الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 155 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


جامده رغم علمه بكل شئ
اقنعتها إنها مخرجتش من عالم سليم النجار حتى الجمعية اللي اتولت حالة فتون وتأهيلها كانت عيلة النجار من مؤسسيها
اقتربت منه تطرق رأسها في خزي ومازال رنين الهاتف يتعالا بنغمته
فتون سامحتني لكن مسمحتش نفسي وعدتها هقف معاها لحد ما تتخرج وتحقق حلمها وعدتها تتجاوز سليم النجار اللي كانت بتحبه كبطل خرافي ووعودي كله راحت وسليم بيعرض قدامي مقابل مساعدتي ليه منصب عالي في شركته او فلوس في حسابي وانا اختارت ادخل حياتك اختارت اكون في عيله معترفتش بيا وانا بمد أيدي لجودة باشا وبقوله أنا بنت ابن عمك

صمتت عن الحديث تنظر لعيون كاظم تلمح في نظراته دفئا
كاظم أنا أنانية حتى أنت بلومك على أفعالك وأنا اجبرتك تتجوزني
تقابلت عيناهم وقد عاد رنين الهاتف يتعالا كفوفه امتدوا نحو وجهها يمسح دموعها بأنامله مبتسما
ممكن ننسى النقطه ديه من حياتنا يا جنات حقيقي لازم ننساها 
كاظم يتحدث عن تجاوز الأشياء يتجاهل غضبه منها  
عيناها جالت فوق ملامحه فابتسم مازحا
طبعا الشخصية اللي قدامك مش أنا وبلاش نظرة التعجب لأني بحاول اكون
شخصية جديدة معاكي يا جنات لكن لو استمريتي في اسلوبك اللي كله عناد وتهور أنت الوحيدة هتكوني خسرانه وخلي نسخة كاظم القديمة بقى تعجبك
ورغما عنها كانت تنفرج شفتيها بضحكة قوية يبهرها في البداية بحديثه الذي يدهشها ثم يضيع كل شئ
اتسعت ابتسامته ورنين الهاتف مازال مستمر تعلقت عيناها به فتمتم بحنان صار يتغول داخله
نسيتي هدفك السامي في مشكله فتون
اتسعت عيناها لوهلة تستوعب رنين الهاتف 
فتون التليفون يا نهار 
دفعته عنها تلتف بجسدها نحو الفراش تلتقط الهاتف تستمع لصوت السيدة صباح المعاتب 
فتون في شقتك بتعمل إيه يا جنات كده يا جنات بدل ما تعقليها تخليها تسيب بيت جوزها
توقف بسيارته على سفح جبل المقطم يحدق ببقعة الضوء بملامح خلا منها كل شئ  
ترجل من سيارته يستند على مقدمتها يغمض عيناه لعلا تلك المشاهد تغادر عقله حتى لو لم تكن هي فهو لا يصدق أن هذا الرجل كان يعاشرها وكأنها
حيوان 
ڼار حړقت فؤاده وكل
شئ صار يتضح إليه نفورها من حديثه الجرئ معها رغباته في ارتدائها ما يراه يحبه عليها ت
ارتجف جفنيه والتف بجسده يطرق فوق سطح سيارته بقوة ثم رويدا رويدا بدأت أنفاسه تهدء 
غادر المكان فتعالا رنين هاتفه بنغمة الرسائل ينظر لمحتوى الرسالة 
فتون مرجعتش لأهلها يا سليم فتون عندي اظن فهمت دلوقتي هي محتاجه إيه
القت جنات بهاتفها جانبا وعادت لفتون المڼهارة بالبكاء 
اتخلى عني بسهولة يا جنات
جاورتها جنات تلتقط كفيها 
هو متخلاش عنك يا فتون هو سابلك القرار عشان متفضليش طول عمرك حاسه إنك مجبرة تعيشي حياة مش عايزاها
أنا كنت محتاجه ميسبنيش هو وعدني عمره ما هيتخلى عني 
ابتسمت جنات رغما عنها 
يا فتون أنت محتاجة فعلا تختاري
دمعت عيناها فالحيرة ټقتلها أتريد فتون بدون سليم أم هي ستظل ناقصة طيلة عمرها من دونه 
صدقيني يا فتون أنت محتاجه تعرفي عايزه إيه لأن خلاص مصير حياتك مبقاش ليكي لوحدك في طفل يا فتون طفل مش هتتمني ليه يعيش مصير مشابه لحياتك مع أم مش عارفه تاخد لحياتها قرار
أنا مهما حاولت مبتغيرش يا جنات
تعلقت عيناها بكف جنات الموضوع فوق كفيها 
سليم النجار حررك من قبضته سابلك الفرصة تختاري بنفسك
بمرارة وخوف تمتمت تخشى أن تكون مثل شهيرة 
ابني هياخده مني زي ما اخد خديجة من شهيرة
وجنات بصعوبة كانت تخفي ابتسامتها فلو ابتسمت ستصدح ضحكاتها عاليا فهل سيتركها سليم النجار تبتعد عنه  
وكلمات كاظم تصدح داخله أذنيها
سليم النجار بيحب صاحبتك رغم ضعفها لانه مش عايزها ست قوية يا جنات هو حابب دور الأب معاها الأفضل تسيبوها تكون على طبيعتها لولا ضعف بعض البشر كانت الحياة بقت غابة مليانه وحوش مفترسة ده حتى في الغابات لازم يكون في حيوانات أليفه
تعلقت عيناها بهاتفها تزيل عن عينيها نظارتها الطبية تنظر نحو رقمه شئ يهتف داخلها لتحادثه وشئ أخر يمنعها 
عاد رنين هاتفها يتعالا ودون شعور ضغطت على زر الإجابة
مش معقول يا ميادة حقيقي مش معقول تكوني زعلتي مني عشان شكيت في صاحبتك إنها سړقت كام جهاز من أوضة الصيانة
احتقنت ملامح ميادة فهو مازال يخبرها أن بسمة من سړقة اجهزة الكمبيوتر لأنها قضت داخل هذه الغرفة يومين
برضوه بتتهم بسمه
مش بتهمها أنا كانت حاططها بس في دايرة الإتهام لأنها اختفت فجأة
قولتلك يا حسام اختفاء بسمه لظروف وبسمة مختفتش ولا حاجة وعلى فكرة بكرة هتتكسف اوي من نفسك لما تشوف جوزها أصله صديق لاخوك يا بشمهندس
ضاقت عينين حسام في حيرة وقبل أن يهتف ويخبرها إنه لم يتصل إلا لمراضاتها وليس لأن يتحدث عن أمر الأجهزة المسروقة 
اغلقت ميادة الهاتف فعلقت عيناه بهاتفه مذهولا من فعلتها 
أعاد الاتصال لمرات إلى أن ضجر بعدما اغلقت الهاتف تماما وسرعان ما كان يقذف بهاتفه فوق الفراش حانقا منها ومن نفسه
كفايه بقى أنا غلطان إني بتنازل كتير الكل شايف حبي ليكي وأنت عامية
اغمض ماهر عيناه لعله يهرب من ذلك الضجيج الذي ظن أنه غادره منذ زمن  
لقد عاد كل شئ مع عودته للبلاد عاد لينتقم ويثأر لكرامة سلبت ذات يوم ولكن ها هو يعود لنفس النقطة  
زفر أنفاسه بقوة فسنوات عديدة مضت وهو مازال كما هو 
بسخرية ارتفعت زواية شفتيه لقد غادره الشباب وهو أبله كحال قلبه فأين الأنتقام الذي عاد من أجله 
أمتلك النصيب الأكبر من الشركة صار قصر الأسيوطي ملكه كسر أنف ذلك المتعجرف حامد تزوجها إجبارا بعدما أراها مستقبلها القادم وهى مشردة خالية الأيد من كل شئ حتى إحترام الناس 
فتح عيناه يستمع لطرقعة كعب حذائها الذي شق سكون المكان عيناه تعلقت بخطواتها التي جاهدت في إظهارها كما هى شهيرة الأسيوطي المرأة التي لا يؤثر بها شئ 
ببطء تقدمت منه تخفي عن عينيه الثاقبة لخطواتها حقيقة صارت روحها تعريها لها قوتها صارت تتلاشى مع الزمن منذ أن اختارت أن تحب رجلا يصغرها بأعوام ورغبت أن تنجب منه طفلا رغم اتفاقهم وقناعتهم إنها ليست علاقة دائمة 
جلت حنجرتها تنظر إليه بنظرة لم يظن يوما إنها ستحتل مقلتيها 
كل حاجة نملكها بقت ملكك ماظنش في إنتصار أكبر من كده 
توقفت عن الحديث تنظر نحوه لا تصدق إنها نطقت بحقيقة خسارتها لأملاك عائلتها رغم محاولاتها لإعادة كل شئ
حتى أنا بقيت ملكك دلوقتي يا ماهر لكن
ازدردت لعابها تتحاشا النظر إليه لقد وقعت في نفس الخطأ تطلقت من سليم حتى تنال منصب حامد بعدما وضع إستمرارها في زيجتها منه أمام إدارتها لأعمال العائلة بأكملها وها هى من أجل ما ضحت تضحي مرة أخرى بخسارة أشد
وقبل أن تضيف ببقية حديثها نهض عن مقعده مقتربا منها يرمقها بنظرات خاوية 
لكن إيه يا بنت الباشا اقولك بقيتي ملكي ليه ونزلتي من برجك العالي عشان الفلوس عشان شهيرة الأسيوطي شايفه ديما نفسها ست مميزة فجأة هتكون ولا حاجه 
تجمدت ملامحها تنظر إلى قسمات ملامحه المتجهة
يبقى لازم شهيرة الأسيوطي تقبل
بالعروض المغرية ومتفكرش غير في اسمها واسم العيلة العريقة
تمتم بها ساخرا عائلة عريقة بأعمال غير مشروعة يالها من عراقه عاشوا بها سنين طويلة يتفاخرون بها بين أقوام طبقتهم
بكره الكل هيكون عرف بجوازنا للأسف مبعرفش اوفي بوعودي لناس بتفكر بس في المصلحة 
صعقتها عبارته عن أي زيجة سيعلم بها الناس رغم شرعيتها إلا إنها لا تريدها معلنة 
أنت بتقول إيه مش ده اللي اتفقنا عليه مينفعش حد يعرف سليم لو عرف هياخد خديجة مني
التمعت عيناه بالحقد اتذكر اسم غريمه له ألا يكفيه إنه وحده من نالها ولو أشار
إليها بالعودة إليه ستهلث خلفه
سليمسليم كل خۏفك من سليم ونظرته ليكي سليم اللي رماكي واتجوز مرات السواق اتجوز خدامته 
اغمض مسعد عيناه بعدما انسابت المياة الباردة فوق جسده ينظر نحو كفوفه حيث كانت منذ ساعتين تلتف حول عنق حامد  
ابتسم بأنتشاء
يجتذب المنشفة يحيط بها حضره يتذكر تلك الغافية المړتعبة بالأسفل وعلى ما يبدو إنها غافت في مكانها بعدما قاومت نعاسها
محدش هيعدل مزاجي غيرها اومال أنا جايبها ليه هنا
اتجه نحو المطبخ حيث المكان المخصص لغفيانها 
يديه اخذت تتحرك بخفة فوق طرحتها يبتسم بمكر على هيئتها عباءة سوداء اسفلها بنطال وحجاب اسود وكأنها تحمي نفسها عنه هكذا
انتفضت مڤزوعة بعدما لطم خدها
مش قولت متناميش
احضرلك الاكل يا بيه ابوس ايدك متعملش فيا حاجة
تعالت ضحكات مسعد وهو يرى ذعرها مستمتعا
هو أنا عملت إيه 
ابوس ايدك يا بيه سيبني اروح لحالي قول لجوز امي إنك مش عايزني اشتغل عندك تاني
اقتربت منه لتقبل كفه فتركها تفعل ما ارادت 
سعيدا هو بما يراه داعبت شفتيه ابتسامة خبيثة وقد ظنته سيرحمها 
بصي يا فرحة أنا مش هاذيكي هتفضلي بنت متخافش
اتسعت عيناها ذعرا وتراجعت للخلف  
تعالي قربي 
ايأمرها تقترب دارت بعينيها في
المكان تبحث عن المخرج ستفر هاربة من هنا  
التمعت عيناه بمكر يجتذبها من ذراعها
مبتسمعيش الكلام ليه أنت هنا خدامة سامعه اللي اقول عليه تنفذي 
حاولت دفعه ولكنه كان يعرف كيف يأسرها بين ذراعيه ويدفعها نحو الطاوله 
قولتلك مش هتخسري اخرسي بقى
انسابت دموعها في عجز لا أحد هنا في هذا المكان إلا ذلك الحارس أمام تلك البوابة كتم صوتها بكفه 
اغمضت عيناها بعدما عجزت حتى عن الصړاخ 
فتحت عيناها تتذكر السکين الموضوع فوق الطاولة تمد يدها نحوه 
ارتخت قبضتي مسعد عنها تنظر نحو السکين الذي صار بيدها تدور بجسدها تنظر نحو ذلك الواقف لا يظهر إلا عينيه 
يهتف بها 
ارحلي من هنا 
ومسعد غارق في دمائه فعادت تحدق بالسکين النظيف من الډماء بنظرات ضائعة ونحو الواقف
الفصل الثالت والسبعون 
بقلم سهام صادق
انتفضت من فوق الفراش تنظر نحو ملك التي ابتعدت مذعورة من نفضتها ولهاثها تجاوزت ملك صډمتها وعادت تقترب منها تفتح لها ذراعيها
مټخافيش يا بسمه أنت هنا معايا
تلاشى ذعرها بعدما اختفت تلك الأصوات تشعر بذراعين ملك حولها
هنتجاوز كل حاجة وحشه مرت في حياتنا يا بسمه 
هيجي يوم وهننسى لأن طعم السعادة هيكون أكبر من طعم المرارة 
دمعت عينين بسمة وهى تسمعها فاغمضت عيناها تحلم بتلك السعادة التي انتظرتها طويلا
أول حاجه هنعملها إنك تقومي تصلي الفجر حاضر مش هنقعد نبكي على الصدمات والابتلاءات من غير ما ناخد خطوة صح في حياتنا يا بسمة 
ابتعدت عنها بسمه تنظر لها پضياع صار يحتل عيناها تنساب دموعها تتذكر تلك الأوقات التي كانت تصلي فيها حينا يأتي رمضان فتذهب مع جيرانها للمسجد لصلاة التراويح صلاة العيد وفرحتها ببهجته وحينا يمرض والدها وحينا تريد الدعاء على فتحي عندما ينهال عليها ضړبا ورغما عنها انشقت شفتيها بابتسامة باهتة
ابتسمت ملك عندما
 

154  155  156 

انت في الصفحة 155 من 186 صفحات