الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 98 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


أنت بس يا حماتي
رفعت السيدة عبلة يداها تدعو لهم تدعو لابنتها ان ترزق بالكثير من الاولاد من هذا الرجل الذي احبته كانت تظنه إنه لن يقبل بهم بحياته ولن يرحب بهم في منزله ولكنها وجدت رجل اخر غير الصوره التي تخيلته عليها وقد فسرت عدم مجئ أبنتها إليهم وإقامة احتفالا بقريتهم تتفاخر به امام جيرانها بزواج أبنتها كان بسبب إنه لا يرغب بأي صلة بينهم ويكفيهم المال الذي يرسله إليهم

أنا ليا طلب عندك يا جوز بنت
ماما كفاية كلام سليم مش فاضي لكلامنا
رمقت السيدة عبلة أبنتها حانقة مشيرة إليها أن تصمت
أسكت أنت جوز بنت معندهوش مانع يسمعني من هنا لبكره ولا إيه يا حبيبي
نظر نحو فتون بلوم وقد اطرقت رأسها تخشي أن تطلب منه والدتها طلب يكون فيه مال لتجهيز اختها التي اقترب زواجها
اطلب طبعا يا حجه عبلة اللي أنت عايزاه
مش قولنا تقولي يا حماتي
ابتسم بلطف ينظر لفتون متسائلا بمزاح
مطلعتيش للحجة عبلة ليه
اتسعت ابتسامة السيدة عبلة تنظر لابنتها التي تصفها أنها عاشقة للفقر والكفاح كوالدها
طالعه لابوها
ثم اردفت مستاءة بعدما عدلت من غطاء رأسها
مالك يا بت بتزجريني كده ليه أنا لازم اقوله اللي ناس بتتكلم عليه من ساعه ما رجعنا بلدنا
انتبهت فتون تلك المرة على حديث والدته ولم تلمح لها عن هذا الحديث من قبل ذلك الحديث الذي طال عرضها بعدما شوهه حسن وخاض فيه وأخبر أهل القرية إنه طلقها بسبب علاقتها برب عمله ذلك السيد الذي يملك المال والسلطة 
اغمضت عيناها پقهر فقد اقتص الله لها منه حينا ماټ ملقي في الطرقات بجرعة مخډرات زائدة
تجمدت ملامح سليم ينتظر سماع باقية حديثها
يا بني الناس فاكرينا مجوزينك البت عرفي جواز متعه لحد ما تزهق منها تقوم مرجعها لينا من تاني محدش مصدق إن بيه زيك ليه اسمه يتجوز بنت عبدالحميد الراجل الغلبان ده غير إن بنت مش بنت بنوت فترضي بيها على إيه
كفاية حرام عليك كفاية
هتفت بها فتون في قهر واسرعت لتغادر الغرفة لتنظر السيدة عبلة نحو الواقف أمامها وقد تجهمت ملامحه ثم تحرك خلفها لكنه وقف مكانه بعدما وجد رسلان يدلف الغرفة برفقة الطبيب الذي تابع حالة الطفل قبل استلامه لتقاريره اليوم
كويس إنك لسا موجود يا سليم
وقفت في الشرفة شاردة تفكر في خطوتها القادمة وهو الرحيل من هنا لقد أضاع كاظم كل شئ داخلها ليتها ظلت وحيده ليتها قټلت حالها حينما فكرت بهذا الرجل واقحمت نفسها داخل حياته المظلمة
استمعت لخطوات خلفها فاغمضت عيناها پقهر وهي تتذكر تفاصيل تلك الليلة
جهزي شنطتك الطيارة بعد ساعات
الټفت إليه وقد ضاقت عينيها وهي تستمع لباقية حديثه
هنسافر إيطاليا عندي شغل مهم هناك
مش هسافر معاك
هتفت بها فعن أي سفر يتحدث وهي تخطط للرحيل عنه
أنا همشي من هنا ولو مسبتنيش امشي هفضحك يا كاظم على مواقع التواصل الاجتماعي
ثم رفعت هاتفها نحوه لتأكد له ما ستفعله
هخليك تعرف إني مش طماعه وبس لا
كمان مجنونه
اتسعت ابتسامته وهو يستمع إليها يري الوعيد في عينيها
معنديش مشكله الصحافة طول عمرها بتطلع عليا إشاعات
احتدت عيناها وهي تراه يقترب منها بعدما هتف بحديثه اللامبالي بټهديدها
بعد ما نرجع من رحلتنا نبقى نتفاهم يا جنات في موضوع الطلاق
قطبت حاجبيها وهي لا تستوعب كيف تغير بهذه السرعه ويحادثها بهدوء
يعني هنتطلق
طالت نظراته إليها يمنحها الجواب ببساطة وليت كان قلبها وجسدها وفيا لها فقد ارتجف كلاهما فور أن نطقها
هيحصل اللي أنت عايزاه يا جنات لكن بعد ما نرجع
حدقت السيدة سعاد بغرفة المكتب تتسأل داخلها لما عاد باكرا بل ومجهم الوجه حتى إنه لم يرد على تحيتها فهي تريد اخباره بما حدث اليوم وما فعلته تلك الشمطاء التي أتت المنزل وقد هتفت بحديث يخوض في الأعراض
اقتربت منها بسمة تنظر نحو الباب المغلق متسائله
هو جسار بيه رجع
اماءت لها السيدة سعاد برأسها فاسرعت نحو المطبخ حتى تجلب علبة الهاتف لتعطيه له فهي لا تحتاج من أحد شئ وخاصة هو
أنت رايحة فين يا بسمة البيه مش طايق نفسه بلاش يا بنت
توقفت بسمة عند الباب تلتف برأسها للسيدة سعاد
هو من أمتي البيه مش متعصب ومبيخرجش غضبه فيا
طالعتها السيدة سعاد تلطم كفيها ببعضهما تنظر إليها وهي تدلف لداخل
الغرفة تترقب سماع ما سيحدث
ابتسم عنتر وهو يقود سيارته يرافقه فتحي الذي أسترخي بمقعده ينفث دخان السېجارة التي اعطها له عنتر
سېجارة فخمه زي صاحبها
رمقه عنتر بنظرة سريعة يشعر بالغبطة لأنه سينال ما يريده أخيرا وستصبح بسمة زوجته
عاد خياله يسبح مع تلك الأحلام التي تخيلها بها خيالات كانت وقحه فلم يشتهي أمرأة من قبل كما اشتهاها هي
قولي يا عنتر بيه السيارة ديه بتاعتك
افاقه سؤال فتحي من نشوته مع خيالاته فستاءت ملامحه متمتما
يعني هكون سرقها
ده كلام يا جوز اختي
تمتم بها فتحي وقد جالت عيناه بالسيارة
أنا بسأل عشان عايز اشتري زيها
امتقعت ملامح عنتر فاردف فتحي وقد ارتسمت فوق ملامحه ابتسامه واسعه وهو يرسم الأحلام في مخليته فسوف يجني من هذه الزيجة الكثير من المال 
بدل ما تقولي متغلاش عليك يا ابو نسب ياغالي
كشړ عنتر بملامحه بعدما لفظ بقول بذئ
أوعى تكون فاكر إني هدفع أكتر من العشر آلاف لا فوق كده ده أنت تحمد ربنا إني عايز اتجوز اختك على سنه الله ورسوله 
ليه كده بس ما احنا كنا حلوين وصحاب مزاج
استمرت ثرثرة فتحي حتى ضجر عنتر زافرا أنفاسه بقوة يلوم حاله لأنه بحث عنه حتى يزوجه شقيقته و يأخذها من ذلك المتغطرس الذي يفرض سيطرته عليها وكأنها ملك له وسرعان ما كان يعود لخيالاته بها يقضم فوق شفتيه 
الليلة هتكوني مراتي يا بسمه
وعلى بعدا منها توقف بخطواته ولهفته توقف مطمئنا وهو يراها جالسه فوق أحد المقاعد الخشبية خارج المشفى تطالع ما حولها في صمت  
زفر أنفاسه وقد عاد الاسترخاء يرتسم فوق ملامحه واكمل تقدمه نحوها يدقق النظر فيها وكلما كانت تقع عيناه عليها وعلى خلجات وجهها كان يتأكد من حقيقة واحده بات يدركها تماما زوجته مازالت طفله صغيره طفله تبحث عن طفولتها التي ضاعت في النضج بين والدين لم يكونوا مؤهلين لأن يكون لديهم طفلا واحدا وليس سبعة أطفال
جاورها في جلستها وقد علقت عيناها به لم ينظر إليها بل ترك كفه الضخم الذي عانق كفها الصغير يخبرها عما أراد إخبارها به
فالتمعت عيناها بالدموع وهي تنظر نحو كفيهم المتشابكين
كلام والدتك كان صح يا فتون الغلطه غلطتي أنا لكن الغلطة هتتصلح
وتفتكر الناس برضوه هتسكت ساعتها هيسألوا نفسهم إزاي أنت اتجوزتني ازاي قبلت تتجوز مرات السواق
حدق بها وقد ألجمته عبارتها التي هتفت بها بأنفاس مثقلة وحړقة شعر بها في صوتها لا يصدق أنها مازالت تشعر معه بالنقص
أنا هفضل في نظر الناس الخدامه اللي قدرت تغوي السيد فاتجوزها
قالتها بمرارة فكلما باتت تظهر أمام مجتمعه أصبح الجميع يتسأل كيف تمكنت هذه الفتاة التي لا يميزها شئ أن تنال رجلا كسليم النجار رجلا لم يكن يوما من الرجال الذين يفضلون النساء صاحبات المستويات المتدنية
السيد والخادمة بل وزوجة سائقه فما الشئ الذي قدمته له حتى يتزوجها بعد زوجته التي تفوقها في كل شئ
امتقعت ملامحه وقد تركها تهذي بما تريده 
عارفة يا فتون الحاجه الوحيدة اللي بتثبت ليا إني عمري ما شوفتك زي ما شوفت اي ست مرت في حياتي
توقف عن الحديث وقد علقت عيناها به تنتظر سماع باقية حديثه
إن أنا راجل بحب أي شئ مميز ست تكون واثقة من نفسها لكن معاك أنت اختياري كان مختلف
توقفت عن ذرف دموعها تنظر إليه بتشوش وضياع وهو ينهض من جوارها
شكلي حسدت الدروس التثقيفيه وحسدت نفسي مش عارف متعلمتيش مني ليه الثقة بالنفس
تمتم عبارته حانقا فزوجته الحمقاء كلما ظن إنهم تجاوزوا تلك النقطة عن حياتها السابقه تعود وتتحدث
عنها
أنا مش هنفع في أي حاجة يا سليم
ازدادت تقطيبة ملامحه وهو يسمعها وقد بدء يشعر أن هناك شئ بها تخفيه عنه شيئا يراه
في عينيها منذ الصباح
فتون في حاجة مخبياها عني أنت متعودة طول عمرك علي كلام الحجة عبلة فمافيش حاجة جديدة لكن في حاجة تانية
وعند تلك النقطة كانت تلمع عيناه وهو يتذكر شحوب وجهها عندما أخبرها بحجز موعد لدي الطبيبة
اخفضت رأسها أرضا تفرك يداها لا تعرف كيف ستخبره بعلتها وتطلب منه الصبر او فقد الأمل إذا لم تستطع الإنجاب
فتون
رفعت عيناها إليه فعاد يجاورها ينتظر سماعها
خاېفة يا سليم
سردت له التفاصيل التي اخبرتها به الطبيبه وذلك الدواء الذي تتناوله حتى تحل مشكله ذلك الخلل الذي حدث في هرموناتها بسبب تناول أقراص منع الحمل وبحشرجة تمتمت بعدما تمكنت من مسح دموعها
لكن الدكتوره قالتلي إن الموضوع بتاع ربنا ممكن يطول العلاج وممكن لاء
لانت ملامحه وهو لا يستوعب إنها تخاف من أن يكتشف أمرا وارد حدوثه بل ويحدث 
فتون معقول خۏفك وصل لدرجادي مني
لو مخلفتش مش هيكون لوجودي أي أهمية معاك هتزهق مني بعد فترة وترميني
احتقنت عيناه وهو يسمعها مهما خرجت زوجته من قوقعتها ستظل تابعه لغيرها تترك لهم أذنيها وتستمع لهم
يخبروها إنها ناقصة فتجيبهم بنعم
يخبروها إنه سيتركها فترثي حالها مصدقة على كلامهم
رمقها بنظرة احتدت معها عينيه مؤسفا عليها وعلى تذبذبها
كويس إننا لسا مجبناش طفل يا فتون
وانسحب من أمامها لا يفسر حديثها إلا إنها تخشي أن يكون رجلا نذلا معها
والحمقاء لم تدرك حتى اليوم إنه احبها بجميع نواقصها احبها لدرجة أصبح لا يصدق إنه نفس الرجل الذي كان عليه منذ سنوات رجلا يختار نسائه بعناية 
وقفت أمامه تهذي بالكثير من الحديث عن الكرامه وعن عدم حاجتها لشئ منه وقد فعل ما أوجب عليه فعله حينا ادخلها بيته وبالطبع كل ذلك كان إكراما لملك التي لولاها ما كان ساعدها يوما
وبأنفاس متسارعة كټفت ذراعيها أمام صدرها تنظر نحو علبة الهاتف الذي وضعته فور أن دلفت فوق سطح مكتبه تنتظر سماع أي حديث منه أو حتى أن ينظر لها ولكنه كان جامد مكانه ينظر نحو ما وضعته أمامه بملامح جامده
أمتي هتجوز عنتر يا بيه 
أخيرا سمحت للسانها بالسؤال عن الموعد المرتقب لذلك الزواج الذي كلما فكرت به ارتفعت أنفاسها وانقبض روحها
هو أنا هفضل اكلم نفسي كتير
وجسار كان صامت يقاوم ذلك الضجيج الذي يخترقه لا يصدق أن غضبه أجبره على التفوه بكلمة زواج ومن من من تلك التي اشفق عليها وادخلها منزله 
فهل ينطقها مجددا ويخبرها إنه سيتزوجها حتى يجعل طليقته تتحسر على حديثها معه تتحسر على تلك الساعة التي تلاعبت فيها معه وعن سمعته التي أصبحت على الألسنة بسبب فتاة شديدة الغباء متمسكة برجل أراد اڠتصابها يوما
عموما يا بيه هديتك عندك تقدر
 

97  98  99 

انت في الصفحة 98 من 186 صفحات