السبت 30 نوفمبر 2024

رواية رياح الألم ونسمات الحب  بقلم سهام صادق 

انت في الصفحة 44 من 54 صفحات

موقع أيام نيوز


بعد ما خلاص مافيش امل انا مش هسكت علي اهمالكم ده فعلا كلكم مهملين وحيات المړضي مجرد تجارب بين ايديكم 
فتنهد الطبيب وهو يشعر بما يدور بداخله وقال بلهجته السوريه بعدما اشفق عليه ده امر ربنا ومحدش يقدر يعترض عليه 
فجلس يوسف ثانية بعدما خارت قواه وهو يتنفس بصعوبه وبأعين دامعه ديه حب عمري وحياتي كلها مش قادر اصدق ان حياتنا فجأه كده هتتغير وممكن افقدها في لحظه 

فظل السكون يحاوطهم وصار شريط ذكرياتهم معا أمام اعينه فتذكر ضحكاتها له وغيرتها التي تصل الي حد الجنون فسقطت دمعه قد سالت معها جميع الالم وهو يري معاها حياته بدونها فيقول بصوت ضعيف لاء مش هتسبيني يانيره هتعملي العمليه وهتخفي 
كان وجهها الشاحب ونظرات اعينها المتعبه كفيله ان تجعلك تنظر اليها بأشفاق لتفتح جوليا عيناها 
فتأملها حسام ببتسامه باهته حتي قال ليه منزلتيش الطفل ياجوليا مدام قلبك ضعيف ومش هيستحمل
فأمتلئت عين جوليا بالدموع حتي ازداد احمرار جفونها وقالت بصوت مشتاق عشان جوليا كان نفسها في بيبي من هشام جوليا محبتش راجل غير هشام وأبتسمت وهي شارده في بعض ذكرياتهم معا وتذكرت تلك الليله التي عصفت بذلك الجنين فلمست بطنها وهي تقول خلي بالك منها ياحسام لما اولدها متسبهاش جوليا ملهاش حد هنا 
فأبتسم حسام پألم وهو يشاهد ارتجافها هذا قائلا بعدما التف بوجهه بعيدا ارتاحي انتي دلوقتي وان شاء الله انتي اللي هتربيها بنفسك ويخطوا بخطوات سريعه كي يغادر غرفتها عازما بأن يهاتف هشام ويخبره بكل شئ 
ويذهب امام مرء عينيها لتنام علي وسادتها بتعب وهي تحدث طفلتها عارفه بابا حلو اووي ياورد انتي لما هتكبري هتبقي نفسك تتجوزي واحد زيه بس مافيش غير هشام واحد وبس 
وقفت نسرين خلفه تشم رائحة عطره القويه وأغمضت عيناها وهي سارحه في كل تفاصيله فأنتبهت لصوته وهو يقول في حاجه تانيه عايزه تتوقع يانسرين 
فتنحنحت نسرين بستحياء مزيف حتي قالت اه يافندم اتفضل الملف ده محتاج توقيعك 
فظل فارس ينظر الي الملف دون النظر اليها لتعود هي للنظر اليه وهي تقول بداخل نفسها مكنتش فاكراك حلو اووي كده لاء وشخصيه جذابه والاهم من ده كله فلوسك علي وهي تتذكر هنا بكره وابتسمت وهي تقترب ثانية من اذنيه تتنفس رائحة شعره حتي افاقت علي حركته المفاجأه قائلا كده كل الاوراق اتمضت اتفضلي علي مكتبك 
فتأملت نسرين جموده وصارمته ومشيت امامه بخطي هادئه وزيها الذي لا يشبهها ابدا وقبل ان تغادر مكتبه الټفت ثانية اليه بعد ان عاد هو بين ارواقه مرة اخري فقالت وهي تخفض برأسها هو انا ممكن اروح حفلة افتتاح مستر محمود يافندم 
فرفع فارس وجهه من بين اوراقه قائلا مدام هو عزمك اكيد ليكي الحريه أنك توفقي او ترفضي ده شئ يرجعلك ومش معني ان انا رئيسك في العمل هتدخل في حياتك 
فكان حديثه هذا معاها مثل كوب الماء المثلج الذي اسكبه عليها بكلماته فنظرت اليه
نسرين وهي تستشيط ڠضبا من حديثه معها فقالت عن اذنك يافندم 
نظرت اليها الخادمه بأشفاق علي حالها فقالت بأستحياء هتفضلي كده ياهانم ديما في اوضتك وسايبه البيه لوحده 
فنظرت اليها ريهام قليلا حتي قالت الخادمه وهي تمد يدها لها بكوب الماء وحبوب علاجها المحاميه اللي اسمها هايدي ديه مستغله ديما وجود حضرتك في اوضتك وديما هنا قال ايه بتراجع مع مازن بيه بعض الملفات مع انه طول اليوم في الشركه بس تقولي ايه ما بيصدقوا يستغلوا اي خلافات بين الراجل والست بتاعته ستات عامله نفسها هوانم وهما
خطافين الرجاله 
فأبتسمت ريهام علي طيبة وتلقائية تلك
الخادمه في الحديث لتقول الخادمه علي استحياء معلشي ياهانم انا عارفه ان لساني متبر مني بس انتي طيبه اووي بحسك انك شبهنا وزينا ربنا يقومك لينا بالسلامه 
ليفتح هو الباب ناظرا الي خادمتها قائلا الهانم اخدت العلاج بتاعها 
فنظرت اليه الخادمه محركة رأسها بالايجاب وذهبت تاركة لهم الغرفه بأستحياء 
فأقترب مازن منها وجلس بجانبها فرأي نظرات الخۏف في اعينها منه 
مازن مينفعش مطمنش عليكم عامله ايه النهارده ثم نظر الي بطنها التي تحمل جنينهم فقال امتا الشهور تعدي ويجي يملي علينا البيت 
فنظرت اليه ريهام قليلا حتي قال مازن ضاحكا خلاص ياستي امتا تيجي مش يجي هو انا اطول يبقي عندي بنت حلوه كده زي مامتها 
فأبتسمت ريهام رغما عنها ليقول هو مش ناويه تسامحيني بقي انا محتاجك اووي ياريهام معايا متعرفيش انا دلوقتي بقيت حابب الحياه ازاي لاول مره يبقي عندي عيله بحارب وبشتغل وبعمل كل حاجه عشانهم هما واقترب بكفه كي يمسك كفها فأرتجفت اناملها پخوف فأنحني كي يطبع عل حانيه ناظرا لهاا بحب مش هتصدقي احنا معزومين علي خطوبه مين بعد اسبوع صديقتك اللي جات زارتك من كام يوم اصل انا داخل صفقه كبيره اووي معاهم وطبعا هشام عزمني وبما ان المدام بتاعتي تبقي صاحبتها فأكيد هنروح عشان خاطر عيونها 
فظل الصمت يحاوط نظراتها حتي نظر اليها مازن بأسي قائلا تصبحي علي خير 
وكادت ان تمسك يديه قبل ان ينهض من علي الفراش ويتركها ولكن كفيها النحيله بسرعه وهي حابسه دموعها لتقول بصوت يكاد ان يخرج انا ليه حظي كده 
وسقطت دموعها وهي تتذكر يوم انا جائت لها سميه وهنا لزيارتها بعدما علموا بزواجها فأبتسمت وهي تتذكر نظرة هنا عندم تذكروا فارس وحديث سميه عن هشام اما هي فكانت كل ما تتذكره مافعله مازن معها وصدها له دائما فسقطت دموعها بغزاره وهي حزينه علي حياتها الجديده التي تعيشها بقلب مجروح وبصوت يكاد ان يخرج بصعوبه 
وقفت ثريا جانبه الممتلئ لتهندم له عبائته واساورها الذهبيه تتمايل يمينا ويسارا في ايديها قائله بصوت هادئ كي تجعله يلين معاها هتجبلي امتا السلسله اللي طلبتها منك ياسي منصور 
فنظر منصور الي اصابعها الممتله بالخواتم الذهبيه ثم تأمل ذراعيها الاثنان ناظرا الي الذي تملئوه السلاسل قائلا بتهكم نفسي اعرف ايه سبب حبك للدهب هتلبسي اكتر من كده ايه تاني 
فأبتعدت عنه ثريا قائله پغضب اشمعنا بنت زينب بتعلمها زي بناتي ماكان ابوها هو اللي خلاها تكمل تعليمها احنا مالنا نتبلي بيها هي وبنتها 
فنظر اليها منصور پحده قائلا بنتها اللي بتتكلمي عنها ديه بنتي ياثريا زي ما بناتك برضوه بناتي وهي مطلبتش حاجه غير انها تكمل تعليمها زي ما انتي برضوه مش بتطلبي حاجه غير المال وحسك عينك صوتك يعلا تاني عليا ولا خلاص رجلكي خدت علي بيت ابوكي يابنت شكري 
فقتربت منه ثريا بعدما علمت بغلطتها وان كل ما تفعله لا يزيده غير نفورا منها ناظرة الي عبائتها الحمراء المطرزه بكثره قائله حلوه العبايه مش كده ياسي منصور ثم ذهبت الي دلابها وفتحت احد ادراجه ناظره لذلك القميص ذات اللون اللبني الذي اخرجته من درجها شوفت انا جيبالك ايه عشان البسهولك مش ده اللون اللي بتحبه عليا
فضحك منصور بشده لما تفعله قائلا وهو يغادر حجرتها ربنا يهديكي ياثريا 
لتتطلع اليه ثريا پغضب وهو يغلق الباب خلفه ونظرت الي ذلك المظروف الذي أخرجته من جيب عبائتها متأمله كلماته التي لا تعرف كيف تقرئها ولكن ما سمعته أذنيها من خادمتها عندما قرئته لها كفيل بأن يخبرها عندما يقع بين يدي زوجها ستجعله يحقق ما تريد مع تلك المسكينه 
فأبتسمت بخبث متذكره وجود ذلك الشاب الدائم امام المنزل وبالتأكيد كما صور لها عقلها بأنه لا يأتي الا اليها خارجه من غرفتها بأبتسامه خبيثه مصطدمه بوجهها قائله بحب مزيف شكلك تعبانه ياسلمي ياحببتي من الحمل اقعدي ارتحي متعمليش حاجه خالص تحبي اخلي ام فتحي تعملك كوبايه لبن دافيه بالعسل وهاتي البت عنك اشيلها عشان متتعبيش 
فتأملتها سلمي
بغرابه
ومدت لها ذراعيها بطفلتها الصغيره قائله اتفضلي ياخالتي ثريا 
ثريا علي بقوه متحمله غلظت تلك الكلمه علي مسمعها ناظرة اليها نظرات تريد ان تسحقها ولكن قالت بحنان مصطنع اطلعي ارتحي انتي ولا اقولك البنات وقفين فوق سطح البيت بيشموا هوا روحي اتبسطي معاهم وشوفي الزرع من فوق البيت الجو هيعجبك اووي 
فأبتسمت سلمي لذلك الاقتراح فدوما تمنت منذ ان جائت لذلك البيت ان تصعد الي سطحه المملوء بأزهريات الزرع ومجلس مرتب للجلوس فيه ولكن دائما كانت ثريا تمنعها من ذلك لانها هي الوحيده من تحتل ذلك المجلس هي وبناتها 
فصعدت سلمي بسعاده لتنده هي علي خادمتها الجديده التابعه لها قائله خدي الجواب ده يابت ياشوق زي ما اتفقنا حطيه تحت مخدة الزفته ديه اللهي يطلقها وتغور من وشنا بقي 
فتبتسم خادمتها وتذهب لتفعل لتبحث عن ذلك الفستان الصغير الوردي قائله شايف الفستان ده حلو ازاي انا نفسي اجيب بنت والبسهولها لاء انا نفسي اجيب توأم ويكون ولد وبنت 
فضحك فارس بشده علي حديثها واقترب منها ثانية ليعانقها قائلا ياحببتي هو انتي هتقدري علي واحد عشان تقدري علي اتنين  انا راضي بس بواحد عشان اعرف حتي اربيكم انتوا الاتنين 
فأبتعدت هنا عنه بوجه عابس حتي داعب هو خصلات شعرها المتناثره علي وجهها قائلا بحالميه مش عارف ليه كل يوم بحبك وبتعلق بيكي اكتر من الاول انتي عاملتي فيا ايه 
فضحكت ثم ابتسمت علي حديثه الذي يعبر عن حبه القوي لها واقتربت منه لترفع اطراف اصابع قدميها لتعانقه واضعه حانيه علي احد خديه مبتعدة عنه قليلا ناظرة في عينيه لها وبصوت هادئ بعدما امسكت بأحد كفيه الرجوليه ووضعتها علي بطنها التي لم تبدء في الظهور قول لبابا ان احنا بنحبه اووي وهو كل حياتنا 
فأبتسم فارس لها ابتسامة الي مقبلا خصلات شعرها اللامعه التي يبعث بها بأيديه 
نظريوسف اليها طويلا يتأمل شحوب وجهها عارفه اقفشك وانت راجع من حفلاتك ياسيادة السفير 
فأختلطت دموع حزنه بأبتسامته التي شقت وجهه رغما عنه ايها بقوه وبصوت هامس انتي حياتي كلها يانيره من غيرك مش هقدر اعيش 
فشعرت بسخونه دموعه علي كتفها وأبعدته عنها برفق قائله انت بټعيط ليه دلوقتي يايوسف ياحبيبي انا هروح اعمل فحوصات زي ما انت طلبت مني وهرجعلك متخافش عشان نكمل باقي عمرنا سوا 
فأبتسم يوسف لها بعدما تمالك دموعه وبصوت يملئه الحب توعديني اننا هنكمل عمرنا سوا ومش هتسبيني لوحدي يانيره 
فنظرت اليه نيره بسعاده وابتسمت قائله بضحكتها التي تنير وجهها مين ديه اللي تسيبك انا اسيبك واخلي الزفته لارا تستفرد بيك انسوا انتوا الاتنين 
فأبتسم علي حديثها بعدما غالب دموعه حتي خارت بين يديه شاعرا بضعفها فأبتعد عنها ليتحسس هو بكفيه وجهها الشاحب ناظرا لها سنون قد احبها فيها 
اصبحت نظراتها الكارهه له نظرات شفقة 
فأصبح هو يراها في عيونها ليغمض صالح عيناه من قوة المړض الذي انهكه
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 54 صفحات