الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 93 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


دموعها وهي تمسح فوق فرو القطة التي أخذت تحوم حولها فالقطه على ما يبدو جائعة ولكنها لا تملك شيئا تعطيه لها 
معيش حاجة ادهالك لا عندي مكان اخدك فيه ولا معايا اكل ادهولك أنا زيك بالظبط رموني صحاب البيت لأن مكاني هو الشارع
خرج مواء القطه وانكمشت بجسدها قربها وقد فهمت سبب اقترابها منها فلم تكن تريد طعام بل أرادت الدفئ

أنا كمان زيك بردانه ومش عارفه هروح فين ولا اعمل إيه
وپخوف أخذت تلتف حولها فقدت أشتدت الظلمة في المكان وعم السكون الذي يبث الخۏف وارتفعت أصوات الرياح ولم يعد يسير أحدا بالطريق
استندت على السياج التي تحيط أحد المنازل التي يبدو أن اصحابها لا يسكنون بها واغمضت عيناها تحلم بدفئ الفراش ويد والدها تمسح فوق ظهرها يطمئنها أن كل شئ سيكون بخير
توقفت سيارة عنتر الذي قرر أن
يمر من هذا الطريق الليلة وكأن شئ داخله حركه لهنا بعدما غادر المشفي بوجه مكدوم متوعدا لجسار حدق دون تصديق بذلك الجسد الذي يعرف تماما صاحبته غير مصدقا أن حدسه قد صدق وألقى بها السيد المغرور بعدما ضغط على أكثر الأمور التي يهتم بها سمعته
علقت عيناه بها ولأول مرة منذ تلك الليلة التي توفت فيها والدته يشعر بتلك الرجفة وذلك الشعور إنه الذنب 
الذنب الذي أسره لسنوات بسبب ۏفاة والدته يوم أن لفظت أنفاسها الأخيرة بعدما استمعت لخبر اعتقاله لعام بعد أن طعن أحد زملائه بسبب مشاجره  
اغمض عينيه والذنب يخترق كيانه فقد طردها ذلك الأرعن في منتصف الليل 
ارتفعت وتيرة أنفاسه مقررا داخل نفسه إنه سيحميها حتى من نفسه 
ولكنه عاد لمقعده يقبض فوق عجلة القيادة بقوة وعيناه عالقة بترقب بجسار الذي وقف بسيارته قربها
اركبي يا بسمه
ولكن الصمت وحده ما كان يتلقاه منها ضمت القطه بشدة إليها تشيح عيناها بعيدا عنه وصدى صوته وهو يلقي بها خارجا دون ذنب اقترفته يتردد داخلها
قولت اركبي
احتقنت ملامحها وهي تراه يقبض فوق ذراعها فاحتدت عينين عنتر بشدة وهو يطالع المشهد ولكنه أراد الانتظار حتى يعلم هل ستعود معه ام سيكون لها قرارا أخر
ابعد ايدك عني
تعالا صړاخها وهي تدفع يده عنها تسير مبتعده ولكنه وقف ېصرخ بها
هتروحي فين قوليلي هتروحي فين لو عايزه تروحيله أنا هوديكي ليه
توقفت مكانها فقد عاد لنفس هذيانه يخبرها بنفس الكلمات فهل يتهمها بشرفها بعدما طردها لم تشعر بحالها إلا وهي تندفع صوبه تدفعه بكل قوتها
إلا شرفي اوعاك تفكر إني ضعيفه الحوجة هي اللي اجبرتني اعيش عند واحد زيك
تمالك توازنه من أثر دفعتها التي لم يكن يتوقعها وبقوة عادت إليه تدفعه مجددا تغرز اظافرها في وجهه
أنا عندي الشارع اهون من أني اعيش تاني عند واحد زيك واحد ميعرفش يعني إيه رحمه 
وبصعوبة حاول تفادي هجماتها يقبض فوق كفيها ويكمم فمها بعدما رأي أحدى الشرفات تفتح 
ألقاها داخل سيارته وقد تجمدت عينين عنتر بالمشهد وقبل أن يستوعب فعلته كان يتحرك بسيارته مبتعدا بها عن المنطقة
عرفت يديها طريقها نحو كل أنش بوجهه فقسوته ولدت داخلها كل مشاعر الڠضب نحوه بعدما كانت تحب أن تظهر له بمظهر الفتاه الضعيفة التي بحاجة لحمايته ولكنها كانت حمقاء فلم تجني إلا الذل والهوان
وقف العربيه ديه بدل ما اصړخ واقول أنك خطڤني
ابعدي ايدك يا مجنونه هنعمل حاډثه
لم تهدأ إلا عندما توقف بالسيارة جانب الطريق يزفر أنفاسه حانقا منها ومن كل ما أصبح يعيشه بسببها 
حاولت فتح باب السيارة ولكن أبواب السيارة كانت مغلقة 
افتح الباب
طرقت زجاج السيارة بيأس حتى تورمت يداها فارتخت اهدابها تنظر نحو يديها وقد وضعتهم داخل حجرها بأعياء
نزلني يا بيه نزلني اشوف طريقي وحياتي كفايه لحد كده ذل 
اغمض عينيه بقوة وقد احتله الذنب فلم يعد يعرف لما احتله الڠضب عندما علم برغبتها في الرحيل وبدء حياة
جديدة ليس لديه الجواب ولن يفكر بالسبب
هتروحي فين
ارض الله واسعه
قبض فوق عجلة القيادة بقوة وفتح عيناه يطالعها كيف انكمشت على حالها تطالع الطريق أمامها بملامح جامده ودموع قد جفت
ارض الله اه واسعه يا بسمه بس الوحوش فيها كتير أنت مدركة كام بنت نهشتها كلاب السكك او مشيت في طريق غلط
لم تكن تنتظر منه أن تعلم عن حقيقة المصير الذي ينتظرها
نصيب ومكتوب يا بيه وخلاص معدتش فارقة
هربت من أخوك عشان تنقذي نفسك من مصير ملهوش راجعة وكنت هتدخلي السچن عشان تدافعي عن شرفك عملتي كل ده وجايه دلوقتي تقوليلي نصيب ومكتوب
كفايه كفايه حرام عليك
عادت الدموع تشق طريقها نحو خديها 
قوليلي هتروحي فين
هروح للشارع معنديش مكان غيره أو ارجع لفتحي يموتني يضربي يشغلني خدامه يشغلني في الكباريه خلاص مبقتش تفرق يا بيه مصيري وبقيت عارفاه
كانت يداه مازالت تقبض فوق ذراعيها وقد ازدادت عيناه قتامة
وحلمك في دخول الجامعه حلمك أنك تخرجي من المستنقع اللي كنت عايشه فيه كل ده راح فين
وبمرارة اجابته تستعجب سؤاله 
امرك عجيب يا بيه رمتني في الشارع اللي انا جايه منه وجاي تسألني عن أحلامي
ارتخت قبضتيه فوق ذراعيها وقد ألجمه حديثها فلم تخطأ في حديثها فأمره قد أصبح عجيبا ولم يعد يفهم حاله
عنتر مش هيسيبك في حالك ولا فتحي اخوكي
ساد الصمت بينهم للحظات فاغمض عيناه يخبرها بعرض عنتر
عنتر طلب ايدك مني
والجواب الذي لم يتوقعه كان يقع كالصاعقة على مسمعه
وأنا موافقه على طلبه يا بيه 
استيقظت من غفوتها بأنفاس لاهثة تضع بيدها فوق قلبها تطبق فوق جفنيها بقوه لعلها تستيقظ من كابوسها 
انتفض رسلان من جوارها يفتح إنارة الغرفه يضمها إليه بفزع وهو يستمع لاضطراب أنفاسها
اخدوا مني يا رسلان ملحقتش اشيله بين ايديا 
لم يكن يفهم شئ من حديثهافمسح فوق وجهها برفق يمد لها يده بكأس الماء
استعيذي بالله من الشيطان يا حببتي واشربي مية
التقطت منه كأس الماء ترتشف منه بأنفاس مازالت لا تستطيع التقاطها
كأنه كان حقيقه يا رسلان 
اهدي يا ملك ده كابوس يا حببتي
دمعت عيناها وهي تتذكر الډماء التي أنساب بين ساقيها بعدما اختطف الكلب الطفله الرضيعة التي لم تسمع إلا بكائها
بنتنا يا رسلان بنتنا
يا حببتي ده عقلك الباطن بسبب الفيلم اللي اتفرجنا عليه أنا أصلا مش عارف ازاي طاوعتك ودخلنا السينما نتفرج على فيلم كله ډم
مش عايزاه يتحقق يا رسلان أنا عايزه اكون أم
ابتسم وهو يطوقها بكلا ذراعيه يدفن رأسه بعنقها يتمتم بعبث لعله يلهيها قليلا 
وأنت شاكة في قدرات جوزك يا ملك هانم
الټفت برأسها إليه وقد تخضبت وجنتاها بحمرة الخجل ليتأمل ملامحها الفاتنة الخجلة
هكون اسعد راجل في الدنيا لما أشيل ولادنا يا ملك
هنحبهم كلهم زي بعض مش هنفرق بين حد فيهم مش كده يا رسلان
ضمھا بقوة إليه وهو يستمع لحديثها يطمئنها إنها لن تكون ك ناهد ولن يكون ك عبدالله
اوعي للحظه تشوفي نفسك فيها عمرك ما هتكوني زيها يا ملك
أرادت الحديث عن كابوسها ومخاوفها ولكنه لم يسمح لها تلك الليلة بالمزيد من الأحاديث فهذه الليلة اخر ليلة لهم هنا في هذا الفندق 
اغمضت عينيها تلك بالمرة بشعور مختلف تشعر بشفتيه فوق جبينها يهمس لها بوعد
مش هضيع أي لحظة سعادة تانيه من ايدينا
وقفت حانقة أمامه بعدما علمت أن خروجها من المنزل اليوم أيضا ممنوعا
لو ما امرتش رجالتك إنهم يفتحوا البوابه هتشوف مني تصرف مچنون
ارتسم العبث فوق ملامحه وهو يستمع لټهديدها وقد أعجبه روح التحدي وچنونها الذي أصبح يحتل جدول صباحه
مش تقولي صباح الخير الأول وتحاولي تكوني زوجة مطيعه وبعدين تدي أوامرك اللي مش هتتنفذ
احتدت عيناها وهي تستمع لنبرته الباردة فمن هذا الرجل الذي أصبح أمامها في الأوان الأخيرة
هخرج ولا اتصل بالبوليس يا كاظم
وببساطة كان يقترب منها يسألها وقد أصبحت المسافه بينهم منعدمه
ولما هتتصلي هتقوليلهم
إيه جوزي
مش راضي يطلعني من البيت
مش جوزي إحنا في حكم المنفصلين
وبانفعال كانت تبتعد عنه تدور حول نفسها حانقة من حالها لأنها عادت معه تلك الليلة
مش عايزة اعيش معاك سيبني في حالي بقى
والعرض كان يقدمه لها مجددا يقدمه لها بمدة محدوده وامتيازات ستتمتع بها
سنه مقابل نصيبك في الأرض هتاخدي بسعر النهاردة وظيفه في شركتي كل الناس هتعرف بجوازنا مش المقربين بس هتظهري معايا زي أي زوج و زوجة
لم تشعر بحالها إلا وهي تضحك بقوة فما الذي تغير ليعطيها
تلك الأمتيازات التي حرمها منها من قبل
كاظم باشا بيقدم عروض من غير مقابل لا مش معقول
وسرعان ما كان الجمود يحتل ملامحها تتفرس ملامحه الجامده
المقابل إيه يا كاظم باشا
وبنبرة باردة كالصعيق كان يهمس بالجواب قرب أذنها
المقابل هو المتعة يا جنات
تجمدت جميع حواسها وهي تستمع لعبارته التي اهانتهاوما دام أراد هو اللعب تلك المرة ستلعب معه حتى تفهم سبب إصراره على بقائها قربه 
موافقة 
وقفت السيارة التي خصصها لها لتنقلها وعلى وجهها ملامح السعاده والذهول وهي تنظر لضخامة الشركة التي يديرها زوجها من خلف زجاج السيارة 
وصلنا يا هانم
اختفي الذهول والأنبهار عن ملامحها لتسأله بقلق
هو مكتب سليم في أنهى دور يا عم رفعت
ابتسم الرجل بطيبة وهو يلتف إليها
في الدور الخامس اول ما هيعرفوا انك المدام متقلقيش هيرحبوا بيك 
وافرض ما صدقونيش
ضحك الرجل على حديثها الذي رأه طريفا ف تمتمت راجية تخبره إنها لا تحب الدلوف للأماكن الضخمة التي تضم الكثير من الناس بمفردها
اكيد أنت معروف في الشركة يا عم رفعت تعالا معايا
رمقها الرجل الذي يقارب والدها بالعمر بنظرة حانية لا يصدق أن هذه المرأة الصغيره زوجة سيده الذي عرف بأقتنائه لأكثر النساء قوة وجراءة
أنت لو كلمتي سليم بيه هتلاقي بنفسه بيستقبلك
كانت متأكدهمن هذا الشئولكنها أرادت أن تفاجأه بوجودها  
رافقها العم رفعت الذي كان بالفعل معروفا بالشركة حتى وصلت مكتبه
رفعت سكرتيرته الحسناء المختارة بعناية عينيها تنظر إلى العم رفعت وتلك التي تقف جواره وقبل أن تهتف بشئ كان رفعت يتمتم وهو يشير نحوها
فتون هانم مرات سليم بيه
نهضت على الفور مرحبة بها بلباقة فازداد شعور فتون بالزهو وانتظرت اللحظة التي ستنفرد بها معه حتى تخبره عن لحظات الغرور التي اصابتها كلما نظر لها احد باحترام وهو يستمع إنه زوجة سيدهم
اهلا يا فندم هبلغه فورا بوجودك 
لا لا انا عايزه ادخله من غير ما تبلغيههو ينفع ولا مش فاضي
طالعتها الواقفة في دهشة من سؤالها ف شهيرة هانم لا تنتظر جوابها بل تدلف دون أن تهتم برفقته لأحد اماءت برأسها نافيه ولكن سرعان ما تذكرت وجود من ترافقه
شهيرة هانم معاه في المكتب يا فندم
توقفت مكانها وهي تستمع لاسم شهيرة استمرت في تقدمها نحو باب الغرفة تشجع حالها 
فتحت الباب وقد جمدها المشهد وهي ترى شهيرة قريبة منه للغاية هائمه به تكاد تكون بين احضانه 
الفصل السابع والأربعون 
بقلم سهام صاد
باتت الغيرة تعرف طريقها
 

92  93  94 

انت في الصفحة 93 من 186 صفحات