الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 120 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


تهتف اسمه وقد شحبت ملامحها من شدة الخۏف
جسدها كان يرتجف تخبئ عينيها بكفيها هاربة من سكون المكان حولها فهذا شهر كان الوافدين فيه قليلون للمنتجعات السياحية
ابعدها عن اخصانه ينظر إليها ليؤكد لحاله إنها أمامه لم يفقدها
أنت لسا زعلان مني يا بابي أنا مش هعمل كده تاني
هتفت بها الصغيرة بعدما رفعت كفيها الصغيرين نحو خديه تمسح فوقهما

أنا مشيت وراها عشان كنت فكراها مامي أصلها كانت شبه مامي اوي أنا كنت خاېفة أوي يا بابي
اهتز جسده وهو يسمعها صغيرته تصف له ما عاشته ببرائه تخبره إنها اتبعت إحدى السيدات لأنها رأت فيها والدتها
عاد لضمھا بقوة يلوم حاله لأنه السبب في كل ما تعيشه صغيرته إنه السبب في حرمانها من والدتها إنه السبب منذ البداية
أوعي يا خديجة تعمليها تاني اوعي تخلي بابي يعيش الشعور ده تاني
نثر قبلاته فوق خديها يخبرها إنها اغلى ما يملكه والصغيرة كانت سعيدة بما تحظى به من حب ودفئ بين ذراعي والدها 
دموعه رغما عنه عادت تغزو مقلتيه وهو يشعر بكفيها الصغيرين متشبثين به
بابي ممكن نكلم مامي
تمتمت بها الصغيرة بعدما
ابتعدت عن احضانه تترقب جوابه وسرعان ما ابتسمت
حاضر يا حببتي بس نطلب اكل ليكي الأول عشان أنت جعانه وبابي يروح ياخد شاور عشان يقدر ياخد اميرته في حضنه من غير ما تقوله ريحتك وحشه يا بابي
قهقهت الصغيرة عاليا وقد راقها حديثه من مزاح عن رائحته ترفع كفها نحو أنفها تكتم حاسة الشم متذمرة من رائحته تمازحه بمشاغبة
يعني ريحتي دلوقتي بقت وحشه ومن شويه كنتي متعلقه في حضڼي يا خديجة
والصغيرة تضحك بمشاغبة ناسية كل ما مرت به ما دام عادت لأحضان والدها
ريحتك وحشة يا بابي
تعالت ضحكاتهم معا يدغدها معاقبا لها وهي تضحك بقوة سعيدة لما تحصل عليه من دلال 
تهاوت بجسدها فوق الفراش بعدما انهت مكالمتها مع فتون لأول تشعر إنها عاجزة عن التفكير لا تعرف اتسمع لصوت عقلها ومخاوفها أم تقتنع بحديث فتون معها
اوعي تفرطي بالطفل يا جنات مش يمكن ديه الحاجة اللي ربنا أراد إنك تخرجي بيها من جوازك من كاظم كاظم مش هيقدر ياخده منك لأنه مجرد كلام بيقوله ما هو قالك كلامك كتير وبقى يعمل عكسه ولو قدر ياخده منك أنت مش لوحدك يا جنات إحنا معاك وسليم هيقف جانبك مټخافيش 
سليم اسم هذا الرجل أصبح مصدر أمان صديقتها وأمانها بعدما كانت تراه ليس إلا رجلا ثريا عندما يريد شئ يأخذه بقوة فتون كانت محظوظة أن يقودها قدرها عائدا بها لهذا الرجل 
ارخت اهدابها مسترخيه تحاول التفكير في أمر الطفل تخشى من توقعها لردة فعل كاظم بعدما يرى حاله مجبر على تحمل طفل فرضته عليه
زفرت أنفاسها في ضياع فالقلب يعطيها أملا والعقل يصارعها فقد نالت الكثير من شخصية هذا الرجل الرجل الذي اختارته بنفسها ودخلت دائرته برغبتها راغبة به راغبة أن تكون زوجته
أنا تعبت من التفكير مش عارفه أعمل إيه
القلب بدء يمنحها الجواب كعادته بساذجته إستمرار كاظم في هذا الزواج تقاربه منها وقد كف عن إذلالها إظاهر زواجهم دون خجل ومجيئها معه لهنا
اخرجتها الطرقات من شرودها فتجمدت عيناها نحو اختبار الحمل الذي مازال تقبض عليه داخل كفها بقوة
حاولت نفض عقلها من تشوشه ونهضت من فوق الفراش تحاول أن تستوعب إنه يطرق فوق باب غرفتها ويخبرها أن تتعجل في أمر تجهيزها ليغادروا
ياريت تجهزي لحد
ما اجهز يا جنات
صوته خرج في ثبات بعدما خشى أن يخونه ابتعد عن غرفتها بعد أن سمع صوتها الذي صاحبه حشرجة وتعلثم
نص ساعة واكون جاهزة
خرج جوابها في طاعة فابتسم متهكما فهي ليست بمزاج يسمح لها بمجادلته وهي تفكر في التخلص من طفله
دلف غرفته مجددا حانق بشدة من حاله فبعدما كان مقررا مواجهتها تراجع عن القرار بل ويخبرها أن تتجهز لترافقه 
التقط هاتفه ينظر للمكالمات والرسائل العديدة التي بعثتها إليه قلقا
اغمض عينيه للحظات يقبض فوق هاتفه فلا طاقة له ليحادث أحد هو لا يريد إلا أخذ حمام دافئ ثم الاسترخاء فوق فراشه واخذ صغيرته بين احضانه
بابي أنت مش هتاكل معايا
انتبه على نداء صغيرته فالتف إليها بعدما زفر أنفاسه
لا ياحببتي كلي أنت عايز لما اخرج من الحمام الاقيكي خلصتي أكلك وشربتي اللبن بتاعك عشان نكلم مامي تمام
والصغيرة تومئ برأسها إليه تنفذ ما أراده حتى تنال مكافأتها 
دلف المرحاض مستندا برأسه فوق الجدار إنه يظلم أبنته يجعلها تعيش طفوله لا تستحقها يضعها في اختيار صعب لا هو يتحمل بعدها عنه بالكامل ولا هي ستتحمل بعدها عنه وعن أحضان والدتها بعدما نعمت بدفئها
اطبق فوق جفنيه بقوة لما الحيرة طرقت أبوابه لما اليوم اخترقت صدى الكلمات رأسه وهو يستمع لحديث زوجة شريكه الجديد السيد فايق عن ضحېة الكثير من الأطفال بسبب طلاق والديهم
المرأة كانت ضد فكرة طلاق الأزواج حيث تراه غلطه يجنيها الأولاد ورغم تحذير زوجها إليها بأن تصمت فليس هذا التوقيت الذي تتحدث فيه عن ضيقها  
وقفت أمام المرآة تنظر لهيئتها في الثوب الذي اشتراه لها وبعثه مع عامل التوصيل ظهرا
ارتسمت فوق شفتيها ابتسامة مريرة إنها تعيش ما تمنت تعيشه معه ولكن كل شئ أتى متأخرا
اكملت وضع زينتها القليلة وارتدت العقد الثمين الذي اهداه لها بعدما باتت متباعدة عنه وكأنه يخبرها بهداياه يستطيع السيطرة عليها ثانية يظن بمجرد هدايا ستعود مفتونة به وستنسى كرهها لذاتها معه
توقفت يداها فوق القلادة في اللحظة التي دلف فيها غرفتها دون أن يطرق الباب هذه المرة
عيناه علقت بها كما علقت عيناها بالمرآة ترى إنعكاس صورتها 
لقد احسن في اختيار الثوب وقد ظن إنه لن يتمكن من إختيار ما يلائمها
دلوفه للغرفتها بتلك الطريقه ارجف قلبها جعلها تتخيل أن أمرها قد ڤضح 
خرج صوته متحشرجا وهو يسأل بعدما سار نحوها بضعة خطوات
جهزتي
شعرت بالبرودة تسري باوصالها
ثواني وأكون جاهزة 
أسرعت بتوتر في إلتقاط مرطب الشفاه تضعه فوق شفتيها أجفلها قربه وسرعان ما كانت تحدق هذه المرة
في صورتهم المنعكسة 
يديه طاوقت خصرها واجتذبها نحو صدره يدفن رأسه في تجويف عنقها وقد خرجت أنفاسه الساخنة تلسع بشړة خدها
متوترة ليه 
ازدردت لعابها من قربه وخاصة يديه التي ارتفعت قليلا نحو معدتها
أنا مش متوتره
وشك بهتان تحبي نروح للدكتور
شحبت ملامحها بالفعل من سماع عبارته ارتجف جسدها تنظر لملامحها عبر المرآة
أنا مش تعبانه
ارادت أن تبتعد عنه تخلص حالها من أسر ذراعيه لتتمكن من ضبط أنفاسها
مكنتش متخيل إن ذوقي حلو كده ولا يمكن زي ما بيقولوا الشخص هو اللي بيحلي الشئ
ضاقت عيناها في صډمه تلتف برأسها صوبه فماذا يقصد بحديثه 
هل أختار لها الثوب
كاظم! إنه شئ لا تستطيع تخيله
أنت اللي أختارته
أبتعد عنها دون أن يمنحها الإعتراف الذي ارادت سماعه ثانية
بيتهيألي إننا أتأخرنا
إستدار بجسده مغادرا فتوقفت ساكنه مكانها للحظات تستوعب ما أخبرها تمنح حالها زفر أنفاسها براحه
أسرعت خلفه بعدما ألتقطت حقيبتها من فوق الفراش ولكن الصدمة الجمتها 
كاظم يتوقف مكانه يدعوها بدعوة صريحة أن تتعلق بذراعه 
أصابها الذهول وتوقفت عن السير تنظر إلى ما يفعله
طالعت فتون الهاتف وقد بات القلق يحتلها سليم لا يجيب عليها فما الذي حدث معه
اكلم مين اسأله
طالت نظراتها نحو الهاتف تحدق برقمه تعيد الرنين مجددا 
انتبهت الصغيرة على إضاءة الهاتف بعدما مالت بجسدها لتلتقط جهاز التحكم الخاص بالتلفاز وقد تركه سليم جوار هاتفه بعد
أن وضعه على وضيعة الصامت
علقت عيناها بالصورة التي ترافق رقم والدتها فاسرعت بالتقاط الهاتف تنظر نحو باب المرحاض
ضغطت على زر الإجابة صوت الماء مازال يتدافق وعلى ما يبدو أن والدها سيطيل مكوثه داخله كما طرء لعقلها الصغير
مامي
اتسعت ابتسامة شهيرة في لهفة وهي تستمع لصوت صغيرتها
ديدا حببتي عندي مفاجأة حلوه أوي ليكي
أعطاها الموظف مفتاح الغرفة مرحبا بها وسرعان ما كانت تتلاشى ابتسامتها وهي تستمع لما تقصه عليها صغيرتها من أحداث اليوم وكيف ضاعت من والدها ووجدها
عيطت كتير أوي يا مامي وفضلت أنادي عليكي
دلفت شهيرة المصعد يتبعها العامل بحقيبتها تركت صغيرتها تتحدث وهي لم تكن ترى أمامها إلا أنها كان من الممكن تفقد صغيرتها
صغيرتها التي اهدتها لها الحياة لن تنجب ثانية ففرصتها في الإنجاب أصبحت ضئيلة بل منعدمة بسبب تقدم عمرها هي لا يظهر عليها العمر ولكنها اقتربت من منتصف الأربعين
خديجة حببتي فين بابي
والصغيرة تخبرها أين هو والدها
على فكرة يا حببتي أنا هنا في الفندق اللي نزلين فيه هي ديه المفاجأة اللي كنت عملاها ليكي
لم تصدق الصغيرة ما تسمعه وقد عادت اللهفة إليها وهي تتسأل
يعني أنت هنا يا مامي أنا عايزه أجيلك
كل حاجة هتتصلح يا حببتي وهتكوني في حضڼي 
زفرت أنفاسها براحة وأخذ القلق يتلاشى من فوق ملامحها وهي ترى الخط قد فتحت واجابها أخيرا
سليم 
هتفتها بلهفة تنتظر سماع صوته بدأت الأصوات تضح إليها
وعلى ما يبدو أن المكالمة فتحت دون قصد
مامي هتنامي معانا مش كده
الصغيرة لم تنتبه على الهاتف الذي في قبضتها ابتعدت عن أحضان والدتها
خديجة
خرج صوت سليم قلقا بعدما وجدها ليست بالغرفة علقت عيناه بشهيرة الواقفة مصډوما من وجودها هنا فمنذ متى وكيف أتت 
شهيرة
كل شئ كان غريب عليها أو ربما من شدة توترها ومخاوفها باتت ترى الأمور هكذا  
الصمت أحاطهم وكل منهم ترك لعقله الراحة من التفكير 
اتخذ الصمت حتى يرى ما ستفعله
هل ستتخلى عن طفلهم وهو الذي عهدها أمرأه قوية تحارب من أجل ما لها 
أما هي كانت تتخذ قرارها لن تخبره إلا عندما يعودوا للوطن
رمقها خلسة بنظرة خاطفة ثم عاد يركز أنظاره نحو الطريق يتسأل داخله كيف ولما اختار طريق الصبر معها كيف صمت عما سمعه منها ورغبتها في التخلص من طفله
وصوت واحد كان يخبره بالحقيقة المخزية 
أنت حبيتها يا كاظم 
توقفت السيارة أمام المطعم فطالعت واجهة المكان قبل أن تترجل من السيارة 
تقدمته في خطواتها ولكنه أبى أن يجعلها هذه الليلة ألا تكون حائرة من تصرفاته 
أسرع نحوها يلتقط ذراعها فالټفت صوبه تنظر إليه ثم لقبضة يده اللينة فوق ذراعها 
ابتسم ساخرا يرفع زوايتي شفتيه محدقا بها مستمتعا بنظراتها الذاهلة
عشان الوضع الإجتماعي مش من الذوق يدخل كل واحد لواحده ده حتى تبقى عيبه في حقي وأطلع راجل قليل الذوق
قليل الذوق! مش شايف إنك غريب اوي النهاردة
هتفتها مستنكره فعن أي وضع إجتماعي يتحدث وهم سينفصلوا قريبا
مش يمكن لأن مزاجي حلو ومبسوط
شحبت ملامحها تزدرد لعابها وقد دب الخۏف قلبها
شايف إنك النهاردة وشك مصفر وباهت
القاها بتلاعب يرفع كفه نحو خدها يتحسسه ببطئ ارتعشت شفتيها من أثر لمسته
لا حقيقي فيك حاجة غريبة يا جنات
بدأت أقلق عليكي
حاولت ألتقاط أنفاسها وطرد وساوسها هي ليست اليوم بمزاج يسمح لها بأن تكون ندا له
ممكن تبعد عني قولتلك أنا كويسه ومافيش حاجة
لا يا
حببتي أتعودت خلاص على اعتراضك بسبب و
 

119  120  121 

انت في الصفحة 120 من 186 صفحات