الأحد 22 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 149 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


الذي فتحته
تعلقت عيناها به تغلق جفنيها تستشعر لمساته المداعبة لخديها
كل ما بلمسك بعرف أد إيه أنا بقيت ضعيف يا جنات ضعف مكنتش بتمنى في يوم يتملكني 
الزمن علمني إن الضعف مرض لو صابك أنت الوحيد الخسران في معركتك
كاظم
همست اسمه في خفوت وتعلقت عيناها بأنامله التي اخذت تداعب شفتيها
شوفتي احتياجي ليكي يا جنات راجل معاه بتهدري كرامتك إهانتك مش سهل انساها بسهولة 

أراد إخبارها بالمزيد ولكن المزيد من الحديث قد ضاع 
أنت هزمتني من زمان في لعبة الكرامة وهفضل مهزومة قدام نفسي طول ما أنا بحبك
ارتجف فؤاده من وقع كلماتها فعن أي لعبة وكرامة تتحدث
كرامة ولعبة يا جنات وفي الاخر تقولي بحبك
ابتعد عنها حتى يتمكن من رفع رأسها إليه راغبا في سماع تلك الكلمة مجددا
قوليها يا جنات قوليها وأنت بتبصي في عيني خلي قلبي العطشان يرتوي
وهى تمنحه ما أراد رغم الحاجة ولأنها أمرأة عليها أن تمنح ثم تنتظر وأما تكسب أو تهرم على باب الأنتظار
بحبك يا كاظم
والكلمة اخذت تذوب احرفها بين شفتيه يجتذبها إليه يخبرها إنه معها يفقد كاظم النعماني الرجل الذي عاش عمره عازف عن النساء لا يراهم إلا شبيهات منال 
غادرت الفراش بعدما تأكدت من غفيانه وقد توسط هو الفراش بينها وبين الصغيرة
التقطت حقيبتها النسائية التي باتت موضوعه فوق طاولة الزينة تغمض عيناها براحة وهى ترى الهاتف قد انتهى شحنه
انسابت دموعها وهى تنظر نحوه تكتم صوت بكائها لقد ضاعت فرحتها وضاعت اللحظة التي تمنت أن تعيشها معه
حركت رأسها في رفض فالمقطع المصور لا يغادر عقلها  
لم تشعر إلى أين اخذتها ساقيها إلا وهى تفترش أرضية أحدى الغرف 
مسعد بعدما أغلق هاتفه وشاهد هذا المقطع لمرات
الحقيقة كانت واضحة داخل المقطع المصور لكنه لن يراه إلا كما يريد
من بالمقطع هى فتون 
هى تشبهها بجسدها الضئيل وتلك الضفائر والحقيقة التي خدعها بها أخذ عقله يصدقها  
هتحكيلي عن مراتك كمان يا حسن
وحسن يلتقط منه خرطوم الأركيلة يقهقه مسترخيا
أنت صاحبي يا مسعد  
وحسن يستمر في حديثه عن كل ليلة يجعلها فيها تجلس على ركبتيها كالقطة
الشريدة تنتظر أوامره
يا جبروتك يا حسنضړبتها عشان رفضت تعمل اللي أنت عايزه
هو أنا متجوزها ليه عشان تعمل اللي يبسطني مش كفايه واخدها من حتت قرية فقيرة ومعيشها عيشة مكنتش تحلم بيها 
ومسعد يستمع لحديثه يرفع زاوية شفتيه مندهشا من قوة صديقه في تلك الأمور وحسن يضيف مستمتعا بذهول صديقه
الجواز من عيلة صغيره بينفع يا مسعد ويا سلام لو كانت ساذجة زي فتون كده مبتقولش غير حاضر وهى خاېفة 
سرح مسعد مع خيالاته ليته ينالها ليرتاح ويعرف بنفسه هل ما كان حسن يصفه له معها حقيقة أم مجرد حديث كان يخدعه به
قريب هتجيلي تتوسليني يا فتون
التقط هاتفه يبعث لها برسالة نصية 
مقابل الفيديو ليله تكوني فيها ليا  
القى بالهاتف مستمتعا بنصره فلم يعد بحاجة لغباء دينا التي نالت جزاء تلاعبها معه ودخولها في دائرة من يدخل فيها يخرج لقپره  
ضاقت عيناه وهو يستمع لذلك الصوت فهناك شئ قد سقط أرضا 
وسرعان ما كان يهبط لأسفل ينظر لتلك التي جلست فوق ركبتيها تجمع القطع المتناثرة من تلك التحفة الثمينة
أنت مين
ارتفعت عينين الجالسة أرضا وقد سقط شالها نحو كتفيها فظهرت ضفائرها
خدامتك فرحه يا بيه 
التقطت عيناه ابتسامتها الواسعة
مش كنت اخدتي الأرض افضل ما تاخدي عقلي يا بنت عبدالرحمن
هتف بها كاظم ينظر إليها في مكر بعدما جعل في حديثه المازح العقل دون القلب
ارتفعت برأسها قليلا حتى تتضح لها نظراته اللعوب ولكنها وقعت في شرك لعبته
وليه ما اخدش قلبك كمان
تعالت ضحكات كاظم متلذذا باللعبة الجديدة بينهم
طماعه أوي أنت يا جنات عقل وقلب وفلوس شكلي دخلت صفقة خسرانة
أنا مش عايزه فلوسك يا كاظم ديه كانت الغلطة الوحيدة اللي عملتها في حياتي ودفعت تمنها
شعرت بالإهانة فها هو يذكرها دون قصد منه بصففتهم الأولى
زعلانه من مجرد هزار شوفتي بقى مين غاوي نكد
أنا مش زعلانه
ارتفع حاجبه الأيمن في إستنكار ينظر لعبوس ملامحها
واضح إنك مش زعلانه يا جنات
احتقنت ملامحها تطالعه بعبوس أشد
لا أنت لسا مصالحني وأنا مش معقول هنكد عليك يا كاظم اصل انا راضيه
عنك خلاص بعد عرض الشغل اللي قدمته ليا رغم إن العرض مجاش غير عشان تخلص من الفراغ اللي بقى عندي وتعرف خطواتي
ارتفعت زاوية شفتيه في دهشة جعلتها تنظر إليه متسائلة بعدما تمكنت التقاط أنفاسها
أنت بتضحك عليا يا كاظم نظرتك بتقول كده
صدحت قهقهته عاليا إنه خسر معها جميع المعارك لا قلب ولا عقل صاروا ملك له
أندفعت نحوه وقد اتضحت كذبته ضحك عليها في أمر العمل
أنت عدو المرأة يا كاظم 
ابتلع بقية حديثها لينفلت الحديث من شفتيه هو
متأكده
وانفاسها كانت تضيع مع ثورة مشاعرهم تخبره إنها لم تعد متأكدة من شئ 
انتفضت من غفوتها تلتف حولها تبحث عن الصوت الذي سمعته
تعلقت عيناها به بعدما انحنى يلتقط علبة الأسعافات وقد شرع للتو في تغير ضمادته قبل أن تنفلت منه العلبة فتحدث صوتا
هلعه منظرها المڤزوع فاخذ يسب داخله حظه السئ فقد حاول بشدة ألا يصدر صوتا 
العلبه وقعت مافيش حاجة حصلت يا بسمه مټخافيش
خرج صوته مجهدا من قلة النوم واقترب منها يمنعها من تلك الوضعية التي باتت تتخذها كلما استيقظت خائڤة
ملك مستنيه نكلمها يا بسمه عايزاها تشوفك كده أنت عارفه هى بتحبك أد إيه
رفعت رأسها إليه فازدادت رجفة قلبه وهو يرى عينيها لقد ضاع بريقهم وضاعت تلك النظرة التي كانت تخبره بالكثير ولكنه كان كالأعمى
رفع كفه السليم يمسح فوق وجهها صارت مستسلمة لكل شئ حتى لمساته وقربه ليته لم يكن حيوانا تلك الليلة ليته رأي استسلامها ليس إلا إنهزاما في معركة صارت محسومه
اتكلمي يا بسمه حتى لو هتصرخي فيا أنا عارف إني ۏجعتك كتير مش هتحمل اشوفك وأنت بتنطفي قدام عيني 
لكنها لم تكن معه كانت في عالم أخر صار عقلها يبحث عنه حضڼ والدها تلك الابتسامة الحنونه التي كانت تجعلها تتحمل قسۏة فتحي والحياة فرحتها وسط اهل حارتها عندما يكون عرس لأحدى فتيات الحارة نظرتها لحياة ظنتها ستعيشها لقمة من الخبز مغموسة من طبق الفول يدسها والدها في فمها قبل أن تغادر متجها للمصنع الذي تعمل به
هو مشي ليه وسابني لوحدي
زاغت عيناها في ضياع تبحث عن طيف والدها
مين اللي مشي وسابك يا بسمه
مدت يدها أمامها لعلها تمسك بيده تمسك بيد من تعلم إنه لن يتركها رغم قلة حيلته
عم حسني روحت فين روحت فين يا بابا 
سقطت دموعه في عجز ما الذي فعله بها لتصبح هكذا 
فتحي رماني في الشارع سابهم ينهشوا في لحمي صاحب المصنع طردني عشان مكنتش زيهم عنتر كان عايز يعريني وهو كان عايز يشتريني بتمن إحسانه سيبته ياخدني عشان اكرهه كنت فاكراه غيرهم وهى وهى 
انسحبت أنفاسه يسمع حديثها الهامس هو مثلهم بل أكثرهم
بشاعة كان يعرف كل ما عاشته وتجرعته من قسۏة ولم يكن رحيما بها
أين كانت رجولتك يا ابن عبدالرحيم الراجي
اجتذبها إليه لعلها تفيق من بشاعة ما تعيشه من مشاهد ټقتحم ذاكرتها
ياريتك كنت رفضتي كنت زي المچنون عايزك بأي طريقه
عايز ابطل افكر واحلم بيكي كنت فاكر لما تكوني ليا هكتشف إنك ولا حاجه في حياتي يا بسمه لكن دلوقتي أنا بټعذب طفيتك بأيدي طلعت كنت بحبك بحب بسمه اللي استحملت قسۏة الدنيا والناس عشان تعيش الحياة بشرف بحب بسمه اللي كانت نظرتها ليا كلها لمعه وحب حبتيني بقسۏتي وعيوبي حبيتي الۏحش اللي فيا ليه أنا متستهلش أتحب ولا استاهل الحياة تبعتلي واحده زيك 
بملامح محتنقة دلفت غرفته لا تستوعب تلاعبه بها فمن هو ليبعث غيرها لهذه الصفقة التي عملت عليها من هو ليجعل شهيرة الأسيوطي في شركتها لا شئ
ممكن افهم إزاي تلغي وجودي في الصفقة الحالية أنا شهيرة الأسيوطي سكرتيرتك تتصلي بيا تقولي إن رحلتي اتلغت وحد تاني هيسافر
ضاقت أنفاسها وهى تراه يطالعها بتلك النظرة الباردة وكأنه يستمتع برؤيتها فاقدة لأعصابها
اوعى تكون فاكر إني هسيبلك الشركة وهستسلم أنت متعرفش مين شهيرة الأسيوطي
داعبت ابتسامة مستمتعه شفتي ماهر منتظرا ان يرى صمود شهيرة الأسيوطي حتى النهاية
نهض من فوق مقعده أخيرا بعدما تهاوت هى فوق أحد المقاعد تزفر أنفاسها بقوة هذا الرجل يتعمد إذلالها بعدما صدقت حسن نيته
إظاهر إن شهيرة الأسيوطي بتزعل لما بيكون في أحد أعلى منها في القرارت وعشان زعلك مهم اوي عندي فاحب اقولك إني جردتك من صلاحيات كتير في الشركة بما أني المالك الأكبر للأسهم
طالعته شهيرة في صدمة وسرعان ما كانت تنفلت من شفتيها ضحكة قوية
عشنا وشوفنا ابن السواق بيتحكم في أملاك أسياده
اختفت ضحكتها تدريجيا تنظر إلى ملامحه المسترخية وقد التمع الزهو في عينيه
شوفتي الزمن ابن السواق بقى يقدر يشتري أملاك الأسياد ويستحوذ عليها أصله كان حاطت عينه على حاجات كتير ومنهم حاجه حلف إنها هتكون لي
نظراته تحولت للقوة وكأن بينهم ثأر قديم 
القصر قريب هيكون ليا كل ما تملكوه هيكون ليا 
تراجعت بخطواتها ما الذي يهذى به هذا الرجل
تفتكر هسيبك توصل لهدفك
خرج صوتها بالكاد تقاوم هى شهيرة الأسيوطي لن تستسلم لهذا الرجل الذي اقحمه أخيها بغبائه في شركتهم
فضايح أخوكي خلاص كلها انكشفت للحكومه اوعي تقوليلي إنك متعرفيش إنه تاجر مخډرات وسلاح ده غير الڤضيحة العاړ اللي هتتوصمي بيها أنت وبنتك حتى لو معرفهاش الناس هيعرفها سليم النجار
أنت بتقول إيه
اتجه ماهر نحو مكتبه يلتقط تلك الورقة التي كان يحضرها لها تداعب شفتيه ابتسامة ماكرة
إنقاذ حامد مبقاش في أيد حد لأن خلاص ريحته فاحت لكن لسا قدامك حاجات تانيه تقدري تنقذيها الشركة اللي حربتي عشانها كتير وبنتك 
تعلقت عيناه بتحديقها بالورقة 
اظن ورقة جواز عرفي تمضي عليها عرض مميز ومفيهوش خسارة 
يا فندم مينفعش كده لازم يكون عند حضرتك ميعاد
أندفعت الفتاة خلف جسار الذي دلف الغرفة دون أن يهتم بصړاخها
خلاص يا ثريا اتفضلي أنت
اماءت برأسها وغادرت تغلق الباب خلفها
ليه مش عايزه تقولي إني مريض بضيع كل حاجه غاليه من أيدي 
ازاحت الطبيبة نظارتها عن عينيها تسترخي للخلف بجسدها
أنت مش مريض أنت مغفل زي رجاله كتير للأسف لكن كمريض محتاج لعلاج نفسي اقدر اقول بنسبة ضعيفة بسبب عقدة الماضي في ۏفاة زوجتك الأولى
تجمدت ملامحه وقد ارتفعت أنفاسه يحدق بها 
ارتسمت ابتسامة هادئة فوق ملامح الطبيبة تنهض من فوق مقعدها
اكتشفت إن وجودها في حياتك أكبر من شفقتك وإحسانك عليها في بيتك واكبر من إنتقامك وثأرك لكرامتك من طليقتك وأكبر من قوانين بترسم عليها حياتك
اطبق جسار فوق جفنيه وأخذت أنفاسه تهدء رويدا رويدا اكتشف هذا ولكن بعد فوات الأوان
علاجنا كل ما كان بدري
 

148  149  150 

انت في الصفحة 149 من 186 صفحات