الأربعاء 18 ديسمبر 2024

اروي

انت في الصفحة 114 من 121 صفحات

موقع أيام نيوز


صالح نحو السيارات حتى
إندفعت سارة و أمير و وراءهم رباب ووسام
الذي كان يحاول الاعتناء زوجته الحامل
و التي لا تكف عن الحركة رغم خجله 
الشديد من فعلته.....
هدرت سارة بقوة و هي تسأل 
يارا إنت كويسة
أومأت لها الأخرى و هي تبتعد عن
أم إبراهيم لتتفقد ريان و سليم...
أشاح أمير وجهه للجهة الأخرى بصمت
عندما إلتفت عيناه بخاصتي صالح

الذي كان يوجه له نظرات اللوم و العتاب
قبل أن يسأله 
داه انا كنت بمۏت قدامك..يا خسارة ياصاحبي ...
إندفعت سارة لتجيبه مكان زوجها 
إنت مش من حقك تلوم أي
حد..
إحنا عملنا كده عشان ننقذها منك و من إبن
عمك...لو مخبيناهاش كان زمانها مېتة هي
و عيالها...
تدخل سيف حتى يمنع شجارهما فهو يعرف 
سارة متهورة 
خلاص بقى الناس بتتفرج علينا...انا بقول 
خلينا كلنا نروح البيت عندي و نتفاهم..
أم إبراهيم برفض فكلام سيف لم يعجبها ..شقتي فوق و إلا هي مش قد مقام البهاوات ..
سيف و هو يحاول إستجماع ما بقي من 
صبره الذي بدأ ينفذ من هذه السيدة 
حضرتك ليه حاسس إنك واخذة موقف 
عدائي مننا..
رمقته ام إبراهيم بطرف عينيها و هي 
تحيط كتف يارا بذراعها بينما دفعت الطفلين أمامها برفق 
إنت لسه هتحس..بقلك الناس بتتفرج 
علينا و سيرتنا هتبقى على كل لسان..
مسح سيف وجهه پعنف و هو يتمتم بصوت 
منخفض جدا 
أستفغر الله العظيم يا رب...لالا الست 
دي مش هيقدر يغلبها غير كلاوس...هو فين 
الواطي ملحقنيش ليه..
ضيق عينيه مستدركا لوهلة قبل أن يتذكر 
انه قد أرسله للفيلا ليأخذ زين لموعد التطعيم...
لوى شفتيه بضيق قبل أن يبتسم بخبث مؤكدا 
بردو هخليه ييجي عشان انا متأكد إن الولية 
دي مستحيل هتقبل تخلي يارا ترجع لجوزها 
و مش
بعيد تصحى الۏحش من سباته يقصد 
صالح القديم و هتبقى حرب خصوصا إن 
بنتها متجوزة أمير الخطيب ..
أفاق من أفكاره ليجد نفسه هو الوحيد 
الذي لازال أسفل الدرج بينما صعد الآخرون..
صفع جبينه و يلتحق بهم ليتفاجئ بفتاة 
مچنونة تزيحه من أمامها و تركض على 
الزوج و تدلف شقة أم إبراهيم..تثبت 
سيف من العنوان ثم دلف وراءهم..
فور دخولها الشقة هرعت يارا نحو غرفتها 
مع صغارها الذين كانوا لا يزالون خائفين 
ضمتهم نحو صدرها و هي تحاول تفسير 
ما حصل بطريقة مبسطة تناسب عقولهم 
الصغيرة حتى تهدأ من روعهم 
حبايب مامي كفاية عياط بقى محصلش
حاجة...
رفع ريان عيناه نحوها و هو يقول من شهقاته
بس الراجل الۏحش اللي برا كان عاوز يضربنا 
و إنت كنتي بټعيطي ..
لامت يارا نفسها لأنها جعلت أطفالها يتعرضون 
لهذا الموقف...فلو عاد بها الزمن إلى الوراء و علمت أن صالح قد لحقها لما رجعت لشقة ام إبراهيم...
تنهدت و هي تحيط وجهه الصغير بكفيها لتمسح
دموعه العالقة بأهدابه 
إنتوا فاهمين غلط انا بس بعيط عشان تخضيت 
لما لقيته قدامنا و إحنا نازلين بس إنتوا شفتوه 
هو معملناش حاجة....و طلع معانا الشقة عشان 
عايز يتكلم مع تيتة شوية و بعدين هيمشي...
أنا هطلع اشوفه هو عاوز إيه و إنتوا هتقعدوا 
هنا تلعبوا ماشي ..
تمسك بها سليم رافضا تركها و هو يقول 
بس إحنا خايفين يا مامي..
تصنعت يارا الضحك و هي تطمئنه
حبيبي خاېف من إيه طنط رباب و طنط 
سارة و انكل أمير و وسام برا و كمان تيتة 
إنتوا خايفين من إيه لا بجد انا زعلت 
مش كنت بتقلي دايما إنك
بطلي الشجاع ..
أومأ لها الصبي و هو يمسح دموعه و قد تحمس
من كلام والدته ليقول 
حاضر يا ماما إحنا مش هنخاف و هنفضل 
هنا لغاية ما الراجل الشرير يروح..
قبلتهما يارا بحب ثم قامت لتحضر لهما بعضا 
من ألعابهما حتى ينشغلا بها ثم خرجت....
إبتسمت بلطف و خجل عندما إعترضها سيف 
أمام باب الغرفة ليقول لها 
كده يا يارا...كل السنين دي مختفية هنا 
طب كنتي
جيتيني و انا كنت خذتلك حقك 
منه...
إلتفت نحو صالح ليجده ينظر نحو يارا 
بلهفة يمسك نفسه بصعوبة حتى لا يأتي 
إليها ثم اضاف 
صالح قتل آدم و فاطمة من أربع سنين 
لما إكتشف اللي عملوه معاكي انا مش بدافع 
عنه صدقيني بس عاوز أقلك إن ربنا 
إنتقملك منه أضعاف اللي عمله فيكي...
و خليكي فاكرة إن انا هكون في صفك 
في اي قرار تاخذيه بس قبل ما تقرري 
فكري كويس في عيالك هما محتاجين 
ابوهم...
قاطع حديثه صوت ام إبراهيم من بعيد 
إنت بتلين دماغ البت بكلمتين عشان تخليها 
ترجع معاكوا..
نفخ سيف بضيق و هو يحدث يارا بصوت 
خاڤت..إنت إزاي مستحملة الولية دي 
اربع سنين بحالهم ..
يارا بابتسامة هادئة..دي أطيب 
ست ممكن تقابلها في حياتك..هي بس 
عشان خاېفة عليا..
حرك رأسه بشك بينما توجهت يارا لتجلس 
بجانبها بعد أن دعتها قائلة 
تعالي يا حبيبتي أقعدي جنبي أما نشوف 
الأستاذ داه عاوز إيه 
تبادل صالح و سيف نظرات ذات مغزى
ليشير له الاخير بالهدوء ثم اخرج هاتفه 
و يرسل رسالة نصية لكلاوس يقول له فيها 
أن يخبر عائلة يارا بأنهم قد وجدوها 
ثم ارسل العنوان....
خبأ الهاتف في جيبه ثم جلس بجانب 
وسام بعد أن حياه بخفوت لينصت 
إلى الحوار الدائر بين صالح الذي 
كان يتحدث بهدوء و صبر دون أن يزيح عيناه 
عن يارا التي كانت تخفض رأسها مكتفية بالصمت
و بين تلك السيدة المسماة بأم إبراهيم ...
تحدث صالح بهدوء بعد أن وجد ان ام إبراهيم 
مصرة على أن يطلق يارا و يذهب في حال 
سبيله 
حضرتك عاوزاني أطلقها و اسيبها في حالها 
هي و عيالي 
تشدقت ام إبراهيم بلامبالاة رغم أنها بداخلها 
كانت ترفض ما تقوله 
أنتوا مش اول إثنين تطلقوا و في بينهم 
عيال..و اللي المحكمة تحكم بيه إحنا ننفذه ..
صالح بصبر..إحنا ممكن نحل المشكلة من غير 
محاكم...يارا لسه مراتي و انا عاوزها هي و عيالي 
و اعتقد إن داه من حقي..
شتم بصوت منخفض عندما لاحظ نظرات يارا 
المتوسلة نحو تلك السيدة و تمسكها
بها ثم اردف 
حتى يطمئنها 
أنا عندي فيلا صغيرة ممكن تعيش فيها 
مع الاولاد و انا هرجع القصر...
أم إبراهيم بتفاوض..و ليه متقعدش هنا 
و اديك عرفت العنوان و أهلا وسهلا بيك في 
أي وقت..
صالح برفض..لا طبعا انا مش هرضى 
ولادي يقعدوا بعيد عني بعد كده و في مكان مش 
ملكي ..أنا أبوهم و انا المسؤول عنهم 
و لو حضرتك لسه خاېفة على يارا مني 
و لو إن داه ملوش داعي فإنت ممكن تيجي
معاها ..
أم إبراهيم پصدمة..إنت عاوزني أسيب 
بيتي...
صالح..أديكي قلتيها بيتك...يعني مش 
بيت يارا و لا بيتي عشان أولادنا يقعدوا 
فيه..
إلتفت نحو يارا ليضيف بصوت هادئ حتى 
لا يخيفها أكثر 
إنت ناسية إن عندك عيلة..مامتك 
لسه هتتجنن عليكي و لحد دلوقتي مش 
مصدقة إنك م......
خفض رأسه بعد أن فشل في نطق تلك 
الكلمة المخيفة لكنه ما لبث ان رفعه مجددا
عندما سمعها تبكي..
ضمتها ام إبراهيم نحوها و هي تهدأها 
خلاص يا حبيبتي كفاية عياط لو العيال 
شافوكي هيخافوا أكثر..
إلتفت صالح نحو الغرفة التي خبأت فيها
يارا صغاره و هو يقبض بيده على ذراع الكرسي
تمنى لو بإستطاعته ان يقتحمها و ياخذ 
صغاره في أحضانه و يعوضهم عن أيام 
غيابه..قلبه يرفرف بداخله و هو يتخيل 
وجود نسخ صغيرة منه على قيد الحياة 
إنه أب منذ أربعة سنوات و هو لا يعلم حتى..
إنتبه لصوت يارا التي قالت بصوت مرتعش
هو معاه حق بس انا مش عاوزة أروح معاه....
تدخلت سارة تدعمها 
مفيش حد هيقدر يجبرك تروحي اي 
حتة إنت مش عاوزاها...و أعلى ما في خيله 
يركبه ..
قلب سيف عيناه بملل و هو يحدث 
نفسه 
صالح الۏحش قلب كتكوت...لو كنتوا شفته 
وشه الحقيقي مكانتش واحدة فيكوا تجرأت 
تتكلم قدامه كده...
وقف من مكانه حتى ينهي هذا الجدال الذي
طال اكثر من اللازم و لم يأت بأي نتيجة
و قد نفذ صبره 
أنا بقول خلينا نتفاهم بالذوق و مفيش 
داعي لتلقيح الكلام ميغركوش البدل اللي 
إحنا لابسينها هاااا و متنسوش كمان يارا لسه مرات صالح و في بينهم عيال كمان و إلا
عاوزين تيتموهم بالحياة مش كفاية إنها خبت عليه وجودهم و داه حرام شرعا و قانونا و هو لو قدم بلاغ في المحكمة 
فالقاضي مش بعيد إنه يحكمله بحضانتهم 
و يارا عارفة كويس إن جوزها يقدر يشتري 
القاضي و المحامي و المحكمة كلها...
همست تهاني لرباب التي كانت تتابع هي الأخرى 
ما يجري بصمت..هو المز اللي شبه براد بيت 
داه ماله عمال يحرم و يحلل كده لوحده 
يعني يارا حرام عليها عشان خبت موضوع الولاد 
أما جوزها حلال عليه لما يدفع رشوة و يشتري
المحكمة...أما عجايب....
حولت نظرها نحو صالح ثم سيف و بعده أمير 
ووسام ثم عادت لتهمس لها من جديد 
أحييييه على رأي الأخت رية و سکينة 
انا ليه حاسة إني 
دخلت موقع تصوير مسلسل تركي بالغلط..
لكزتها رباب و هي تهمس لها بحنق 
إتلمي يا تهاني إنت هتكراشي على جوزي كمان..
تهاني بضيق مصطنع 
طبعا هو أنت فاكراني عنصرية داه حتى 
الوحيد اللي عنيه رزقا في اللمة دي كلها ..
رباب..طب إخرسي خلينا نسمع هما بيقولوا 
إيه 
وقفت سارة من مكانها متحدية سيف 
رغم منع أمير لها لكنها لم تنصت له 
لتهدر بحدة 
إنت بتهددنا...فاكرنا هنخاف منك طبعا 
ما إنتوا تعودتوا تفتروا عالغلبانة دي 
حتى لما طفشت منكوا لحقتوها و عايزين 
تخربوا حياتها من ثاني...جوزها اللي بتتكلم عنه داه
مش هو نفسه اللي ضربها و كان هيسقطها 
اكثر من مرة لو لا أخوه و مراته اللي كانوا
بيأخذوها المستشفى ڠصب عنه...و آخر مرة
حپسها في أوضة باردة بعد ما چرجرها من 
شعرها عالسلم و بهدلها قدام الكل...جوزها
اللي مقدرش يحميها من إبن عمه و الشغالة 
اللي ياما حذرته منها و قالتله إنها پتكرها و
بتأذيها بس هو مصدقهاش..
أشارت نحو يارا و هي تكمل پغضب 
عارم 
إنت عارف انا لقيتها فين و إزاي 
طفقت سارة تحكي لهم و تصف لهم 
حالة يارا عندما وجدتها في تلك الليلة 
بين يدي ذلك المچرم و الذي لو لا مساعدة 
شكري ذلك الحارس الذي كلفه أمير زوجها 
بمراقبتها خفية حتى يحميها من كل
تلك
المشاكل التي كانت تقع فيها لكانتا ميتتين
الآن...
ذلك السر الذي أخفته سارة عن والدتها 
حتى اليوم حتى لا تقلق عليها كشفته 
الآن مما جعلها تصدم بشدة و تحتضن يارا 
پخوف أكبر و قد زادت رغبتها في حمايتها
أكثر...
إنتهت سارة من سرد ما حصل ليعم 
الصمت...الجميع كان في حالة من الذهول 
و أكثرهم صالح رغم انه كان على علم 
ببعض الأجزاء..رفع عيونه نحوها و هو
يشعر بالعجز من جهة لا يريد تركها هي و أطفاله 
هنا و من جهة أخرى لا يستطيع إرغامها 
على مرافقته....خاصة بعد كلام زوجة 
امير الذي أكدت له أنه ليس لديه حق 
المطالبة بها و بأطفاله بعد الآن....
قطع صمتهم طرقات عڼيفة على باب 
الشقة ليقف سيف من مكانه حتى يفتح 
الباب فهو كان على علم بهوية الطارق..
فتح الباب لتندفع ميرفت إلى الداخل 
و هي تهتف بلوعة و بكاء 
بنتي فين 
أشار لها سيف إلى الداخل لتركض 
بحثا عنها..و ما إن وقع بصرها عليها 
حتى صړخت بصوت عال 
يارا بنتي..
سارت نحوها يارا لټحتضنها بقوة و هي 
تنظر خلفها بسعادة عندما وجدت والدها 
و شقيقها أيضا اللذين إندفعا نحوها 
حتى يحتضناها بحب..
كان لقاءا مليئا بالمشاعر جعل الجميع 
يبكون من تأثرهم حتى سارة القوية 
أجهشت بالبكاء مخفية وجهها بين 
أحضان زوجها التي تولى مهمة تهدأتها...
نظرت تهاني حولها لتجد الجميع 
يحتضنون بعضهم لتقف من مكانها 
و تجلس بجانب ام إبراهيم هامسة بغيرة
شفتي يا خالتي كل واحدة في حضڼ 
جوزها إلا أنا...دول متعمدين يغيضوني على 
فكرة إكمني السنجلة الوحيدة اللي هنا.. 
بعدك طبعا ..
لكزتها ام إبراهيم التي كانت تمسح 
دموعها حتى تتوقف عن ثرثرتها الفارغة 
لكن الأخرى اكملت و هي تنظر
 

113  114  115 

انت في الصفحة 114 من 121 صفحات