الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 13 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


مع قرار شقيقتها
انا حبيتها اوي ياعبداللهخلينا نربيها ونعتبرها بنتنا ديه وشها حلو علينا الدكتور الجديد قال اني ممكن اخلف عادي 
ناهد التي اجمع اغلب الأطباء على عدم انجابها قبل الزواج عاد الأمل إليها من جديد وفي نفس اليوم الذي وجدتها فيه
انا دعيت ربنا كتير اني منحرمش من نعمه الأمومه وكنت مستعده اعمل اي حاجه واهي الحاجه جتلي 

ونظرت نحو الرضيعه التي تمضغ اصبعها وعيناها تفيض بالحنان والسعاده وسرعان ما تلاشت سعادتها وهي تستمع لأراء البعض ولكن في النهايه رضخوا لقرارها وتمسكها بالطفله التي سلبت قلوبهم جميعهم مع الأيام برقتها ولكن ستظل دوما في أعينهم طفله مجهوله الهويه والله اعلم هل هي من نزوة في الحړام ام ضحيه للفقر وفي كلتا الحالتين هي
اللقيطه التي اعطفوا عليها واكرموها 
ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي ياكاميليا
ارتجف جسد كاميليا وهي تستمع لصوت عز الدين زوجها فتمالكت خلجات نفسها من ملامحها والټفت نحوه تمسد على ذراعه 
قلقت شويه ياحبيبي كمل نومك ولا محتاج حاجه 
ابتسم بدفئ وهو يرمقها متفرسا ملامحها 
عليا انا برضوه ياكاميليااحكيلي مالك انا عارف من ساعه مشاغل الوزاره مبقناش نقعد نتكلم زي زمان او نخرج 
اتسعت ابتسامتها تنظر إلى ملامحه التي زادها الشيب وقارا 
ربنا يعينك ياحبيبيصدقني مافيش حاجه يمكن بس موضوع رسلان نفسي اجوزه 
ضحك رغما عنه ينظر اليها 
قلبتي
علي دور اغلب الأمهات ياحببتي رسلان راجل يقدر ياخد قراراته بنفسه واحنا لفتنا نظره لكذا بنت هايله لكنه رفض وقال سيبوني اقرر
بنفسي 
انقلبت ملامحها ولكن سرعان ما تجاوزت الأمر 
نفسي يتجوز مها انت عارف ناهد كل املها رسلان يتجوز مها 
مها بنت هايله لكن في النهايه ده اختيار ابنك تعرفي ياناهد لولا اللي كلنا عارفينه كنت هتمني ملك لرسلان ملك حقيقي بنت هايله بس خساره 
تعلقت عيناها به وهو يتثاءب ورغما عنه كان يستسلم لسلطان النوم ثانية
اه ياعز الدين لو تعرف ان ابنك حب ملك 
راقبتها عيناه بتمعن وهي تضع الفطور أمامه مبتسمة ولأول مره يكتشف انها قمحية البشرة بملامح صغيره اتسعت ابتسامتها شيئا فشئ بعدما شعرت بالرضى من شكل الفطور الشهي ومع اتساع إبتسامتها كان يلتقط بعينيه غمازاتها المحفورتان في خديها 
ورغم الفقر كانت جميله بملامحها البسيطه
محتاج حاجه تانيه مني ياسليم بيه 
كررت عبارتها للمره الثالثه تنظر له بغرابه من تحديقه بها اطال النظر إليها وقد عاد حديث السيدة ألفت قبل رحيلها يدور بعقله 
فتون مفتونه بيك ويمكن كمان تكون حبتك  
وعند تلك العبارة كان يفيق من شروده وانتبه اخيرا انه كان يطالعها بطريقة ملفته 
ارتسم الجمود على ملامحه فعلي مايبدو ان ماسمعه من السيدة ألفت واصرارها ان تغادر فتون العمل كان صحيحا ولكنها لم تخطأ بشئ ملابسها محتشمه حجاب فوق رأسها فهل سيعاقبها على مجرد ابتسامه ونظره منها نحوه وفي النهايه هي أمامه مجرد طفله جعلها الجهل والفقر ضحېة 
سليم بيه انت سامعني يابيه 
أدرك انه بالغ في صمته وبنبرة غليظه تمتم 
لو احتاجت حاجه هنديكي 
اطرقت رأسها وعادت بأدراجها للمطبخ وقد تلاشت ابتسامتها
وقفت في منتصف الغرفه التي لأول مره تكون لها صالحية في تنظيفها إنها كانت من اختصاص السيدة ألفت والآن هي مهمتها كباقية الأعمال اباحت لعينيها النظر في كل ركن من اركانها ولم تكن عيناها تحملق إلا في تلك المكتبة الممتلئة بكم هائل من الكتب تركت أدوات التنظيف جانبا تلتف حولها وكأنها تخشي ان تكون الأركان شاهده عليها 
مدت يدها بتردد تلتقط كتابا تنظر اليه وكأنها تنظر لكنز ثمين احتضنته بعدما اشتمت رائحته تتذكر فرحتها بالكتاب وهي تريه لحسن وتخبره انه هدية السيد سليم لها مازال صوت تمزق أوراقه في أذنيها توسلته ان لا يمزقه ان يعطيه لها لتقرأة كما منت نفسها ولكنه كان كالأصم ينظر إليها بتشفي وهو يرى دموعها 
وانا متجوزك واحده مثقفه ده انتي بحته اعداديه لا راحه ولا جات تفهمي ايه في كتب علم النفس 
حتى فرحتها البسيطه كان يسرقها منها انصرف بعدما رأها ترثي حالها وفي الليل كان يعود إليها رجلا اخر راغبا بجسدها 
ابعد عني انا بكرهك ياحسن 
بتكرهيني يافتون  
عبرت عن كرهها له ولكن هل كان لها حقا لتعبر 
ايوه بكرهك عشان حرقتلي الكتاب ده كان هديه سليم بيه 
طيب يافتون عشان كتاب سليم بيههكفأك انا النهارده 
واقفه كده ليه عندك 
اتسعت عيناها وارتجفت يداها فسقط الكتاب منها فألتفت اليه تنظر نحوه ذعرا
انا كنت 
وعندما تذكرت ان الكتاب تحت قدميهاانحنت تلتقطه تمسح فوق غلافه پخوف 
مكنش قصدي والله ياسليم بيه انا كنت عايزه اشوف بس 
سيلا كانت فتاه قويه رغم الفقر إلا انها كانت ترى أن الحياه ستفتح لها ذراعيها ولكن الواقفه أمامه النقيض لها 
اقترب منها فأنكمشت على حالها تراقب خطواته پذعر 
هنضف وامشي علطول بعد كده 
ارتكزت عيناه نحوها يستكشف تفاصيلها بدقه بالغه رجفة جسدها ذعرها تلك الدموع العالقه بأهدابها ونظرة عيناها التي تجعل المرء يصبح حنونا رغما عنه
سامحك الله ياسيدة ألفت هكذا هتف داخله وقد عاد لثباته مجددا 
خلاص يافتون محصلش حاجه بس معلومه لازم تعرفيها عني انا مبحبش حد ېلمس حاجتي من غير اذني انا متأكد ان مدام ألفت قالتلك ده 
سرعان ما حركت رأسها تخفض عيناها 
لو عايزه كتاب تقريه قوليلي
عقد ما بين حاجبيه ينظر إليها متسائلا
أنتي قريتي الكتاب
رفعت عيناها نحوه تطالع نظراته المتسائله عن الكتاب الآخر الذي أهداه لها
شكلك مقريتهوش
لا لا قريته
كذبت فما السبيل أمامها إلا الكذب
عجبك
هتفت عبارتها بتعلثم تطرق عيناها أرضا 
اه 
بحث بين رفوف مكتبته الي ان توقفت يده نحو احد الكتب ينظر في محتواه قبل أن يعطيه لها 
بعد ما تخلصي شغلك في المطبخ تقدري تقريه يافتون 
تعلقت عيناها بيده تنظر له 
خدي يافتون 
ابتهجت ملامحها وقد عادت عيناها تلمع من جديد ولأول مره يري احدا يسعد هكذا من مجرد كتاب خاصه في ظروفها 
شكرا ياسليم بيه  
وانسحبت من الغرفه تحتضن الكتاب إلي أن يغادر هو وتعود لمهمتها 
وحقيقة واحده كان يدركها هو اليوم فتون تشبه هو تشبه سليم الولد الصغير المراهق المنطوي رقيق القلب الذي كان والده يكره صفاته ولا يرى
فيه الأبن الذي كان يريده 
رسلان متتأخرش النهارده في العياده انت وعدتيني اننا هنخرج النهارده سوانفسي اخرج معاك زي اي ام وابنها ولا عشان باباك مشغول عني هتسيبوني كده من غير اهتمام 
ورغما عنه كان يضحك على حديث والدته فقد افسدها والده دلالا وهاهو الدور قد جاء عليه ويجب أن يعوض غياب والده الذي زاده منصبه الجديد 
اي أوامر تانيه ياكاميليا هانم 
ربنا يخليك ليا ياحبيبي 
ماما هو انتي ممكن تعزمي خالتي معانا وملك انتي عارفه ان عمي عبدالله كمان مشغول في شغله 
وصمت كما صمتت هي تتسأل داخلها هل أصبح ابنها عاشق لتلك الدرجة لقد واجهتها مياده هذا الصباح واخبرتها ان ملك قطعت كل السبل بينها وبين رسلان ولم يعد لخۏفها ولا الصور التي اخذتها من هاتفها معنى فعن اي شئ ستريد افساده 
حاضر 
أشرقت عيناه بلمعان ينهض من فوق مقعده يتلقى مريضه بأبتسامته الجميله ومع اخر كشف كان ينظر في ساعته متنهدا براحه يخلع معطفه الطبي ويسير مغادرا في عجالة 
ملك ايه رأيك في فستاني ومكياجي انا حاولت النهارده اكون بسيطه في لبسي  
واردفت بتمهل تطالع هيئتها في المرآة وملك تقف خلفها تصفف لها شعرها 
رسلان بيحب البنت البسيطه وانا بحاول اوصل للصوره اللي هو عايزها 
تجمدت يدي ملك فوق المشط تنظر نحو صوره شقيقتها المنعكسة في المرآة
مالك ياملك ساكته ليه صحيح ما تلبسي وتيجي معانا 
ولكن تراجعت في حديثها عندما تذكرت القرار الذي اصدرته خالتها ووالدتها ان هذا العشاء حتى تتقارب هي من رسلان وليست جلسه عائلية 
نتجوز انا ورسلان بس وعلطول نخرج احنا التلاته سوا واتجهت بعدها لغرفة والدتها التي اول ما رأتها عيناها ابتسمت لها بحب 
قمر ياحببتي وشاطره انك سمعتي الكلام ولبستي الفستان 
طالعت فستانها الذي حاولت أن تتناسي امره وترتضي به 
ياريت بس يعجب رسلان 
اسمعي كلامي وكلام خالتك وانتي في النهايه هتفوزي برسلان وبعدين تقدري تعملي كل اللي نفسك فيه ورسلان عمره ما هيعارض لان بنتي الحلوه هتكسب قلبه والراجل لما بيحب بيخضع ياحببتي اسألي ماما 
وناهد كانت تصف حياتها وحدها تعطيها تجربتها مع والدها 
وقفت ملك تطالعهما وتحمل تلك الحقيبة التي أعجبت مها وارادتها اليوم منها فهى تلائم فستانها التقطتها منها بعدما فاقت هي وناهد من أحلامهم 
ميرسي ياملك 
انسحبت ملك نحو غرفتها تغلق الباب خلفها وشعور واحد كان يملئ فؤادها الحسړة وما ابشعه من شعور ان ترى حلمك أمام عينيك
يتسرب من بين يديك لكنك تطلق سراحه بمحض إرادتك 
ليتها كانت يوما انانيه ليتها لا تضحي بسعادتها من أجل الآخرين ولكن هي خلقت هكذا وفي زمن بعيد كان هناك امرأه مثلها ضحت بسعادتها وماټت مقهوره ونالت السعاده أخرى 
وسؤال واحد هل ستظل الحكاية هكذا  
تجمدت ملامحه وقد انطفئت تلك اللهفه التي كانت تحتلهما تعلقت عيناه نحو والدته التي نهضت على الفور عندما التقطت عيناها خالته ومن ترافقها وحدها 
مها حببتي ايه الجمال والرقه ديه كلها يابخت اللي هيكون محظوظ بيكي
القت كاميليا مديحها بعلو صوتها تنظر نحو رسلان الذي نهض بأدب يعانق خالته
وهتكون برضوه محظوظه ياكاميليا اللي رسلان هيختارها زوجه
اماءت كاميليا برأسها ودارت بعينيها بينهم ولكنها لم تكن ترى السعاده إلا في عيني مها وقد انطفئت سعادته
تآلم قلبها للحظات ولكن سرعان ما تلاشته مقتنعه بمعتقداتها التي رسخها الزمن
الأصل غلاب وهم لا يعرفون لملك اصلا ويكفيها تربيتهم واحسانهم عليها وعدم التفرقه بينها وبين أولادهم 
صحابي لما شوفك في النادي يارسلان كانوا هيتهبلوا عليك
ونظرت نحو خالتها 
كانوا عايزين يخبطوه منك ياخالتو 
تعالت ضحكات كاميليا تحتضن ذراعه بفخر 
طبعا حبيبي دكتور اد الدنيا ووسيم ميتهبلوش عليه ليه 
امتى يارسلان هتفرحنا بيك ياحبيبي 
وتعلقت نظرات ناهد بأبنتها والتي تعلم انها المقصوده بحديث والدتها 
تملل في جلسته يشعر وكأنه جالس على جمر مشتعل وما كان عليه إلا أن يوزع بينهم ابتسامات مقتضبه 
أشار للنادل ان يتقدم منهم والذي وقف بدوره أمامهم بإحترام ينتظر تدوين طلباتهم 
هاخد زيك يارسلان 
اتسعت ابتسامه كاميليا وناهد وهم يرون كيف تسير مها على خطتهم 
امتقع وجهه فهذا ما كان ينقصه تلك الليلهانصرف النادل بعدما دون طلباتهم 
عن اذنكم هعمل مكالمه وراجع 
تعلقت عيناهم به ثم عادوا لحديثهم يلفتون نظرها ببعض الاشياء حتى تجيد دورها ومها عيناها عالقه به وإصرارها عليه كل يوم يزداد 
اسمع ياسليم عشر دقايق وتتصل بيا مفهوم 
انا مش فاهم حاجه يارسلان 
اعمل بس اللي قولتلك عليه وابتدي احسب العشر دقايق من دلوقتي 
لا شئ يضاهي فرحتها اليوم وهي ترى فرحة السيدة إحسان لرؤية ابنها البكر حتى لو مجرد ايام 
حبيبي يابني
وحشتني اويوحشتني انت واختك
وضعت فتون الأطباق الشهيه فوق
المائدة ولا تعرف كيف صنعتها في ساعتين لا أكثر ولكن سعادة السيدة إحسان وهي تخبرها بمجئ عصام ورغبتها في صنع
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 186 صفحات