الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 143 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


رجلا لا يبحث إلا عن ملاذته  
احتقنت عيناه وبرزت عروقه لا يستوعب ما قذفته به 
أنتي شيفاني بالصورة ديه يا جنات
ثارت ثورتها رغما عنها فقد طعنها حديث شقيقه يخبرها دون قصد بتلك الحقيقة التي تعلمها كاظم لا يصدق مشاعره لأنه لم يذق معنى الحب  
الجميع يعلم بداية قصتهم الجميع يعلم إنها من ساومته على تلك الزيجة 

زيجة كانت كالصفقة فأين سيكون الحب 
أنت مبتحبنيش يا كاظم التغير الفظيع اللي حصل في حياتنا عشان الطفل ده أولا وعشان اللي ديما كنت بتقول عليه كيميا الجسدأو يمكن بقيت شئ في حياتك اتعودت عليه
احتقنت ملامحه مع إنتفاخ أوداجه إنها تضع تفسيرات حمقاء
ولما ابطل ألمسك هتتأكدي من الحقايق ديه يا جنات حاضر هنفذلك اللي أنت عايزاه لاني مش الراجل اللي في دماغك 
تحرك من أمامها حتى لا يخرج منه حديث لن يعجبها بعدما شبهته بتلك الصوره ولكن شئ خفي كان يدفعه ليتوقف ويخبرها بجواب سؤالها لعلها تستريح ويحرقها من نفس وهج النيران التي اشعلتها 
مش كنت عايزه تعرفي لو مكنش جوازنا تم بالطريقة اللي اجبرتيني بيها عشان اتجوزك ايوه يا جنات مكنتش فعلا هبصلك ولا هفكر فيكي لأني راجل عملي كنت هتجوز بالعقل ارتاحتي
غادر الغرفة بعدما صفعها صڤعة قوية بحديثه ازدردت لعابها بصعوبه تطرق رأسها نحو الاسفل فقد قال الحقيقه التي بات يحاول تجميلها حتى لا يجرح كبريائها  
وضعت السيدة سعاد فنجان القهوة أمامه تنطر له وقد صار الإرهاق واضح أسفل عينيه وقد انشغلت كفه اليمني في تدليك جبهته
شكلك منمتش يا بني اطلع ريح كام ساعه الشغل مش هيطير وانت عندك ناس تسد بدالك بلاش ترهق نفسك
أنا كويس يا داده
توقفت السيدة سعاد عن الحديث تشعر بقلة حيلتها في منحه ما تتمناه له وكيف لها أن تتحمل فكرة تركه والعيش في تلك الشقة القريبة التي اشتراها حتى تعيش فيها بسمه بعد مغادرتها المنزل ورغبتها المفاجأه بالعيش بعيدا عنهم
اشياء كثيرة لم تعد تفهمها ولكن بالتأكيد بسمه ستخبرها بكل شئ
هكذا كانت تخبر نفسها كلما عجز عقلها عن التفسير في تلك الأحداث التي حدثت مؤخرا
انسحبت السيدة سعاد من أمامه ولكن سرعان ما كانت تلتف إليه وقد ضاقت حدقتاها في تساؤل
داده بسمه فوق في أوضتي ياريت تطلعي ليها الفطار وتاخدي بالك منها
جنات أنت مجمعانا هنا من الصبح عشان نحط الخطه اللي هتوديني في داهيه مع سليم وقاعده سرحانه ده غير المفروض اروح أجهز
دلف احمس بأكواب الشاي يقلب بالمعلقه السكر ويطرق فوق حافة الكوب بطريقة درامية وكأنه يقدم المشاريب بالقهوة
احلى شاي من احلى صباح في الدنيا أنا مش عارف ليه حاسس كل واحده فيكم هترجعلي بشنطة هدومها
خرجت شهقت الخاله صباح بقوة تبصق ما بفمها عما نطقها ولدها
بعيد الشړ عنهم تف من بؤك خدوا يا حبايبي السندوتشات أهي عشان تبلعوا الشاي وانت تف من بؤك لأحسن لواحده فيهم جات غضبانه هنيمك ليله على السلم
ضحكت فتون بقوة تنظر نحو احمس الذي بالفعل قد بصق ما بفمه
انفرجت شفتي جنات بابتسامة خفيفه تنظر هى الأخرى نحو احمس والخاله صباح
أنا مش عارف أنت أمي ولا أمهم
أمهم هما أنت لقيتك جانب صندوق الزباله
غادرت الخاله صباح الغرفة وتركتهم يخططون لأمر مشروعهم الذي لا يتم فهذا ما كانت تظنهم مجتمعين من أجله
بتضحكوا طيب هقوم أفضح سركم وقالي إيه هى فكراكم بتخططوا لمشروع جديد متعرفيش إنكم بتجمعوا عصفورين كناريه في العيش السعيد وكله هيجي على دماغكم انتوا الاتنين
سليم عامل حصار على خديجة وكل ما يلين في الحكاية ديه يرجع تاني يرفض
كاظم نفس الحكايه الاتنين انانيين يا فتون
انتقلت عينين احمس بينهم
النهاردة كان بيسأل خديجة لو عايزه تكمل حياتها معاه وهو من جواه مستني تقول لاء اول
ما قالتله إنها اخدت قرارها خلاص وهتعيش تربي الطفل لو انكتب ليه يعيش ملامحه اتغيرت وبقى سعيد من قرارها 
مش بقولك أنانيين وكاظم بقى مقتنع أن الجوازه ديه لا تصلح خاصه بعد ما ظهرت نوايا مرات أبوه
زفر أحمس أنفاسه بضجر يلتطم فوق الطاولة الصغيرة
دوري هيكون إيه في الليله ديه بدل ما احلف ما أنا مشترك معاكم في جاحه
حملقت به جنات تعيد رسم الخطه مجددا حتى يدلف أمير الفيلا دون علم سليم
فتون بلاش تسمعي كلام المجنونه ديه عمة جوزك ست ليها مركزها وتقدر تاخد قرارها بنفسها وتقف لابن أخوها لو هى متمسكه بجوزها
رغم قناعة فتون بحديثه إلا أنها تراهم يحتاجون لهذا اللقاء العمة تستحق أن تفعل ذلك من أجلها هى ترى تخبطها وشوقها كلما فتحت معها حديثا عنه ولكن هناك شئ يمنعها وشئ ليس بهين
فتون أنت وسليم لازم تقضوا النهارده ليله بره الفيلا 
رفعت رأسها المدفونه بين ركبتيها وقد اخترق صوت صياحه بالأسفل مسمعها
بسمه أختي حببتي أنت فين وحشتي أخوكي 
وضعت كفيها فوق أذنيها فهو أخر من تريد سماع صوته هو من كان سبب لما عاشته وتعيشه
ترك الذئاب تنهش بلحمها تركها قليلة الحيله تبحث عن الحنان في أعين العزباء
بسببه حرمت من كل حلم جميل تشبثت به لن تلوم إلا هو
تعالت الأصوات داخلها تزيد من ضغط كفيها فوق أذنيها
بصعوبه تحركت من فوق الفراش تردد بشفتي مرتجفتين
هو السبب حرمني من كل حاجه سابهم ينهشوا فيا
دلفت السيدة سعاد المطبخ حانقة من قدومه فما الذي أتى به اليوم وفي ذلك التوقيت
انا لازم اكلم جسار بيه قال أختي حببتي قال أكيد عايز فلوس
اختفت السيدة سعاد داخل المطبخ فعاد الخواء يحتل عيناها الذابلتين وكل شئ عاد يسير أمامها كأنه شريط سينمائي والصوت يتردد داخلها
هو من القى بيك في هذا المصير 
لم تشعر بحالها إلا وهى تندفع نحوه بقوة لا تعرف كيف أتتها تنهال عليه ضړب وقد صډمته فعلتها فهو وقف يفتح لها ذراعيه 
يا بنت المجنونه وأنا اللي جاي أشوفك واطمن عليكي 
دفعها عنه بقوة بعدما تمكنت من وجهه وخدشته بأظافرها 
أنت السبب كل اللي أنا فيه بسببك 
انتفخت أوداج فتحي من شدة الڠضب ينفضها عنه يمسح فوق وجهه 
أنا السبب في إيه ما أنت عايشه في عز مكنتيش تحلمي بي أنا مش عارف بص ليكي على إيه عشان يتجوزك 
تحجرت مقلتيها تشعر وكأن قبضة قوية تعصر قلبها 
رمقها بنظرة ماقته ينظر لقميصه الذي انفلتت منه بضعة أزرار وقد بات وجهه يحرقه منه شدة الألم 
نظراتها صارت خاوية تنظر نحو ظهره وسرعان ما كانت عيناها تلتقط تلك المدية التي تلازمه
ارتعشت يديها ولمعت عيناها بالشړ ستقتله هو السبب هو من أجبرها أن تفر هاربة 
لم يعد يفصلها نحو هدفها إلا خطوه وما زال هو مشغول في النظر إلى قميصه الذي بات لا يصلح
عيناها علقت بيدها الفارغه تلتف في ذعر وشفتين مرتجفتين نحو الواقف خلفها
الفصل السادس والستون
بقلم سهام صادق
ازدادت رجفة جسدها هذه المرة
وقد علقت عيناها بالمدية وهو يخفيه في سترته لما ينزع منها ما سيخلصها من حياة صارت ترفضها  
خرجت زفراته في راحه فلو تأخر دقيقة واحدة
لكان انتهى كل شئ
طالعها بنظرات مطمئنة يمد كفيه نحو وجهها حتى يلامسه
تجمدت عيناه نحو يديه العالقتين في الهواء يرى إبتعادها عنه ونفورها تهز رأسها رافضة لعطفه
إستدار فتحي بجسده بعدما يأس من غلق ازرار قميصه فلم يعد بالقميص إلا بضعة أزرار والبقية قد أنقطعوا تحت يديها
نظراته كانت حانقة هذه المجنونه لولا حاجته للمال
خير يا فتحي
اتسعت عينين فتحي ذعرا كيف لم يشعر بوجوده
هذا الرجل حضوره يرجفه يذكره بتلك الصڤعات التي ينالها في المخفر
باشا وحشني يا باشا 
اسرع فتحي نحوه يحتضنه لعله يهرب من سهام نظراته القوية 
وحشني يا جوز أختي
ابتعد عنه فتحي بعدما شعر بجموده يبحث بعينيه عن بسمه التي مازالت واقفة تنظر نحو أرضية الغرفه لا تقوى على التحرك وقد باتت إستجابتها للأشياد ضعيفه
جوز أختي اللي بتشرف بي في كل مكان تعرفي يا بسمه أهل الحارة كلهم بقوا عارفين اتجوزتي مين ومحدش بقى على لسانه غيرك لازم تيجي الحارة وترفعي راسك وسط الغجر قال إيه فاكريني بضحك عليهم
أراد فتحي أن يثرثر لعله يخفى ربكته من نظرات الواقف أمامه يخشى أن يكون استمع لحديثه معها
طالت نظرات جسار الجامده قبل أن تنفك عقدة حاجبيه يرمقه ساخرا
باشا أنت مش طايقني كده ليه
تجاهله جسار بعجرفة يجيدها مع امثاله فتراجع فتحي للخلف خائڤا من نظراته القوية 
تلاشى جموده يصب نظراته عليها يشعر بالعجز لجهله ما حدث ليلة أمس حتى ذهابه لتلك الشقة لم يأتي بالنفع كل ما صار يعرفه أن إحدى الفتيات سلوكها سئ وعدوانية مع الناس كلما سكنت الغرفه إحدى المغتربات
الجدد تغادر دون أن تكمل أسبوعا واحدا إلا تلك المدعوة ب هايدي من استمر مكوثها مع صاحبه المسكن
تعالي اطلعك اوضتك أنت لسا تعبانه 
اتسعت عينين فتحي في ذهول يرمق شقيقته بعدما نفرت يده الممدودة إليها ثم تحركها من أمامه في صمت زاده دهشة 
هى مالها يا باشا البت مش طبيعيه انت عملت فيها إيه 
اطبق جسار فوق جفنيه بقوه لعله يسيطر على غضبه ويهدء قليلا من أسئلته
إستدار نحوه بعدما زفر أنفاسه يحدق به مستنكرا
أنت جاي دلوقتي تسأل عنها راجل يا فتحي
لمعت عينين فتحي بالغبطة وسرعان ما كان يرفع كفه نحو شاربه يمسده ثم يرفع رأسه لأعلى في ترفع بالتأكيد هو يمتدحه
مش أختي يا باشا باشا أنا محتاج فلوس مش كفايه بسببك يا باشا بطلت أمشي عوج عشان سمعتك
ضاقت عينين السيدة سعاد في حيرة تستدير بجسدها مرة أخرى نحوها 
البت مبقتش طبيعيه لا بتتكلم ولا بتاكلصوتها مطلعش بس غير لما هجمت على أخوها يستاهل عديم النخوه
ابتعدت السيدة سعاد عن الغرفه ومازالت تحادث نفسها في حيرة ستقتلها مجرد اسبوع مضى تغير كل شئ في هذا البيت وتغيرت بسمه
حصلك إيه يا بنتي خلاكي تنطفي كده تمشي من البيت فجأة وتقوليلي إنك عند الست ملك لما أسألك ليه كذبتي عليا يا بسمه كنت قولتيلي إنك عايزه تمشي كنت هخلي البيه يشوفلك مكان لو أنت مصممه يا بنتي ما أنت كنتي متقبله الوضع معاه وعارفه إن وجودك هنا فترة وهتمشي بعد ما جسار بيه يساعدك إن يبقى ليكي بيت تعيشي فيه أو واحد ابن حلال يتجوزك  
انفلتت شهقة قوية من السيدة سعاد تقطع ثرثرتها تتراجع للخلف بعدما انتبهت على قربها من درجات الدرج
مش تاخدي بالك يا داده
حاولت السيدة سعاد التقاط أنفاسها وهى تنظر إليه وعلى ما يبدو إنه تخلص من هذا الضيف الثقيل والضيف ليس إلا فتحي
الحمدلله يا بني ربنا ستر أنا مش عارفه هبطل أمتى العاده ديه وابطل اتكلم مع نفسي اه يا راسيالصداع هيموتني خلاص من التفكير
لبرهة صمتت السيدة سعاد تبحث عن سؤال تنال منه حتى
 

142  143  144 

انت في الصفحة 143 من 186 صفحات