الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 15 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


في رؤيتها هكذا لقد عادت خادمته الصغيره لنشاطها
اقترب منها يغلق الموقد ويأخذ منها حبات البيض
خلاص يافتون بس بعد كده خدي بالك
انصرف من أمامها بعدما وضع حبات البيض جانبازفرت انفاسها براحه تفتح عيناها على وسعهما لا تصدق انه كان معها هنا في المطبخ لدقائق يحادثها ببساطه وكأنها ليست خادمه لديه
رفرف قلبها وبعدما كان يؤلمها من نظرة أحدهما لهاجاء بطلها يمسح من عليه ذلك الۏجع هو يتلذذ ببساطتها التي تعيده لسنوات مضت وهي ټغرق في حاضر ومستقبل ليس لها

وفي النهايه كلاهما كان يحصل على متعته 
القى هاتفه بعدما ضاق ذرعا من سماع تلك الرساله للمره التي لا يحصاها الهاتف مغلق 
تاني ياملك تاني اعمل فيكي ايه 
وعاد يلتقطه مجددا يبعث لها برساله حتى يعلمها برحله سفره التي أتت فجأة وعندما سيعود سيعلن عن ارتباطهم دون ممطاله ولكن شئ في خاطره جعله يريد معاقبتها كما تعاقبه هي بتجاهلها وإغلاقها للهاتف دوما
قبض فوق الهاتف بقوه حائرا بين الأمرين الي ان قرر يعود لجمع ثيابه في حقيبة سفره فلم يعد متبقي على رحلته إلا ثلاث
ساعات وباقية الفريق الطبي ينتظره 
اغلق حقيبته متجها نحو غرفة شقيقته سيترك لها رسالته معها 
طرق على باب غرفتها لتنصدم من تلك الحقيبه التي يحملها 
انت مسافر يارسلان 
دلف للغرفه بعدما انزاحت جانبا
مياده اسمعيني كويسانا احتمال اغيب شهر ويمكن اقل في أفغانستان معرفش مهمتي هتخلص امتى بس عايزك توصلي رساله لملك اني خلاص قررت زي ما وعدتها 
دلوف والدتهم اوقف حديثهم لتقترب منه كاميليا تنظر نحو حقيبته 
يعني اعرف من الخدامه انك مسافر يارسلان
اشاح عيناه بعيدا عنها فبعد الحديث الذي دار بينهم ليله امس لم يعد يعرف أين هي والدته التى دوما كانت الأقرب شعورا به
السفر جيه فجأه
ضمته بحب تمسد ظهره فأنحني يضمها اليه
فكري تاني يامامافكري عشان سعادتي
التقط حقيبته التي وضعها أرضا وتعلقت عيناه بعيني شقيقته يؤكد عليها بنظراته بما أخبرها بهرحلا تحت عيني كاميليا الباكيه فأقتربت منها مياده ټحتضنها وتمازحها
مش معقول ياماما بټعيطي ما انتي متعوده على كده من زمان وعارفه ان طبيعه شغله كده
ولكن كاميليا لم تكن تبكي إلا لخذلانها له مسحت دموعها تعود لثباتها ترمق ابنتها بنظرات فاحصه
ايه الرساله اللي اخوكي عايزك توصليها لملك
تعالت الدهشة فوق ملامح ميادة فوالدتها قد التقطت حديثهم
رساله ايه ياماما
مياده
رساله عاديه ياماما انه هيسافر شهر وراجع
رمقتها كاميليا بنظرات ثاقبة
طيب يامياده الرساله اللي اخوكي بلغك بيها ياريت متوصلش لملك مفهوم لا إلا
صمتت قليلا تفكر في شئ يجعل ابنتها العنيده تتخذ جانبا من دور الوسيط بينهم 
لا إلا مش هخلي بابا يوافق على سفرك لليابان وكفايه دراسه لحد كده اللي زيك
يااما مخطوبين او متجوزين
اتسعت عيناها صډمه لا تصدق ان والدتها تضع مستقبلها امام امر هكذا
أنتي كده هتمنعي حب رسلان لملك
اخرجي انتي من حلقه الوصل بينهم وكل حاجه هتمشي زي ما انا عايزه
انا مش فاهمه انتي ليه مش عايزه ملك زوجه لرسلانانتي طول عمرك بتحبيها ديه بنت اختك ايه فرقت عن مها
مياده الزمي حدودك في الكلام معايا ونفذي اللي قولتلك عليه وفكري في حلمك 
احتدت عيناها تنظر لها ذهولا من قرارها 
رسلان بيحب ملك وهيتجوزوا ياماما 
رسلان مش هيتجوز ملك بلاش توجعي قلب اخوكيانا وباباكي مش موافقين على ملك 
ليه نفسي اعرف ليه هتجنن 
لان
والاجابه كانت على طرفي شفتي كاميليا 
لان ايه ياماما 
اغمضت كاميليا عيناها فقد جاء الوقت لتعرف ابنتها الحقيقه كما عرفها رسلان منذ زمن ورفضها 
ملك مش بنت خالتك ملك بنت من الشارععايزه اخوكي يتجوز بنت منعرفش لها اصل من فصل والله اعلم هي جات ازاي 
ارتسمت الصدمه فوق ملامح مياده التي تراجعت نحو فراشها تسقط فوقه بعدما خارت قواها 
لو السر ده اتعرف انتي هتخسري ملك وخالتك لو عرفت بحب رسلان لملك تخيلي ممكن ايه يحصل فكري بالعقل يامياده 
وقارني بين علاقه رسلان وملك تنتهي ولا تعرف الحقيقه اللي خبيناها عنها طول عمرها وتكتشف فجأه انها بنت من الشارع 
بس ده ظلم 
اقتربت منها كاميليا ټحتضنها بعدما شعرت بوقع الصدمه عليها 
تخسر حبها ولا تخسر نفسها وحب ناهد ومها ليها شوفي أنهى وجعه اقل 
واردفت وهي تنظر لملامح ابنتها التي مازالت تردد انها لا تصدق الأمر 
انا عشان بحب ملك مردتش اخلي خالتك تشوف الصور ومش راضيه اوجعها بالحقيقه اللي ممكن تدمرها انا كل اللي عايزاه انها تبعد عن ابني وتشوف طريقها مع حد تاني بكره لما تبقى ام هتفهميني يامياده 
وانسحبت تتركها في ضياعها تهتف لحالها 
يعني ملك مش بنت خالتي ملك لو عرفت ده كله هتعمل ايه انا مصدومه 
انتبهت اخيرا لانغلاق هاتفها فمنذ استيقاظها وهي تعاني مع مها للخروج من فراشها ولكن مها ظلت نائمه لا ترغب بشئ ضميرها كان يؤنبها من حينا لأخر ولكن كلما تذكرت حديثهم امس وفرصتها الاخيره في التمسك به وانه لن يكون لمها مهما حدث
مكالمات عده وجدتها منه لتسرع في غلق باب غرفتها والضغط على رقمه 
الهاتف مغلق وكأن اليوم هو تبادل الأدوار 
كادت ان تدق على هاتف مياده ولكن دلوف مها جمدها 
ملك انا عايزه اخرج البسي وتعالى نتمشى شويه عايزه انسى بجد اللي حصل 
وماكان عليها إلا الموافقه فشقيقتها تحتاجها وهي السبب في كل ما يحدث لها عاد ضميرها يؤنبها ثانية ولكنه كان في صراع مع حديثه الذي كلما تخيلت به المستقبل علمت بعدم قدرتها على تحمله
التهم الطعام متلذذا مذاقه ينظر للاطباق الشهيه حوله 
الاكل طعمه يجنن انا مش عارف اكل ايه ولا ايه 
ضحك سليم وهو يطالع صديقه 
ده انا علي كده كل يوم هعزم نفسي عندك بس ده مش اكل مدام ألفت
وعاد يتذوق معلقة من الأرز مؤكدا لحاله والجالس أمامه
هو انت غيرت مدام ألفت 
مدام ألفت استقالت  
امممممم ما تسلفني الخدامه الجديده 
اقتربت بطبق الفاكهه الذي تأخرت في اعداده تضعه في منتصف المائدة فتعلقت عيني راشد بها ينظر لها بنظرات لم تخفي عن ذلك الجالس يترصد حركتها 
شكرا يافتون روحي المطبخ لو احتاجت حاجه انا هاجي اخدها منك
انصرفت كما أمرها بعدما استشعرت غضبه في نبرته
خدامه صغيره لا وكمان مش عايزني اشوفها ده انا حتى صاحبك 
راشد 
بس البنت جميله حاجه كده عايزه
وبتر كلماته عندما ضړب سليم فوق المائدة 
مش هتبطل اللي انت فيه 
ماله اللي انا فيه انا بوصف جمالها 
راشد
اتسعت عيني راشد من ڠضب صديقه العجيب ينظر اليه 
اوعي تقولي انك على علاقه بيها لا لا مصدقش انت طول عمرك سكتك دوغري جواز شرعي وفتره وكل واحد منكم من طريق غير انك ملكش ف الرمرمه زي حالاتي 
احتقن وجه سليم وقد التقط راشد تلك النيران المتوهجه في عينيه 
خلاص خلاص هكمل اكلي وانا ساكت 
وعاد ينغمس في التهام الطعام ولسوء حظها خرجت إليهم مره اخرى بطبق الحلوى حتى تشرف سيدها أمام ضيفه 
تجمدت ملامح سليم وهو يري صديقه كيف يدرس تفاصيلها بعينيه انه رجلا ويعرف كيف ينظر الرجال وخاصه راشد صديقه 
نهض من فوق مقعده يتبعها وقد ازداد حنقه منها انتفضت مفزوعه على صوته وسقط الطبق منها 
انا مش قولتلك متخرجيش من المطبخ
هتفت بتعلثم تخفض عيناها نحو الطبق المكسور 
انا
لو عجباكي نظراته قوليليهو اكتر من مرحب 
انفرجت شفتيها لا تفهم
شئ من حديثه ولكنه كان حانق بشده لا يريدها ان تلوث في هذا العالم دقق النظر في الزر المقطوع من قميصها وقد ظهر ماخلفه متذكرا نظرات صديقه 
وياتري ده اتقطع وانتي متعمداه ولا بالصدفه
سقطت عيناها نحو قميصها فأتسعت عيناها صډمه
انا انا
غادر المطبخ بعدما لم تجد ما تخبره به وضعت كفها علي ذلك الجزء المثقوب تنظر نحو خطواته
وجد صديقه كما تركه جالس فوق مقعده يتناول من طبق الحلوى
لا الخدامه ديه هايله ياسليم انا مستعد ادفعلها مرتب ضعف ما بتدفع ليها مش عايز اسمع ردك انتانا عايز اسمع ردها هي 
قالها وكأنه واثق في جوابهاوقد لمعت عيناه بالمكر فمن سيكون اكثر منه خبرة في أمور النساء وخاصة الخادمات 
يتبع 
بقلم سهام صادق
الفصل الثالث عشر حتى الفصل الثامن عشر
الفصل الثالث عشر
بقلم سهام صادق
والقاعدة التي كان يسير عليها راشد لم تكن خافية عنه إنه يدرك تماما نواياه وهل يغفل الرجال عن طبائع كل منهم
شكلك ياسليم مستخسرها فيا ده أنا صاحبك حتى 
راشد أنا فاهمك كويس بلاش نلف وندور على بعضفتون مرات حسن السواق يعني من رجالتي وأنت عارف أقصد إيه 
انتفخت أوداجه ڠضبا فراشد يذكره بوالده ويعيد إليه ذكريات ظن أنه قد نسيها مع الزمن 
وبلاش تبقى زباله قوي 
رمقه راشد متمهلا إلى أن اڼفجر ضاحكا ينهض من مقعده 
مش عارف ليه حاسس إن الخدامة دي مميزة 
طالعه سليم پغضب ناهضا هو الآخر يمد إليه يده مصافحا
نورت يا راشد 
ماشي ياسليم أطردني بس أوعي الخدامة توقعك لأحسن أنا عارفهم أسمع نصيحة صاحبك 
سار أمامه وضحكاته تعلو وكأنه لا يصدق أنه اليوم استطاع أن ينال شرف رؤية غضبه 
رمقه بنظرات قاتمة ولحظها العسر كانت تقف أمامه تسأله 
هو صاحبك مشي يا بيه 
شملها بنظرة جعلت جسدها يرتجف وقد أصابها الذعر تجاهلها وكأنه لم يسمع شيئا متجها لغرفة مكتبه 
طالعت الباب الذي أغلقه خلفه مندهشة من تجاهله لها وقد ظنت أنه سيمدحها على الطعام وسرعان ما تلاشت دهشتها تتذكر حديثه القاسې معها تنظر نحو قميصها 
الظاهر إن البيه لسه زعلان مني بس أنا مكنتش واخده بالي وأهو خفيت القطع  
لم تلمه على قسۏة كلماته التي لا تعرف لها سببا إنما لامت حالهارب عملها بطل والأبطال دائما فرسان والفرسان لا تخطئ 
وبين رجل قاس ورجل لا يعاملها إلا شفقة كانت هي الضائعة 
زفرت أنفاسها وأتجهت نحو المائدة تجمع ما عليها ومازالت في شرودها 
التخبط وحده ما كان يعيشه وهو يسير في حجرة مكتبه ذهابا وإيابا المشهد عاد مقتحما عقله وصوت والدته يدوي في أذنيه وهي تسحبه نحو تلك الغرفة 
تعالى شوف أبوك المحترم بيخوني أنا صافي هانم بنت الحسب والنسب أبوك بيخوني مع الخدامة 
طفل في الرابعة عشر يرى والده في أحضان الخادمة المشهد يعاد أمامه بأدق تفاصيله لقد ظل لأيام يستوعب ما رآه الخادمة تركض أمامهم تداري جسدها بالغطاء ووالده يهرول لارتداء ملابسه 
وأمه تقف على أعتاب الحجرة تصرخ وتهدد وهو يقف ينظر نحو الفراش المبعثر 
فنون مفتونة بيك ويمكن كمان تكون حبتك فتون لازم تمشي من هنا يابيه  
والحقيقة التي تغافل عنها تعاطفا ذكره بها راشد اليوم دماء الحقارة تسري داخل أوردته حتى لو أجاد رسم صورة الرجل العطوف هناك جينات داخله
تحركه وزيجاته العديدة لم تكن إلا ليتفادى شهواته ولكن فتون ستكون سهلة المنال ونظرته كرجل تخبره بذلك  
وعند تلك النقطة كان يفتح باب الغرفة متجها إليها 
توقف مكانه عندما التقطت عيناه جسدها وهي منحنية تمسح أرضية
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 186 صفحات