الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 65 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


تاخدهم زي الشاطر وترجع مكان ما جيت
حدقه فتحي بطمع فعلى ما يبدو أن شقيقته نالت رضاه ليدفع بعض الأموال من أجلها
مش معقول يا باشا بسمه اختي تساوي عندك مية الف بس
ولكمة أخرى دفعه بها بعيدا فسقط فوق أحد الأرائك
أنا بدفع فلوسي لواحد زيك عشان أخلص أختك منك اوعي تكون فاكر إن أنا ممكن ابص لواحده أخوها زيك فاحمد ربنا إني بتفاهم معاك

عاد الخۏف يحتل قسمات فتحي وهو يراه يميل صوبه يقبض فوق تلابيبه
حبايبي في الداخلية كتير شكلك عايز ترجع السچن تاني
فبهتت ملامح فتحي ونفض حاله من قبضته تراجع جسار للخلف يرمقه بقوة
اخلص هتاخد الفلوس وتمضي على وصل الأمانه وعدم التعرض ولاا أتصرف بمعرفتي
نخلي المبلغ الضعف يا باشا وانسى إنك شوفتني ومعنديش اخت خلاص أنا قولت للحارة إنها راحت عند ناس قرايبنا تعيش معاهم لكن بالنسبالي اختي ماټت بعد ما هربت وفضحتني قدام الراجل بتاعي
وقع له عن المبلغ الذي وجده خساره به وبشقيقته ولكنه كما وعد ملك سيصون الأمانه 
جدع يا فتحي 
بصق عبارته بازدراء واردف بنبرة جامده 
المحامي بتاعي هيمضيك على كام ورقه وهتاخد الفلوس ومشوفش وشك تاني 
وقفت جانبا تمسح حبات العرق من فوق جبينها طالعت المطعم خلفها متنهده فهي تعمل بكل جد حتى تثبت للسيد صدقي إنها تستحق إكرامه عليها حينا سمح لها بنومها في المطعم بعد مغادرة الجميع 
اخرجت هاتفها الصغير تنظر إليه ترغب في مهاتفة شخصين لا غيرهم ولكن ملك لا تريد لها الاذى من فتحي شقيقها تراجعت عن الاتصال بها من شريحتها الجديدة حتى تهدأ الأمور وينسي فتحي أمرها ولكن الشخص الأخر كانت رغبة ملحة تخترقها لتهاتفه 
تراجعت لمرات عدة ولكن في النهاية شئ دفعها للأتصال تقنع حالها إنه فعل معها الكثير وجد لها عمل لدي السيد صدقي ذلك الرجل الطيب واعطاها بعض المال لتدبر به حالها رغم إنها رفضت المال ولكنه تركه للسيد صدقي يعطيه لها  
انفتح الخط دون إجابة من صاحبه فخشيت أن لا يكون سجل رقمها بعدما أعطاها رقمه وبتعلثم تمتمت 
جسار بيه أنا بسمة
عارف في حاجة عايزاها يا بسمة
شعرت بالحرج من نبرته فابتلعت غصتها التي لا تعلم سببها
ابدا انا كنت بطمنك أني استقريت في الشغل والسيد صدقي مبسوط مني
طال صمت جسار بعدما جلس داخل سيارته أسفل البناية التي بها مكتب المأذون وقد أنهي كل شئ بينه وبين جيهان التي حصلت على المال الذي ارضاها واقنعها إنها ستكون الخاسرة إذا لم تخرج من حياته فهو لا ېخاف من شئ ولا من الخسائر
شكلك مش فاضي أنا بس
تمام يا بسمة اتمنى متقصريش رقبتي قدام السيد صدقي
حاضر
وبهمس خاڤت هتفت كلمتها انتهى الحديث وانحدرت دمعة سخية فوق خدها تخبرها إنها لا شئ في حياة أحد  
كان عنتر يهبط من سيارته أمام المطعم وقد جاء ليأخذ المال كعادته وقف مكانه يطالعها وهو يمسح فوق شاربه
البت رغم إنها مش حلوه بس جسمها كله تضاريس
بلل شفتيه بلسانه واقترب منها ولكن قبل أن يصل إليها كانت سميرة
تخرج من المطعم تحمل النفايات لتضعها في موضعها 
توقف مكانه وتراجع وعينين سميرة عليه تهتف اسمه 
عنتر 
فاقت بسمة من أفكارها والتفتت نحو الصوت فاسرعت بخطواتها نحو الداخل فرؤيتها لهم تذكرها باقذر الأشياء شناعة قد رأتها في حياتها 
تجمدت في حركتها بعدما كانت تطرق الأرض بكعب حذائها تعلقت عيناها بتلك التي تحمل بعض الأوراق ثم جلست على أحد المقاعد أمام مكتبها تنظر للأوراق بتدقيق 
اقتربت من تلك الساحة الواسعة التي تحتوي على بضعة مكاتب حتى تتأكد مما رأته عيناها
مش معقول بقى مشغلها هنا في المؤسسة 
مدام دينا مستر حازم مستني حضرتك في مكتبه
هتفت احدي الموظفات المختصين بمهام الإدارة وخدمة العملاء فتحركت دينا من أمامها نحو الطابق الذي يحتل به مكتب حازم وبعض المحامين المختصين بالقضايا الكبرى ولكنها توقفت تتسأل
مين البنت ديه 
قطبت الموظفة حاجبيها تنظر نحو ما تشير إليها
اصل بصراحه بشبه عليها 
اه قصدك فتون ديه متدربه جديده ومتوصي عليها من حازم بيه
رفعت دينا بعض الخصلات عن جبهتها تحاول سحب بعض المعلومات من الواقفة 
حازم بيه بس اللي موصي عليها 
هو ده اللي اعرفه يا فندم
تعالت السعادة فوق ملامح دينا فعلى ما يبدو أن سليم بدء يراها دون مستوى هكذا كانت تفسر دينا لحالها 
غادرت دينا المؤسسة بعدما انهت بعض الإجراءات التي وكلتها لحازم 
صعدت سيارتها ترتب خصلاتها وسرعان ما كانت شهيرة تخطر على بالها
نعم يا دينا ياريت تقولي اللي عايزاه عندي اجتماع مهم
ارتفعت شفتي دينا بابتسامة ماكرة تتخيل ردة فعل شهيرة حينا تعلم أن الزوجة الأخرى أصبحت تعمل في مؤسسته الخاصه بالمحاماة
مرات سليم
اغمضت شهيرة عينيها حانقة فهي لا تحب سماع تلك العبارة فاتسعت ابتسامة دينا وهي تدرك إنها أثارت غيرتها وعليائها ادعت دينا عدم قصدها متمتمه
قصدي الخدامة  
واردفت بهدوء ومكر
تصدقي يا شهيرة سليم مشغلها عنده في المؤسسة لا والكل على لسانه مرات سليم باشا حقيقي مش قادره أصدق إزاي سليم يطلع واحده زيها لفوق لا وبكره ينقلها ملكية المؤسسة
واستطردت بتعاطف مصطنع تجيدة 
فاكره لما موفقش يكتب ارض الساحل باسمك رغم إنه عارف إن الأرض كنتي ھتموتي عليها عشان المشروع اللي بدء فيه هو دلوقتي
قبضت شهيرة فوق القلم الذي انقسم لنصفين فتسارعت
أنفاسها تتسأل بملامح جامدة 
سليم عمره ما هيديها اكتر من قيمتها 
صدحت ضحكة دينا بصخب وهي تتحرك بسيارتها وترفع من صوت المسجل 
يبقى شكل الخدامه قيمتها كبيرة أوي عنده يا شهيرة حتى أكتر منك أنت 
وبهيمنة كان يجلس ويضع أمامها بنود عقدهم كانت تسمعه وهو يخبرها بكل بند ببطئ ويتابع تعبيرات ملامحها وجنات كانت بارعة في إخفاء ما يجول بداخلها
أسهر اعرف ستات غيرك أعمل أي حاجة في حياتي أنت مجرد كرسي في بيتي
انتظر ردها ولكنها ظلت صامته تسمعه فارت دماؤه وتابع حديثه پغضب يرغب بسحقها به
وقلة قليلة بس اللي هتعرف بجوازنا ما أصل أنا عارف صنفكم في كل مكان لازم التباهي بتاعكم
وازداد غضبه اكثر وهو ينتظر إجابة منها ولكنها ظلت صامته تسمعه
حقي الشرعي هاخده في الوقت اللي أنا عايزاه
ومال ناحيتها يخبرها بميوله العڼيفة بعض الشئ ارتجف قلبها لوهلة فابتسم براحه فاخيرا قد ظهر الخۏف فوق ملامحها
قصدك إيه يعني إنك ساډي
همست عبارتها بتعلثم فصدحت ضحكته عاليا
والله لو عايزه نلغي الاتفاق وتاخدي الفلوس وتمضي تنازل عن الأرض اللي هي ملكي ونداله والدي وساذجة والدك اللي أنا ماليش دخل فيها لكن من كرمي هديكي فلوس لكن نقول إيه 
وقبل أن يستطرد بحديثه 
طماعه مش كده فعلا أنا طماعه وبكره تكتشف هدفي من الطمع يا كاظم باشا
تجهمت ملامح كاظموهو يدرك مدى طمعها في ماله لټنتقم من والده ولكنها اختارت الشخص الخطأ لتتلاعب معه طالعها وهي تنهض فضاقت عيناه بوعيد
الجواز بعد يومين حضري نفسك يا عروسه 
دلفت لداخل الغرفة بتوتر تنظر حولها هنا وهناك تتواري عن الأعين حتى لا يراها أحدا
فتون كل ده بتوصلي لاوضة المكتب بتاعتي مش معقول
اغلقت الباب خلفها تزفر أنفاسها فلا احد هنا اكتشف إلى الأن إنها زوجته فهي لا تريد تلك الحماية التي ستجعل الجميع يخافها لقد اعتادت على إنها فردا عاديا يتباسط الكثير معها في الحديث دون النظر لهويتها
فتون أنت معايا
لقد طال صمتها حقا وهو بدء يتسأل دارت بعينيها في المكان
اصل الأوضة كبيرة اوي وجميلة
ابتسم رغما عنه وهو ينقل الهاتف لأذنه الأخري
طيب يا سرحانه في جمال الأوضة نبدء ندور على الكتاب عشان هيفيدك يا فتون في مذاكرتك
لمعت عيناها بالسعادة وهي تستمع لعبارته وهتفت بحماس لا تعرف كيف ومتى أصبح من سماتها
هبدء اه أول ما تقفل 
ومين قالك إني هقفل الخط ولما اقفل الخط مين هيدلك على مكانه
حكت رأسها بطفولة تخبره وهي
تطالع المكان حولها 
عندك حق 
وتسألت وهي تبحث بين الأرفف 
هو عمك كان محامي كبير أوي 
ضحك وهو يستمع إليها 
اسألتك بقت كتيره وده مش من طبعك يا فتون
اسفه 
تمتمتها بخجل فتنهد وهو يستمع لنبرتها 
عايز فتون اللي بتكلمني كده وبتسأل مش في التليفون لا عايزاها وهي في حضڼي 
ثم اردف بمكر ووقاحة تليق به 
عشان أخد المقابل يا حببتي 
وبعبارات صريحة كان يخبرها بالمكان الذي يجب أن تسأله فيه شهقة خجلة خرجت من بين
شفتيها 
سليم 
خلاص سليم سكت يلا ابدأي دوري على الكتاب عشان تاخديه معاكي البيت وتذاكريه كويس عشان في اختبار مني ليكي
عادت للبحث عن الكتاب وهي تستمع إليه يسألها عن يومها وكيف يعاملها حازم والبعض هنا واه لو علم إنها جعلت حازم لا يخبر الجميع إنها زوجته فقلة قليلة من أهتمت بزيجته الجديدة بل الكثير رأي أن الزيجة الجديدة لن تطيل وسيعود لأم أبنته
لقيته يا سليم
هتفت عبارتها بعدما ضجرت من البحث عن الكتاب لتفتح أول صفحاته وتنظر فيها لم تشعر بتلك التي وقفت أمام الغرفة بعد أن فتحتها ببطئ ووقفت تطالعها بملامح جامده
انغلق الباب ببطء كما فتح فتغمض عينيها لعلها تستطيع إلتقاط أنفاسها ألم طفيف كانت تشعر به بل ليس طفيف إنه ألم يجعلها لأول مرة تريد الصړاخ بكل قوتها وسؤال واحد كان يخترق فؤادها
لماذا لم تكن علاقتهما هكذا
وسؤال جديد أقتحم عقلها دون رحمة
هل كانت فقط زوجة للفراش في البداية ام زواجهم المعلن كان من أجل ابنتهما
نيران وغيرة وڠضب ومشاعر لا تعرف مهيتها إنه يتحدث معها دون ملل يعطيها من وقته وهو الذي كان دوما يخبرها أن وقتهم ثمين وهي كانت تقتنع فعالمهم يحتاجهم جائعين دون شبع فلو شبعوا وتهاونوا ستضيع سلطتهم وهم في حرب المال والأعمال 
ودمعة خائڼة انسابت من عينيها لعلها تريحها وتطفئ تلك النيران المشټعلة داخلها ولكن شهيرة امرأة قوية والنساء كحالها لا يبكون بل يصبحون أكثر صلابة 
القت نظرة أخيرة نحو الغرفة وقد ازدادت عيناها قتامة سارت راحلة وهي تزفر أنفاسها بهدوء لعلها تعود لتوازنها ولكنها سكنت في مكانها تستمع لصوت حازم
شهيرة 
اغمضت عينيها وزفرت أنفاسها ثم التفتت إليه ببطء وعلى وجهها ابتسامة هادئه
مش معقول كنت جاية لسليم هنا 
ومازحها بلطف 
أكيد جيالي أنا طبعا
ضحكت مرغمة ثم رفعت يدها نحو خصلاتها تصففهم باصابعها 
لا أنا عارفه إن سليم مسافر أنت عارف علاقتي بسليم مش بيغيرها حاجة
فهم حازم مقصدها وهو مقتنع به صديقه سيفيق من غفوته ويدرك خطأه في زيجته الأخيرة وهتف متسائلا عن معرفتها بعدما القى بنظرة خاطفة حوله
فتون بتشتغل هنا!
تظاهرت شهيرة بعدم اهتمامها للأمر ثم أعادت يدها نحو خصلاتها المنسدلة على كتفيها
ما انا قولتلك سليم معرفني حاجات كتير عن حياته الجديدة
اعتلت الدهشة ملامح حازم فعلى ما يبدو أن صديقه يرتب للعودة لشهيرة ثانية ولكن لماذا أصبحت فتون هنا بل ويهتم بمستقبلها لأول مرة كان حازم يشعر بالتشوش 
أدركت شهيرة أن وقفتها قد طالت ويجب
 

64  65  66 

انت في الصفحة 65 من 186 صفحات