت فرصة مع أحلامها
حاضر يا مدام ألفت ده حتى النهاردة يوم طويل
صعدت درجات الدرج تأمل أن تكون أدت مهمتها بجناح وتتمكن من إسعاد قلب الصغيرة وسرعان ما تحقق ما كانت تأمل له فالصغيرة أخذت تهبط الدرج بخفة تحمل دميتها الصغيرة بيد وباليد الأخرى حملت مشطها الوردي الصغير
اتسعت ابتسامتها بغبطة وهي ترى هيئتها الجميلة إنها بالفعل أميرة صغيرة 
خطڤتها طلتها الطفولية بفستانها الوردي كعالمها واشيائها 
فستانك جميل
أوي يا ديدا
هتفت بها فتون وهي تقترب منها وعلى وجهها ابتسامة واسعة انكمشت الصغيرة على حالها تشيح عيناها عنها
أوجعتها ردة فعل الصغيرة ولكنها باتت تعتاد معاملتها النافرة تعذرها لصغر سنها وتعلقها الشديد بوالدها
أنا واثقة إنك هتطلعي النهاردة شبه الأميرات
التف إليها الصغيرة وقد اعطتها حركتها أملا بأن مدحها أعجبها وستتحدث معها كما كانت تفعل ولكن نظرات الصغيرة صعقتها كما صعقها حديثها
أنت وحشه وأنا مش بحبك
واسرعت الصغيرة راكضة نحو غرفتها تصعد فراشها وتجذب الغطاء نحو جسدها منكمشة باكية ومشهد والدتها المڼهار صباحا مازال يقتحم عقلها الصغير
أنا مش بحبك أنت كمان يا بابي 
اختفت سعادة فتون وقد أضاعت نظرة الصغيرة أي سعادة كانت تحتل فؤادها
دلفت غرفتها حزينة تبتلع غصتها إنها تحبها حقا لا تتمنى لها طفولة بائسة كحالها تتمنى لها أن تحصد الكثير من السعادة في طفولتها حتى تكبر وتكون شابة قوية مشبعة بالحنان والحب
استمعت لصوت الطرقات فاسرعت في مسح دمعتها تلتف نحو السيدة ألفت التي دلفت للتو تطالعها بنظرات حانية
متزعليش من كلام خديجة البنت صغيرة وبتتأثر من كل حاجة حواليها
ابتلعت فتون تلك المرارة وقد بدء الصداع يطرق رأسها
شهيرة هانم النهاردة الصبح كانت نفسيتها مدمرة ومن غير ما تحس زعقت في البنت
الأطفال في السن ده
 

104  105  106 

انت في الصفحة 105 من 186 صفحات