الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 95 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


أنا برة مع فتون وبنجيب هدية خديجة 
ديه هدية بنت يا سليم المفروض أكون أنا معاك مش هي
شهيرة الصوت بيقطع هضطر أقفل المكالمه
أغلق الهاتف وقد عاد الأرهاق يحتل ذهنه شهيرة تعلق الأمال على عودتهم مجددا تضع ابنتهما بينهم 
دلك جبهته واتجه نحو تلك الواقفة وقد علقت عيناها بدمية 
فاقت من شرودها والټفت نحوه بعدما استمعت لصوته وهو يخبر العامل بلف الهدايا ومنهم تلك الدمية التي ذكرتها بدمية صغيرة من القماش مزقتها لها والدتها حينما تلاهت عن شقيقتها الرضيعة بدميتها وسقطت أرضا  

طفلة ذو سبع أعوام
تربي اخواتها بدلا من الركض واللعب مع الأطفال
ابتلعت غصتها وهي تتذكر طفولتها المريرة فابتسم إليها بحب
لو في حاجة شيفاها مناسبه نجيبها 
حركت رأسها نافية فلم يترك شئ يراها منجذبه له إلا واشتراه كان يوم مميز مميز للغاية يوما أثبت لها مكانتها الطبيعية في حياته هي زوجة وشريكة حياتها ويجب عليها أن تدافع عن حياتها معه حتى لا تخسر مثل شهيرة  
وضعت السيدة سعاد فنجان القهوة أمامه بحرج فرفع عينيه عن الأوراق التي كان يقرأها وقد ظنها بسمة من أتت لتقدمها له بعدما أمر السيدة سعاد أن تعطيها لها وتأتي إليه مكتبه حتى يتحدث معها
أصلها يا بني خرجت تحط أكل للقطه أنت عارف بتحب أد إيه
القطط
واردفت السيدة سعاد بصعوبة وقد ازداد حرجها منه
لو عايزاها في حاجة مهمه بلغني وأنا هبلغها يا بني
امتقعت ملامح جسار وهو يلقي الأوراق التي كان يمسكها فوق سطح مكتبه
إيه لعب العيال ده اخرجي اندهيها يا دادة عرفنا إنها زعلانه وإني زودتها معاها وقبلت شروطها في رجوعها
ليتذكر شرطها الذي كلما تذكره يشعره بالحنق منها يتمنى داخله لو استطاع خنق ذلك الذي خرج له ليعكر صفو حياته
هتحترمني لحد ما عريسي يا خدني واوعدك مش هتشوف وشي تاني يا جسار بيه
لقد جعلته عريسها عنتر الذي حاول اڠتصابها تراه الزوج الذي سينجدها من حياتها البائسة لديه
انصرفت السيدة سعاد بعدما رأت غضبه وفور أن رأت بسمه تدلف من باب المطبخ أسرعت إليها
يا بنت عايزك في حاجة مهمه البيه عصبي استحملي يا بنت لحد ما تتجوزي
رغم الۏجع الذي امتلكها وهي تتذكر المصير الذي ألقت حالها به إلا إنها تجاوزته وابتلعت غصتها واتجهت نحو صنبور الماء تغسل كفيها
مافيش كلام بينا أنا هنا مجرد ضيفه وقريب وهمشي من هنا
يا بنت مش اتفقتوا تكونوا في هدنه لحد ما يسلمك لعريسك
ايوة طبعا عنتر عريسي
اخترقت العبارة اذني جسار وهو يراها كيف تنطقها في سعادة وقد دلف المطبخ للتو توقفت السيدة سعاد عن الحديث وطالعته برجاء أن يتحملها ومن نظرة عينيه فهمت إنه يصرفها ليتحدث معها
كانت بسمة غافلة عن دلوفه وانسحاب السيدة سعاده فاستطردت في حديثها تحاول إقناع حالها عن حياة تعرف نهايتها
شوفتي عنتر طلع راجل إزاي يا دادة وندم على اللي عمله فيا وجيه يصلح غلطه وطلب أيدي للجواز
واردفت وهو تمسح رخام المطبخ بالمنشفة المبتلة
تفتكري امتى هيجي يا داده ويتقدم رسمي ولا جسار بيه هيماطل في الحكاية ويفضل يقول اشعاراته الفارغة 
ثم تنهدت تخرج الحديث من بين شفتيها بمرارة
أنا واحده من الشارع اخوها رد سجون يعني أحمد ربنا إن أتقدم ليا واحد زيه ابن ناس صحيح خمورجي وبتاع ستات بس هحاول اغيره
لا ما شاء الله خطتي لحياتك معاه وإزاي هتعرفي تغيريه
جمدها صوته فتوقفت يدها عما تفعله فاقترب منها وقد شعرت بظله خلفها يقبض فوق يديه بقوة
يوم ما تهربي من عيشه اهربي لعيشه ترفعك وتضمن ليكي حياة كريمة مش واحد عارفه ومتأكده إنه هيرميكي بعد ما ياخد غرضه منك
علقت عينين جنات بالورقة التي أعطاها لها وكأنه كان متأكد من موافقتها على شروطه
مجهز كل حاجة وكأنك كنت ضامن موافقتي
ابتسم كاظم بزهو وهو يبتعد عنها يجلب القلم من فوق سطح مكتبه حتى توقع على الشروط عاما ستمنحه فيه نفسها وقتما يريد دون اعتراض والمقابل حقوق ستتمتع بها ومظهر اجتماعي ومال سيجعلها من سيدات الأعمال إذا أرادت انشاء مشروع لها
أنا راجل ابن سوق وبعرف أفهم كويس اللي قدامي
والجمود عاد يرتسم فوق ملامحه يعطيها نبذة صغيرة عن حياته القديمة
اوعي تفتكري البدلة والعز ده كله جيه من فراغ 
لم تشعر بالدهشة من حديثه فقد أصبحت تعلم الكثير عن حياته وطفولته وكيف استطاع بناء ثروته من لا شئ
انتبهت على القلم الذي وضعه أمامها فازدردت لعابها ورفعت رأسها في شموخ وفي لحظة لم يتوقعها كان يري فتات من أوراق العقد تتناثر تحت أقدامهم ينظر إليها غير مصدقا فعلتها
صحيح وافقت على عرضك لكن أنا مش بيعة وشروة يا كاظم باشا نصيب والدي في الأرض في رقبة جودة باشا فلوسك وفرها لنفسك
يعني إيه
والجواب كان يأخذه منها وهو يري ثوبها يسقط أسفل قدميها
جسمي مقابل حريتي منك حرية قلبي اللي سعي ورا الراجل الغلط ده عقاپ
ألقت عبارتها وانتظرت أن تري ردة فعله لكنها لم تري إلا الجمود الذي أرتسم فوق ملامحه وذلك الصراع الذي لأول مرة تراه في عينين رجل مثله بقسوته صراع يخبرها إنه مازال يشك بأمرها
هل هي صادقة أم مجرد لعبة تخدعه بها لتظهر له بصورة المرأة العفيفة 
وببطئ كان يقترب منها وصورة واحده كانت تظهر أمامه صورة اختارها عن النساء وجعلها مرسخة داخله جميعهن لا يستحقون أن تظن بهم الصدق والوفاء جميعهن يقودنك نحو الهلاك 
ولحظة خاطفة أرتجف فيها قلبه ليخبره إنه مازال يحيا داخل اضلعة وكأنه يعاقبها على تلك اللحظة التي أخطأت فيها وظنته سيكون بالصورة التي تخيلتها 
انسابت دموعها فقد خسړت مرة أخرى حينا اقنعت قلبها انها ستتمكن من تغييره وتحريك قلبه إليها وستعيش حكاية نسجتها من حكايات الخيال
كانت جامدة بين ذراعيه رغم لمساته التي أحړقتها إلا إنها لم تكن تشعر إلا بالمهانة حمقاء هي لأنها اقنعت نفسها ذات ليلة أن تسرق من الحياة سعادتها السعادة التي رأتها في رجلا رغم علمها بقسوته إلا إنه أعجبها 
ولا بأس أن نسعي وراء ما نريده بكل الطرق ما دامت الصدف لا تجمعنا بما نريد اقتناع احمق اقنعت به عقلها بقلب كان أشد غباء من صاحبته أراد التجربة 
نالها بۏحشية وقسۏة وكأنه يريد معاقبتها على ما تفوهت به يلطم خدها كلما اشاحت عينيها عنه بعدما احتضنتهم الأرض سويا في غرفة مكتبه
أنت ملك يا جنات وهتفضلي ملك
وبانفاس لاهثة كان يبتعد عنها بعدما انتهي العرض الذي قدمته وأجاب عليه بطريقته دفع قميصه نحوها حتى ترتديه ثم اقترب من سطح مكتبه يلطم فوقه بقوة لا يصدق إنه عاشرها بقوة بعدما رأي تبلدها وجمودها معه
لا يريدها هكذا يريدها امرأة راغبة تذوب من لمساته وتسلم له جسدها في توق والحقيقة التي ينكرها بين طيات نفسه إنه يريدها امرأة محبه يريد حبها  
عاد الجمود يرتسم فوق ملامحه والتف إليها ينظر لها ورغم الألم الذي ارتسم داخل عينيها إلا إنه رأي نظرة ساخرة باردة
كنت فاكره إن في أمل لكن الصورة وضحت
وبصعوبة كانت تتحرك تغادر الغرفة بذل أخر تخبر حالها عليها أن ترحل من هنا حتى لو فرت هاربة  
وقف يطالع أثرها لا يستوعب أن الحال وصل به لهنا يأسرها في منزله رغم كل رغباته من قبل في التخلص منها وطلاقها لقد وصل به الحال أن يكون رجل شھواني هو قاسې كالحجر لكنه لم يشتهي يوما النساء رغم الصورة التي جعل الجميع يصدقها عنه ودون أن يشعر كان يقذف كل شئ أمامه صارخا بعدما اكتشف بشاعة الحقيقة
أنت محبتهاش أنت اتعودت عليها يا كاظم اوعاك تتألم على حد
يخبرها بالحقيقة التي تعلمها يخبرها أن الرجل الوحيد الذي أراد الزواج منها رغم كل صفاته السيئة ودنائته لا
يريدها إلا لنيل ما كان يبحث عنه في جسد سميرة ما كان يريد نيله منها
حينا ھجم عليها وأراد اڠتصابها 
فهي لا تحتاج لتسمع منه مصيرها المحتوم فما الذي تملكه غير ما يبحث عنه عنتر وأمثاله
عادت لقوتها ولامبالاتها بعدما ابتلعت غصتها المريرة
يرميني او يخليني عنده مش هتفرق يا باشا ما دام الراجل عايزني في الحلال نديله فرصه
وبأمل زائف تحاول التمسك به
مش يمكن يكون تاب
ازدادت ملامحه احتقانا وهو يستمع لما تمنحه لنفسها من أمل يراه مستحيلا في رجل كعنتر لا يبحث إلا عن نزواته
تاب
تمتم بها مستنكرا فعنتر مازال يتوافد على الملاهي الليلة ويلتقي برفقاء السوء
و مالك بتنطقها كده يا باشا كأن التوبة مش مسموحه لينا
وسرعان ما كنت تلطم كفوفها ببعضها مستغفرة تلوي شفتيها تهكما
لو افترضنا إنه تاب فعلا يا بسمه هيتوب عشان يتجوزك ولا الإنسان بيتوب لربنا الأول
موافقة برضوه عليه يا باشا عنتر احسن من ناس كتير عرفتهم في حياتي
ارتفعت وتيرة أنفاسه بعدما نال الڠضب منه فهي مصرة على الزواج منه
ولو اتجوزتوا وصحي فجأة من توبته 
كأنه كان يضع لها العقدة بالمنشار ولكنها لم تعد تأبى شئ وقد اختارت حياتها مع عنتر
متخافش يا باشا مش هرجعلك تاني واقولك انقذني وساعدني لو كنت خاېف يعني 
إنها تريد بالفعل إصابته بجلطة دماغية اغمض عينيه لعله يهدء من وتيرة أنفاسه المرتفعة
تقدري تعملي مشروعك يا بسمه ولو على التليفون أنا  
وقبل أن يكمل عبارته ويخبرها إنه سيجلب لها هاتف جديد بامكانيات حديثة
أنت نسيت يا باشا إن عنتر عنده مطعم كبير وكنت شغاله فيه فعلا المشاغل الكتير بتنسي الواحد
القت عبارتها ثم علت دقات قلبها وتراقصت السعادة في عينيها وهي تشاهده يدلك جبينه ويزفر أنفاسه بقوة بعدما أصبحت عبارتها تصيب هدفها
عنتر دلوقتي بقي الفانوس السحري بالنسبالك
ظن أن همسه خرج خاڤتا ولم يدرك إنها استمعت لعبارته اخفت ابتسامتها عندما علقت عيناه بها
هتتخلي عن أحلامك يا بسمه عشان تتجوزي
وقد ابهرته اليوم بالدور الجديد الذي تقمصته و أجادته والجواب الأخير كانت تخبره به بعدما الټفت بجسدها وعادت تنشغل بتنظيف ما تقع عليه يديها
بكره أحققها مع عنتر يا جسار بيه
إنه حقا أصبح يشعر بالصدمة والذهول لإصرارها على رجلا أراد اڠتصابها بل وكان يحتل كوابيسها والجواب الوحيد الذي كان يخترق أذنيه بعدما عادت ملامحه لتجهمها
إصرارك على عنتر ملهوش تفسير غير كلام زميلتك في المطعم كان صح
اخترقت عبارته أذنيها فها هو يفسر تصميمها على زيجة كان هو السبب الوحيد في دفعها إليها كما يحلو حمقاء هي حينا ظنت هذا الرجل خلاصها بل كانت غبية حينا أغرمت به وظنت أنه سينظر لها يوما بنظرة أخرى
عادت تلتف إليه تنظر إلى عينيه تري فيهما إتهاما ولكنها لم تعد تهتم لنظرة أحد نحوها 
واحده من الشارع تفتكر هتكون إيه يا باشا
طالت تحديقه بها بعدما ألجمته عبارتها فانسحب صامتا يقبض فوق كفيه بقوة
 

94  95  96 

انت في الصفحة 95 من 186 صفحات