الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 121 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


دون سبب شوفتي أنا زوج رائع إزاي وبقلق على مراتي
زوج ومراتي بيتهيألي أنت اللي محتاج تروح لدكتور يا كاظم باشا
وكاظم اليوم كان بمزاج يسمح له بالتلاعب والتغافل عما يريد التغافل عنه 
ربكتها تزيده يقينا أن حديثها الذي تحدثت به عن عدم رغبتها بالطفل ما هو إلا من صډمتها وخۏفها من ردة فعله وهو ما يشفع لها حتى الأن معه

تخشبت في وقفتها للحظات قبل أن تهوى بجسدها فوق الفراش جامدة الملامح تقبض فوق الهاتف بقوة
اخذت اهدابها ترتعش بعدما بدأت تستوعب على أي أرض هي  
سقطت دموعها قهرا فهو لم يجيب عليها وعلى رسائلها والسبب بات واضحا لها
معقول يا سليم تكون فعلا زي ما قالولي إن الشاطر حسن موجود في الحكايات وبس وإني مجرد نزوة في حياتك هتفوق منها
ابتلعت مرارة الخۏف الذي باتت تزرعها والدتها داخلها كلما التقت بها فما الذي يميزها على طليقته ليستمر معها  
هي حتى الأن لم تنجب له طفلا يقوي علاقتهما كما فعلت طليقته
لا تعلم كم مر من الوقت وهي جالسة على نفس وضيعتها عصفت بها الأفكار حتى إنها لم تشعر بخدش أظافزها لراحتي كفيها من شدة قبضتها فوقهما
السيناريو أمامها كان يسير كما نسجه عقلها شهيرة أنسحبت من حياتهم حتى يخدعوها ويستغلوا سذاجتها وقد اعدوا لرحلة الغردقة بالتأكيد منذ فترة حتى أخذه لابنته خديجة معه الأمر كان غريب عليها فهو ذاهب لأتمام صفقة كما أخبرها وليست رحلة إستجمام
ما أنا اللي كل ما يحاول يدمجني في مجتمعه ابعد اه بقيت زي الهابلة في النهاية وضحكوا عليا لو كنت قريبة من حياته كنت فهمت إنه مسافرش الغردقة عشان صفقة ده سافر يرجعها ليه وأنا اللي مبقتش أقدر أعيش لحظة من غيره
اهتمامه العجيب جذب أعين الجميع صوبهم وخاصة نظرات شقيقه الذي ابتعد أخيرا عن تلك الفتاة الملتصقة به بغنج
اللحظة ديه أنت لازم توثقيها يا جنات كاظم النعماني بجلالة قدره بيهتم بصحتك واكلك
والتمعت عينين أمير بخبث يريد التلاعب قليلا بشقيقه
أنا حاسس من الأهتمام العجيب إن في طفل جاي في السكة وهكون عم قريب
تناثرت قطرات المياة من فم جنات بعدما سعلت بشدة من حديثه علقت عينين الجالسين بها ومنهم خديجة التي رفعت عيناها عن طبقها أخيرا بعدما كانت تتابع الحديث الدائر بذهن شارد ومرارة تسحق روحها
تجمدت ملامح كاظم نحوها وسرعان ما كانت نظراته تتجه نحو شقيقه يرمقه بمقت 
أنا مش متخيل كاظم أب هيكون عامل زي ظباط الجيش مع عساكرهم في الكتيبة
لكن السيد كاظم هيكون أب رائع و ولاده هيكونوا محظوظين إنهم عندهم أب مثله
هتفت بها سندي الجالسة برفقة أمير بعدما مالت نحوه تتعلق بذراعه زوجين من العيون حدقوا بها
جنات التي طالعت نظراتها الفاحصة الوقحة نحو زوجها وخديجة التي امتقعت ملامحها من شدة الغيرة
أستاذ أمير هنبطل هزار ونكمل أكلنا ولا أنت شايف إيه
حك أمير ذقنه متراجعا للخلف يعلن إتخاذه الصمت بعدما بات حديثه سخيفا
علقت عينين خديجة به مقهورة مما ترى وقد عاد لأندماجه مع رفيقته الجميلة الصغيرة
شايف طبقك زي ما هو لو الأكل مش عجبك نطلب غيره
اهتمامه بدء يريبها تنظر إليه في توتر تخشى أن يكون علم بشئ ولكنها لم تخبر بأحد سوى فتون وتخلصت من أختبار الحمل فما الذي يجعله اليوم غريب الأطوار معها
أنت ليه مشغول بيا أظن إني أخر حد ممكن تهتم بي 
حاول كاظم تلاشي ما يسمعه منها
لو مكنتش أهتم بيك ههتم بمين يا حببتي
التقط أمير عبارة شقيقه فتعالا تصفيره غير مصدقا ما يراه ويسمعه اليوم
لا ده أنت الست الوالدة طلعت دعيالك يا جنات شكل البوص راضي عنك أوي
ومال نحو رفيقته هامسا لها ببضعة كلمات بعدما علقت عيناه بخديجة التي ضغطت فوق شفتيها بقوة حتى تسيطر على رعشت شفتيها 
نهضت خديجة عن مقعدها تخشى أن ټخونها دموعها شعور لم تعلم قسوته يوما ولكن اكتشفت إنه لا يحتمل 
استأذنت منهم للذهاب لدورة المياة 
فأماء لها كاظم برأسه ولكن أمير ركز أنظاره بقلق عليها فهو مهما أظهر عدم لامبالاته إلا إنه لا يتحمل رؤية دمعة واحدة تسيل من عينيها ولكن هي من اختارت أن يبحث عن أخرى لتؤكد له كم هي قوية دونه حتى لو رأته مع مئات النساء
رايحة فين
ضاقت عينين كاظم في تساؤل وهو يراها تنهض هي الأخرى
هروح فين يعني أكيد هروح الحمام
طالعها كاظم فاحصا ملامحها برفق غير مهتم ب ردودها الفظة التي باتت تثير حنقه
لكن أنت مأكلتيش حاجة
تجمدت ملامحها فما الذي يقصده من عبارتهانقذها من نظراته العبثة رنين هاتفه فاسرعت في مغادرة طاولة الطعام تتجه نحو الجهة التي سارت إليها خديجة تتمتم داخلها في ريبة
معقول يكون سمع مكالمتي مع فتون لا لا مش معقول
علقت عيناه بصغيرته بعدما قبلته فوق
خده وركضت نحو والدتها فهي اختارت أن تقضي ليلتها بين أحضان والدتها بعدما خيرتها بينهم أبنته أصبحت تبتعد عنه تبتعد لدرجة يخشى فيها فقده لها
غادرت شهيرة الغرفة فالحديث بينهم لم ينتهي عن أمر صغيرتهم لأنها ببساطة أدركت لم يعد متبقي لها إلا أبنتها ونجاحها في عملها وهما ما ستحارب من أجلهم فقط
طالت نظراته المتحجرة نحو باب الغرفة يرفع راحة كفه يفرك جبينه
أنت كنت عارف ومتأكد يا سليم إن شهيرة لو فاقت من صراعها مع نفسها هتختار بنتها لكن أنا مش هتحمل بعدها
عصفت به الأفكار أبنته وفتون
فماذا سيحدث لو خيرته شهيرة للمرة الأخيرة بينهم
حبه لأبنته قوي لدرجة أصبح يتسأل هل أحبه والديه كما يحب أبنته وكان هو الأعمى عن حبهم أم هو يعوض كل ما أراد أن يعيشه مع صغيرته فأصبح لا يتحمل حتى اختيارها لحضن والدتها عنه  
صورتها الجميلة الناعمة اخترقت صراعه مع أفكاره فتون زوجته الصغيره المرأة التي رغم كل ما بها من عيوب كطفله ساذجة تحتاج للنضج إلا إنه مهوس بها 
مجرد أن تتلامس أجسادهم يفقد معها صوبه يجتاحها بقوة وهي كالدمية الصغيرة بين ذراعيه تتركه يشبع إلى أن يرتوي وكلما سأل حاله ما هذا الجنون لا يجد إلا إجابة واحدة إنه متيم بها 
متيم بنظرتها إليه التي لم يراها في عينين أمرأة من قبل
اطبق فوق جفنيه بقوة لعله يسمح لعقله الراحة قليلا حتى يفكر هل لديه قدرة أن تعيش أبنته معها وتأتي إليه مرات بالأسبوع تحددها شهيرة له بعدما افصحت له الليلة أنها لن تنجب غيرها وهي ما تبقى لها فلا يكون أنانيا لهذه الدرجة
حاولت خديجة مسح دموعها بعدما تلاقت عيناها بعينين جنات في صورتها المنعكسة بالمرآة
أنت كويسة
تسألت بها جنات وقد اقتربت منها فجاهدت خديجة في إخراج صوتها بثبات حتى لا تشك بأمرها
شكرا لأهتمامك 
ابتسمت جنات إليها ولم تعلق على شئ فهي تعلم إنها تكذب عليها كما أصبحت تعلم الكثير من الخبايا بفطنتها الأنثوية
أنا مبسوطة إن أتعرفت عليكي وكنت أتمنى تعارفنا يكون أفضل من كده
واردفت مازحة تتذكر دعابات
أمير والعرض المسرحي الذي يفعله أمامهم
أمير بصراحة مش مدينا فرصة نتكلم ولا نتعرف على بعض لكن حقيقي هو شخصية لطيفه
ارتعشت أهداب خديجة ثم لفظت أنفاسها ببطئ تحاول السيطرة على مشاعرها حتى لا تكون صفحة مرئية أمام المرأة التي لا تراها إلا شديدة الذكاء
وكاظم شخصية جميله وبيحترمك ك ست بصراحة مكنتش اتخيل إن أشوف كاظم في يوم زوج متفهم ورائع
ارادت خديجة
أن تغير محور الحديث بعدما شعرت بتلميحها فهي ليست بالسذاجة ألا تفهم ما تلمح إليه
وشخص ك كاظم إنه يعامل ست ب اللطف ده هما حاجتين يا أما بيقدرها ويحترمها جدا أو بيحبها
القتها خديجة وانسحبت مبتسمة بعدما رأت الوجوم أرتسم فوق ملامح جنات تراها مثلها أمرأة يقودها الكبرياء ولكن هي وأمير حكاية مختلفة
حاولت جنات أن تفيق من ذهولها ما سمعته منها وتلك النظرة التي رمقتها بها قبل أن تتركها بمفردها وعلى ما يبدو إنها ليست وحدها من كانت تركز معها بل خديجة النجار كانت مثلها تتابع حرب المشاعر التي تدور بينها وبين كاظم
أنا متأكده إن علاقتهم أكبر من إعجاب
وسرعان ما كانت ترفع كفها نحو شفتيها تكتم صوت شهقتها تتذكر تلك القطعة النسائية التي وجدتها أسفل الفراش
معقول خديجة النجار و أمير بينهم علاقه من النوع ده
استطاعت لأول مرة أن تخفي مشاعرها عن نظرات السيدة ألفت المصډومة ثم السائق الذي دلف للتو مكان وجودهم
عايزه أعملها مفاجأة ل سليم واروح الغردقة
أنت عايزانا نتحرك دلوقتي يا هانم
هتفها السائق في صدمة فانحنت نحو حقيبة الظهر الخاصة بها وقد وضعت فيها بعض ملابسها
ياريت يا عم محمد لو مش هتقدر ممكن تحجزلي تذكرة أتوبيس
لكن يا هانم سليم بيه ممكن يضايق لو عملت حاجة زي كده من غير إذنه
امتقعت ملامح فتون فهي بصعوبة تسيطر على مشاعرها أمامهم
عم محمد عنده حق يا بنت ممكن سليم بيه يضايق ومتعجبهوش المفاجأة
توترت ملامح السيدة ألفت بعدما أدركت معنى عبارتها التي لم تكن تقصدها ف النظرة التي تطالعها بها سيدتها الصغيرة ما هي إلا نظرة شك
مقصدش حاجة يا بنت لكن لو أنت عايزه كده ف القرار قرارك طبعا
وبهمس استمعت إليه السيدة ألفت وقد أصاب دهشتها وبدء حدسها يخبرها أن هناك شئ قد جعل سيدتها الصغيرة تتخذ قرار كهذا بعيدا عن شخصيتها
صح القرار قراري وبعد كده هيكون ليا قرارت كتير 
اليوم كان عصيب ومرهق عليها تسمح للهواء عبر نافذة السيارة يعبأ رئتيها لعله يخفف من ذلك الشعور الذي تشعر به  
قرأت رسالته التي بعثها لها قبل ساعة يخبرها إنه أسف على عدم جوابه عليها وإنه سيحادثها صباحا  
السيارة اخذت تشق طريقها في الظلام نحو مدينة الغردقة وقد سمحت لحالها
أخيرا أن تغفو 
اجتذب ذراعها حانقا بعدما لم يعد لديه قدرة على السيطرة نحو كل ذرة يشعر بها بسبب أفعالها
هو ليس خبير بتلاعب النساء فهو كان يكره صنفهم ويتحاشا وجودهم عن حياته 
سيب أيدي يا كاظم أنت بتوجعني
احتدت عيناه بعدما دفعها للخلف والصقها بالجدار
عايزة توصلي لأيه يا جنات 
ضافت عيناها في حيرة فهي لم تعد تسعى معه نحو شئ بل تقتص لمشاعرها حتى لا تظل طيلة حياتها تشعر بالعاړ من حالها خاصة وأن هناك طفلا سيربطهما سترى فيه دوما خيبتها وكم كانت مرأة حقېرة حينا رفضت المال والتسوية عن الأرض التي فقدها والدها منذ زمن وعادت هي تطرق أبوابهم تطالب بحق والدها والهدف لم يكن التعويض عن الأرض بل كان هو
ردي عليا
حاولت دفعه عنها تتمتم حانقة
مش عايزة أوصل لحاجة كل اللي عايزاه رحلتنا تخلص ونرجع مصر وتطلقني
استفزته في تماطلها بالحديث فعاد يحكم قبضة يديه فوق ذراعيها
دلوقتي النموذج اللطيف من الرجاله عجبك ضحك وهزار
ارتفعت وتيرة أنفاسه وهو يراها بدأت تستوعب
 

120  121  122 

انت في الصفحة 121 من 186 صفحات