الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 99 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


تديها للخدامة الجديدة
احتدت ملامح جسار وقد صوب عيناه نحوها أخيرا فارتجف جسدها من نظراته ولكن سرعان ما كانت تقف في ثبات وتحدي
ولدهشتها هذا اليوم إنه لم يتحدث بل نهض مغادرا غرفة مكتبه بعدما رمقها بنظرة طويلة ذبذبتها ولم تفهم لها معنى
اقتربت منها السيدة سعاد بعدما أصابها الذهول تنظر إليها غير مصدقة أن السيد لم يتحدث بشئ

لا لا البيه فيه حاجة مش طبيعيه ده سابك تتكلمي من غير ما يتكلم 
عندك حق يا دادة ده بصلي بنظرة غريبة نظرة مش عارفة افسرها هي ڠضب ولا لوم ولا 
وابتعلت مرارة غصتها تخشي الإعتراف بينها وبين حالها أن نظرته كان يملئها الازدراء 
يا بنت ما بعد كلامك ده كويس إن
البيه اكتفي بمجرد نظرة 
انتبهت على صوت الخادمة الذي تكرر لمرات وقد اقتربت منها بعدما ظنتها لم تسمعها
تعلقت عينين جنات بها وقد نفضت رأسها وفاقت من أفكارها وحزنها الذي لا تفهم له معنى بعدما أخبرها بأطلاق سراحها فور عودتهم من رحلتهم القصيرة
بتقولي حاجة
ابتسمت الخادمة بتوتر وهي تنظر نحو سيدتها تلك العروس البائسة التي تتسأل داخلها كلما نظرت إليها وإلى رب عملها كيف تتحمل رجل مثله شديد الصرامة لا يهتف إلا بالأوامر والقوانين لا يتبسم وجهه دوما جامد غاضب اغلب الوقت ذو مزاج قاتم
في ضيفة مستنياك تحت يا هانم بتقول إنها صديقتك
فتون
هتفت بها جنات وهي تنهض عن فراشها فهي لا تملك غير فتون واحمس أصدقاء لها بعدما قطعت صداقتها بالكثير اللاتي لم يكونوا بحياتها إلا في خانة فارغة
صديقه لا تخبرها بخطبتها لأنها تخشي الحسد 
واخرى لا تهاتفها إلا لتندب حظها او تخبرها بما يفعله لها زوجها وما يجلبه لها وكم هي حمقاء لأنها حتى هذا العمر لم تتمكن من لفت أنظار رجلا إليها رغم إنها تعمل وتخرج وتقابل الكثير من الرجال فكان سبيلها الوحيد أن تترك تلك الصداقات البائسة التي لا تشعرها إلا بالحسړة
أسرعت في
الخروج من غرفتنا وفور أن علقت عيناها بفتون ورأت هيئتها اكملت خطواتها ركضا صوبها تلقفها بين ذراعيها متمتمه بخشية
اوعي تقوليلي إن في حاجة وحشة حصلت معاك
سليم جالي إن كويس مخلفناش لحد دلوقتي يا جنات 
ابتعدت عنها جنات تخشي سماع ما هو قادم لا تستوعب أن حظهم بائس لهذة الدرجة بل وسيجتمعون مجددا في شقتها مطلقتين 
فتون كفاية عياط وتعالي نقعد وفهميني براحه إيه اللي حصل
أنا تعبت يا جنات تعبت ومش عارفة اخرج من الخۏف اللي أنا عايشه فيه ولا حتى اتعالج من قلة الثقة بالنفس
وبشهقات متقطعة حاولت تمالك أنفاسها التي أخذت تتسارع
أنا ليه ضعيفة الشخصية يا جنات مهما حاولت مافيش حاجة بتتغير جوايا
اجلستها جنات وقد غامت عيناها بالحزن لأجل كلتاهما فلا الثقة والقوة نفعتها ولا ضعف الشخصية والتأثر بحديث الناس نفع تلك التي أتتها ركضا ترتمي بين ذراعيها تطالبها بالنصح والأمان وهما متفقدهم هي الأخرى
لأن البنت اللي اتسرقت طفولتها لسا جواكي يا فتون فتون حب نفسك وأديها قيمتها قبل ما تستنى الناس هي اللي تحبك الأول
سقطت دموعها بعجز لا هي تستطيع أن تخرج من عباءة الطفلة الصغيرة التي كبرت قبل أوانها ولا هي تستطيع أن تكون المرأة التي تتمنى أن تكون عليها
جواك لسا طفله يا فتون طفلة اتولدت أم تراعي اخواتها اللي اصغر منها 
أنا مشوهه من جوه يا جنات مهما حاولت اكون زيكم مبعرفش حتى الكلية مش عارفه اكون شبه زمايلي لولا احمس
عادت دموعها للأنهمار فلولا وجودهم حولها ما تمكنت على التقدم
اطبقت جنات فوق جفنيها بقوة تشعر بالندم لأنها تعاونت مع سليم حتى تتم تلك الزيجة اقنعتها لتتزوجه رغم إنها كانت بحاجة لأن يشب عودها وتنضج وتري حياتها بنظرة مختلفة بنظرة بعيدة عن حياة سليم النجار الرجل الذي يذكرها بماضيها البائس الذي لم تتجاوزه
أنا اسفه يا فتون انا السبب ياريتني ما خليتك تتجوزي سليم على الأقل كنت شوفتي حياتك وسعيت ورا أحلامك من غير ما تفضلي تحسي بالنقص قدامه طول العمر
سليم عمره ما حسسني بالنقص يا جنات أنا اللي ديما بحسسه إني اقل من إني اكون مراته
وده عيبك يا فتون وبسببه بتخلي الكل يقلل منك
ازداد حزنها وعادت ټدفن رأسها بين كفيها منتحبة بشدة
كل ما افتكر إني خلاص قدرت اوصل للصوره اللي هو عايزها افشل
ضمتها جنات إليها تغمض عينيها متحسرة على حالها وعلى شعورها بهذا النقص الذي لم يغادرها
كفاية عياط يافتون أنت معندكيش حاجة تمنعك من الخلفة يمكن التأخير ده في مصلحتك
وبثقة كانت دائما تثير إعجابها نحو الجالسة أمامها
هتكوني قوية عشان نفسك يا فتون لا عشان سليم ولا عشان الناس هتنجحي وتفتخري بنفسك يا فتون
ارتسمت فوق شفتي جنات ابتسامة حزينة تضمها إليها بعدما عانقتها
ياريت كنت زيك يا جنات
والكل يتمني أن يكون مثل الأخر ولا يدري أن حياته يتمناها الغير فدمعت عينين جنات تخبرها پألم خاڤت
يمكن ضعفك ده نعمه يا فتون
تعالا رنين الهاتف يقطع عليهم لحظة عناقهم الذي منح كلتاهما السلام
أخرجت فتون هاتفها تنظر نحو رقم المتصل وصورته المحبه لقلبها التي ترفقها مع الرقم لتفهم جنات سر ابتسامتها
سليم مش كده
اماءت لها برأسها والسعاده ترتسم فوق شفتيها فها هو لا يتركها حزينة لوقت طويلا ولا يعاقبها على ثغراتها الحمقاء
ردي عليه وأنا هقوم اقولهم في المطبخ يحضروا لينا الغدا
لا لا غدا إيه أنا همشي غير إن جوزك بصراحه يرهب ده أنا حمدت ربنا إنه مش موجود
مټخافيش يا فتون واقولك حاجه كمان هتصل باحمس يجي يتغدا معانا خلينا نتجمع قبل ما اسافر معاه
توقف الهاتف عن الرنين وقد اتسعت عينين فتون تنظر إليها تحاول استعاب ما سمعته
تسافري تروحي فين 
عاد رنين هاتفها يصدح من جديد لتنظر إليها جنات مبتسمه قبل أن تنسحب من أمامها
مټخافيش ديه رحله قصيره لايطاليا اه حتى اشوف الليدي خديجة النجار عمة جوزك واتعلم منها الاستغناء عن الرجال
وبداعبة أردفت
ردي بس على جوزك اللي خاېفة يسيبك وهو اصلا مبيقدرش يستغنى عنك
اتسعت ابتسامة فتون فما هذا التذبذب الذي تعيشه كلما ذكرها أحدا بأنها لا تليق بذلك الرجل الذي اختارها هو بارادته بل وأصر على تزوجها دون أن تسعي إليه
فتون
هتفت بها جنات بعدما الټفت بجسدها تفرد اصابعها الخمس امام وجهها
قولي الله اكبر في عيني يا بنت
ورغما عنها كانت تنفرج شفتي فتون في ضحكة قويه وقد ضغطت على زر الإجابة فأتاها صوته
بتضحك وأنا واقف قدام المستشفى قلقان عليك وبلوم نفسي ازاي سيبتك ومشيت
أنا أسفه يا سليم
توقف مكانه بعدما كان يتحرك بضيق هنا وهناك غاضبا منها
فتون أنت فين ده انا سايبك معيطه ومنكدين على بعض 
أنا أسفه أنا لسا بخاف يا سليم بخاف من الناس ومن السعادة
تلاشت ابتسامته السعيدة وهو يسمعها
تخبرها عن مخاوفها وضايعها
فتون أنت فين قوليلي مكانك فين 
رفعت كفها تزيل عن عينيها دموعها
عند جنات
فتح باب سيارته وصعدها وقد اطمئن قلبه
هاجي اخدك نص ساعه وأكون عندك
اسرعت في الهتاف بعدما تذكرت جنات
سليم خليني شويه عند جنات هتغدا معاها ممكن
لو وجودك معاها هيريحك شويه مافيش مشكله يا حببتي
متفهما هو بطبعه يبحث معها عن سعادتها يشجعها على الصعود وتحقيق أحلامها لكن العيب بها هي هي التي عاشت سنواتها القليلة فى ثوب أمرأه عجوز
سليم أنا باخد العلاج من ساعه ما طلبت مني ابطل الحبوب
هتفت بها تستمع لصوت أنفاسه العاليه 
هنتكلم في الموضوع ده يا فتون هنتكلم ونتعاتب لكن دلوقتي خليكي مبسوطة
تهللت اساريرها تعبر له عن مدى سعادتها 
أنت بطلي يا سليم
اخترقت مسمعه عبارتها ليكتشف اليوم أن زوجته بمزاج متقلب كأبنته خديجة يحمد الله إنه صار أب قبل أن يتزوجها حتى يكون بهذا التفهم والصبر
من شوية كنت راجل ندل هرميكي بعد مستفدتش منك بحاجة كأنك صفقة في حياتي يا فتون
عاتبها ولم يكن يريد عتابها عبر الهاتف
شوفت اه انت لسا زعلان مني
فتون خلاص خلينا نكمل عتابنا
واحنا سوا اول ما تخلصي عند جنات كلميني
اماءت برأسها وكأنه أمامها لتدرك حماقة فعلتها متمتمه
حاضر
كادت أن تغلق الهاتف لتتذكر اكثر ما
يزيده ڠضبا
جنات عزمت أحمس على الغدا
وفي ثواني كانت تشعر بالصدمة وهي تستمع لعبارته قبل أن يغلق الهاتف بوجهها يلعنها ويلعن اصدقائها 
وقد ضاعت صورة البطل وصار البطل رجلا مثل باقية الرجال 
دلف لغرفة الطعام التي تعالا الضجيج بها يرافقه سليم وقد أصر على ضيافته اليوم بعدما أخبرته خادمته بضيوف زوجته الغالية 
تلاشي عبوس كاظم وهو يري ملامحها التي تبدلت كانت مبتهجة سعيدة تضحك وتمزح وكأنها ليست نفس المرأة التي تركها صباحا
توقفت فتون عن تناول الطعام وقد علقت عيناها بذلك الواقف يرمقها بجمود
سليم
انحشرت لقمة الطعام داخل حلقها فاسرع احمس بالتقاط كأس الماء بلهفة يعطيه لها
فتون أنت كويسه
تمتم بها أحمس وقد ظهر القلق في نظراته لتتعلق عينين كاظم بالمشهد يقسم داخله أن هذا الشاب ينظر لزوجة شريكة بنظرة رجل معجب وليس أخ كما تخبره زوجته التي ظنت أن عزيمتها اليوم لضيوفها ستزيد حنقه بل وستظهره بصورة الرجل الجلف
اتفضل يا سليم حببتي اطلب من الخدم يحطوا اطباق إضافية
تمتم بها كاظم وقد علقت عيناه بتلك التي وقفت ترمقه بنظرات ضيقه وكأنها تنتظر صورة أخرى له
لا شكرا يا كاظم أنا هاخد المدام ونمشي معزومين على العشا بليل وأنت مسافر بعد كام ساعه
ابتلعت فتون لعابها تنظر نحو سليم الذي اشار إليها بالنهوض 
طالعتهم جنات وقد فاقت للتو من حالة شرودها
أنت بتقول إيه يا سليم بيه مش معقول اول مرة تيجي بيتنا وتمشي كده كاظم اعمل حاجه
ارتفع حاجبي كاظم مستمتعا لأول مرة بحياته بذلك الدور الدرامي الذي يؤدوه سويا
مره تانية
تلاقت عينين أحمس به وقد ازدرد لعابه من نظراته فاقتربت جنات من فتون تحضنها هامسه
جوزك غيران من أحمس
فتون
تعالا صوته فاسرعت فتون بالمغادرة بعدما اماء لها كاظم لأول مرة برأسه بنظرة لطيفة
أصبحت الغرفة خالية إلا بهم ثلاثتهم
نورت يا استاذ أحمس
تمتم بها كاظم وهو يمد كفه مصافحا فازداد توتر أحمس وهو يري نظرات هذا الأخر إليه
شكرا يا استاذ كاظم جنات أنا همشي أنا كمان
أنت رايح فين لا اقعد كمل أكلك 
توتر أحمس من تلك النظرات التي يحدقه بها كاظم لتعلو ابتسامة متهكمة فوق شفتي كاظم وهو يري توتره
فالشاب مازال عوده لم يشب ولكنه رجلا وسليم النجار سيكون أحمقا إذ لم يلاحظ نظراته نحو زوجته
اقعد يا استاذ 
ثم حك ذقنه قليلا يحاول تذكر اسمه الغريب عليه
أحمس
جذبته جنات من يده لتجلسه عنوة
أقعد واحكيلي هنبدء تنفيذ مشروعنا أمتي
توقفت كاظم عن مضغ قطعه اللحم التي التقطها للتو بشوكته وهو يستمع لمخططها وبدأها في رسم حياتها وكأنها تخلصت منه ولكنه كان يزداد تصميما في استمرار زيجتهم إستمرارها لوقت بات يجهله 
اقتربت ناهد
 

98  99  100 

انت في الصفحة 99 من 186 صفحات