السبت 30 نوفمبر 2024

رواية رياح الألم ونسمات الحب  بقلم سهام صادق 

انت في الصفحة 43 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز


بجانبها عليها وبصوت غاضب اخرسي خالص وذاكري واخفضت برأسها أرضا وهي تتمتم قائله هو انا حظي وحش كده ليه معاه ياربي 
وقفت تتأمل البيت الذي تعيش فيه ابنتها حتي جاء اليها هو بوقاره المعروف مرحبا بها قائلا اهلا هدي هانم نورتي 
فجلست وهي تتكئ بكامل خلفا رافعه بساقا علي ساق وبصوت
يملئه الغرور أهلا مازن باشا اكيد انت عارف ان انا والدة ريهام صحيح معرفتش احضر حفلة جوازكم عشان كان عندي مؤتمر مهم 

فجلس مازن هو الاخر مبتسما طبعا هو في حد في عالم البيزنس ميعرفش أشهر صحفيه في الوطن العربي 
فأرتخت هي وقالت بأعتزاز ده بس من ذوقك 
فنظر هو الي خادمته التي تقف جانبا أطلعي قولي للهانم ان والدتها هنا
فنظرت اليه هدي وهي تقول بأستعجال انا هبقي اجيلها وقت تاني بس عايزاك في موضوع كده
فظل يتأملها مازن بدهشه حتي قالت هي عايزه اعمل معاك لقاء صحفي علي المشاريع الي ناوي تعملها هنا ثم نظرت في ساعة يدها الفاخمه وتطلعت اليه وهي تحمل حقيبتها قائله بعدما مدت اليه احد ايديها كي تصافحه انا مضطره امشي دلوقتي عشان عندي شغل في المجله شوف أنت الوقت الي ينسبك عشان نعمل اللقاء وابقي سلملي علي ريهام
لتظل نظرات مازن تتبعها حتي تنهد بسخريه مش معقول ديه ام 
وعندما التف كي يذهب الي مكتبه وجدها جالسه علي احد ادراج السلم بأعين دامعه فأقترب منها بأشفاق انتي بټعيطي ليه دلوقتي مش الدكتور قال ده غلط
فمسحت ريهام دموعها بأيد مرتجفه وظلت تنظر اليه پألم 
مازن بحنان تحبي نخرج نتعشي بره ياريهام
لتنهض من امامه بعدما نظرت اليه نظرة لوم ثم صعدت الي غرفتها ثانية وهي تبكي علي حالها الذي يرثي اليه 
ضحك محمود بشده عندما رئها تقترب منه پغضب قائله وهفضل لحد أمتا أمثل دور المحترمه قدامه ده غير انه هو ولا هنا طول عمره فارس مافيش أي ست بتقدر 
فزداد محمود في ضحكاته مش معقول بقي نسرين هي الي بتقول كده 
فجلست نسرين امامه لتشعل سيجارتها بمزاج وظلت تتلذذ في دخانها قائله لو كان فارس هو الشخص بتاع الزمن الي كلنا كل بنسمع عنه وان مافيش ست مكنش بيقدر يسحرها بجذبيته وانه يمتلكها لفتره كنت قولت اكيد انا الي خايبه بس فارس بتاع دلوقتي غير فارس بتاع زمان الي سمعت عنه 
فأبتسم محمود بتنهد كله بيتغير مع الزمن 
فنظرت اليه نسرين بخبث قائله واكيد انت اتغيرت زيه ثم أقتربت منه وجلست اسفل قدميه قائله متسيبك منهم وركز معايا انا 
ليضحك محمود قائلا وفين فكرت اڼتقامك من هنا 
فأبتسمت نسرين ونهضت حتي اقتربت من كتفيه العريضه وظلت تتلمسها بأيديها الناعمه كل واحد في الحياه ديه لازم يدور علي مصلحته انا المهم عندي دلوقتي ارضيك وبس 
الي شعرها الاسود المصبوغ بخصلات فضيه
وابعدها عنه قائلا ياريت منتقبلش الفتره ديه ونفذي المطلوب منك انا مجبتلكيش وظيفه السكرتيره في مكتبه عشان تيجي تقوليلي أصل مش عارفه لازم تقربي منه يانسرين وهنا تشك في علاقتكم والا هيكون ليا تصرف تاني 
فأبتسمت نسرين قائله بعدما عادت في الاقتراب اليه ثانيه لدرجادي انت عايزها بعد ما بقيت ليه 
ثم صمتت قليلا طب ما ټخطفها وبكده مش هنحتاج نلعب لعبتنا وكل واحد فينا يروح لحاله وانا اخد الفيديو بتاعي وباقي فلوسي واسافر لتتذكر حسام قائله وأبدء حياتي في أمريكا 
وهي تبقي ملكك باقي العمر بعد ما ټخطفها وتطلقها منه 
فنظر اليها محمود طويلا حتي لمعت الفكره في ذهنه ليعطيها ظهره وهو سارح في ذلك الظلام الذي ينير شرفة مكتبه واقتربت هي منه بكأس مثلج قائله عجبتك الفكره 
فمد محمود يده إليها وأخذ
منها الكأس وهو ناظرا لها بتفكير قائلا نفذي المطلوب منك من غير نقاش مفهوم 
اقترب منها هشام ضاحكا وهو يتأمل نظرات أعينها المرتبكه فيتذكر فنجان القهوه الذي أسكبته عليه قائلا كنتي عايزه 
ياسميه لدرجادي بتكرهيني 
فنظرت اليه سميه بحب وأخفضت رأسها خجلا مكنش قصدي انت الي خلتني أرتبك 
فضحك هشام حتي دمعت عيناه انتي مش طبيعيه والله انا مش عارف أحدد نوع شخصيتك لحد دلوقتي 
فلمعت الدموع في عينيها حتي قالت بصوت مخټنق انت اتقدمتلي عشان ترد فضل بابا وماما عليك اسفه يابشمهندس انا
مش موافقه علي الاحسان ده وشكرا اوي علي فرصة الشغل الي اقدمتها لوالدي وكادت ان تنهض من امامه
فأقترب منها هشام سميه انا عايزك تشاركيني حياتي بجد عايزك تعفيني عن كل حاجه حرام فتذكر الليله التي قضاها مع جوليا وعلاقته بها حتي أخفض رأسه بأسي يمكن ربنا جمعني بيكي وخلاني اعرفك عشان اقدر ارد الدين الي في رقبتي لأهلك 
فنظرت اليه سميه بضيق حتي أبتسم هو قائلا مش يمكن بجوازي منك هقدر فعلا اكون ليهم الابن الي ديما اتمنه وكمان يامجنونه مين قال ان مش ليكي جوايا مشاعر كتير وانك قدرتي بچنونك وحبك ليا تعلقيني بيكي وابقي طاير في السما وانا شايف نظرت الحب ديه كلها في عنيكي 
فأخفضت سميه رأسها أرضا قائله هتتجوزني ليه مدام مبتحبنيش 
فنظر اليها هشام وهو يرفع احد حاجبيه قائلا هي البعيده غبيه ولا انا الي بيتهيألي ثم تنهد قائلا بحبك ياهابله والله مش عارف ازاي وامتا بس المهم اني أدبست وخلاص 
لتفتح هي احد عينيها مقتربه منه تتمسح في كالقطط حتي ابتعدت واضعه بيدها علي أنفها 
فأبتسم فارس علي حركتها قائلا مالك مش هي ديه نوع الريحه الي بتحبي تشميها ياهانم 
فأبتعدت هنا عنه وهي تداري شعورها بالأختناق ما انا اه قرده ومافيش حاجه 
فأبتسمت اليه بوهن وهي واضعه بيدها علي رأسها التي بدأت في الدوار وأنزلت قدماها من علي الفراش وهي تقول احكيها لنفسك انا كبرت خلاص علي الحاجات ديه وقبل ان تكمل باقي حديثها معه وجدها تسقط وهي مغيبه عن كل شئ حولها
فتطلعت اليه ثم نظرت الي الكتاب الذي امامها فقالت بتثاوب محستش بالوقت وانا بذاكر 
فنظر منصور الي أبنته وقال بصوت هامس سهر كمان تعبت ونامت كفايه كده النهارده وابقي كملي بعدين 
فوضعت سلمي صغيرتها جانبا واغلقت الكتاب الذي بين أيديها وأقتربت منه قائله خليك هنا يامنصور ممكن 
ولاول يشعر بأن داخل هذه المخلوقه عالما لا يفهمه فأبتسم وظل يفرد شعرها الاسود بيديه حتي قال اول مره تطلبيها ياسلمي 
فأبتسمت سلمي ومازالت بين كنت الاول بخاف منك ام انت دلوقتي كل حياتي ومبقاش ليا حد غيرك مش بيقولوا حافظ علي الناس الي بتحبهم وخليك ديما جنبهم عشان ميجيش يوم وټندم 
منصور بشده فقال پخوف معلش نسيت انك بالنسبالي عصفوره صغيره 
وبدء يحركها بسعاده فشعوره بأنه سيصبع ابا من طفلته كان شعورا لا يوصف قد جعل النوم يفر من بين جفونه هاربا اليها 
فأبتسم فارس بأعين لامعه وهو مازال تاركا بيده علي تلك النبته الصغيره في رحمها
علي قد ما انا سعيد اني هكون اب بس سعادتي انه هيكون منك انتي اكبر بكتير من اي حاجه مش متخيل ان الرابط الي بينا بقي اكبر وهنكون اسره صغيره وهيكون ولادي منك انتي ونعجز ونشيب سوا 
فضحكت هنا بعفويتها واعتدلت من نومتها قائله بس انت الي هتعجز الاول ثم وضعت بيدها علي شعره ولمحت شعره بيضاء فقالت وهفضل انا صغيره ياعجوز
فارس اليه حتي دمعت عيناه من الضحك عفويتك ديه بحس اني نفسي أخبيكي جوايا ومتبقيش روحي بس تبقي انا كمان 
نظر الطبيب اليه ثم عاود النظر الي تلك الرشته التي تضم بعض الادويه قائلا الادويه ديه مينفعش المدام تاخدها تاني 
فظل ينظر اليه مازن بتعجب حتي أخرجه الطبيب من دهشته قائلا لان ده غلط علي صحة الجنين 
فنظر اليها 
وتحرك الطبيب لكي يغادر الغرفه لينظر مازن اليها بسعاده يتخللها الألم تاركها ذاهبا خلف الطبيب 
فسقطت دموعها پألم وأغمضت عيناها الي ان غفت دون أن تشعر 
ليعود هو اليها ثانيه وجلس بجانبها ناظرا لها بأسف شاكيا لأول مره لأحد قائلا بصوت هادئ لا يتخلله الغرور والكبر عيشت طفوله مرفهه بس عيشت طفل يتيم مع جدي كان بيشوف فيا ديما أبنه الوحيد الي ماټ هو ومراته في حاډثة عربيه بعد ما أقضوا عيد جوازهم السادس رباني وكأنه بيربي ابنه من جديد  أداني الحنان كله بس فضل ديما يعلمني ان أنا مازن الدمنهوري لازم ابقي كذا واكون كذا واعمل كذا بقيت الحياه الاستقراطيه هي أساس حياتي وبما اني وريثه وكل حاجه بأسمي أنا كان لازم أحافظ علي الامبراطوريه اللي هو تعب فيها تأسيسها طول حياته وبقيت مازن الدمنهوري اصغر رجل أعمال اشتغلت وانا عمري عشرين سنه وصمت مازن قليلا حتي قال بأسي حياتي كلها كانت شغل في شغل مفتكرش اني عيشت قصة حب زي اي شاب في سني حتي فكرت اني أسس أسره مكنتش في دماغي كنت ديما بخاف أن ولادي يعيشوا نفس مأساتي بس فجأه حسيت اني محتاج فعلا زوجه ارجع من شغلي القيها بتضحكلي انام في واشتكيلها همومي وجيتي انتي ياريهام في الوقت الي كنت بفكر فيه بكده انتي ظهرتي في حياتي فجأه ثم أبتسم بسعاده قائلا وهو ېلمس وجهها النائم عارف انك هتسامحيني بصعوبه بس أديني فرصه واحده أخليكي فعلا تنسي الماضي انتي وجعتيني اوي لما صرحتيني بحبك لشخص تاني بحاول انسي بس لسا صوتك جوايا ديما بيفكرني ان في حد تاني في حياتك 
ثم نهض من جانبها ووقف يتأملها للحظات حتي غادر غرفتها بعد ان غلق الانوار وطبع حانيه علي جبينها 
لتستيقظ هي بأعين مدمعه لامسة دموعها بأيديها كي تزيلها وتحسست جنينها وهي لا تعلم هل مازن هو قدرها الذي دعت الله دوما بأن يمنحها رجلا يحيا من اجلها وتحي هي أيضا من اجله اما هي حياه ستعيشها فقط دون روحها
الفصل الثامن والعشرون
رواية رياح الألم ونسمات الحب 
بقلم سهام صادق 
فاضت عيناه بالدموع وهو يتذكر حديث الطبيب معه فنظر للتقرير الطبي الذي معه بخصوص زوجته حتي قال بصوت يتخلله الألم ازاي الحاله متأخره وازاي ان الامل ضعيف 
فنظر اليه الطبيب بعدما ازاح نظارته الطبيه وظل للحظات يفرك في عينيه فقال للاسف مستر يوسف من ساعة فحوصات مدام نيره اللي عملتها قبل الولاده كان المړض عندها بس كان لسا في بدايته والطبيبه
اللي كانت مسئوله عن نتائج الفحوصات كانت شاكه في الامر بس
اتلاهت عن الموضوع وكتبت التقرير بدون اي ملاحظه وللاسف بعد ماسافرت بلدها لظروف طارئه افتكرت الامر من جديد واكتشفت ان شكها كان صح بس مين قال الامل ضعيف لسا الامل موجود 
فوقف يوسف والڠضب يكاد حتي قال يعني بسبب اهمال حتت دكتوره مراتي هتضيع مني بعد ايه حضرتها جايه تكتشف ان شكها صح
 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 54 صفحات