الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 156 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


لمحت ابتسامتها تجذبها من ذراعيها تدفعها نحو المرحاض 
لا أنا مش هستنى تفكري كتير  
عادت ملك للغرفة التي تقيم بها بسمه بعدما تركتها واتجهت نحو غرفة الصغير تطمئن عليه
انفطر قلبها وسكنت مكانها وهي تراها مازالت ساجده تبكي بقوة تناجي ربها تطلب منه الرحمة في حياة تلفظها
اتخذت ملك ركنا بعيدا وتركتها في مناجتها حتى توقفت بسمة عن البكاء وانهت ركعتها الأخيرة

بعد وقت استدارت بسمة بجسدها تمسح دموعها بأناملها تشق شفتيها ابتسامة خفيفه
ابتسمت ملك تمسح دموعها هي الأخرى واسرعت نحوها تضمها إليها
كنت ھموت بعد مۏت عزالدين کرهت الدنيا والناس كنت حاسه إن روحي بتنسحب مني 
توقف ملك عن الحديث تطبق فوق جفنيها تحرر دموعها العالقة بأهدابها
تعرفي طلبت من رسلان يطلقني رغم حزنه ووجعه على ابنه إلا إني مكنتش شايفه غير كل ذكرى سيئة وألم عيشته الأم اللي مطلعتش أمي حبها لمها كان واضح اوي يا بسمة وكنت ديما بقول عشان هي الصغيرة وانا الكبيرة واول ما رسلان حبني واختارني أنا ظهرت الحقيقة أنت لقيطة من الشارع أنا بنت راجل عاش عمره كله مش معترف بيا قدام مراته بنت الحسب والنسب عشان حبه ليها 
فتحت ملك عيناها تنظر نحو كفيها المضمومين بين كفي بسمة بمرارة ابتسمت فمن الذي سيواسي من
اليوم 
لكن ۏجعي وحقدي على الدنيا اتحول فجأةصليت لأول مرة بخشوع حقيقي اتحول الحقد اللي جوايا لرضي لقيت نفسي بشوف اللي كنت شيفاه بلاء وقسۏة لطف ورحمه الاختبار احيانا بيكون صعب لكن إحنا لازم ننجح فيه يا بسمه والنجاح هو الرضى وإنك تقومي من التاني وتتعلمي حاجه من درسك وتختاري الطريق الصح والطريق الصح هو الصلاح 
دمعت عينين بسمة تومئ لها برأسها ولكن أين هو الطريق هم اغلقوا لها جميع الأبواب وكأنهم يرغبون في ذبح روحها 
نظرت للمصحف الذي وضعته ملك بين يديها متمتمه 
متعالجتش غير كده ده كان علاجي تعرفي انا بقيت بسأل نفسي ليه كنت مقصرة اوي كده صحيح بصلي لكن مش ملتزمه في الصلاة في أوقاتها بقرء قرأن لكن في اوقات الضيق والحزن طيب وليه ده معملهوش يوميا ليه الدنيا تسرقني في متعتها مع إني ممكن استمتع بكل حاجه ومعاها الراحه والسکينة 
ابتسم رسلان وهو يتراجع بخطواته متجها نحو غرفتهم يهوى بجسده فوق الفراش يتسأل داخله هل هو محظوظ لهذه الدرجة لتكون من نصيبه رغم ما حدث ملك حظه الأجمل في الدنيا لم يخطأ يوم أن أحبها ملاكه الذي وضعه القدر في عائلة تحاوطها مظاهر الحياة وحب النفس ما حدث لهم ليس عقاپ لها هي هم من يستحقه هذا
دمعت عيناه يتذكر صغيرة يغمض جفنيه في ألم متمتما 
سامحني يا عزالدين أتحرمت منك لاني كنت رافضكم لأنكم منها هعيش عمري كله الندم مالي قلبي 
ضحكت ملك رغما عنها وهي تنظر لحالها بسمه من تواسيها بدلا من أن تواسيها هي 
هو مين المفروض يواسي مين 
تمتمت بها ملك وهي تبتعد عن ذراعي بسمه التي ابتسمت وقد عادت الحياة تنبض في مقلتيها وبصوت متحشرج هتفت 
مش عارفه 
ضحكوا سويا فاسرعت بسمه في احتضانها بقوة 
أنت عيلتي الوحيدة يا ملك أنت الوحيدة اللي حبتيني بعد بابا محدش غيركم حبني 
ابتعدت عنها تضم وجهها بين راحتي كفيها 
اللي يعرف بسمه صح يحبها وأنت تستحقي الحب يا بسمه بنت جدعه بمېت راجل
التمعت عينين ملك وهي تتذكر بسمة في بداية لقائهم فتاة مرحه رغم ما تعيشه بكنف شقيق قد خلى قلبه من الرحمه إلا إنها كانت صامدة تهون على نفسها بابساط الأشياء 
فاكره الفرح اللي اخدتيني فيه معاكي ووقف واحد يتعرضلنا معرفش طلع لينا منين 
ابتسمت بسمة تتذكر ذلك اليوم وكيف انهالت عليه ضړبا بحذائها فاردفت ملك ضاحكة 
مش عارفه إزاي نشيلتي بجذمتك وبطحتي 
سقطت هذه المرة دموعهم من شدة الضحك وملك تزيد من قص تلك المواقف السعيدة التي ضحكوا فيها من قلبهم
نفسي ارجع الحارة تاني يا ملك عايزه ارجع لبيت أبويا منه لله فتحي حرمني من حقي وسابني في بيوت الناس اشحت عطفهم 
عادت الألم يستوطن قلب بسمه فلو كان لديها جدران تحتمي بهم ما عاشت ما عشته
بيوت الناس  
استنكرت
ملك حديثها فهي تعيش في بيته مهما كانت بداية زيجتها بجسار لكنها ليست عاله عليه ما تناله حقها 
أنت عايشه في بيت جوزك يا بسمة كل اللي بتاخدي منه ده حقك 
اطرقت رأسها تفرك كفيها بقوة زواج كانت نهايته معروفه أن ينال من خلفه حقه فتكون نهايتها فيه كبائعة هوا 
بصيلي يا بسمة ارفعي وشك وقوليلي ليه قدمتي نفسك ليه بسهوله 
انسابت دموعها تعض فوق شفتيها بقوة فاضافت ملك راغبة في فهم تلك الحلقات المفقودة التي ضاعت منها بسبب بعدها عن بسمه وانشغالها بحياتها 
أنا قولتلك اوعي تحبي في يوم راجل مش شايفك لكن إظاهر نصيحتي قدمتها متأخر 
لعقت بسمة شفتيها وقد انفلت صوت شهقاتها منها رغما عنها 
ڠصب عني يا ملك حاولت كتير اكرهه أنا حبيت الصورة اللي أنت رسمتيها عنه لكن طلعت غبيه حتى جيمي قدمته ليه عشان اخلص من لعڼة حبي ليه انا بكرهه 
لم تعرف ملك اتضحك على تلك الاكذوبه التي تمتمت بها أم تحزن على حالها 
كرهك ليه كذبه بتضحكي بيها على نفسك يا بسمه اسأليني أنا  
لا خلاص أنا عايزه ابعد عن حياته 
عايزه اعيش بعيد عنه خليه يطلقني 
هتفت بها بسمه باندفاع تشيح عيناها بعيدا عنها
بسمه لو القرار نابع من جواكي صدقيني هقف جانبك 
عادت عيناها تتعلق بها فالتقطت ملك يديها تعدها بصدق 
ارجعي بس لنفسك يا بسمه وأنا هكون جانبك في أي قرار لكن عشان اريح قلبك هو السبب في اللي عيشته كل مرة كنت بدور على خلاصي من إحسانه ليا في بيته قولت عنتر ارحم من شعور النبذ اللي عايشه مش لاقيه مكان اعيش في يا ملك أصعب حاجه إنك متقلقش اربع حطان يضموكي وأنت مطمنه 
تنهيدة طويلة خرجت من شفتي ملك لقد عاشت هذا الشعور ولن تنكر وقوف جسار معها رغم غلظته معها في البداية إلا إنه أكرمها في منزله وحياته 
بسببه رميت نفسي في سكن معرفش
حاجة عن أصحابه مجرد ما سمعت إن في اوضه فاضية جريت اقولهم خلوني اعيش معاكم  
عادت لبكائها وقد عاد مشهد تلك الليلة يقتحم عقلها تضم جسدها بذراعيها 
هو في ناس كده يا ملك أنا من ساعه ما طلعتي من حارتي وأهلها الطيبين اللي آخرهم كل واحد يتخانق مع تاني وفي نفس اليوم يتصالحوا وانا بعيش في صدمات 
تحول بكائها لضحكات ساخره 
كان صاحب المصنع آخره يمد أيده وفي اللي يقبل وفي اللي زي لما يقول لاء يبقى يشتغل زياده ويتهان 
توقفت عن الحديث تبتلع غصتها بمرارة كعلقم الدواء 
تعرفي أن اختارت عربيته هو بالذات ليه اهرب فيها من كلامك عنه واد إيه هو راجل كريم مد ايده ليكي وفضل واقف معاكي حتى بعد ما اطلقته وقت ما بتحتاجي بتلاقي قولت هيكرمني عنده ويساعدني لكنه 
اطرقت بسمه رأسها تسلط أنظارها نحو كفيها 
لكنه إيه يا بسمه ملقتيش منه اللي كنتي مستنياه عارفه ليه اتوجعتي من جسار عشان حلمتي بي كراجل يحبك
حلمت حلم مش من حقي يا ملك 
والله اه اتحقق يا بسمه رغم عدم اقتناعي بطريقة جوازه منك إلا إني بقيت اشوف الأمور إنها أقدار ممكن نكره البداية نستغربها لكن في النهاية بنعرف إن طول ما الإنسان ما بيخططش ولا بيدبر للشئ بيلاقي اللي نفسه فيه 
ضاقت عينين بسمة في حيرة حديثها اليوم مع ملك عجيب ولكن روحها عادت إليها معها ملك وحدها نقطة أمان داخلها 
خلينا ننسى جسار وحكايتكم دلوقتي يا بسمه حتى اللي حصل في الليله ديه تجاوزي واتعلمي منه ونعلم غيرنا إزاي في بقى في واقع مفروض علينا بأفكاره أفكار فيها هلاكنا وهتكون لينا نهاية
التمعت عينين ملك وهي
ترى بسمة تحرك له رأسها مستوعبة حديثها تنفض عن رأسها بشاعة ما عاشته 
لازم ترجعي بسمه بتاعت زمان بسمه اللي رغم كل الألم إلا إنها كانت بتضحك ومبسوطه حلم تعليمك كليتك اللي كلها ايام وهتدخليها دوراتك اللي بتاخديها ميادة قالتلي إن كان نفسك تتعلمي التصميم وأهم حاجه قربك من ربنا هتتجاوزي كل حاجة وحشة صدقيني 
عضت فوق شفتيها خجلا فقلبها نال سكينته عندما أخرجت كل حديث عالق بقلبها في سجودها 
الساعه السادسة صباحا في محافظة البحر الأحمر وقف بسيارته قرب المنزل الذي أرسل له عنوانه من رقم مجهول 
خرج من سيارته يدور بعينيه بالمكان 
مشاعر متضاربة يشعر به ڠضب حب حنين واڼتقام رجولة مهدورة وشوق اكبر يدفعه  
فتحت عيناها بصعوبة تنظر نحو الساعة المعلقة تستعجب تلك الطرقات فالممرضة التي أخبرها عنها رحيم لرعايتها قدومها في الثامنة 
التقطت هاتفها لتهاتف رحيم فالساعة الأن السادسة صباحا 
استمرت الطرقات تنظر لهاتفها فهاتف رحيم مغلق 
بقلق تحركت نحو الباب تهتف پخوف صار يستوطنها 
مين 
لم يصدر أي صوت فابتعدت عن الباب مرتعدة  
أسرعت نحو الشرفة التي ربما تطلعها على هوية من بالخارج ولكن قدميها تيبست مكانها تستمع لصوته 
أفتحي يا خديجة
ابتسم الواقف ينظر نحو ابنة شقيقته وقد وقفت تحدق بالسماء شاردة 
اخفيتي الأوراق التي كنت أسعى لارسالها لابن النجار اليوم حتى لا يسبقنا پقتل حامد تريدين حماية أفراد عائلتك يا صغيرة
اطبقت فوق جفنيها للحظات تزفر أنفاسها ببطء قبل أن تلتف إليه 
أريد النزول لمصر عليهم معرفتي  
هز الواقف رأسه ينظر لعينيها الشبيها بعينين والدها حتى ملامحها 
قد أن أوان ظهورك ليندا
تقهقرت للخلف تنظر إليه وقد احتلت الدهشة عينيها هي بالتأكيد تحلم بوجوده شعور الحاجة إليه جعلها تظن إنه هنا وواقف أمامها 
اغمضت عيناها لعلها تفيق من حلمها أمير ليس هنا لا أحد يعلم بمكانها إلا رحيم وسليم 
صوت إنغلاق الباب جعلها تعود لفتح عيناها وقد ازداد قربه منها عيناها هذه المرة تعلقت بعينيه عتاب وشوق وحدهم ما كانوا يحتلوا مقلتيه
أمير
خرج اسمه من شفتيها في همس يثقله الحنين ثم ازدردت لعابها وهي ترى نظراته يغلفها الجمود يقبض فوق كفيه بقوة يمنعهم عن لهفتهم
الزوجة الهربانة ولا نقول الجبانه افضل
تجمعت الدموع في مقلتيها تقاوم ذرفهم تطرق رأسها أرضا تتمنى لو تخبره إنها لا تتحمل فراقه ولكن قربها منه لعڼة وسيدفع حياته ثمنا
المرادي مش هسألك عملتي كده ليه لأني خلاص عرفت دوري كان إيه في حياتك
انسابت دموعها تهتف داخلها في آسف لم تكن تقصد چرح كرامته لكن ماذا عساها
أن تفعل علاقتهم لن يجني من ورائها إلا ضياع مستقبله وعمره ليت كل شئ يصير كما نتمنى
مش عارف انتقم منك يا خديجة ولا عارف اوجعك زي ما وجعتيني حتى لما اختارت اوجعك في اكتر حاجة عارف نفسك فيها قولت إزاي اوجع قلبي قبلها 
ارتفعت نظراتها نحوه في
 

155  156  157 

انت في الصفحة 156 من 186 صفحات