الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 94 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


نحو قلبها بعدما لم تعد تري نفسها مجرد زوجة مؤقتة في حياته بعدما جعلها في حبه أنانية جعلها لا تستطيع رؤية حياتها بدونه 
هي ليست غبية حتى لا تري نظرات الهيام التي تحتل عينين شهيرة امرأة تحارب لتعيد طليقها إليها  
فلو كانت تسمح لبقائها في المنزل إحتراما لقراره وحبها لحبه لابنته ذلك الحب الذي يشعرها بالأمان معه 

لكن ها هي غريمتها تثبت لها يوما بعد يوم أنها مخطئة شهيرة لم تعود من أجل أبنتها التي أصبحت متشبثة بها إنها عادت من أجله أو ربما من أجل كلاهما
فتون
نهض عن مقعده بعدما علقت عيناه بها وهو يري تلك الابتسامة التي تلاشت عن محياها فور أن وقعت عيناها على شهيرة التي وقفت جوارة تطلعه على تنظيم حفلة عيدميلاد الصغيرة
امتقعت ملامح شهيرة وهي تراها قد عرفت طريقها لهنا وبالتأكيد بعدما سينتشر خبر قدوم الزوجة الجديدة لرئيسهم سيبدء الجميع بالمقارنة بينهما وخصوصا في العمر إنها تكره صغر سنها وحجمها الذي يشعرها وكأنها لعبة صغيرة بين ذراعي سليم وعلى ما يبدو أن ضئلة جسدها ما تزيد سليم رغبة بها فهي تشعره بمدي سطوته وهيمنته أثناء علاقتهما
ضمھا إليه غير مصدق إنها أتت شركته اليوم حتى تفعلها له مفاجأة
مش معقول فتون هانم اتنزلت وجات شركتي
هتف بها وهو يمسح فوق خديها فازدادت ملامح شهيرة قتامة وهي ترصد ملامح غريمتها الصغيرة وقد لوت شفتيها تهكما فكم هو متواضع سليم ليخبر من جعل لها قيمة بين النساء وادخلها مجتمعهم بأنها من تنازلت وأتت إليه مكتبه
لم يخفي على فتون نظرة شهيرة الملتوية ولا ذلك الحديث الذي رأته في عينيها ولكنها حاولت قدر استطاعتها تلاشي شعور الحنق داخلها وسرعان ما كانت ترتخي ملامحها ترسم فوق ملامحها ابتسامة جميلة وهي تبتعد عن احضانه فقطبت شهيرة حاجبيها منتظرة ما ستفعله تلك الخادمة التي باتت تتعلم أساليب النساء
حبيت اعملها ليك مفاجأة مفاجأة حلوه مش كده
القتها بفتنة ودلال وهي تمسح فوق قميصه فابتسم وهو يطوق خصرها بذراعه ويتجه بها نحو شهيرة التي تمالكت ڠضبها ورسمت فوق شفتيها ابتسامة مقتضبه فلن تكون هي الشريرة في الحكاية بعدما باتت غريمتها تتلاعب معها
مفاجأة طبعا جميلة يا حببتي مش كده يا شهيرة
فعلا يا سليم
واقتربت منهما تحمل جهازها اللوحي تريها بعض اختياراتها عن ترتيبات حفل عيد ميلاد صغيرتها الذي تقدم عن موعده
الحقيقي بسبب عملية شقيقها
انا كنت عايزة اعمل للبنت حفلة كبيره لكن الترتيبات اتغيرت لما سليم بلغني عن عملية اخوكي الصغير طبعا احنا عيلة واحدة ولازم نقف جانب بعض
لمعت عينين سليم بتقدير رغما عنه عن مدي تعقل شهيرة وتقبلها للأمر فقد بدء يشعر أن شهيرة عادت لتوازنها وتقبلت فكرة خروجها من حياته
أنا مضطرة أمشي دلوقتي يا سليم عشان اكمل الترتيبات مع المسئولة عن الحفلة
غادرت شهيرة مرغمة تخفي خلف قناع هدوئها غيرة ټحرق فؤادها فبعدما كانت هي من لها الحق فيه أصبحت لا شئ سوي إنها ام أبنته يحترمها من أجل الصغيرة حتى تنشأ بينهم في تفاهم دون صراعات واحقاد  
ليتها لم ترتكب ذلك الجرم حينا عرضت عليه الطلاق مقابل أن تحصل على إدارة شركة والدها من شقيقها حامد
ممكن أعرف بقى سبب الزيارة السعيدة
تمتم بها سليم وهو يحرك يديه فوق ذراعيها وقد اعتلت شفتيه ابتسامة هادئة
هو أنا جيت في وقت مش مظبوط أو مش تمام
ارتفع حاجبي سليم ذهولا من عبارتها التي فهم مقصدها تماما ثم تملصها من أسر ذراعيه وابتعادها عنه
اممم كلامك يا حببتي في تلميح وسوء فهم وأنا أكتر حاجة بكرهها في حياتي سوء الفهم
التوت شفتيها تهكما فعن أي سوء فهم يتحدث وشهيرة كانت قريبة منه للغاية تتنفس رائحته في هيام
سوء فهم لا ما شهيرة وضحت سوء الفهم وجودها عشان عيد ميلاد خديجة اللي كان ممكن تتكلم فيه معاك في البيت وقدامي وكنت هشارك معاكم عشان أسعد خديجة لكن لا إزاي البيت مش كفاية عليها فتيجي الشركة كمان
وقف في ذهول تام وهو يستمع إليها لقد خرجت قطته الصغيرة من جحرها الآمن
ومتحاولش تقنعني إنها هنا عشان تنظم معاك الحفلة
وبس هي هنا عشانك
احتقنت ملامحه فقد بدأت أكثر النقاط التي لا يحبها في النساء النقاش في أمور لا يراها إلا فراغة عقل فلو كان يريد العودة لشهيرة لعاد إليها حاول قدر استطاعته أن يجعل ملامحه تلين واقترب منها يجتذبها إليه
وأنا اللي كنت فاكر مراتي جاية الشركة ليا تدلعني شوية تقولي كلمة حلوه 
سليم أنا بغير لو كنت بسكت 
وقبل أن تتمم عبارتها اغمضت عيناها بعدما أسبلت جفنيها فابتسم مرغما يمد كفيه نحو خديها يمسح فوقهما
لازم تكوني واثقة فيا يا فتون متجوزتكيش غير بعد ما اتغيرت لو كنت سليم النجار القديم كنت هقول عندها حق راجل لعبي بيزهق بسرعه لكن أنا مش شايف في حياتي غيرك وغير خديجة
أنت بتسكتني بكلمتين عشان عارف إني بصدقك علطول
انفرجت شفتيه في ضحكة صغيرة وهو يري احتقان ملامحها بعدما هدأت ثورتها فاجتذب رأسها نحو صدره وقد عادت ضحكاته تتعالا
طبعا لأنى زوج مسيطر يا حببتي مش سليم النجار اللي كان عنده قايمة نساء متتعدش
دفعته عنها بضراوة فهي اكثر من كان يعلم عن صورته القديمة وركض النساء خلفه
يا سبحان الله كنت بس عايزك تناقشيني دلوقتي بتناقشي وصوتك عالي وايدك كمان بقت طويلة بركاتك يا حجة عبلة كام يوم بس وبركاتك ظهرت في حياتي صحيح الحموات سرهم باتع
سليم
تعالت ضحكاته وقد علقت عيناه بملامحها المتجهمة وتلك النظرة الغاضبة التي تذكره پغضب صغيرته خديجة
إيه رأيك نخرج نتغدى بره وبعدين نروح نشتري ليك فستان عشان عيد ميلاد خديجة ونجيب هديتها سوا
تلاشي الاستياء من فوق ملامحها وهي تراه بالفعل تحرك نحو مكتبه يغلق حاسوبه ثم التقط سترته ووقف يهندم هيئته
بس أنت جايبلي فساتين كتير ممكن البس أي حاجة من عندي
التف إليها وهو يعدل من هندام لياقة قميصه
مافيهاش حاجة لما نشتري حاجة جديدة 
تقدمت منه وقد أنطفأت غيرتها قليلا بعدما استطاع اجتذابها في الحديث بحنكته
سليم قولي بحبك يا فتون
رأي في عينيها حاجتها لتأكيد حبه فمد لها ذراعه لتقترب منه وسرعان ما كان يضمها نحو قلبه
مش لازم اقولهالك ديما يا فتون لكن خليكي متأكده إنك الست الوحيدة اللي دخلت قلبي وحبها كل يوم بيزيد 
قولي برضوه بحبك
ضحك مرغما وهو يستمع لاصرارها لسماع الكلمة فرفع انامله نحو انفها يداعبها قبل أن يدنو منها ويخبرها بأنفاس مثقلة 
بحبك يا فتون مبسوطه كده
ابتسم بسعاده وهو يري السعادة مرتسمة فوق ملامحها تخبره عن مدي فرحتها وهي تستمع لعبارات المدح من قبل استاذها بالجامعه بعدما عرض البحث الذي سلمته لزملائها وقد نالت وحدها الدرجة كامله
كنت مبسوطة أوي يا سليم كنت عايزه اقوله إني تلميذة لأستاذ في القانون مافيش قضيه كانت بتخرج من تحت ايده بس من شطرته ساب الساحة وبقي بيزنس مان
انفرجت شفتيه في ابتسامة واسعة يطالعها بنظرة حنونة 
أنت تلميذة مجتهدة يا حببتي وعايزة تكوني محامية شاطرة 
ضحكت مرغمة ف للأسف سليم يمدحها في شئ تعلم تماما إنها لن تكون بارعة فيه لأنها بدأت تكتشف أن مجال المحاماه ليس لها وأنها اختارت هذا
المجال انبهارا بنموذج سليم
بس أنا مش حاسة إني هكون شاطرة في مجال المحاماه لولا مساعدتك مكنتش هعرف اكمل في الكلية ولا حتى في المؤسسة
ضاقت عيناه وقد توقف عن تناول طعامه بعدما استوقفه حديثها
أنت شايفه نفسك كده لأنك لسا في البداية يا حببتي فتون أنا عايزك تمسك المؤسسة مع حازم بعد ما تتخرجي 
شعرت بالتوتر وهي تستمع لعبارته فالتقطت بشوكتها قطعة من الطعام تمضغها
مع كل سنة تجيبي فيها امتياز ليكي عندي هدية كبيرة
حاولت رسم ابتسامة فوق شفتيها تومئ له برأسها فيجب
عليها أن تنجح حتى يأتي اليوم الذي يفتخر بها أمام رفقائه ومجتمعه
انتهي الغداء وقد استمتعت باطلالة المطعم الرائعة وها هي تبدء جولة أخرى معه في سعادة أخرى وهو ينتقي معها ثوبها
هيليق عليك ده ادخلي اقسيه
طالعت الفستان بنظرة فاحصة تنظر إلى تصميمه الرائع
حساه ممكن يكون ضيق عليا
فحصها بعينيه مقتربا منها هامسا
لا ياحببتي أنت متخنتيش ولا حاجة بس جسمك اختلف شوية
التقطت منه الثوب بحرج بعدما فهمت مغزي عبارته فضحك علي هيئتها الخجوله واندفاعها نحو غرفة القياس
سليم
أخرجت رأسها من غرفة القياس وهي تراه مازال واقف ينتقي بين الأثواب ما يلائمها كانت العاملة ملتصقة به تخبره عن الأفضل ولكنه لم يكن يبالي بحديثها وفور أن أستمع لصوتها التف لها يركز اهتمامه معها فوجد على ملامحها علامات الحنق
اقترب منها فاجتذبته داخل غرفة القياس فاڼفجر ضاحكا وهو ينظر حوله
كده نتفهم غلط يا حببتي
اقفل السوسته يا سليم ومش كل شوية الاقي ست بتحوم حواليك وأنت ما شاء الله مغناطيس في جذب الستات
وبقينا نركز في التفاصيل كمان بركاتك يا حماتي 
ضحكت رغما عنها فسليم بات يظن أن هذه النصاحة أتت مع قدوم والدتها ولكن الشئ الوحيد الذي وضعته والدتها داخلها هو الخۏف من فقده والعودة لحياتها القديمة
امممم شايف الفستان ضيق شوية فعلا
بس مش ضيق اوي يا سليم وممكن البسه عادي
ابتعد عنها ليفحص الثوب بتدقيق فوق جسدها ولكن ملامحه قد امتعضت وهو يري الثوب يفصل جسدها
يا حببتي ضيق ومفصل جسمك هخرج اجبلك الفستان التاني
لكن عجبني
ظنته سيرضخ ولكنه فجأها بتشبثه بقراره
قولت هنختار واحد بديل يا فتون لكن ما دام عجبك ده مافيش مشكله ناخده وتلبسيه في البيت
انصرف دون أن ينتظر سماع اعتراضها ولكنها كانت سعيدة تسألت داخلها لما كان يسمح لشهيرة أن تكون متحررة في ثيابها رغم إنها كانت في عصمته
عاد لها بثوب اخر فالتقطته منه متذمرة
خدي قيسي الفستان وبلاش مط شفايفك أنت محجبة يا فتون لازم تحترمي حجابك
حاضر يا سليم
ابتسم بعدما أعطاها ظهره وتحرك نحو الأثواب مجددا لتقع عيناه على ثوب ڤاضح فالتمعت عيناه وهو يلتقطه
هناخد ده كمان 
وجولة أخرى من جولاتهم كانت تنتهي وقد أتى دور هدايا صغيرته وذلك الصغير الذي سوف يجري جراحته بعد أيام وبالطبع حماته العزيزة
وقفت سعيدة وهي تراه يختار هدية شقيقها
تفتكري هتعجبه
ثم انحنت نحو الدراجة مبتسمه بسعادة وهي تتخيل سعادة شقيقها
جدا يا سليم
وسرعان ما كانت تندفع إليه تحتضنه دون أن تفكر بمن حولهم
هيفرح اوي اوي ربنا يخليك ليا
توقفوا عن اختيار الألعاب تنظر إليه بعدما اخرج هاتفه ينظر لرقم شهيرة وفور أن التقطت اسمها ابتعدت عنه ببعض الضيق وركزت في الألعاب المعروضه حتى تلهي حالها إلى أن ينتهي من مكالمته
أنت فين يا سليم لو أنت قريب من وسط البلد خلينا نتقابل ونجيب هديه لخديجة سوا
تعالت الأصوات حوله فابتعد قليلا حتى يستطيع سماعها
شهيرة
 

93  94  95 

انت في الصفحة 94 من 186 صفحات