الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 14 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


الطعام الذي يحبه 
فصنعت ما امكنها صنعه وفي النهايه كانت رائحته تفوح وتشهي النفس 
تسلم ايدك يافتون يابنتي اقعدي يلا كلي معانا 
كلوا انتوا ياماما بألف هنا انا هدخل المطبخ اشوف اللي ورايا 
ونظرت نحو عصام الذي اخذ يتناول طعامه بوجه مجهم 
نورت البلد يااستاذ عصام ديه ماما إحسان مافيش على لسانها غير سيرتك انت وابله مني 

رمقها عصام بضيق وقد استشعرته من نظراته انسحبت نحو المطبخ في صمت بعدما شعرت بأنها اطالت الحديث معه 
يابني مش تقول للبنت كلمه شكر انت مالك من ساعه ما شوفتها وانت مش طيقها 
مش مستلطفها وخليني ساكت ياأمي انا مش عارف ازاي مآمنه نفسك مع واحده خدامه في البيوت انتي مبتسمعيش عن الجرايم اللي بتحصل 
شهقت السيدة إحسان مصدومه من حديثه تلتف حولها خشية ان تكون قريبه منهم 
أخص عليك ياعصام بقى هي ديه تربيتي ليك يابني تبص للناس كده 
والتمعت عيناها بحنو تنظر للطعام الذي اعدته ويلتهمه هو 
فتون ديه مافيش اغلب منها كانت راجعه من شغلها وعملتلك الأكل اللي بتحبه 
استهجنت ملامحه وهو يمضع الطعام ببطء 
انا مقولتش متعطفيش عليها لكن مش تفتكر البيت بيتها وتقولك ياماما 
ضحكت السيدة إحسان وهي تتراجع نحو مقعدها بعدما ملئت له طبقه بالمزيد 
قول كده بقى 
ولكن ابتسامتها تلاشت وهي تستمع لنيته 
امي انا جاي عشان اخدك معايا كفايه قعاد لواحدك لحد كده 
الفصل الثاني عشر
بقلم سهام صادق
وحدها من كانت سبب في كل ما يجول داخله دون هوادة وحدها من أراد أن يصب عليها لجام غضبه دائرة مغلقة وضعته بها وهو ماكان عليه إلا أن يتحمل خۏفها وتضحيتها ولكن الأمر وصل معه لنقطه النهاية 
وقف بسيارته أمام البناية بعدما ترك والدته وخالته متجهمين الوجه بسبب مغادرته دون إعطائهن فرصة للحديث 
نظر في ساعة معصمه ينظر للوقت وكما أخبرها اخذ يعد الأرقام تنازلين دون أن يحيد عيناه عن مدخل البناية ظهر طيفها أخيرا تتلفت حولها تعلقت عيناها به وكلما اقتربت منه كانت تزدرد لعابها وتحرك يديها فوق موضع حجابها 
وقفت أمامه دون أن تبادر بالحديث وأخذت عيناها تدور بينه وبين الطريق 
اركبي ياملك 
ارتكزت عيناها عليه تنظر اليه صدمة غير مصدقه انه جعلها تهبط اليه مرغمه
انت بتقول ايه 
بقول اركبي ياملك
وبعلو صوته صړخ 
اركبي 
التقطت عيناها سيارة والدها القادمه في بداية الطريق ومن دون تفكير كان تصعد معه السيارة 
ارتجف كامل جسدها والسيارة تشق سكون الليل بسرعة قصوي
رسلان ممكن تهدي السرعه
وانتقلت عيناها خارج الطريق ثم عادت تنظر اليه 
احنا رايحين فين 
زفرات وراء أخرى كان يخرجها لعله يهدأ وأكثر ما كان يكرهه في حياته ان يكون ضائع في طريق لا يعرف له بدايه ونهايه يسلب منه راحته والسبب تلك الجالسة جواره 
أوقف السيارة فحررت أنفاسها اخيرا تتعلق عيناها بالطريق المظلم الخالي تحكم في غلق أبوابها وكأنه يخبرها لا سبيل للهرب اليوم انكمشت على حالها ترمقه پخوف حقيقي 
احنا بنعمل ايه هنا يارسلانانا غلطانه اني سمعت كلامك 
وقبل ان تكمل حديثها كان يسكتها بالطريقه الوحيده التي ارادها قلبه 
تجمد جسدها تدفعه عنها بقوة تنظر اليه مصعوقة ولم تشعر بيدها التي ارتفعت ثم الصڤعة التي حطت على خده تخبره بفداحة فعلته وقد استباح حرمة شفتيها ولكنه لم يكن إلا راضي بفعلته ينظر اليها وهو يمسح فوق شفتيه 
افتح العربيهبقولك افتح العربيه 
حركت يداها فوق مقبض الباب دون النظر له صاړخه 
افتح الباب يارسلان مشيني من هنا 
استرخي فوق مقعده بعدما ضبط من وضعه ينظر لظلام الطريق امامه 
رجعني البيت بقولك رجعني 
وصل نحيبها لمسمعه ولكنه لم يكن معها بعقلهطريق واحدا كان يرسمه ويقرره سيتزوجها ثم سيعاقبها على كل ما عاشه بسببها 
اخيرا فاق من ذلك الخدر الذي احتل كيانه ينظر اليها قابض على ذراعيها برفق 
اهدي ياملك
تدافقت دموعها فأطرق عيناه ندما بعدما أدرك فداحة فعلته 
أنتي السببهروبك مني رافضك لعلاقتنا رغم اني واثق في حبك ليا عشاء النهارده اللي كنت رايحه عشان اشوفك مع اني كنت مقتول نوم كل ده خلاني مش عايز اعمل حاجه غير اني اعاقبك
طالعته وقد تخضب خداها بحمرة شديدة 
روحني يارسلان ارجوك 
ولما اروحك هنوصل بعلاقتنا لفين ياملك فهميني قولي نهايه طريقنا وريحيني 
وقبل ان تتحرك شفتيها وتخرج حديثا لا يريده 
لو قولتي مها تاني هقول رد واحدلو متجوزتكيش انسى ان الفرصه هتديها لمها لا ياملك هوجعك اكتر وهتجوز واحده تانيه خالص
غريبه عنكم عشان كل ما تشوفيني معاها وتشوفي مها سعيده في حياتها مع راجل تاني وانا سعيد معاها ټموتي بدل المره ألف 
كفايه يارسلان 
هديها كل الحب اللي ادتهولك من غير لحظه ندم هكون مخلص ليها وهنساكي وزي ما حبيتك هحبها 
حرام عليك كفايه 
تعالت شهقاتها تتخيل ما يخبرها بهتنظر للبعيد ترى حالها منزويه في ركنا بعيدا تنظر لسعادتهم 
ازدادت دموعها انهمارا تنظر إليه تحرك رأسها رافضه ما يصوره لها
خيالهاتخبره انه لن يفعل بها هذا 
مش هتعمل فيا كده 
هعمل ياملك على قد ما بنحب بنكره 
تراجعت للخلف تتعمق في النظر لملامحه عبر الظلام 
لا يارسلان متعملش فيا كده 
صړخ ولم يعد يتحمل ذلك الۏجع الذي يراه في عينيها ولولا علمه بحبها له منذ زمن ولولا ذلك الحب الدفين الذي احبه لها هو الآخر منذ زمن وعاد يطلق سراحه 
أنتي اللي بتعملي فينا ده ياملك انتي اللي بتختاري سعادتهم على سعادتنا بتقدميني ليهم بنفس راضيه وكأنك عمرك ما هتتوجعي وهتكملي طريقك من تاني
واردف وهو ينظر لعينيها ينتظر إجابتهما اولا
قوليها ياملك هتقدرى تكملي الطريق من تاني وكأن عمرنا ما تلاقينا 
اڼهارت قواها تحرك رأسها يمينا ويسارا 
يبقى سبيني اعمل اللي عايز اعمله واوعدك اننا هنبعد عن هنا خالص
عادت للمنزل لا تفكر إلا في سعادتها وعندما استمعت لصوت نحيب مها ومقت والدتها نحو فعلت رسلان وتركه لهم اصمت اذنيها وانسحبت نحو غرفتها بعدما أخبرت والدتها انها كانت تسير بالخارج قليلا ولو كانت رفعت عيناها قليلا نحوها لافتضح أمرها فمازال خديها يشعان احمرارا وعيناها تملئهما الدموع حالتها كانت توحي بأن شيئا ما قد حدث ولكن والدتها لم تعد تركز معها 
صباحا جميلا هكذا كانت تنظر اليه فتون أسرعت في ترتيب منزلها وصنع طعام الفطور لحسن الذي رمقها ساخطا 
عدتلك انا ليله امبارح يافتونوكلمة تعبانه ديه مسمعهاش منك تاني
ابتلعت لقمتها بصعوبه وسرعان ما نهضت من أمامه متجها نحو المطبخ تحمل صنية الفطور التي اعدتها للسيدة إحسان 
احتقن وجه حسن بشده ينظر للصنية
ده واحد جاي من الخليج على قلبه اد كده احنا الغلابه نعمل ليه فطار
إكرام الضيف ياحسن 
يادي ام الشعارات اللي بقت ماليه عقلك قربي هنا خليني اشوف عملالهم ايه 
اقتربت منه پخوف تمد له صنية الطعام دققها بتقيم وقد ازداد احتقان ملامحه 
ايه كل ده 
ونظر نحو فطوره ساخطا
بقى كل ده بفلوسيوتعمليلي انا طبق فول وجبنه 
ابوس ايدك ياحسن متاخدش من الصنيه حاجه ديه ماما إحسان خيرها علينا كتير 
اجتذب من يدها الصنية يضعها أمامه يلتهم مابها أنهى طعامه للمرة الثانيه وقد فرغت الأطباق يدبدب فوق معدته 
قال نديهم من اكلنا وإكرام الضيفامشي علي شغلك عشان لو جاتلي شكوه من البيه انتي عارفه 
ارتجفت اوصالها وهي تجده يقترب منها يدقق النظر في تفاصيلها بلوزتها كانت ضيقة بعض الشئ تبرز من تفاصيل جسدها الصغير الذي لم تعد تلاحظ تحوله ولكن هو كان يلاحظ هذا 
حاوطها بذراعيه وقد جحظت عيناها ذعرا يدقق النظر في موضع ما 
اتدورتي واحلويتي يافتون 
ابتلعت لعابها وتنفست الصعداء عندما حررها اخيرا وانصرف هندمت ملابسها مجددا تحكم وضع حجابها واسرعت في إخراج الأطباق الأخرى التي خبأتها منه 
رتبت الصنيه ووضعتها جانبا متجها نحو الاريكة تنظر إلى اسفلها تخرج منها الكتاب الذي خبأته وقد سمح لها السيد سليم بأستعارته 
خرجت من الشقة تطرق باب السيدة إحسان بسعاده تراجعت للخلف فور ان انفتح الباب وتعلقت عيناها ب عصام الذي رمقها بنظرة مستاءة جعلتها تبتلع ريقها 
دلفت للشقه خلفه بعدما سمح لها بالدلوف تهتف بأسم السيدة إحسان التي خرجت من غرفتها وقد نئت فيها حالها منذ ذلك القرار الصاعق الذي صدمها به عصام امس 
عملتلك احلى فطار ياماما انتي والأستاذ عصام 
تعلقت عيني السيدة إحسان بالصنية التي تحملها وبولدها تنظر اليه بنظرة يعلم تماما تفسيرها ولكن سرعان ما اشاح عيناه عنها 
تسلم ايدك يابنتي ليه تعبتي نفسك بس عصام كان نازل يجبلنا فطار 
تعبك راحه ياماما
واسرعت في رص الأطباق تخبرها انها صنعت كل ما يحبه السيد عصام وتحبه هي تأملت السيدة إحسان المائدة التي أصبحت عامرة واقتربت منها تضمه اليها بقوه
والله يابنتي مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه
ضجر عصام مما يحدث أمامه وأسلوب الضغط الذي تمارسه والدته عليه 
مش هنفطر بقى ولا هنقضيها كلام 
ابتعدت بتوتر عن أحضان السيدة إحسان منسحبه نحو المطبخ بخجل 
هروح اعملكم الشاي 
جلست السيدة إحسان فوق مقعدها كما جلس هو الآخر ولكن سرعان مانهض متحججا ينظر للمائده 
مافيش ميه هروح اجيب ازازه ميه 
شهقت فتون عندما وجدته خلفها يضع حزمة
من النقود أمامها دارت بعينيها بينه وبين المال تتسأل 
ايه ده يااستاذ عصام 
ارتفع حاجبه مقتا من ذلك الدور الذي ترسمه علي والدته وعليه هو الأخر 
تمن خدمتك ولا انتي متعوده تشتغلي ببلاش 
قټلتها كلمته تنظر اليه مرفرفة بأهدابها لعلها تطرد دموعها العالقه واردفت تخفي غصتها 
انا مبعملش ده عشان الفلوس انا بعمل كده عشان بحب ماما إحسان 
حدق بها مستهزء فعن اي حب تتحدث عنه والله اعلم ما تخفيه خلف نواياها التقط كأس الماء مغادرا تنظر في أثره بأعين دامعه لقد صفعها للتو بتلك الحقيقه التي تناستها انها مجرد خادمه ولم تعد تلك الفتاه التي كانت تملئ ارجاء بيتهم البسيط بأحلامها 
تأملها وهي تضع الأطباق أمامه ولأول مره لم تكن تنظر اليه بتلك النظره التي اعتادها منها ولم تتلكع في مهمتها كما كانت تنتظر منه أي حديث طالع طيفها وهي تعود بأدراجها نحو المطبخ شاردة منكسرة في تلك النظره التي رأتها في عيني السيد عصام 
مسحت فوق وجهها المرهق تحاول ان تتناسي حديثه اتكأت بذقنها على كفيها تزفر انفاسها تحادث حالها 
ما انتي خدامه فعلا يافتون هو مكدبش مالك بقى 
فتون 
انتفضت مفزوعه من فوق مقعدها فأقترب منها ينظر إليها 
بقالي مده بنادي عليكي 
اطرقت عيناها تهتف متعلله 
اسفه ياسليم بيه مسمعتش حضرتك 
دقق النظر فيها متفحصا ملامحها 
عازم ضيف علي العشا النهارده لو هتفضلي بالشكل ده قوليلي اعزمه في اي مطعم 
لا لا انا هعمل كل حاجه انت قولي بس اعمل ايه 
بسيطه هي في حديثها ولذيذه كل يوم أصبح يكتشف شيئا جديدا في خادمته الصغيره 
هخلي حسن يشوفك عايزه ايه ويجبهولك اتمنى الأكل يطلع حلو 
وارتكز بعينيه عليها ولكن سرعان ما نفض رأسه 
صحيح الأومليت طالع مالح النهارده 
واردف وهو ينظر لملامحها
التي تغيرت علي الفور
والقهوه من غير وش
تعالت شهقتها مصدومه مما صنعته
اعملك فطار تاني اه هعملك بسرعه
واسرعت متلهفة تخرج الأغراض من أماكنها وتشعل الموقد
استمتع
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 186 صفحات