بسمه
بيتأثروا بأي حاجه يا بنت
وهي كانت خير من يعلم عن هذا هي لم تعش تلك الطفولة التي تسمع عنها طفوله حاوطها الحرمان من كل شئ
انفصال الأهل الطفل مش بيقدر يتجاوزه بسرعه والبنت صغيره متعرفش يعني إيه إن الأب يكون مع ست تانيه
سليم ناوي يصلح الموضوع ده يا مدام ألفت خديجة كرهتني اوي وهي شيفاني موجودة مع وجود مامتها
أنا عامله زي اللي جيه غلط في الصورة لما اتلقطت
اقتربت منها السيدة ألفت مبتسمه تمد كفها تمسح فوق خدها
بالعكس يا فتون أنت وجودك كان صح في حياة سليم بيه
والتمعت عيناها متذكره مشهده وهو يغادر المطبخ ملطخ الملابس
أنا متأكده إن بعد حفلة
عيد ميلاد خديجة سليم بيه هياخد القرار الصح هو وشهيرة هانم
أسرعت في التقاط هاتفها فتوهجت نظراتها لرؤية اسمه يضئ فوق شاشة الهاتف أتاها صوته فور أن أجابت
تعرفي طول ما أنا قاعد في الاجتماع عمال اوزع ابتسامات فكريني قصدهم ميعرفوش إن في حد تاني خالص في بالي
ضحكت رغما عنها وهي تسمعه مستمتعه بما يخبرها به
اشار لمديرة مكتبه بأن تعود لمكتبها إلى أن ينتهي من مكالمته ثم اخذ يدور بمقعده مسترخيا رغم الإرهاق
توردت وجنتيها تتحاشا النظر للسيدة ألفت التي اصرفت سمعها عن حديثهم واطرقت رأسها
الفطاير كانت لذيذة بشكل
الفطاير! هحاول أصدق إنك تقصد الفطاير
خرج صوتها متحشرجا فانفرجت شفتيه في ضحكة قوية اذابت مشاعرها
أحبك وأنت ذكية يا حببتي وبتفهمي
واردف مازحا بوقاحة هي في الأساس من طباعه
حقيقي التحلية كانت جميله بشكل
توقف بمقعده عن الحركة يحك فروة رأسه مبتسما
مش عارف ليه أنا مبسوط النهاردة مش بقولك الفطاير كان ليها سحر
أسبلت اهدابها في خجل تسمح لأذنيها بسماع حديثه الذي يداعب أنوثتها يصف لها كيف كان مذاق الفطائر هذا الصباح بالطبع لم يكن مذاق الفطائر لكن سليم كان متلاعب بحديثه يقسم داخله إنه بالتأكيد تسمعه وهي تعض باطن خدها من شدة خجلها
وبهمس اجابته وقد تناست أمر وجود السيدة ألفت التي اتخذت الصمت وتركت لسيدتها الصغيرة فرصة الحديث مع رب عملها الذي عاشرته لسنوات طويلة
معاك بسمعك
اتسعت ابتسامته شيئا فشئ ولكنه فاق على طرقات مديرة مكتبه فرمق ساعة يده ممتعض الوجه فقد حان وقت مقابلته لأحد العملاء
أنا مضطر اقفل يا حببتي وهسيب ليك اختيار البدلة أختاريلي على ذوقك بقى
فتون يا بنت
أجفلها صوت السيدة ألفت فاتسعت حدقتيها غير مصدقة أنها تناست وجودها
مدام ألفت
تعالت ضحكات السيدة ألفت سعيدة بما تراه
شكلي اتناسيت معلشي يا بنت مكنتش أعرف المكالمه هتطول كده كنت نزلت المطبخ
ارتبكت فتون لا تعرف بما تجيبها به
عادت السيدة ألفت تقترب منها ومن نظرتها علمت فتون أن هناك خطب ما تريد إخبارها به
فتون يا بنت أنا عارفه إنك عاقلة وهتكوني متفهمه اللي هقوله ليك وبلاش تسأليني عن السبب
توقف فتحي أمام بوابة المنزل الراقي ملتفا حوله غير مصدقا تلك الحياة التي تعيشها شقيقته
يا حلاوة يا ولاد بيت زي بيوت البهوات وشارع أنضف من حياتي طلعتي محظوظة يا بت يا بسمه
عادت عيناه تفحص المكان ثانية ثم رفع كفه نحو ذقنه يحكه به مستطردا
قال إيه أبوك
كان خاېف ېموت ويسيبك أمرمطك ميعرفش إن بنته ناصحة ومدوراها
أنت واقف عندك بتعمل إيه يا أخينا
انتفض فتحي فزعا بعد سماعه لصوت الواقف خلفه
بسم الله الرحمن الرحيم
بقولك بتعمل إيه يا أخينا
التوت شفتي فتحي إستنكارا ينظر لقصر قامه الواقف ويده التي وضعها فوق كتفه العريض
هو ده ترحيب أهل البلد برضوه
ما تخلص يا أفندي قول عايز مين ولا عايز إيه أو خد بعضك وامشي من هنا
نفض فتحي يده عن كتفهثم رفع كفيه يعدل من هندام قميصه الذي أخذه من عنتر بعد أن أعجبه عليه فلا بأس إنه سيكون زوج شقيقته
ايدك يا عم أنا فتحي أخو بسمه
ابتعد عنه الرجل يرمقه بنظرات قويه فاحصة يتذكر أوامر سيده هذا الصباح متمتما بصوت خاڤت
سبحان الله زي ما وصفك جسار بيه بالظبط اول ما هشوفك مش هطيقك لله في لله
بتقول حاجة يا أخ
البيه مستنيك
استاءت ملامح فتحي ولكن سرعان ما عادت عيناه تنشغل بالتحديق بالمكان
هي أختي بسمه بتشتغل إيه هنا
اتخذ العم صالح الصمت حتى توقف أمام الباب الداخلي للمنزل متلفا إليه يرمقه بنظرات ماقتة
هو أنت جاي دلوقتي تسأل أختك شغاله إيه وتدور عليها
هي البت بسمة ديما مسوءه سمعتي قدام الناس
انفتح الباب وبنفس النظرة التي شيعه بها العم صالح وهو يشير نحوه يخبر الواقفة بهويته كانت السيدة سعاد ترمقه بها
فتحي أخو بسمه يا ست سعاد
التوت شفتي السيدة سعاد تنظر إليه بنظرة مستنكرة
يا خسارة على الرجاله
ضاقت عينين فتحي يرمقهما بتأفف
تحبوا تاخدوا صورة معايا
احتقنت ملامح السيدة سعاد تبتعد عن الباب حتى يدلف بعدما ضاقت أنفاسها من رؤيته
أدخل يا اخويا ادخل
يا ساتر عليكم ناس متعرفش كرم الضيف
انتقت له البذلة التي سيرتديها اليوم كما أخبرها و وضعت له كل ما سيحتاجه حينا يأتي من عمله ولن يتبقى معه إلا القليل من الوقت ليستعد لاستقبال ضيوفه
تعلم إنها ليست حفل عيد ميلاد فقط بل حفلة لإظهار شهيرة مكانتها حتى اليوم في منزل سليم وحياته وإنها ربما عادت لعصمته دون أن يصرح بالأمر
اشياء كثيرة دارت بخلدها بعدما غادرت السيدة ألفت غرفتها
خليك النهاردة الجندي المجهول يا بنت أنا عارفه إن من حقك تظهري وسط الناس معاه لكن خليك المرادي بعيده وسيبي شهيرة هانم على الساحه وسط ضيوفها
كانت تتمنى أن تمنحها السيدة ألفت السبب ولكن السيدة ألفت أحتفظت به لنفسها
عادت عيناها تتعلق بأشيائه الخاصة تتسأل متى سيأتي اليوم
الذي سترافقه به بأحقية
أنت أتنزلتي كتير عن حقك فيه يا فتون مجتش من النهاردة
واردفت متحسرة تتذكر حماسها في حضور الحفل وارتداء الثوب الذي انتقته معه
فعلا ده الأفضل ليكي يا فتون عشان خاطر خديجة البنت بقت شيفاني الساحره الشريره
وبمرارة أسرعت في نفض أفكارها البائسة واتجهت لتلتقط ورقة وقلم تكتب له أين هي وحينا تنقضي الحفل ستعود
والقرار الذي كانت ستتراجع عنه بعدما غادرت غرفتها زادها الأمر يقينا أن بعدها اليوم هو الأفضل خاصة عندما رأتها شهيرة ورمقتها بنظرة خاوية ثم اتجهت نحو غرفة أبنتها
خرجت زفراتها بثقل وهي تعلق حقيبتها الصغيرة فوق كتفها متمتمه
هو مين الضيف ومين صاحب البيت
بتوتر جلس فتحي أمام جسار ينظر كل منهما للآخر في صمت
حاول فتحي صرف نظره عنه فنظراته تزيد من توتره وبهمس أخذ يتسأل
هو عنتر اتأخر بالمأذون ليه
اعتدل جسار في جلسته ومال للأمام قليلا فازدرد فتحي لعابه پخوف فهيئة جسار ونظراته تذكره بأشخاص لا يحب تذكرهم وهم رجال الشرطة
اسرع فتحي في تحسس عنقه لتتعلق عينين جسار به سعيدا بتوتره
مالك يا فتحي شايفك متوتر
أنا يا باشا بالعكس ده أنا مبسوط خالص ده حتى النهاردة فرح بسمه اختي
وسرعان ما كان القلق يتلاشي من فوق ملامح فتحي بمجرد أن خرج جسار عن صمته
هنتمم الجواز وناخد العروسه نعملها احلى زفه
ثم اردف مستفسرا
هي بسمه عجبها الفستان لأحسن عنتر كان قلقان لاحسن ميجيش مقاسها طلعت البت بسمه اختي شاطرة وبتعرف تجذب الرجاله
تجهمت ملامح جسار ولم تخفي عن نظرات فتحي الذي تراجع عن حديثه متمتما
أنت هتكون شاهد على الجواز مش كده يا باشا
ولو قولتلك إني هكون العريس مش شاهد يا فتحي
ها
خرج صوت فتحي مدهوشا مما سمع وقد اتبعه فتح فمه على وسعه
نهض جسار عن مقعده يعرض عليه الأمر بوضوح وثبات دون مقدمات
عايز اتجوز أختك يا فتحي
الجمت الصدمه فتحي مجددا فاتسعت حدقتيه ثم رفع كفيه ينفض بهم أذنيه
تتجوز مين يا بيه
تمتم بها فتحي بعدما نهض عن مقعده هو الأخر ومازال
الذهول يحتل قسمات
وجهه وقد وقف ينفض رأسه كحال أذنيه لعلا ما سمعه كان خطأ
بسمه أختك يا فتحي
هز فتحي رأسه لا يستوعب ما يطلبه منه
يا بيه هو أنت متأكد بتقول إيه بسمة أختي هتتجوز عنتر الراجل
جاي بالمأذون في الطريق
واردف حانقا فهو قد أتي لهنا بعدما جاء إليه عنتر منطقته باحثا عنه يطلب منه يد شقيقته التي لم يظن يوما أن يقبل بها أحدا وعلى ما يبدو أن شقيقته لم تكن سهله فقد جعلت رجلا مثل جسار يريدها أيضا رجلا يشعر بضئلته أمامه ويرتعب من ذكر اسمه واحبابه بالداخلية
لا محدش يلغبطني أنت مش يا باشا بعت عنتر ليا يطلب ايدها مني عشان ميبقاش عندك حجة وتجوزهاله
واستطرد في الحديث وهو ينظر نحو جسار الذي أخذ يزفر أنفاسه ضجرا
يا باشا انا بصراحه حاسس إنكم بتلعبوا بيا ما هي بسمة أختي ما يدفعش فيها فلوس
التمعت عينين جسار بحدة فور أن أستمع لعبارته وسرعان ما كان يلتقطه من ملابسه
دفعلك كام
اړتعب فتحي وهو يري نظرات جسار القوية إليه
عشر آلاف يا باشا
هتفضل كلب فلوس طول عمرك
حاول فتحي تخليص حاله منه حتى نجح وأبتعد عنه يلتقط أنفاسه
لو عايزاها أنت كمان يا باشا ومن غير جواز خدها لكن راضيني بقرشين اه ادفع للراجل فلوسه
طاح فتحي أرضا يدلك فكه من أثر اللكمة ينظر نحو جسار الذي اقترب منه بملامح لا تنبأ إلا بالشړ
مش عايز فلوس يا باشا هات المأذون أجوزهالك
امتدت يدي جنات في ذهول نحو القطعة النسائية التي وجدتها للتو أسفل الفراش بعدما قررت ترتيب المنزل بعد أن أخذت قسط من الراحه واستعادة نشطها
قلبت القطعه بين يديها لا تصدق الحياة التي يعيشها الأخ الصغير
أخذت تفاصيل اليوم تسير أمامها تتذكر نظرات كاظم لأخيه وتوتر الأخر ومغادرته في عجالة
علقت عيناها بالفراش ثم عادت عيناها تتعلق بالقطعة النسائية
ابن جودة النعماني ومنال هانم مستنيه يكون إيه
جنات
اتسعت عيناها تنظر نحو القطعة القابعة في يدها وقد انتبهت على صوته بعدما أغلق الهاتف الذي تصدح منه النغمات
صوت خطواته كانت قريبة منها يسألها مستفهما
واقفة عندك بتعملي إيه
ظلت قابعة مكانها دون حركة فهذه عادتها حينا تتوتر وببطئ كانت تلتف إليه تداري ما تمسكه خلف ظهرها تجيبه بتعلثم
بنضف الأوضة أصل الشقة مكنتش نضيفه فقررت أنضفها
تجاهل كاظم حديثها وقد ضاقت عيناه بتوجس بما تخفيه خلفها
إيه اللي مخبياه ورا ضهرك يا جنات
ولا حاجة
قطب ما بين حاجبيه وقد أثاره الأمر وسرعان ما كانت تدرك خطأها
قصدي ديه الفوطه اللي بلمع بيها
والقماشة التي كانت تتحدث عنها لا تعرف متى ولا كيف أصبحت عالقه في أصبعه ينظر إليها وإلى ما يحمله
الفصل الثاني والخمسون
بقلم سهام صادق
توقف امام غرفة صغيرته بعد أن قرر الذهاب إليها أولا قبل دلوفه لغرفته واخذ حمام منعش يزيل عنه إرهاق اليوم
توهجت عيناه بنظرة دافئة وهو يرى