الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 111 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


السيدة سعاد خلفها تلتقط ذراعها تعيدها لداخل الغرفة 
يا بنت استمتعي بكل مميزات الجوازة وبلاش تكوني عبيطه
أنت اللي بتقولي كده يا داده سعاد
أيوة يا بنت عايزاك تعيشي وتفرحي زي البنات حتى لو بتضحكي على نفسك
اصابتها الكلمات فاطرقت رأسها نحو كفيها تفركهما وتخبر حالها بالحقيقة
شوفتي أنت بتقولي إيه إني هضحك على نفسي لو عيشت

حياه مش بتاعتي حياة مؤقته مسيرها في يوم مش هتكون ليا
عشان كده أنا عايزاك يا بنت تاخدي حقك من الدنيا اتعلمي واعملي مشروع الصغير والبسي زي البنات واتعلمي تعيشي عيشة الهوانم مش يمكن حكايتك مع جسار بيه بداية لحياة تانية
سقطت دموعها فاسرعت في مسحها
لو عيشت عيشة الهوانم لازم اهرب من اصلي ومحدش بيهرب من أصله يا داده
محدش بيختار اهله يا بنت نصيبك من الحياة تشقي وتتعبي لكن الفرصه أهي جات المهم متضيعيش عمرك في سراب
علقت عينين بسمه بالفراغ فرمقتها السيدة سعاد بنظرة عطوفه
هنزل أحط طبقك مع البيه
غادرت السيدة سعاد الغرفه مبتسمه تتمنى من داخل قلبها أن تنال بسمة ما لم تستطع نيله يوما
بعد دقائق هبطت بسمة الدرج بملامح مسترخيه تقسم داخلها إنها ستكون قوية وستحكي يوما قصة نجاحها كما حكت قصتها كفاحها
توقف جسار مكانه ولم يكن إلا متجها لغرفة الطعام طالعها بنظرة طويلة ثم أكمل خطواته نحو غرفة الطعام
تلاشت أي شعور أصابها واتبعته ثم وقفت خلف المقعد وحركته ببطئ 
بحركه زي الهوانم يا باشا مافيش اي فرق
قصدت عبارتها عن عمد فطالعها ماقتا أسلوبها
وتفتكري ديه طريقه بتتكلم بيها الهوانم
هل تحزن ام تتبع نظام التمرير
اعرف كويس أكون هانم واختار أسلوبي
متقلقش ومظنش سيدات المجتمع الراقي بيتعملوا في بيوتهم بأستقراطيه
حدقها بنظرة حانقة فيكفيه ما يشعر به وذلك الندم الذي يعتليه كلما تذكر أن يديه وضعت في يد رجلا تاريخه حافل بسجلات السوابق
بدء بتناول شربته ببطئ وقد اتخذ الصمت للحظات 
بدأت في تناول طعامها تنتظر منه أي تعليق سخيف ولكنه كان يعيش مع دوامة أفكاره يتسأل داخله لما هو فظ هكذا معها
هل يعاقبها على ظروف حياة لم تختارها فهو دائما متجرف فظ لا يحب إلا إمتلاك النفيس حتى الدرس الذي تعلمه قديما حينا فقد زوجته وبصره ووظيفته بالشرطه وجبروته ظل كما هو
عاد يحدق بها فوجدها تأكل ببطئ شديد حتى تظهر أمامه بصوره متحضرة ومقبولة
من حقك تتعملي بالطريقة التي عايزه تعيشيها
المهم تحترمي صورتي قدام الناس وتحفظي على اسمي لحد ما الطريق بينا ينتهي
واردف مستنكرا ذكر اسم شقيقها
اتمنى ميكونش في أي تواصل بينك وبين أخوكي واللي اسمه عنتر ده تنسيه تماما
تجمدت ملامحها على ذكر اسم شقيقها تجيبه بمرارة
فتحي عمره ما هيفكر يسأل عني لكن مش هيبطل يطلب منك فلوس أنا حبيت اقولها ليك من دلوقتي فلو ندمان تقدر بسهوله تنهي كل حاجة يا باشا وكده كده في يوم هنال لقب مطلقه فمش هتفرق دلوقتي من شهور أو زي ما أنت محدد تنهي العقد
وضعت معلقتها والتقطت المحرمة تمسح بها شفتيها ونهضت عن مقعدها
تصبح على خير
تحركت بضعة خطوات بعدما القت حديثها ولكن سكنت مكانها
وحفل الزفاف يا بسمه
بابتسامة باردة أجادة رسمها فوق شفتيها
اختار الفستان اللي يعجبك يا بيه واشوف عايزني أظهر إزاي وأنا هنفذ الدور كويس أوي
توقفت السيارة أخيرا أمام بوابة المزرعة الخاصة بعائلة النجار 
طالعته ملك حانقة من قراره العجيب بعد مغادرة الاحتفال
برضوه نفذت اللي أنت عايزه
تعالت ضحكته ينظر إليها مستمتعا بتذمرها
حببتي إحنا وصلنا خلاص وياريت منضيعش وقت
رسلان
دفعته حانقه من وقاحته فعادت ضحكاته تتعالا يرمقها بنظرات عابسه
عندي عملية الضهر فننجز يا روحي ونستمتع بالوقت 
واقترب منها يحاصرها بين ذراعيه
الولاد واطمن عليهم من ميادة المفروض حاليا متفكريش غير فيا
هو أنت سامحلي أفكر غير فيك يا رسلان
وهل يا ترى بتفكري فيا زي ما بفكر فيكي
تجهمت ملامحها من مغزى كلماته ترى العبث مرتسم فوق ملامحه
صدحت قهقته هذه المرة بقوة أكبر مبتعدا عنها فتمكنت من التقاط أنفاسها تنظر إليه حانقة
لا إحنا فعلا بنضيع وقت
توقف عن الضحك وأسرع في الترجل من سيارته متجها إليها يفتح باب السيارة الأخر ويلتقط ذراعها
أول ليلة في جوازنا كانت هنا وأنت ما شاء الله كنت سايرة على قاعده يتمنعن وهن
الرغبات
تشبثت مكانها حانقة من حديثه تنفض يده عنها
رغبات مين يا دكتور شكلك نسيت إني كنت رافضه جوازنا
لا ده احنا كده هنطول في العتاب ومين قال ومين مقالش
وانحني يحملها بين ذراعيه
شايفه أنت قلبك أسود إزاي لكن أنا مش فاكر أي حاجة ولا بفكر في اللي فات
وبقدرة رهيبة بات يجيدها بل بات يفهم طباعها همس بأنفاس ساخنة 
هفضل لحد أمتى زي الظمآن مش عارف يرتوي سبيني أحبك يا ملك
اغمضت عيناها مسترخية مع أحاسيسها وببطئ وتمهل بدء يخبرها كيف هو رجل عاشق ومتيم
طالع هيئتها وهي تتظاهر بالنوم وقد اتخذت طرف الفراش
ابتسم مرغما من فعلتها و تسطح على الطرف الآخر ينظر لتشبثها الشديد بالغطاء
عارف إنك صاحيه يا فتون
اطبقت فوق جفنيها بقوة حتى يدرك إنه بالفعل يتهيأ له إنها مستيقظه
المرادي شهيرة خلفت توقعاتي بصراحه كنت متأكد إن شهيرة هترجع لعقلها من تاني شهيرة ست ناضجه وعاقله
ارتفعت وتيرة أنفاسها عن مدحه لشهيرة هذه الليله ألا يكفيها ما اسمعه لها منذ ساعات وما شعرت به من تخاذل مرة أخرى مع حالها
ديما كان يعجبني عقلها وحنكتها في إدارة الأمور
هذه المرة كانت شفتيها تنال نصيبها من شدة ضغطها عليهم ازاد الجرعة التي أراد أن يجعلها تعيشها الليله فربما الغيرة تجعلها تنضج وتتعقل
انتفضت من رقدتها وقد أزاحت الغطاء عنها تصيح به غير عابئة بعلو صوتها
ما دام عجباك أوي طليقتك ردها ليك
صوتك يا فتون
تعلم أكثر ما يضايقه هو علو الصوت ولكنه الليله أجاد اثار مشاعرها بجدارة وأثبت لها إنها بالفعل بائسة وستظل دوما تحت الأقدام
أنا جبانه وبستخبى في الجحر لكن شهيرة هانم ست عظيمة ونسيت إنها حاولت كتير تخرجني من حياتك عشان ترجع لمكانها
أي ست في الدنيا بتحب راجل هتعمل كده
قالها متعمدا كل حرف ينطقه الجمها دفاعه تنظر إليه في صدمة تبلل شفتيها بطرف لسانها
إظاهر إن حفلة النهاردة رجعت مشاعرك لطليقتك
أكيد
تمتم بها ردا على سؤالها ينظر متفرسا ملامحها
تقصد إيه
لو قولتلك إن بفكر أرجع شهيرة لعصمتي يا فتون هيكون إيه جوابك
أيفكر في العودة لطليقته
أينتظر أن يسمع جوابها أم يتلاعب بها بدهاء حتى يعاقبها 
طال صمتها فمنحها الوقت مسترخيا في رقدته مستمتعا من هذا الصمت المحبب إليه
الصمت طال وإنتظاره قد طال يرى في عينيها ۏجعا وضياعا يمزقه إنه لا يريدها بهذا الضعف ولا يريد أن تكون في صورة الزوجة التي لا وجود لها إلا كنزوة عابرة
اختفت نظرة الخۏف من عينيها لتحتد قسمات وجهها شيئا فشئ
فتون
خرج صوته مترقبا ردة فعلها بعدما فهمت تلاعبه بها أشتدت عيناها حدة تبحث عن وسادتها القريبة منها تلتقطها وټحتضنها بقوة لعلها تخرج مقتها فيها
لما تتجوزها أكيد هتعرف جوابي
هل أبهره جوابها أم رؤية حنقها وغيرتها
تركته في ذهوله وعادت لتسطحها في الناحية التي اتخذتها بعيدة عنه
ضغطك عليا عشان تخرج فتون جديدة أنت عايزها مش هيتحقق بطريقتك الجديدة لأني مش هتغير يا سليم
طول ما أنت عايزني أتغير
تجمدت ملامحه ولأول مره يكون حديثها مشفرا بالنسبة له فما الذي تقصده
انسابت دموعها تشعر بالعجز أن تكون قوية مثل قريناتها شهيرة و جنات نموذج يبهرها تتمنى لو كانت مثلهن ولكن هي ليست مثلهن
للأسف أنا مش هكون الست اللي أنت عايزاها أنا عايزه أكون نفسي عايزه أعيش حياة بسيطة من غير خوف من المجهول أنت تقدر تكون بطل الحكاية لكن أنا لا
تعالت شهقتها رغما عنها ترفع كفها تمسح دموعها السخية
أنا منفعش أكون بطله أنا النموذج الضعيف من النساء نموذج أنت عمرك ما الټفت له ولا حبيته
فتون
مين قالك إني مكنتش عايزه احضر حفلة عيد ميلاد بنتك مين قالك إني
مكنش نفسي أقف جانبك بفستاني الجديد اللي أنت بنفسك اختارته ليا
لم يتحمل سماع المزيد هو أكثر الناس دراية بالحياة التي عاشتها وشخصيتها الضعيفة المهشمة
أخبرته عمته أنه أخطأ في تسرعه بالزواج منها فتون قبل ظهوره مجددا في محيطها قد بدأت تتعافي وتبني شخصيتها كان عليه الصبر والتمهل قبل وضع خطته وإخضاعها لأمر الزواج بعدما لم تجد مفر من عودتها لحياته
اسرع في التقاط ذراعها يديرها إليه
ليه لازم اضغط عليكي عشان تتكلمي وتعبري عن مشاعرك ليه لازم حاجة تحركك
شخصيتى كده هي كل الناس شخصيتها زي بعضها
ابتسم مستمتعا بمذاق عبارتها بين شفتيه
لا طبعا محدش شبه التاني يا فتون
دفعته عنها بعدما أقر حقيقة ما نطقته
تصرفك كان غلط لما مشيتي من البيت وسيبتلي مجرد ورقة اتباعك لكلام السيدة ألفت بثقة عمياء رغم إني بثق فيها وعارف إن خاڼها التصرف لكن ليه تتبعي كلام حد ليه مستنتيش لما ارجع ليه مفكرتيش تتصلي بيا كنا هنتناقش ونتكلم ومكنتش هجبرك على حاجة وأنت عارف ده كويس
ارادت أن تتحدث ولكن الحديث توقف على طرفي شفتيها وهي ترى حالها محاصره بين ذراعيه وقد اختلطت أنفاسهم معا من شدة تقاربهما
أوعي تكوني فاكرة إني مش عارف سبب كرهك للمؤسسة عارف كل حاجة يا فتون لكن فضلت أخد دور الصامت استنيتك تيجي تحكيلي او تواجهي خۏفك لكن أنت فضلتي الإنسحاب والهروب عمرك ما هتحققي حاجة لأنك بتبصي ديما على الناس شايفينك إزاي
لم يمهلها ليسمع منها أي حديث فعناقه لها كان حديثه هذه المره
شهيرة ست مميزة وحلم أي راجل وكانت في يوم من الأيام حلمي
تخشب جسدها بعدما بدء يلين بين ذراعيه إنه يمتدح طليقته مجددا بمتدح المرأة التي يقارنها بها الجميع
أنت غير أي ست يا فتون أنا حبيتك حتى وأنت مرات السواق بتاعي أنت الست اللي سألت نفسي معاها فين سليم النجار القديم الست اللي ندمت في يوم إن أذتها الست اللي يوم ما فكرت أذيها ونلت عقاپي من ربنا قولت لنفسي ده ذنبها 
والليلة التي كانت الفيصل في حياته عادت تطرق حصونه مرة أخرى
صړاخها وسوسة الشيطان إليه أن ينالها دون رحمه ينال وزر الخطيئة وما يشتهيه في جسد امرأة ليست إلا مراهقة والأبشع إنها زوجة
وببطئ أخذ يبتعد عنها يرفع طرف بنطال منامته عن ساقه اليسرى يريها أثر الحاډث الأثر الذي لم ترغب في السؤال عنه رغم فضولها
الأثر ده بيفكرني بسوء نفسي بخطيئتي مع كل ست خليتها تخضع ليا خرجت من الحاډثة بأعجوبه ويمكن كنت فقدت رجلي فيها
وفي صمت وجدها ترفع كفها تمسح فوق ساقه متسائله
بټوجعك
لم يشعر بحاله إلا وهو ينفجر ضاحكا يجذبها لحضنه يخلص حاله من أنقضاضها عليه بعدما أثار حنقها
هتصدقيني لو قولتلك إني بضحك على حالنا إحنا الاتنين
سليم أبعد عني
أبعد إيه عنك بس مش لازم اصالحك الأول زي ما
 

110  111  112 

انت في الصفحة 111 من 186 صفحات