الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 108 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


المريرة تتذكر قسۏة حسن معها
ليه خلفتينا كتير وظلمتينا
ازدادت ملامح السيدة عبلة إمتقاعا
ظلمتك يا بنت بطني عشان سترتك بدري
وأخذت السيدة عبلة ترثي حالها تطرق فوق فخذيها تخبرها عن الټضحية التي قدمتها لها ولأشقائها
بدء الصغير الراقد فوق فراش المشفى يستيقظ ينظر إليهم مدهوشا مما يحدث أمامه متمتما بحلق جاف
فتون أنت لسا هنا

واردف متسائلا عن الدراجة التي وعده بها سليم وبات يتسأل عنها كل يوم
هو سليم هيجبلي العجلة أمتى يا فتون
توقفت السيدة عبلة عن الندب وسرعان ما انشرحت ملامحها تنظر لأبنتها لتؤكد عليها أن خسارتها لزوجها خيبة لها ولهم جميعا
جوز أختك يا حبيبي هيجبهالك متخافش ومش أي عجلة عجلة كبيره كمان عشان باقية
اخواتك يركبوها معاك وكمان هيوديك البحر تتبسط ولا إيه يا فتون
طالعتها فتون صامته والدتها علقت أمال أشقائها على سليم وعليها وإذا رحل سليم رحل كل شئ عن حياتهم
اقتربت منه تمسح فوق شعره
قوم أنت يا حبيبي بالسلامه وهتلاقي العجلة عندك ها هتسيبني أركب معاك عليها
شوف البت الخيبة عايزه تركب
عجلة قولي يكون عندك عربية أنت اللي تسوقيها
هتفت بها السيده عبلة تستنكر حال أبنتها فلما لا يكون لديها سيارة ملك لها مثل طليقته تلك المرأة الحسناء
شايفه طليقته ذكية إزاي مطلعتش من الجوازة خسرانه
والدتها تظن أن شهيرة تحتاج لأموال سليم هي لا تقارن بشهيرة
وضحكة طويلة دمعت معها عينيها فامتعضت ملامح السيدة عبلة
خليك خيبة كده وضيعي جوازة وعيشة غيرك بيحلم بيها بس اقول إيه طالعه لأبوكي فكل حاجة
اقتربت السيدة ألفت بتوتر منه فقد مر أكثر من ساعتين على طلبه لها ولكنها للأسف أنشغلت ببعض الأشياء بالمطبخ وقد تناست أمر استدعائه لها
أنت لسا فاكرة يا مدام ألفت
اطرقت السيدة ألفت رأسها فعلقت عيناه بالضيف القادم صوبه في حفل بدء يستنكرها فحفل صغيرته أنقلبت لحفل عمل وقد وجدها حامد الأسيوطي فرصه للخروج من فشل صفقاته الأخيرة
المدام فين إيه اللي حصل في غيابي
هي مبلغتكش يا بيه إنها رايحة لأخوها المستشفى تزوره وتبعد عن الحفله عشان يعني 
احتدت عينين سليم ينظر لها فاسرعت تفسر له
في حاجة حصلت أنا معرفتش ابلغك بيها واتصرفت من دماغي وطلبت من الهانم متظهرش النهاردة
توقفت السيدة ألفت عن الحديث وهي ترى الضيف على مقربة منهم ثم اتبعته شهيرة
انسحبت السيدة ألفت تستعجب عدم علمه بأمر تركها المنزل اليوم وعدم الظهور بالحفل لتمنح شهيرة الصورة التي تريدها أمام الناس
معقول ميعرفش سبب تجنبها لحفلة النهاردة أنا لازم أوضح ليه السبب
وعادت عيناها تتعلق بشهيرة التي أشرقت ملامحها خاصة اليوم وأصبحت سيدة الحفل والزوجة الحالية التي بحث عنها الجميع اختفت من الصورة
ومن جهة أخرى وقفت دينا حانقة تكاد ټموت من شدة غيظها 
لا تستوعب كيف ستنسحب شهيرة من حياة سليم وستغادر منزله
فقد بدء الجميع يتحدث عن اختفاء الزوجة التي اختارها سليم النجار بعد انفصاله عن شهيرة الأسيوطي والكل أخد يتسأل
هل طلقها بعدما أدرك فداحة خطأه 
مش هتعرفيني على سليم النجار يا دينا
ارتفعت أنفاس دينا حنقا والټفت نحوه ممتقعة الوجه
في إيه مالك كل شويه مش هتعرفيني على سليم النجار سليم النجار عندك اه 
مالك بس يا حببتي لا لا أنت مش عجباني من ساعة ما جينا الحفله
حاوطها الواقف بذراعيه مبتسما بلزوجة تمقتها ولولا ماله وركضه خلفها ليتقرب منها ما سمحت لنفسها بالسير جواره 
إنه لا يملك الشكل ولا المظهر الأجتماعي ولا تعرف من أين له بهذا المال الذي لديه 
وقعت عيناها على شهيرة جوار سليم وقربها الشديد منه تقسم داخلها إنها بدأت تلعب من خلف ظهرها لشعورها بأقتراب الفرصة لتعود زوجته مرة أخرى
طلعتي ذكية يا شهيرة عايزه تفهميني إنك خلاص هتنسحبي من حياة سليم ويفضل بينكم إحترام متبادل لا ذكية ومحتاجة مني صقفة يا بنت الأكابر
اجيبلك حاجة تشربيها يا حببتي
انتبهت على ذلك الملتصق بها تنظر إليه شزرا تحاول التحكم في سخطها حتى لا تخسر ماله
مسعد حبيبي
رفرف قلب الواقف ينظر لحسنها الذي سلب فؤاده
مش كنت عايز تتعرف على سليم النجار شكل الفرصه جاتلنا يا حبيبي
التمعت عينين مسعد يلتف برأسه ينظر نحو الواقف وعاد يركز نظراته عليها متسائلا بمراوغة 
هي ديه مراته
وبسخرية شديدة اجابته
لا يا حبيبي ديه طليقته مراته هابله انسحبت من الحفله عشان الناس ميقولوش عليها خدامة أصلها كانت خدامة عنده ومرات السواق
ومسعد يسمع حديثها مبتهجا فهو خير من يعلم تلك الخادمة زوجة حسن الصديق الذي غدر به كما غدر به هو الأخر
فتون
تلهف قلبها كحال أذنيها وقد أعطاها صمته ونظراته إليها أملا
ارتفعت دقات قلبها في ترقب تنتظر سماع جوابه ف فتحي سوف يثبت لها اليوم أنه مازال يحمل في قلبه ذرة حب لها كونها شقيقته من دمائه وستستيقظ النخوة داخله
انتظرت ما سيطرب قلبها ما سيخبرها إن لديها عضد فشقيقها لن يخذلها اليوم وسيأخذها معه عائدا بها لمنزلهم وحارتهم
ورغم استحالة ما تقنع به حالها إلا إنها تشعر من نظراته وصمته ببصيص من الأمل
أنت عارفني يا فتحي إني شاطرة وبسد في أي شغلانههرجع اشتغل في المصنع من تاني وهجيب ماكنة خياطة أشتغل عليها او ممكن أقف في محل ملابس بعدما أخلص في المصنع أو اشوف شغلانه في أي مطعم وليك عليا يا سيدي كل شهر اديك الف جنيه ومش هتحس بيا بس خليني أرجع معاك بيتنا
وانسابت دموعها تتذكر جدران منزلها الحبيب تتلهف على سماع جوابه ومنحها الموافقه
طال تفكير فتحي وابتعد بأنظاره عنها ينظر للغرفة التي خلت بهم بعدما تركهم جسار لبعض الوقت سويا
أنت بتفكر في إيه يا فتحي المفروض تكون راجلي و سندي يا ابن امي وابويا
تجهمت ملامح فتحي وهو يستمع لسخريتها وتشكيكها في نخوته
ما أنا سندك أه يا ختي ده أنا متشحطط وسايب مصالحي عشان أجوزك للراجل اللي يستهلك
انطفأ الأمل داخلها تنظر إليه تستجدي عاطفته
مترمنيش يا فتحي محدش فيهم عايزني غير
لغرض معين في حياته وبعدين هيرميني
مش أنت اللي هربتي مني عشان متشتغليش مع المعلم وجدي
اعتلت الحسړة روحها فلا أمل بشقيقها
فهل سيكون الأمل بمن ليسوا من دمائها 
كنت عايزني اشتغل في الكباريه يا فتحي
امتعضت ملامح فتحي ينفخ خديه يحسب حسبته داخل عقله فاسرعت في التقاط ذراعه تستجديه مرة أخرى ولكن سرعان ما تركت ذراعه وقد صعقها ما هتف به
جسار باشا لازم يشخلل أيده حبتين مش كفايه هطلع عيل مع عنتر باشا ده أنا واخد من الراجل عشر الآف جنيه
استمر في تحريك القطعة النسائية حول أصبعه ينظر إليها بنظرات متلاعبة نظرات كانت جديدة عليها من رجل ك كاظم النعماني
ازدردت لعابها في توتر وحرج فما الذي يفعله وينتظره منها استمرت في تحديقها بفعلته وقد ازدادت نظراته عبثا
هي ديه برضوة فوطة بيتلمع بيها يا جنات
وارتسم الامتعاض فوق ملامحه من عدم إختيارها لكذبة مقنعة
كدبه مش في محلها خالص
اتسعت عيناها وهي تراه يميل نحوها يهمس بعبارته الأخيرة قربها
التقطت أنفاسها ثم حبستها لثواني قبل أن تزفرها بقوة
أسرعت في التقاط القطعه منه متمتمه بحنق
أنت اللي عايز تشوفها حاجة تانية فماليش علاقه بنظرتك للأمور
هل اذهلته عبارتها بالفعل أذهلته زوجته بارعة في تخليص حالها من الأمر بأي حجة سواء كانت مقنعة او لا تمت للأمر بصله
بشوف الأمور بنظرة تانيه هحاول ماخدش كلامك بطريقة جارحة وهعمل نفسي مسمعتش تبريرك المضحك
امتعضت ملامحها من قدرته في إثارة حنقها وقبضت فوق القطعه بقوة حتى تخفيها عن عينيه
شكرا لكرم أخلاقك يا كاظم باشا
صدحت ضحكاته عاليا عقب حديثها لا يصدق حاله إنه بات يستمتع بحديثها بل ويضحكه
ماشاء الله شيفاك بقيت محب للضحك أوي مش خاېف لتتعود يا كاظم باشا
إنها بالفعل تستفزه ولكنه بات يعتاد على مناوشتهم الممتعه
اقترب منها يحاصرها بين ذراعيه بطريقة أجفلتها وأثارة حفيظتها من قربه
مهما حاولتي تستفزيني يا جنات مش هتقدري عارفه ليه لأني مقرر أستمتع بالهدنه اللي بينا
قصدك الرحلة اللي
اجبرتني عليها أكون فيها
معاك عشان تطلقني بعدها
حاولت أشاحت عيناها عنه بعدما نطقت عبارتها تنظر إلى ذراعه اليسرى وقد باتت قريبة من ملامسة جسدها كحال الذراع الأخرى التي تمكن من وضعها بالمكان الصحيح
آثارها بحركته البطيئة المتقنة ولعارها أن جسدها الأحمق يتفاعل مع لمساته
تعرفي إن جنات القديمة كانت أفضل جنات اللي كانت بتدوب بين أيديا
واستمر في بث كلماته يرى نجاحه وهي تسمعه بإنصات 
فارتسم الزهو فوق ملامحه وهو يراها تخضع لرغباتهم
تركته يعيش الأنتصار للحظات سمحت لعينيها أن ترى مدى تأثيرها عليه
اقترب من شفتيها حتى يلتقطهما بين شفتيه ويستمتع بمذاقهما ولكن كل شئ توقف أمامه وهو يرى يدها تضع كحائل بينهم متمته
تفتكر مين اللي هيفوز بالجوله الحالية مش قادر تقول إنك عايزني زي أي راجل بيطلب حقه من مراته فبتلبي طلبه بحب لكن كاظم النعماني ميعملش كده بالعكس يمارس طرقه اللي درسها كويس الأول وبعدين يلاقي النتيجة في الأخضاع
صعقه حديثها بل الجمه فانتفضت من حصاره
أنا مش حزينه وأنت بتوصفني بصورة الست الضعيفه لأن ضعفي مكنش مخزي بالنسبه ليا راجل عجبني حبيت أتجوزه بتحصل كتير واه أخدت اللقب اللي ستات كتير سعت عشان تاخده وقريب هتشرف برضوه باللقب الجديد طليقة كاظم النعماني
بعزة نفس نطقتها رغم المرارة التي ابتلعتها إنها أحبت هذا الرجل ولن تلوم قلبها على حبه
تركت له الغرفة وقد وقف مبهوت من كل كلمة نطقتها لم تعد جنات تتألم من شئ بل باتت تخبره إنها خرجت من حياته منتصرة ونالت ما ارداته ارداته حب فيه أو طامعه به فبكلتا الحالتين نالت اسمه وأصبحت زوجته
زوجته إنه بات يستسيغ تلك الكلمه وفي خضم أفكاره المزدحمة ومشاعره المضطربة كبحر هائج بأمواجه داعبت رائحة الطعام أنفه إنها رائحة دجاج وضعت للتو فوق سطح مقلاة ساخنة
اتبع أنفه نحو المطبخ فوجدها تقف تقلب الدجاج وكأن الحديث الذي دار بينهم منذ دقائق قد تناثر
أنا شايف إني ألغي عزومة العشاء ما دام ريحة الأكل تجنن
ضاقت عيناها فما الذي يسعى له هذا الرجل وببطئ الټفت إليه نافرة طريقته في التقرب 
فهل يظنه إنها ستخضع ثانية له وتهدر المزيد من كرامتها معه
تقدر تروح عزومتك وتقابل ضيوفك
ولو سألوني عن مراتي
هتف بها كاظم ينتظر ردة فعلها واقترب منها بخطوات بطيئة
مراتك ولا الست الطماعه اللي لعبت عليك عشان تعيش في العز وأجبرت كاظم النعماني يتجوزها
تركها تعيد نفس الحديث الذي بات يسمعه منها يوميا حديثها لم يعد يستاء منه بل يزيده متعة وهو يرى صورة أخرى من زوجته
لكن العزومة ديه لينا لوحدنا يا جنات مش معقول مش عايزه تستمتعي بمذاق الأكلات الإيطالية
أصابها الحماس بعض الشئ ولكن سرعان ما احتفظت به وعادت ملتفه تكمل إعداد وجبتها
صوب نظراته صوبها ينتظر أن يستمع لجوابها يعلم إنها باتت مشوشة من أفعاله التي لا تليق
على شخصيته الفظة
أنت راجل دوغري
 

107  108  109 

انت في الصفحة 108 من 186 صفحات