بسمه
تفكر إلا في تخرجها من الجامعه والبحث عن وظيفها بمجال تخصصها
سأحضر لك الكتاب وأعود على الفور صوفيا
ولكنها كانت أسرع منه وهي تقدم له البداية
ولكن سرعان ما انتبهت على خطواته وهو يبتعد عنها ثم عاد لها بذلك الكتاب الذي كانت تبحث عنه ولديه نسخة منه
تفضلي صوفيا اعتبري هدية مني لك
التقطت منه الكتاب بيدين مرتجفه وعينين متسائلة
ابتسم وهو يرى صډمتها
بالتأكيد صوفيا يجب أن اكون بالمشفى بعد نصف ساعة
انصرفت تحت نظراته بعدما رمقته بنظره أخيرة خائبة فزفر أنفاسه يتمتم لحاله
هكذا نحن نربح وليست تلك المثالية التي كنت تعيشها رسلان
تعلقت عينيها پصدمة بتلك التي تجلس جواره ملتصقة رحبت الخادمة بها فطالع نظراتها يبتسم إليها بوهن وهو يرى الملفات التي تحملها من أجل توقيعه
قالها دون أن ينتبه نحو تلك النظرات التي تصوبها ملك نحو جيهان
مش معقول يا جسار حتى وانت تعبان شغال خد كمل شربتك
وبدلال تجيده كانت تكمل إطعامه دون أن تترك فرصه للأخري أن تسأل عن حاله أن تقدم إليه يدها كما كانت تفعليوما كانت عكازه عامين إستمر فيهم زواجهم كانت خير رفيقة له ولكن زوجة حقيقة لم تكن رغم إنه كان ينسجم بعض الشئ معها ولكنها لم تسمح ويا للحسرة إنه مازالت تحب ذلك الذي تزوج شقيقتها وانجب منها رسلان الرجل الذي قبله عاشت مکسورة الفؤاد وبعده أصبحت حطام أنثى
أنتي لسا واقفه يا ملك
هتف اسمها فاقتربت منه تسأله
انت كويس يا جسار امبارح مكنش فيك حاجه
طالع جيهان ينظر نحوها بحب يهتف مازحا
يا سيتي جيهان النهاردة عدت عليا عشان نخرج نفطر سوا لقتني بعطس كام عطسه عملتلي حكاية
تذمرت حانقة وتركت الطبق من يدها غاضبه ولكن سرعان ما التقط يدها يلثم راحة كفها
حببتي شكرا إنك معاياحقيقي يا جيجي وجودك غير حياتي
ويا لها من حسرة وهي تنظر نحوهما
هاتي يا ملك الورق امضي لأن شكل جيجي هتفضل معطلانا كتير
قالها بمزاح فابتسمت جيهان بنصر ها هي تظهر بصورة المرأة التي يرغبها الرجال كأمثال جسار مرأة محبه لطيفة مرحه تبحث عن راحته
لململت الأوراق تنفي برأسها
انت كويس دلوقتي يا جسار مش محتاج مني حاجة
انا موجودة معاه
هتفت جيهان عبارتها تضم نفسها نحوه بقلة حياء فلم تعد عينيه تتعلق ب ملك كما كان يفعل من قبل إنما عينيه كانت مع تلك التي لفت خيوط لعبتها بإحكام
انسحبت من أمامهم بعدما شعرت أن وجودها ليس مرحب به
في حاجة يا فهيمة
أطرقت الخادمة عينيها
أنتي والبيه مش هترجعوا لبعض يا هانم
واستطردت في حديثها تخبرها عن مخاوفها
الست ديه قلبي مش مريحني ليها يا هانم ديه استغفر الله العظيم بقت اغلب الوقت مع البيه حتى أوضة نومه بقت تدخلها وحضرتك اكيد فاهمه يا هانم
طالعت السيدة سحر سعادتها وهي تجول بعينيها بينها وبين عقد الإيجار
يعني من بكره اقدر افتح المطعم
اماءت السيدة سحر برأسها سعيدة لسعادتها
ايوه يا فتون ده عقد إيجار المطعم طبعا الجمعيه متكفله بكل حاجة لحد ما تقفي على رجلك
سعادتها اليوم لا توصف وهي تحلم بغد افضل لها ولاشقائها دون الحاجة لأحد
بكره في حفله الجمعية عملاها يا فتونالحفله ديه مهمه رجال أعمال وصحافه ناس كتير هتكون موجوده وهيكون في تكريم ليكم منهم
حفله
تسألت برهبةفالتقطت السيدة سحر رهبتها من رجفة نبرتها فنهضت عن مقعدها تقترب منها تطمئنها
الحفله ديه عشان تثبتوا ان كل ست تقدر تقوم وتواجه من تاني وإن حياتها من غير الراجل ممكن تكمل حكاية كل ست فيكم يا فتون هتكون دافع لكل ست مظلومه
تعلقت عينيها بشقيقتها بعدما وقفت جوارها طبيبتها تصف لها حالتها
مدام ناهد بقت رافضه أى تحسن لدرجة إنها بقت تشوف واحده من الممرضات في صورة بنتها
تنهيدة طويلة مثقلة خرجت من شفتي كاميليافانصرفت الطبيبة وظلت كاميليا كما هي تطالع شقيقتها
تحركت نحوها لا تعرف أتبكي عليها أم تبكي على ابنة شقيقتها التي توفت في رعيان
شبابها وتركت طفلان أم تبكي على رسلان الذي يرفض العودة للبلاد
بتعملي في نفسك كده ليه يا ناهد
كلما جاءت لزيارتها كان نفس السؤال الذي تسأله لها ولكن لا إجابه كانت تحصل عليها ولكن اليوم
رسلان فين
هتفت بها ناهد بعينين شاردتين فارتسم الحزن على وجه كاميليا وتنهدت بحسره
رسلان في إنجلترابقاله سنتين هناك
عايزه رسلان يا كاميليا
طالعتها كاميليا دون أن تستوعب طلبها وسرعان ما وجدتها تنكمش على حالها تردد بصوت هامس
عايزه رسلانملك
تعلقت عينيها بالمقاعد المصطفه والاستعدادت التي تمت في تلك القاعة المخصصة لندوات الجميعة تقدمت نحو رفقاءها اللاتي جمعهن هذا المكان حيتها السيدة سحر بإماءة من رأسها بسبب إنشغالها مع البعضتمنت تلك اللحظة لو كانت جنات معها تشاركها تكريم اليوم
زفرت أنفاسها ببطء تستمع إلى حديث البعض من ثرثرة
عدد الوافدين اخذ يتضاعففتعلقت عينيها بتلك الطاوله الموضوعه فوق المنصة التي اكتمل عدد جالسيها إلا مقعد واحد منتظر صاحبه
الأصوات بدأت تتعالا بالثرثرة اكثر فأكثر تشعر بتوتر شديد لا تعرف سببه ولكن كما اخبرتها السيدة سحر وجنات إنها مثال للفخر والتحدي
عادت تزفر أنفاسها مجددا ببطء
ممكن رجلك عشان اعرف اعدي
ابتسمت وهي تزيح ساقيها من أجل أن تسمح لتلك السيدة بالمرور
انتبهت على سقوط حقيبة يدها فانحنت تلتقطها وتضعها على ساقيها
تعالا تصفيق الحضور فرفعت عينيها نحو المنصة ويديها تتحرك كي تصفق مثلهم فعلى ما يبدو أن الندوة ستبدء وقد جاء الضيف المتبقي
خلينا نرحب يا حضرات بأستاذ سليم النجار اكبر داعم
ومساهم في الجمعية
الظلام تلك البرودة التي تحتل قدميها صرير السيارة وفتاه تجلس جوارها تهتف بها راجية بأنها لم تقصد
تتوسلها أن تفتح عينيها
ارجوك افتحي عينكمكنش قصدي والله مكنش قصدي
وعندما فتحت عينيها كانت تلك الشابه الجميلة شاحبة الوجه تناسب دموعها على خديها
والماضي عاد لينسحب فلم يعد مكانه الآنالتصفيق يتعالا بعدما انتهت مديرة الجمعية من إلقاء خطابها
سليم بيه ممكن تقول كلمتك يا فندم
عيناها كانت جامدتين خاوية من الحياة والصوت يتردد داخل أذنيها
اوعي تفتكري إنى رحمتك عشان صعبتي عليا أنا رحمتك عشان قرفانسليم النجار ملهوش في الخدامين
التصفيق يتعالا مجددا بصخب والأصوات جوارها يتهامس أصحابها بخفوت بالإنبهار والمدح
بيقولوا إنه متجوزيا بختها مراته الفلوس والعز فعلا بيخلوا الناس ولا نجوم السينما
كل ست فيكم فخر لأي ست بتتحدي ظروفهاإنتم أثبتوا لينا ولغيرنا إن لولا الظروف كنتوا هتوصلوا لكن كنتوا محتاجين الفرصه مافيش ست ناقصه عن غيرها
التصفيق يتعالا بقوة وإنبهار الجالسين يزداد
بقى حتت خدامه تضحك عليا
وهكذا كان النقيض!
حاولت النهوض عن مقعدها ولكن قدميها لم تسعفها رغم بشاعة ما عاشته مع حسن إلا أن تلك الليلة ظلت مرسخة داخلها فقد سقط الإقناع واكتشفت الحقيقة
ف رب عملها لم يكن بطلا
شكرا سيد سليم على كلمتك وشكرا على دعم مؤسسة النجار لينا
توالي ضيوف الشرف كلمتهموهي تشاهد وتسمع تريد الإنسحاب ولكن جسدها يأبى الحركة حان وقت التكريم و وقت الهروب فقد فاق عقلها أخيرا من غفوته
نهضت عن مقعدها وتخطت أقدام الجالسات يمينها لكن توقفت مكانها وإحداهن تقبض على ذراعها
أنتي رايحه فين يا فتون ده أحنا هنتكرم اقعدي جانبي اقعدي
اجلستها عنوة تحتضن ذراعها تخبرها عن مشروع مشغلها الذي تكفلت به الجمعية وكم هي سعيدة
واسم وراء اسم كانت تهتف به السيدة سحر
اخذت دقات قلبها تتسارع تنظر نحو المنصة ثم تدور بعينيها نحو باب الخروج
تعالت الأصوات مجددا ومن حظها قد أنسحب سليم اغمضت عينيها وقد عادت دقات قلبها لمعدلها الطبيعي
فتون عبدالحميد
نهضت عن مقعدها تسرع في خطواتها تخبر حالها إنها ستلتقط شهادة تكريمها وتلك الهدية الرمزية وسترحل على الفور
اتسعت ابتسامة السيدة سحر تنظر لنقطة ما خلفها وقد توقفت يدها عن إعطائها شهادة تكريمها
لا أنتي بالذات لازم سليم بيه النجار هو اللي يديكي هديته
ارتجف جسدها وشحب وجهها وتلاحقت أنفاسها مع إتساع بؤبؤي عينيها والسيدة سحر تردف
سليم بيه محامي معروف ومن أشهر محامين مصر
ابتسم وهو يستمع إطراء السيدة سحر ورغم إنه لم يعد يترافع عن قضايا واتجه لعالم المال إلا إنه يظل فخورا بمهنته المحبه
اتفضل يا سليم بيه كرمها بنفسك فتون تستحق التكريم
تجمدت عينيه وهو يسمع الاسم ويتمتمه دون وعي
فتون
فلم يعد هناك مفر للهرب وقد صدقت جنات الماضي ما انتهاش من حياتك ولا خرجتي من عالم سليم النجار طول ما خديجه النجار بتدعمك يا فتون
الټفت نحوه ببطء بعدما عاد ذلك الصوت يصدح داخلها
لم تعدي خادمته لم تعدي فتون القديمه
ركض خلفها بعدما فاق أخيرا من صډمتهلقد كانت قريبة منه لتلك الدرجة طالعته السيدة سحر متعجبه ما حدث تتسأل داخلها هل يعرف فتون من
قبل
عادت السيدة سحر لضيوفها بعدما رمقت أخر طيف له داخل القاعة
دار بعينيه على الطريق يزفر أنفاسه بعدما اهلكه البحث عنها
وضعت بيدها على فمها تكتم صوت أنفاسها خلف السيارة التي يقف جوارها وتختبئ خلفها
اسرع سائقه إليه يسأله بعدما رأي سيده يقف في الطريق دون هدف
في حاجه بتدور عليها يا بيه
التف سليم خلفه لعلا عينيه تلتقطها
في بنت خرجت قبلي مشوفتهاش
حرك
السائق رأسه نافيا فهو للأسف لم يكن منتبها نحو باب الدخول
لا يا فندم
زفر أنفاسه يقبض على كفيه بقوة ومازالت عينيه تدور بالمكان
غادر أخيرا بسيارته فخرجت من مخبأها تسرع بخطواتها
مالك يا فتونمال وشك مخطۏف كده
تهاوت بجسدها فوق الاريكة فاقتربت منها جنات تنتظر أن تلتقط أنفاسها وتخبرها
شوفت سليم النجار
ما ده المتوقع يا فتونانتي مخرجتيش من عالم سليم النجار انتي لسا في دايرة العيله ديه لسا متحكمين فيكي
وأطرقت جنات رأسها بعدما رأت تلك الكسرة في عينيها
متزعليش مني يا فتونما أنا كمان زيك بقيت بشتغل عنده
مش زعلانه منك يا جنات ديه الحقيقه
ودمعت عينيها وهي تتذكر أن اليوم كانت تلتقط منه شهادة التكريم ومفتاح المطعم الذي سيكون بداية مشروعها
أحلامي بتتحقق بفلوسهملسا باخد منهم حسنتهمفتون الخدامة
أسرعت جنات في ضم كفوفها تنهرها
أنتي مش لسا فتون القديمهانتي واحده تانيه ناجحه قويه اتحملتي حاجات محدش يتحملها
واردفت پحقد نحو اشباه سليم النجار
لو النهاردة البدايه الحقيقيه لدخول سليم النجار حياتك يبقى جيه الوقت اللي تاخدي فيه حقك
قبض على هاتفه بقوه بعدما لم يتلقى إجابة من خديجةعمته تلاعبت به والرجل الذي جعله يبحث عنها كان ولاءه لها يعطيه المعلومات التي تريدها خديجة لا أكثر
عرفتي تضلليني يا خديجةواتفقتي مع الراجل بتاعي يوصلي معلومات غلط
واغمض عينيه يعود بذاكرته لذلك اليوم
اعمل اللي قولتلك عليه يا محسن دور عليها وعلى أهلها
أندفعت خديجة لداخل الغرفه تنظر نحو الرجل الواقف