اروي
نحو
العائلة التي كانت تحتضن بعضها..هما خلاص
هياخدو البت جولي معاهم....
أومأت لها والدة سارة رغم أنها لم تكن
متأكدة من قرار يارا بعد...فالامور قد تشابكت
و أصبحت معقدة جدا و أكثر ماكان يقلقها
ذلك المدعو سيف الذي بدأ متمسكا
بعودة يارا لزوجها اكثر منه حتى...
جلس الجميع في أماكنهم لتقف تهاني
حتى
يقدموا لهم واجب الضيافة فهم نسوا
ذلك في غمرة صراعهم...و ما إن رآها
صالح تغيب خلف باب المطبخ
حتى وقف من مكانه نحو تلك
الغرفة..رغم
علمه بأنه لا يجوز فعل
ذلك بدون إستئذان لكنه لم يستطع ان
بتحمل اكثر وجوده في مكان واحد مع
أطفاله دون أن يراهم...
كانت يارا تراقب ما يحدث بأعين شاخصة مترقبة لأي ردة فعل تصدر ممن حولها أدمعت عيناها
و هي تشاهد فرحة صغارها خاصة ريان
بوجود والدهم معهم
رغم سوء أفعاله معها في الماضي و رغم
كل ما عانته على يديه إلا أنه في الاخير
يبقى والدهم حتى لو لم ترد ذلك
جلس شقيقها على ركبته حتى وصل إلى مستوى
الحين و الاخر يلتفت نحو والديه اللذين
كانا مثله في حالة ذهول و صدمة
تلمس بأصابعه وجه أحد الصغيرين و كأنه
يتأكد من وجوده أمامه قبل أن يسأله
إسمك إيه
أجابه الصغير بثقة و كأن وجود والده بجواره
أشعره بالقوة و الأمان ليواجه هذه الوجوه الغريبة
أنا إسمي سليم و أخويا إسمه ريان
أشار بيده الصغيرة نحو شقيقه الذي يقف بجانبه
و هو مازال يحدق بهذا الرجل الذي لم يعرف
هويته بعد قبل أن يتفاجئ به يقبله من جبينه
و وجهه عدة مرات قبل أن ينتقل و يفعل المثل
مع شقيقه و هو يتمتم لهم بعبارات سمعاها
جيدا
أنا خالو ريان أخو مامتكوا
أيضا بل كانا سعيدين و هما يتلقيان
عروضا كثيرة منهم باصطحابهم إلى
مدينة الألعاب و الفسح و الجولات التي
كانوا يفتقدونها بشدة
الجميع كان يبكي بتأثر رغما عنهم
من روعة المفاجأت التي حصلت معهم
فسعادتهم لا توصف بعد أن علموا أن
يارا حية ترزق و لديها أيضا طفلين
ماعدا سيف و كلاوس اللذين كانا يتبادلان
تعدهم بعينيها أنها لن تتركهم يأخذون يارا
و حتى إن أخذوها معهم فهي سوف تعود
مع والديها و ليس مع إبن عمهم
مال سيف على كلاوس ليهمس له بصوت
خاڤت جدا
إحنا لازم نتصرف قبل ما الست دي تنفذ
اللي في دماغها عيلة يارا دلوقتي مشغولين
بالاولاد يعني شوية و يفوقوا و اكيد ابوها
مش هيخليها ترجع مع صالح و هيجبره
يطلقها و داه معناه
حرك كلاوس رأسه مؤيدا لكلامه قبل أن يهمهم
مضيفا بنبرة درامية نهاية صالح بيه حزنا و كمدا
ضيق سيف عينيه ثم قال بالضبط داه
هيقبل إنه يكمل بقية حياته يتعذب على إنه
يزعل مراته من ثاني عشان كده إلحقني
بخطة حالا
كلاوس بنفس النبرة الخطة قيد الدراسة
ثواني و تجهز بس حضرتك اللي هتنفذ
سيف و قد إرتسمت على شفتيه إبتسامة
خبيثة يعني لقيت خطة
كلاوس بإيجاب طبعا و إليك التفاصيل
وشوش له في أذنه ببضع كلمات و جمل
و مع كل مفردة ينطق بها تتوسع إبتسامة
سيف الذي ما إن إنتهى الاخر من سرد
تفاصيل
خطته حتى رمقه بفخر قائلا
أينشتاين مصر مش عاوز اقول أكثر
عشان العين و الحسد يلا انا لازم أنفذ
فورا أصلي زهقت من مسلسل دموع الورد
داه عارف لو سبتهم هيباتوا هنا
ضحك كلاوس و هو يعيد جسده إلى الوراء
بعد أن تناول كوب عصير و كأنه على إستعداد
لمشاهدة مباراة كرة قدم او فيلمه المفضل
وقف سيف من مكانه ليصفق بيديه حتى
ينته له الجميع بادلهم إبتسامة سمجة
قبل أن يهتف بتمثيل
يا جماعة إحنا أكيد ضايقنا الست أم إبراهيم
خاصة إننا جينا من غير معاد ف أحم أحم
يلا بينا كل واحد يروح بيته
وقف ماجد و هو يحمل أحد الصغيرين
بين ذراعيه قائلا و قد إكتست ملامحه بعض
الجدية
معاك حق إحنا آسفين على الازعاج
و بنشكرك مرة ثانية على اللي عملتيه
مع يارا أنا عارف إني مهما قلت و عملت مش
هوفيكي حقك بس
تناول من إبنه ريان شيكا قد كتبه منذ قليل
و عليه مبلغ جيد سيمكن السيدة أم إبراهيم
من العيش برفاهية لبقية حياتها
ثم وضعه على الطاولة و هو يضيف
دي حاجة بسيطة تعبير عن شكرنا
فيل ريت تقبليه و لو عاوزة أكثر انا مستعد
أديكي اي مبلغ تطلبيه و بردو هبقى مديونلك
طول حياتي
قلبت أم إبراهيم عينيها بملل و لم تهتم
ثم نظرت نحو يارا التي كانت تخفض رأسها
مكتفية بالصمت تدخل سيف و هو يأخذ
الشيك و يمزقه هادرا پعنف
اظن إن يارا ليها زوج مسؤول عنها و هو
اللي هيتكفل بتعويض الست أم إبراهيم
مش كده يا صالح
أومأ له صالح و هو يخرج بدوره دفتر
شيكاته ثم وضع عليه إمضاءه و وضعه
على الطاولة موجها حديثا لوالدة سارة
حضرتك ممكن تكتبي الرقم اللي إنت
عاوزاه
لم يجب تصرفه ماجد الذي وضع الصغير
على الأرض ثم تدخل موضحا
جوزها كان من أربع سنين بس دلوقتي
إسمه طليقها و يارا مش عاوزة منه
حاجة و إنت يا سيف من الأحسن إنك
متتدخلش
همست تهاني التي كانت تراقب الجميع
و كأنها تشاهد أبطال مسلسل تركي
إلحقي يا خالتي في عركة هتحصل هنا
في شقتك انا مش هاممني غير الشيكات
اللي بيلعبوا بيها دي خذيه يا خالتي
و إديهولي لو مش عاوزاه ينوبك فيا ثواب
تهاني تمثلني يا جماعة
لكزتها الاخرى لتسكتها قائلة شش أخرسي
خلينا نشوف إيه اللي هيحصل
رمق سيف ماجد بتحد ليقفا مواجهين
لبعضهما كأسدين غاضبين مستعدان للقتال
في اي لحظة ثم هدر
و إلا
رفع ماجد إصبعه هاتفا بنبرة محذرة
همحيكوا من على وش الأرض
ضحك سيف بسخرية مطلقة من الواقف
أمامه و الذي كان يتبجج بقوته الواهية
لم يكن سيف يريد إحراجه أمام الجميع
خاصة انه تلقى نظرات صالح الذي كان
يرجوه فيها التوقف
مسح سيف وجهه پعنف ثم همس بصوت
حاول أن لا يسمعه غيره
أوعى تكون فاكر إنك عشان قدرت
تدمر شركات أنكل أمين و كامل تبقى
عملت حاجة عظيمة و إنك خلاص قدرت
علينا أنا لو كنت عايز أتدخل مكنتش سبتك
تأخذ سهم واحد منهم بس أنا سكتت عشان
داه كان هدفي بردو فأحسنلك إتكلم
على قدك و متخليناش نحفر في اللي
فات عشان داه مش في صالحك أصلا
و متنساش إنت بتكلم مين
تراجع إلى الخلف و هو يبتسم بتسلية
عندما لمح تجهم وجه الاخر من كلامه
فبالفعل سيف و كذلك صهره لم يتدخلا
و تركاه يدمر شركة والده و عمه رغم
أنهما توسلاهما كثيرا ليساعدوهم لكنهم
رفضوا و خاصة صالح الذي كان مستسلما
لكل ما يحدث أمامه و لم يقاوم و لولا تدخل
سيف لكان خسر هو الاخر بعضا من أملاكه
رغم ذلك لم يستسلم ماجد و الذي أعلن من
جديد و هو يلتفت نحو صالح الذي كان
لا يهتم سوى ليارا و لأبنائه من الحاضرين
يعني إنت ناوي تعيد اللي فات و تأخذها
ڠصب عنها
تولى سيف التحدث بدلا من إبن عمه دون أن يترك
له فرصة التعبير عن رأيه
مراته و أولاده مكانهم الطبيعي جنبه
ذعرت يارا التي بدأت تستوعب ضعف
موقف والدها من خلال تقهقره و لجوءه
إلى إستفزاز خصمه لأنه كان يعلم جيدا
أن القانون ليس في صفه لكن صالح طمئنها
قائلا
اللي يارا عاوزاه انا هنفده
سيف بغيظ و هو يردد كلامه بنبرة
متهكمة اللي يالا عاوذاهاللي يارا عاوزاه
داه اللي ربنا قدرك عليه
أكمل بصوت عال و هو يصعد لهجته
المھددة
صالح غلط اوي مع مراته و أظن
كلنا شفنا إنه دفع الثمن أضعاف و آن
الأوان إنه يفرح شوية بعياله عالاقل مراته
لو مش عايزة ترجعله هي حرة بس اكيد مش
ناوية تحرمه من أولاده خصوصا إنها خبت عليه
وجودهم اربع سنين
تدخلت تهاني و هي تبتسم ببلاهة
أنا مشفتش أنا مشفتش هيهيهي
تاوهت و هي تتلقى ضړبة على رأسها
لم تعرف مصدرها لكن على الأرجح
كانت من أم إبراهيم و من حسن
حظها أن صياح يارا قد غطى
على كلامها و التي هبت راكضة نحو أطفالها
تحتضنهم إليها و لم تنتبه أنها كانت بالقرب
من صالح كثيرا إنتوا مش هتاخدوا ولادي
مني
إلتفتت حولها تبحث عنه في كل الوجوه
و ما إن وجدته حتى چثت على ركبتيها
تتوسله بعيون دامعة
أرجوك يا صالح متاخدش أولادي مني
متحرمنيش منهم أنا ممكن أموت و الله
كاد قلبه أن يقفز خارج قفصه الصدري و هو
يلمح دموعها التي آلمته و بشدة ليحرك رأسه
بنفي حتى يطمئنها بأنه مستعد لقتل نفسه هذه
المرة و ان لا يجعلها تعاني بسببه لكن صوت سيف
المستفز سبقه
يعني إنت ھتموتي لو تحرمتي من ولادك و
هو مش مهم عندك يولع مكنتش عارف إنك
أنانية بالشكل داه
إنتفضت يارا من مكانها بعد أن فقدت الباقي
من صبرها لتندفع نحو سيف حتى تضربه و هي
تصرخ و إنت ليه بقيت قاسې كده أنا أم
و مقدرش أسيب ولادي أنا اللي تحملت كل
العڈاب و الإهانة و الذل عشانهم و كنت ھموت
بسببه تقوم ترجعني ليه من ثاني عاوز ټموتني
صح ليه حرام عليك انا عمري ما أذيتك و لا أذيت
حد من عيلتك أنا من يوم ما دخلت القصر الملعۏن
بتاعكوا و انا مشفتش يوم حلو
تفادى سيف هجومها و هو يضحك بداخله
بتسلية رغم تألمه على حالها فهو أكثر شخص
يعلم ما كانت تعانيه على يدي إبن عمه المختل
لم تستطع يارا الوصول إليه بسبب ذراعين
قويتين إلتفتا حول كتفيها لتمنعها من ذلك
و همسات خافته في أذنها تدعوها للهدوء
و الاطمئنان بأن لا أحد قادر على إيذائها
أو إنتزاع أطفالها منها طالما هو موجود
الفصل الخامس و الثلاثون من رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني
طرقت إنجي باب الفيلا الخاصة بصالح
حيث كان الجميع يجلسون و ينتظرون
مجيئ يارا بعد أن هاتفهم سيف و أخبرهم
بأنهم وجدوها و أنها في طريقها الان إلى
هناك
فتحت لها الخادمة الباب لتندفع إلى
الداخل يتبعها هشام و هو يحمل يارا
الصغيرة بين يديه
هتفت إنجي بحماس و هي ترى شقيقها
فريد و زوجته أروى و أطفالهم و إلى جانبهم
سيلين و أبناءها بالإضافة إلى سناء التي كانت
تجلس على مقعدها و ترمق الجميع بأعين
حائرة
انا مصدقتش لما سيف كلمني و قلي
إن يارا عايشة إزيك يا مامي عاملة إيه
إنحنت إنجي حتى تقبل والدتها التي دفعتها
عنها كعادتها صاړخة في وجهها
إنت مين
إبتسمت إنجي و هي تضحك مداعبة خد
والدتها التي لم تعد تتذكرها في أغلب الأحيان
انا نوجة يا مامي
فعلتها تلك لم تثر إهتمام الجميع الذين
تعودوا على مرضها حتى الأطفال الصغار
الذين كانوا يعيدون تعريف أنفسهم
مرارا و تكرارها دون ملل او كلل كلما سألتهم
عن هويتهم
نظرت نحو أفراد عائلتها لتسألهم من جديد
هما هيوصلوا إمتى
تولت أروى إجابتها هذه المرة و هي تعيد
زين إلى مكانه الذي كان مصرا على النزول
من كرسيه و اللعب
قربوا يوصلوا باس ياظ فرهدتني
خليك مؤدب حتى نص ساعة إنت مبتزهقش
لعب شوف يارا مؤدبة إزاي
كتف زين ذراعيه أمام صدره و هو يحملق
بكره في يارا تلك الصغيرة
المدللة التي يكرهها جميع أطفال العائلة
بسبب تلك الألعاب الجميلة و الهدايا الغالية
التي تحصل عليها من خالها صالح دون الاخرين
قبل أن ينتبه إلى أن جميع الكبار قد
وقفوا متجهين نحو الباب عندما دلف
عمه صحبة سيدة غريبة