الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 144 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


لو جواب بسيط يريحها
يا بني بسمه فيها حاجه غريبه ديه پتخاف أقرب منها
القت السيدة سعاد بحديثها تنظر إلى ملامحه التي صارت جامده وقد قتمت عيناه
الدكتوره زمانها على وصول اول ما توصل طلعيها على اوضتها
هى بسمه عيانه بمرض خطېر 
لطمت السيدة سعاد صدرها وقد عادت تحليلاتها تغزو عقلها
أنا قلبي حاسس في حاجه فيها هي ديه دكتوره إيه يا بني

فرك جسار فروة رأسه فهو خير من يعلم خصال السيدة سعاد إذا تحدثت لن تصمت
داده سعاد
انتبهت السيدة سعاد على ضجره فهو يقف أمامها لا يستطيع غلق عيناه من شدة إرهاقه وهى مستمرة في استجوابه
حاضر يا بني
دلفت فتون الغرفة تلهث أنفاسها لا تصدق أن وقت الحفله لم يبقى عليه سوى ثلاث ساعات
الله يسامحك يا جنات اليوم ضاع مع خطتك
وسرعان ما تلاشى تذمرها عنها تحتل شفتيها ابتسامة واسعة تتذكر ما فعلوا ثلاثتهم
مغامرة لم تعيشها من قبل
تخضبت وجنتاها فهذه الليله عليها إحتجاز سليم بغرفة الفندق وعليها جعله ألا يفكر بمهاتفة المنزل
اه على خطتك يا جنات عايزاهم يتصالحوا و 
وسرعان ما كانت تقضم شفتيها في خجل تنفض رأسها وقد عاد بعض الخۏف ينتابها
السيدة ألفت معها بالأمر حتى الخدم ولكن حارس الأمن هو عائقهم
الموضوع كبر كده ليه لو هى بس ترضى تخرج من البيت كانت سهلت علينا الحكاية
فتون أنت بتكلمي نفسك
تسألت بها خديجة تتعجب من الذعر الذي أصابها حينا رأتها
شكل الفقرة اللي هتقدميها واخده عقلك
فقرة وهى من ستقدمها نيابة عن الجمعية التي تمثلها كيف تناست هذا الأمر من مجرد ساعات تحولت فيها لأحد أفراد العصاپات
الله يسامحك يا جنات
بتقولي حاجه يا فتون
ضاقت عينين خديجة في حيرة وسرعان ما كانت تتذكر سبب مجيئها لغرفتها
وريني اختارتي فستان إيه للحفله خليني اساعدك عشان تكوني النهاردة نجمه الحفله
نجمه مره واحده ده أنا تقريبا هكون اقل واحده فيهم 
واقعد اسبوع هتكون سيرتي على لسان كل فرد من معارفكم
انفلتت شفتي خديجة بضحكة ناعمة ثم دفعتها برفق من أمامها
كفاية قلت ثقه في نفسك قولتلك خليكي ديما شايفه نفسك عالية
وعلى سيرة العلو كانت تحك جبهتها تنظر إليها تتمنى أن تحصل على الجواب الذي تتمناه
هو أنا لازم ألبس كعب عالي
أنفلتت ضحكه صاخبة من شفتي خديجة هذه المرة ابن شقيقها لديه بالفعل طفلتين
لازم يا فتون فين الفستان ولا سليم معملش حسابه اوعي تقوليلي إنك مهتمتيش بالموضوع مش معقول يا فتون متكونيش زي اغلب الستات 
لا لا سليم اشترالي واحد جديد
أخرجت الثوب تعرضه لها تنتظر تعليقها عليه
سليم هو اللي اختاره ولا أنت
هو أنا بروح افضل اقيس وبس
نطقتها متذمرة لقد اخدت النسخة المتحفظة من سليم النجار
بعدما انتهى عصره القديم من رجل منفتح لا يركز فيما ترتديه نسائه 
الفستان محتشم جدا و راقي ابن اخويا بقى متحفظ
ثم استطردت في حديثها ولم تعد تستعجب تغير سليم مع زوجته الصغيرة تلك التي لم تتجاوز اعوامها الثالث والعشرون ربيعا
تعرفي يا فتون سليم مكنش كده مع أي ست كان متجوزها او مرافقها كان ديما يحب يكون حديث الكل وأد إيه هو محظوظ بالجمال اللي معاه
ما هو ابن أخوكي لا الشمال أو يمين لكن معندهوش وسط
ارتسمت الدهشة فوق ملامح خديجة وسرعان ما كانت تضحك مرغمة على هيئتها تنظر لها بعدما تحركت يدها نحو شفتيها تكمم فمها
صوتي كان عالي مش كده
وأنت سمعتي قولت إيه
اعتبريني مسمعتش يا فتون وكفايه كلام الوقت بيضيع
علقت عيناه بالطبيبة وهى تهبط الدرج ملامحها لم تجعله يتنبأ بشئ رغم مكوثها لديها لساعة كاملة وبضعة دقائق
طمنيني يا دكتوره
عدلت الطبيبة من نظارتها تنظر نحو غرفة مكتبه التي دلفتها معه قبل صعودها لأعلى
خلينا نتكلم في غرفة المكتب
زفر أنفاسه بنفاذ صبر مشيرا إليه بالتحرك ينظر إليها بعدما وضعت حقيبتها الطبيه جانبا
خرجت زفرته بقوة أشد فلم يعد يتحمل هذا الصمت وهو جاهل لما حدث مع زوجته في ذلك المسكن
زوجته لقد بات يعترف أن بسمه زوجته وليست زيجة متهورة أتخذها دون عقل ومنطق
جسار بيه حالة المدام مقدرش احكم عليها من أول جلسه المدام محتاجه جلسات أسبوعية 
دكتوره هاله أنا عايز افهم حالة مراتي الأول
عادت تعدل من وضع نظارتها الطبيه تركز عيناها نحو ما خطته بقلمها
هى منطقتش غير ببعض الكلمات وزي ما فهمت وتوقعت 
نهض عن مقعده في صډمه ينظر نحوها بنظرات قاتمة فعن أي تحرش تتحدث وهى كانت
لبرهة وقف عقله وسرعان ما كان يستنتج الأمر الأمر الذي بات المعظم يعلمه ويؤيده البعض 
قصدك
زي ما فهمت يا جسار بيه مراتك متحملتش صدمة تانيه خصوصا بعد الليله اللي تمت بينكم علاقة وتركها للبيت بيتهيألي أنتوا الاتنين بقيتوا محتاجين تسجلوا جلساتكم سوا رغم إني شايفه إن حضرتك مش محتاج جلسات أنت عارف كويس عايز إيه
لكنك بتكابر لأنك للأسف راجل ديما بتعتمد على خيارات العقل زوجتك الأولى كانت جميله من نفسك طبقتك الإجتماعيه حتى الزيجة الأخيرة كانت لأنها برضوه جميله شبيها لزوجتك لكن زوجتك الحالية اختلفت عنهم في كل المقاييس 
رغم انتباه عقله لكل حرف تنطقه إلا أن عقله توقف عند نقطه واحده يتخيل بشاعة ما عاشته وصډمتها في واقع يعلم تماما إنها لا تعرف عنه شئ
هتقدر تتجاوز اللي حصل معاها يا دكتوره
حاولت أن تنتقي الطبيبه كلماتها بعناية كما اعتادت
أكيد هتتجاوز لكن الموضوع محتاج وقت قبل ما نبدء الجلسات النفسيههي محتاجه تروح لأكتر مكان بترتاح فيه أو أكتر حد ممكن تتكلم معاه
ملك
والاسم خرج من شفتيه دون تفكير ملك الوحيدة التي تحتاجها بسمه رغم الخيبة التي سيراها في عينيها بعدما تعرف إنها أصبحت زوجته حقا وقد خان الوعد الذي وعده
لها 
التمعت عينين فتون في دهشة ممزوجة بالسعادة وهى ترى هيئتها النهائية في إطلاله بسيطة ومحتشمه
كده أنت جهزتي يا فتون زمان سليم بيجهز يلا بقى غادري الاوضه بتاعتي عايزه ارتاح
تمتمتها خديجة في مزاح تنظر إليها بعدما استدارت نحوها ومازالت الدهشة مرتسمة فوق ملامحها
أنا بقيت شبهكم هانم
ما أنت هانم فعلا يا فتون مش عارفه ليه لسا لحد دلوقتي بتبعدي نفسك عن الصوره
كل حاجه ليها عمر إفتراضي
رغم خفوت العبارة إلا أن خديجة التقطتها مدت لها يدها حتى تقترب منها فلم تعد تستطيع الوقوف كثيرا
مافيش حاجه بتنتهي يا فتون غير لما بنكون عايزينها تنتهي إحنا بايدينا نحافظ على النعم اللي محاوطانا قولتلك بلاش الخۏف
أنا فعلا مشكلتي الخۏف مش عارفه أنجح في أي حاجه في حياتي
هتنجحي يا فتون بكره هكون أنا اللي واقفه بصقف ليكي وسط الناس كلها النهاردة هيكون سليم هو اللي هيصقفلك
هل تعانق هذه المرأة بقوة أم تصفها ببضعة كلمات أم تكتب لها أبيات من الشعر هى تستحق ما سوف تخوضه مع جنات في خطه تعلم إنها لن تثمر إلا بالفشل الذي تستشعر حدوثه
الوقت يا فتون الحقي سليم قبل ما يمشي سليم في الأوقات اللي زي ديه
مبيحبش الإنتظار وهيقولك تعالي مع السواق
لا لا انا مقدرش اروح الإحتفال لوحدي
ركضت من أمامها كطفله صغيره متعلقة بوالدها
سليم أب لطفلتين هفضل اقولها ليه ديما
تنفس الهواء بشعور مختلف ولكن ما يشعر به إنه عاد بقلب صار خالي من كل الأحقاد
طالعها وهى تمسك يد الصغير الذي بات يحدق بكل شئ حوله وسرعان ما علقت عيناه بشقيقته التي اتجهت نحوهم في سعاده لرؤيتهم بتلك الروح الجديده
حاسس وكأنكم بقالكم سنه ما كنتوا تعيشوا هناك
ضحك رسلان وهو يضمها إليه لقد افتقد ميادة القديمة
ولكنه اليوم يشعر وكأنها بدأت تعود لميادة شقيقته
مش عايز اصدمك واقولك إني بفكر اقبل عرض عمل عرضه عليا صديق زميل في السعوديه
ابتعدت عنه ميادة وقد تلاشت تلك السعادة عن ملامحها ظن شقيقته تعبس متذمرة كما كانت تفعل قديما ولكن ملك وحدها ما كانت تعلم أن ميادة باتت تخاف من فقدهم بشدة
أنت عارفه رسلان يا ميادة لازم يحسسنا إنه كل الأوطان عايزاه
شيخه ملك هذا يعتبر إفتراء
كتمت ملك ضحكتها بصعوبه حتى لا تلفت الأنظار حولهم 
تعلق الصغير في عنق ميادة التي ضمته إليها تنظر إلى شقيقه في سخط من مزاحه فهل يريد المزيد من البعد عنهم
سبقتهم ميادة نحو السيارة لما اشقائها يفضلون البعد كل شئ صار ېخنقها في منزل لم تظنه سيكون فارغ هكذا
تحركت ملك خلفها بعدما عاتبته ولكنها تعلم أنه سيصلح الامر
استقلوا السيارة وقد اتخذ مكانه جوارها
متزعلش مني يا رسلان لكن كل حاجة الايام ديه بتضغط عليا بابا خلاص هيسيب الوزاره وماما حالتها بتسوء ومحمد في سويسرا بسبب ظروف شغله وانت تقولي كمان عايز تبعد زياده 
تفاجأت من تلك الضمھ القوية التي ضمھا بها إليه يهتف مشيرا للطريق
اطلعي يلا على الفيلا كاميليا هانم وعزالدين باشا وحشوني 
ارتسم الذهول فوق ملامح ميادة فما الذي هتف به شقيقها للتو 
استدارت بجسدها في لهفة تنظر نحو ملك تخشى أن ترى تلك النظرة التي كانت تراها كلما تحدثت معها عن حال والديها وحزنهم الشديد على حفيدهم وإبتعاد رسلان عنهم 
ولكن ملك كانت مسترخية في جلستها تمسح للصغير فمه متقبله إقتراحه
وقف في عجالة أمام المرآة يهندم قميصه قبل أن يتناول سترته لتكتمل أناقته
انتبه على دخولها دون أن يحيد عيناه عن المرآة
فتون قدامك عشر دقايق عشان نتحرك لو لسا مجهزتيش هسيبب السوائق يوصلك
إستدار صوبها حتى يؤكد لها ما سيفعله إذا لم تتحرك وتنتهي من تجهيز حالها
عيناه علقت بها وقد ارتفع كلا حاجبيه في دهشة خفضت عيناها نحو طرف الثوب تخشى تعليقه
سليم ارجوك من نظرتك ديه هتقول الفستان مش حلو
اقترب منها وقد زالت الدهشة عن عينيه
بالعكس يا فتون أنا منبهر بأناقتك
شقت ابتسامة خفيفة شفتيه وهو يرى توترها فاجتذبها نحوه 
بتكبري وتحلوي يا حببتي وأنا الشعر الأبيض بدء يغزو شعري قوليلي أعمل فيكي إيه
كلماته طرقت أبواب حصونها تشعر بلمساته البطيئة تداعب خصرها
وتفتكر إني ممكن أسيبك حتى لو عجزت
تراجع للخلف لقد صډمته في جوابها وسرعان ما كانت تنفرج شفتيه بضحكة صاخبة
مكنتش مستني الكلمه ديه منك يا فتون أعجز وأنا اللي افتكرت هتقوليلي أنت لسا شباب
داعب خديها بأنامله بعدما ارتسمت ابتسامة خجلة فوق شفتيها
أنت بتعرف تقول كلام حلو وتلعب بيا لكن أنا مقدرش اغلبك بكلامك
لا خلاص غلبتيني
قربها منه يلثم جبينها قبل أن يتجه بها نحو طاولة الزينة يديرها حتى تقف أمامه ويلتقط تلك العلبة 
ديه هدية نجاحك اللي انا منستهاش لكن السنه اللي جايه عايز تقدير حلو يا حببتي مش
مقبول
أسرعت في تحريك رأسها له تنظر للعقد الذي حاوط جيدها تلمسه بأنبهار
جميل أوي يا سليم أوعدك هنجح السنه اللي جايه بتقدير بس أنت قول الكلام ده لنفسك وبطل تشغلني عن المذاكره 
خرجت ضحكته هذه المرة بقوه ينظر لملامحها المستاءة
بصراحه في ديه موعدكيش مافيش مشكله يا حببتي هاتي مقبول وأنا هجيب هدية برضوه
بابي
صدح
 

143  144  145 

انت في الصفحة 144 من 186 صفحات