بسمه
كانت شديدة التعلق ب مها فقد ذاقت مرارة التفرقة ونبذة حتى لا تأخذ ما رسمته ناهد لابنتها
ولو يعلم المرء أنه لا ينال من الدنيا إلا ما هو مقدر له لترك كل شئ يأتي إليه بسلام
تنهد رسلان وهو يطالعها فكلما أراد أن يقنع قلبه بالتخلي كان يغرق أكثر في حبها مازالت ملك خاصته كما هي بريئة حنونه وذو عقل صلد لا يعرف ما يريده
ماما
انحنت ملك نحوهم تحملهم وعيناها لا تفارق عينين ناهد الحزينة
حبايب ماما وحشتوني أوي
والصغار بين ذراعيها ومتعلقين بعنقها يخبروها إنهم يريدون طعامهم
والصورة التي تمنت أن ترى ناهد فيها أبنتها يوما كانت ترى فيها ملك التي سعت بكل الطرق لحرمانها مما ارادته لابنتها
وبابا فين من كل ده ولا مامتكم ليها الاحضان والحب وأنا بره الحسبه
حملهم عنها يداعبهم بحديثه والصغار يمنحوه ذلك الحب الذي حرم نفسه منه يوما
دمعت عينين ناهد بحسرة وكذلك كاميليا ولكن كاميليا كانت تبكي سعادة
وملك لم تكن غافلة عن نظراتهم التي تفهمها كان قلبها يؤلمها ولكنها كانت تتغلب على حقدها نحوهم فمن ترعاهم هم أبناء شقيقتها شقيقتها التي كانت ضحېة لأحلام ناهد
صعدت السيارة بحماس بعدما أنهت دروسها بالجامعة وقد نالت معدل عالي في تلك المادة التي ساعدها في دراستها
هنروح المؤسسة يا هانم سليم بيه منبه عليا اخدك هناك
او كما قالت لها شهيرة سيكون قد أشبع رغبته كحال الكثير من الرجال
تعالا رنين هاتفها باسمه فهو منذ رحلة سفره لم يحادثها توترت وهي تضع الهاتف فوق اذنها تستمع إليه
همس عبارته باستكانه سلبت قلبها لتسبل اهدابها بخجل وقد تضرجت وجنتيها بالحمرة
طبعا مدام متصلتش بيكي ف أنت مكنتيش هتاخدي الخطوة ديه
ارتبكت من حديثه وبتلك النبرة التي يحادثها بها وكأن لا شئ قد حدث
أصل
ابتسم وهو يتسطح فوق فراشه مرهقا من كثرة أعماله يسمعها
خديجة يعني
تنهد وهو يتذكر ما علم به وقد أخبرته به السيدة ألفت
ورغم الشكوك التي اقټحمت فؤادها بعدما تجاوز حديثه عن خديجة وفعلت شهيرة إلا أن إصراره في منحها فرصة نحو مستقبلها كان يشعرها بالامتنان إليه فمن أهتم لامرها من قبل لا أحد إلا هو
بس حازم عارفني وعارف أنا كنت إيه زمان
هتفت عبارتها بمرارة فهذا الصديق تتذكره تماما وتتذكر لقاءها به وكيف عاملها تلك الليلة التي طلبت فيها مساعدته حينا مرض هو
ضحك وهو يستمع إلى تذمرها الطفولي ورغم إداركه إنها لا تريد إقتحام عالمه بسبب الماضي إلا إنه كان يصر نحو ذلك
لا مټخافيش من حازم أنا اه موصي عليكي في تدريبك لكن كمعاملة محدش يقدر يجي عليكي ولا يزعلك أنت زوجة سليم النجار
شعور لأول مرة تجربه شعور له متعة وهي تسمعه رفرف قلبها وقد عاد هذا الرجل يغزو كيانها مجددا شعر بتخبطها فقرر إنهاء محادثتهم حتى لا يجعلها تتخبط أكثر
حببتي مضطر اقفل دلوقتي لكن هكلمك بليل اطمن عملتي إيه
ضمت الهاتف إليها ومازالت دقات قلبها تدق كالطبول اغمضت عينيها قليلا ولكن سرعان ما كانت تفتحهما وهي تستمع للسائق
وصلنا يا هانم
تعلقت عينيها بالبناية التي تشغل مساحة في إحدى المناطق الراقية لم تكن شاهقة الأرتفاع فهي عبارة عن طابقين ولكنها كما سمعت من أحمس أن لها سيط كبير ومن يحصل على تدريب فيها يكون قد خطي أول خطواته نحو مستقبله وليته يحصل على فرصة كهذه وهذا ما ستطلبه من سليم حين يعود
ترجلت من السيارة وقد عاد إليها شعور الخۏف من هذا الوسط الذي دخلت إليه من قبل مجرد زوجة سائق وخادمة صغيرة ومع كل خطوة من خطواتها كانت رهبتها تزداد إلى أن أصبحت في الداخل
التفتت حولها وهي تظن أن الأعين عليها وكأنهم يشيرون نحوها ويتحدثون عنها ولكن الكل كان مشغول في عمله
ابتسمت وهي تنظر نحو ملابسها فهي لم تعد تشعر بأقليتها وسط الناس ف سليم لا يحرمها من شئ بل يغدق عليها بالكثير
نفضت رأسها وهي تشعر بالحنق من حالها فقد عادت فتون الصغيرة تعد محاسنه وقد تناسي قلبها إنه يحصل على مقابل كل هذا وهي تسلم له جسدها كل ليلة يريدها بها
رسمت ابتسامة يتخللها التوتر واقتربت من إحدى الموظفات تخبرها عن موعدها مع السيد حازمبخصوص تدريبها
ممكن اسم حضرتك يا فندم
فتون
وقبل أن ترى الموظفه هل لديها بيانات عنها كان حازم يقترب منها مرحبا
أهلا يا فتون المؤسسة كلها نورت بيكي
تعجبت الموظفه من ترحيب رئيسهم وما زادها دهشه وهي تستمع لاسم سليم صاحب الأكبر نصيب وسلطة في هنا ولكنه لم يعد يهتم بعمل المحاماه إلا إنها استمعت إنه كان يتصف بالدهاء والمكر
سليم اللي مبقاش يتصل بيا هريني اتصالات فتون وصلت فتون استلمت تدريبها
اشار إليها برفقته يتحدث معها ببساطة ادهشتها شعر بنظراتها المستغربة إليه فتنحنح حرجا
أنا عارف إن لقائنا زمان مكنش أد كده
واردف وهو يقف في المساحة الواسعة التي تضم عدد من المحامين الزملاء والمتدربين
دول زمايلك يا
ستي
ونظر إليهم يخبرهم ببساطة
أنضم ليكم فرد جديد ومش أي فرد
انتبه الجالسين وبعض الواقفين لحديث رئيسهم وقبل أن يردف بشئ أخر أسرعت في همسه بصوت خاڤت
بلاش يا استاذ حازم
لكن سليم
تعلقت عيناها به راجية
لو عرفوا إني مراته المعامله هتتغير وأنا عايزه اكون فرد زيهم من غير تميز
ولأول مرة حازم
يكتشف نظرته في الناس خاطئة لقد ظن إنها مجرد طامعة مستغلة اماء برأسه وعاد يطالع موظفينه يجلي حنجرته وتمتم مازحا
استاذه فتون لسا طالبه في الكلية ويمكن لأول مرة المؤسسة تسمح لانضمام الطلبة ومش هيكون اكيد اخر مره لازم نشجع الشباب
القى عبارته الأخيرة وهو يصفق بيديه بتلك الحركة التي اعتادوا عليها منه حينا يريد إنهاء حديثه
يلا يا شباب نرجع لشغلنا والقضايا بتاعتنا
وبالفعل بدء الجميع بالتحرك فأشار هو نحو فتون
ابدأي اكتشفي المكان وزمايلك ومكتبي الكل عارفه
واخفض صوته
ربنا يستر من ردة فعل سليم لما يعرف إن عرفتك ليهم مش زي ما هو عايز
ورغما عنها كانت تضحك على طريقة حديثه المذعورة إذا علم سليم برغبتها
بسمة بسمة تعالي شوفي الزباين
هرولت بسمة نحو الطاولة التي أشار إليها السيد صدقي ذلك الرجل العجوز ذو القلب الطيب
دونت الطلبات بابتسامة هادئة تسأل الجالس
أي أوامر تانية يا فندم
شكرا
وهكذا كان عملها طيلة اليومين منذ أن جاء بها جسار لهنا
تنهدت بأرهاق عندما اتي موعد راحتها تنظر نحو زميليها وهم يتناول طعامهم
الشغل النهاردة كان كتير اوي الواحد رجله وجعته من الخدمة
استمع السيد صدقي لحديث سميرة العامله
ما تقولي ماشاء الله يا سميرة
واقترب العجوز منهم وجلس يتناول معهم الطعام
فهتفت سميرة حرجا من سماعه حديثها
مش قصدي يا حاج
الصراحه ده وش بسمة الحلو علينا
هتف بها العجوز وهو يطالع بسمة التي اطرقت عينيها نحو طبقها وكما مدحها العجوز كان يمدحها زميلها ماجد هو الاخر مما أزاد حنق سميرة نحوها
اه والله يا حاج ياريتها كانت اشتغلت من زمان هنا
وبسمة تزداد خجلا من مديحهم ولكن تلك الجلسة التي يملئها البهجة لم تستمر طويلا وصوت أحدهم يعلو بالمكان
تهللت اسارير سميرة سعادة وهي تستمع لصوت عنتر عكس السيد صدقي الذي شعر بالضيق لمجئ وحيده الذي جعله يكره الأبوة ويكره تلك الساعة التي انجبه فيها
هو ماله المطعم فاضي كده ليه
ونظر نحو وجه بسمة
عندنا وجه جديد في المطعم مش كنت تقولي يا حاج
وطالع ماجد الذي اخذ يتناول طعامه دون اهتمام لوجوده ثم نظر نحو سميرة غامزا إليها وقد تلاشي عبوسها سريعا بعدما أبعد انظاره
عن بسمة
مش قولتلك مليون مرة لما تشوفني تقوم تقف
صاح بها عنتر بكبر بعد أن دفع مقعد ماجد الذي شعر بالحرج طرق الحاج صدقي فوق الطاوله بقوة
ويقف ليه اقعد يا ماجد كمل اكلك
ونهض عن مقعده يجذب ذراعه
جاي ليه مش قولتلك مليون مرة ده مكان أكل عيش
إيه المعاملة ديه يا حاج ده أنا ابنك حتى
ابني يا حاسرة ابني راجل خمورجي بتاع نسوان صارف فلوس ابوه على سرمحته
تأفف عنتر حانقا فدلك رأسه بضيق فقد بدأت اسطوانة والده اليوميه
عايز فلوس يا حاج
ولكن صياح السيد صدقي جعل بسمة التي لم تعتاد على الأمر تتشبث بمقعدها اقترب منها ماجد يطمئنها
متعودين على كده قومي نكمل شغلنا في المطبخ
نهضت بسمة ترافق ماجد فلوت سميرة شفتيها متمتمه
لا حنين يا واد
استمرت محاضرة السيد صدقي لبضعة دقائق ولكن في النهاية كان عنتر يأخذ المال قبل رحيله
ياريت مشوفش وشك هنا تاني ولا في البيت
ضحك عنتر ملئ شدقيه
خاېف على السنيورة الصغيرة اللي متجوزها مني يا حاج لا أخص عليك
تنهد السيد صدقي واتجه نحو المطبخ يباشر على الأطباق التي سوف تعد للمساء
ابتسمت سميرة وهي ترى المكان قد اصبح خاليا فركضت إليه قبل مغادرته
عنتر
ارتفع حاجبيه وهو يلتف إليها يدرس تفاصيلها بعينيه تقدمت منه بغنق بعدما حررت البعض من ازرار قميصها العلوية حتى يظهر نحرها بسخاء
هتمشي من غير سلام ولا كلام
لم يمهلها عنتر المزيد من الحديث فكان يجذبها نحو أحد الأركان المتوارية يمنحها ويمنح نفسه ما يريد
وشهقة خرجت مصډومة من بسمة التي ارتجف جسدها وهي تراهم في ذلك الوضع
أسرعت بخطواتها نحو المطبخ بعدما سقط دلو الماء من يدها أسرعت سميرة في هندام قميصها وترتيب خصلاتها
يالهووي ديه ممكن ټفضحني قدام الحاج صدقي يا فضحتك يا سميرة
سلام يا سمورة وابقى اتعملي أنتي مع البت ديه
رحل دون أن يعبأ لشئ كعادته فتنهدت سميرة پخوف وعادت للمبطخ تبحث عن بسمة بعينيها متوعدة لها إذا فضحتها
أنتهي الأجتماع أخيرا وانصرف رؤساء الأقسام حتى مديرة فرعه تلك الإيطالية الحسناء قد انصرفت
تراجعت خديجة بمقعدها ترمقه وهو جالس باسترخاء وقد أنفض الجميع من حولهم
اظن الأجتماع خلص يا سيد أمير
ابتسم وهو يسمع نداءها لاسمه فنهض عن مقعده وقد ظنت إنه سينصرف ولكن جراءته قد اذهلتها وهو يقترب من باب الحجرة يغلقه
أنت بتعمل إيه
بتتجاهلي رسايلي ومكالمتي كل
ده ليه
ومال نحوها حتى اختلطت أنفاسهم ولوهلة كانت خديجة تشعر بالضياع وبرفرفة قلبها نحو مشاعر قد وأدتها منذ زمن
خديجة أنا مش عارف ازاي وامتي بقيت مچنون بيكي أنا المفروض أرجع مصر بعد اسبوعين
همس بحروفه