الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 107 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


صغيرته في فستانها وتسريحة شعرها وذلك التاج الذي وضعته والدتها فوق رأسها ثم احتضان الصغيرة لها بقوة
حبيبت مامي طالعه زي القمر
وصغيرته سعيدة متوهجة الملامح بسبب إهتمام والدتها بها
طالعه برنسيس يا مامي
قاومت شهيرة رغبتها في البكاء فهي منذ الصباح انعزلت بحالها باكية متحسرة تكتشف حقيقة واحده وتقرها
حقيقة أن لا أحد ينال كل شئ بالحياة هي كان نصيبها أن تكون سيدة أعمال ناجحه ينهض لها الرجال مادحين في ذكائها وحسنها

وأنت كمان هتكوني برنسيس يا مامي
والدموع التي قاومتها انسابت رغما عنها فوق خديها 
المشهد ألمه وقد صدقت فتون عندما أخبرته هذا الصباح أن شهيرة ليست قوية كما يظن ولا يوجد أمرأة قوية مهما تيقن  
إنها قشرة واهية تزول عندما تجد المرأة رجلا يمنحها ذلك الشعور المفقود يعلمها فنون الحب في ليلة أكتمل فيها القمر
وهو رجلا إذا دخل حياة أمرأة كان لعڼة عليها لديه قدرة قوية في سلب أنفاس النساء بين ذراعيه يعرف كيف يفك شفراتهم
لم يعد يفخر بالأمر بل كلما نظر نحو أبنته ندم أشد الندم إنه كان يوما رجلا فاسقا يبحث عن متعته ولكن في الحقيقة بعضهن كان يبحث عن نفس الشئ أو المال وهو كان سخيا في كلاهما 
انتبهت شهيرة على وجوده فعلقت عيناها به وهو ينظر نحوهما
ديدا 
هتفت شهيره باسم صغيرتها حتى تجعلها تنتبه على والدها الذي وقف ساكنا بملامح جامده مرهقة
ابتسم سليم وهو ينظر نحو صغيرته ولكن سرعان ما كانت تختفي بسمته وهو يراها تشيح عيناها عنه
الجمته فعلت صغيرته بل طعنته لا يصدق رؤيته لتلك النظرة الحزينة التي احتلت عينيها
اندهشت شهيرة من فعلت أبنتها فصغيرتها شديدة التعلق بوالدها حتى إنها عندما يأخذها عقلها للمستقبل تقسم أن من سيتزوجها سيعاني من تعلق كلاهما بالأخر
ازدرد سليم لعابه وقد غادره أي شعورا جميلا كان يحتل قلبه
أميرتي زعلانه من بابي عشان مشغول عنها مش كده
اطالت الصغيرة نظراتها نحو والدتها بعدما تشبثت بها ترفض أي تواصل بينها وبينه
حدق سليم بشهيرة مصعوقا و احتدت عيناه لتصعق من نظراته نحوها نافية برأسها ما يظنه
أسرعت شهيرة في احتواء صغيرتها
لا تستوعب فعلتها حتى اللحظة و ارتجف جسدها من رؤية نظراته الغاضبه فأبنته باتت تكرهه والأمر لا يفسر إلا بطريقة واحدة
ديدا بصي ناحية بابي بابي واقف زعلان عشان ديدا مش بترد عليه
أميرتي الجميلة
خرج صوته خاڤت مترقب لردة فعل صغيرته مجددا الټفت الصغيرة إليه تنظر نحو ذراعيه وانحنائه يدعوها لحضنه
أسرعت الصغيرة نحوه تلقي بجسدها الصغير بين ذراعيه تعانق عنقه بذراعيها هاتفه
أنا زعلانه منك يا بابي عشان بقيت تزعل مامي كتير
وابتعدت عنه تصب نظراتها نحو والدتها التي وقفت مبهوته مما تسمعه
خلي فتون تمشي من هنا هي بتزعل مامي مامي بتزعل لما تشوفها
صعق الحديث كلاهما فالصغيرة باتت تترك لعينيها المتابعة في صمت حتى بدأت تجمع من ملاحظاتها أن حق والدتها ضائع وأن الأخرى تحزن والدتها واستولت على حقها في والدها 
تلاقت عيناهم فلم يضعهم في هذا الأمر إلا هي ارادت الإقامة في المنزل رغم إنها طليقته تخلت عن أبنتها بسبب طموحاتها
ولكنه لن ينكر حقيقة واحده إنه أحب فتون أحبها وهي خادمته وزوجة سائقه
ورغم إنه قديما الأمر كان يصعقه من فكرة أن يغرم بزوجة سائقه وخادمته إلا أن ظهور شهيرة في حياته مجددا بعد ذلك الحاډث الذي أصابه قبل سنوات مع مغادرة فتون حياته هاربه منه بأنفاس لاهثة من مزرعته 
أكد له حقيقة حاربها من قبل إنه فقد زمام الأمور على قلبه ولم يعد يفكر لا بالمنطق ولا بأهوائه فسليم النجار لا يختار إلا المميز
خلي فتون تعيش في بيت لوحدها يا بابي هي واخوها 
انا فرحت لما راح المستشفى وبطل يشدني من فستاني وشعري
والصغيرة تحكي مشاعرها وتطالب بأحقيتها في والديها ومكانتها
ازدردت شهيرة لعابها بعدما ازدادت نظرات سليم جمودا صوبها فقد أصابت هدفها وجعلت أبنته نسخة مصغرة من صوره لا يريد أن تكون عليها
امتدت يداه نحو خديها يمسح فوقهما برفق
فتون يا حببتي بتحبك أنت مش كنت بتحبيها 
لم تنفي الصغيرة حبها المسبق لها فاماءت برأسها متذكره ما مرت به معها
كانت بتاخدني المطعم بتاعها وتسبني أحط الشيكولاته على الكعكة
ثم عادت تنظر لوالدتها وقد اتاخذت شهيرة دور المستمعه المترقبة
لكن هي بتزعل
مامي هي أخدتك مني ومن مامي يا بابي
حړقت الدموع مقلتي الصغيرة ثم نظرت لوالدها ولأهتمامه المنصب عليها وعلى حديثها كعادته
ضمھا إليه يخبرها بطريقته وحنانه الخاص بها وحدها إنها أميرته الجميلة
فتون بتحبك يا ديدا هي أكيد مش هتحبك زي مامي لأن مامي واحده بس ومحدش يقدر ياخد مكانها عندك
تعلقت عينين شهيرة به هو يمنحها أحقيتها في أبنتها لكن حياته لم تعد إلا لأمرأة أخرى يصورها لابنته إنها تحبها لكن حبها لن يكون مثل حب والدتها
تعرفي يا ديدا إن فتون هي اللي عملتلك تورتة عيد ميلادك وكل الحاجات الحلوة اللي أنت بتحبيها
ابتعدت عنه الصغيرة تومئ برأسها بعلمها لما فعلته لها
طيب ومن أمتى بنفرح في حد تعبان أو متعور مش المفروض نطبطب عليه ونديله من حاجتنا الحلوه ونشجعه ونقوله هتبقى كويس
عادت الصغيرة تومئ له برأسها تفهم مقصد والدها وحديثه
بس أخوها وحش وبيشدني من شعري كتير ويقولي أنت شبه الكرتون
لانت ملامح سليم وهو يسمعها تعبر عن حنقها هذه المرة بتذمر طفولي
ما أنت يا أميرتي شبه فعلا أميرات الأساطير
وامسك ذراعها يديرها حول نفسها عدة مرات فتعالت ضحكاتها وهي ترى فستانها يدور حولها كما تحب
أميرتي الحلوة النهاردة كبرت سنه وبابي كل يوم حبه ليها بيكبر ويكبر
وانحني ليحملها بين ذراعيه فاسرعت في ډفن رأسها في تجويف عنقه تلهث أنفاسها
أنا بحبك أوي يا بابي أنت كمان أمير 
تعالت ضحكات سليم فاتسعت ابتسامة شهيرة وهي ترى الدلال الذي تحصل عليه أبنتها من والدها إنه دلال يرضيها كأم وامرأة متعطشة له وأبنة حرمت منه في وسط عائله لا تبحث إلا عن كسب الصفقات والمزيد من الأموال والعراقة
لا أنت ملك يا بابي
قهقه سليم عاليا من نظرة صغيرته إليه وهي تفكر في لقب أخر له
عاد لضمھا إليه يتنفس رائحتها بعمق فالتمعت عينين شهيرة بسعادة وهي تراهم بتلك الصورة التي دوما ما سلبت قلبها وجعلتها تزداد إطمئنانا أن أبنتها ستظل دائما تنال أهتمام والدها ولن تحرم مما تمنته هي يوما
وليت باتت تنطقها كثيرا في حياتها مؤخرا ليت ما أنجبت من هذا الرجل المزيد من الأطفال ليتها كانت مثل الخادمة التي نالت قلبه رغم افتقارها لكل شئ
اطبقت فوق جفنيها بقوة تطرد دموعها العالقة بين أهدابها تنفض رأسها من مشاعر الضعف والحسړة
تعالوا ناخد صوره حلوه سوا رغم إن بابي لسا مش جاهز وهيطلع وحش في الصورة وهو مبهدل كده
ضحكت الصغيرة وصفقت بيديها متحمسة تنظر إلى ملامح والدها
ومامي وديدا هيطلعوا حلوين في الصورة وبابي لاء
عبس سليم بملامحه ثم أنهال عليها بالقبلات يدغدغها بذقنه
بقى كده يا ست ديدا بتنضمي لحلف مامي 
ايوة لان مامي أحلى منك
يا بابي دلوقتي
اتسعت عينين شهيرة تصوب نظراتها نحو الذي صدحت ضحكاته
البنت ديه بتبيع كل واحد فينا في ثانيه يا سليم
بنت شهيرة الاسيوطي عايزاها تكون إزاي يا شهيرة
ارتفع حاجبي شهيرة ترمقهما بأستياء مصطنع
نعم يا سليم باشا تقصد إيه وليه متقولش إنها طالعه ليك
تعالت ضحكاته مجددا يمد لها يده لأخذ الهاتف منها حتى يلتقط هو الصورة
تعالي يا شهيرة خلينا ناخد الصورة عشان ألحق أجهز 
التقطت الصورة والتقطت معها مشاعر أخرى 
غادر سليم الغرفة بعدما بعث لابنته قبلة فطالعت ابنتها وانحنت صوبها تأخذها بين ذراعيها تهمس لها بكلمات كثيره نادمة  
تخبرها إنها لم تكن تقصد أن تهملها إنها هدية من الله لها وهدية من الرجل الذي لو ظلت قربه كثيرا ستموت من شدة قهرها وما عليها إلا الرحيل لبعض الوقت حتى ترمم حالها وتعود شهيرة القوية
ولا بأس أن
نخسر فصل من فصول حياتنا لنغلق الفصل ونبدء في فصل أخر
جالت عيناه في أرجاء الغرفة يبحث عن طيفها فهو متأكد بأنها ليست بالأسفل ولم تذهب اليوم للجامعه ولا تدريبها بالمؤسسة بعدما توقفت عن الذهاب إليه رغم إستمرار زميلها أحمس ذلك الشقيق الروحي
وعندما تأتي ذكرى على أحمس على ذاكرته ترتسم ابتسامة ساخرة مستنكرة فوق شفتيه هو لا يستهوي هذا الشاب رغم يقينه إنه شاب مكافح طموح ومجتهد ويعيل والدته تلك السيدة التي جعلت حياتها له بعد ۏفاة والده 
لن ينكر أن مثال أحمس يعجبه ومن أكبر أسباب قبول تدريبه لديه هو إجتهاده وحصوله على تقديرات عالية بجامعته
ولكن زوجته الحمقاء المحبه لمهنتها تركت الفرصة وفضلت أن تقضي سنوات الدراسة كأي سنوات من العمر تقضى
وكحال الكثير من الناس يدرسون أشياء لا يجيدون عقولهم وشغفهم يهواها
اخذت عيناه تدور بالغرفة فتأكد من عدم وجودها بها فعلقت عيناه بساعة يده وخرج من الغرفة يبحث عنها والجواب كان يأخذه من الخادمة التي كانت تصعد للتو ومتجة نحو غرفة شهيرة
الهانم فين
توترت وردة قليلا كعادتها حينا يسألها رجلا سؤالا
خرجت يا بيه من ساعتين لا من تلت ساعات كده والله ما أنا فاكرة يا بيه
ضاقت عينين سليم ينفخ أنفاسه حنقا
روحي ناديلي مدام ألفت 
أسرعت وردة في تنفيذ أوامره ناسية الغرض الذي كانت متجها به نحو السيدة الأخرى شهيرة ولكنها توقفت مكانها 
هي البنت اللي بعتها تساعد الهانم موصلتش
أسرعت وردة بالجواب متذكرة الفتاة التي أتت قبل ساعات وعلى يبدو من اختصاصها وما تحمله إنها خبيرة تجميل
جات يا بيه ولما ملقتش مدام فتون شهيرة هانم استعانت بيها تجهز خديجة هانم وتساعدها في تسريحة شعرها والحاجات اللي أنت عارفها يا بيه
وسرعان ما كانت تتسع حدقتي وردة وهي ترى امتقاع ملامحه بسبب ما اردفت به غير واعية من تجاوزها في الحديث
أنا بقول أروح انادي مدام ألفت لحضرتك
وفرت هاربة راكضة من أمامه يتبعها سليم بنظراته الغاضبه عائدا لغرفته يضع الهاتف فوق أذنه
وعلى رأي المثل بعد ما شاب ودوه الكتاب
هتفت بها السيدة عبلة وهي تنظر لأبنتها مستنكرة وجودها بالمشفى اليوم
رفعت فتون عينيها نحوها وأغلقت الكتاب تنتظر سماع المزيد من عبارات التهكم من والدتها
مش عجبك كلامي يا بنت بطني
ما أنا قفلت الكتاب اللي مش عجبك
ايوة مش عجبني هو أنت هتعملي إيه بالتعليم
التمعت عينين فتون بالحسړة تتذكر نفس عبارات والدتها منذ سنوات حينا عادت من مدرستها بشهادتها تأمل أن تكمل تعليمها
نفس الجملة قولتهالي زمان وجوزتيني حسن وأنا معرفش يعني إيه جواز قولتيلي هتفرحي بالجواز والجواز حاجة حلوه وفي الأخر إيه اللي حصل
امتقعت ملامح السيدة عبلة من نفس الحديث الذي تكرره عليها لتشعرها بالذنب
ما أغلب بنات القرية بيتجوزوا في سنك ومحدش طلع خايب زيك وكلهم معاهم بدل العيل عيلين وفاتحين بيوت
ابتلعت فتون غصتها
 

106  107  108 

انت في الصفحة 107 من 186 صفحات