الأربعاء 18 ديسمبر 2024

بسمه

انت في الصفحة 157 من 186 صفحات

موقع أيام نيوز


صدمة وسرعان ما كانت تحيط بطنها بذراعيها لن يوجعها إلا بطفلهم الذي يحارب معها في صمود حتى يأتي إليها 
تقوست شفتيه بابتسامة ساخرة وتعلقت عيناه بفعلتها
مټخافيش يا خديجة هسيبهولك أنا مش وحش لدرجادي إني احرمك منه أنا قررت اسافر واسيب البلد
كلها مبقاش في فايده إني افضل احارب عشان ست رفضاني في حياتها ست شيفاني ابعد من أني اكون شريك حياتها

أمير ارجوك
ازدادت نظراته تهكما فعن أي رجاء تطلبه منه
إظهري يا خديجة وارجعي لحياتك من تاني مټخافيش مش هظهر تاني في حياتك أنا مش أمير العابث بتاع زمان اللي الكل فاكر إنه طمعان في فلوسك 
توقف عن الحديث يتحاشا النظر إليها 
مش بيقولوا ألم الحب بيغير
ابتعلت غصتها في مرارة تفرك كفيها ببعضهم بقوة لعلا ذلك الألم الذي ينهش فؤادها يرحمها 
أمير أنا 
عادت دموعها تنساب هذه المرة بغزارة تضع كفها فوق شفتيها تكتم صوت شهقاتها وهي تراه يستدير بجسده مغادرا بعدما أشار إليها بالصمت 
فلم يعد
للحديث معنى ولم يعد العاشق الولهان بل أصبح عاشق مطعون لا كرامة له 
تحرك تحت نظراتها المصډومة فهل أنتهت حكايتهم هكذا سيتركها دون أن يخبرها بكلماته المعتادة 
عيناها تعلقت به وقد ازداد سرعة أنفاسها لا تتخيل إنه سيرحل بعيدا منحها ما اراده عقلها 
أمير
خارت قواها وسقطت أرضا وهي تهمس اسمه ما ارادته ستحصل عليه ولكن الألم يزيد داخلها 
تيبست قدماه مكانهم يطبق فوق جفنيه بقوة عليه الرحيل عليه ألا ينظر ورائه مجددا 
عقله يدفعه للرحيل والهرب والبعد عن كل من ظنوا إنه ليس إلا رجل طامع عابث وقلبه يهتف به ملتاع من نيران الشوق  
استدار بجسده راغبا في وداعها لمرة أخيرة وقد صعقه هيئتها  
خديجة تجلس أرضا تضم بطنها بذراعيها من شدة الألم تلهث أنفاسها بصعوبة 
خديجة 
جاورته فوق الفراش تمد كفها نحو لحيته فلم تعد تفهم حبه الذي صار فجأة لتربية لحيته بصوت هامس تمتمت ممتعضة الوجه
طبعا عشان البيه بقى شكله اوسم وزادته وقار بقى يربيها 
ازدادت ملامحها أمتعاضا 
رسلان رسلان 
انتفض من غفوته ينظر إليها متسائلا بتشويش 
الساعة كام
طالعته ثم طالعت الوقت في هاتفها القابع بيدها
الساعه سابعه قوم اجهز لحد ما احضرلك الفطار
عاد لتسطحه يغمض جفنيه تحت نظراتها 
هروح المستشفى بعد الضهر 
كادت أن تهتف وتخبره ليته أخبرها بتغير موعده حتى لا تيقظه ولكن الحديث توقف على طرفي شفتيها وهي تراه يفتح عينيه
في حد يصحي حد كده نفسي اعرف راحت فين الرقة
رفعت حاجبها الأيسر في دهشة رسلان منذ فترة يخبرها بهذا الحديث 
مش عارفه ليه يا رسلان بقيت أشك فيك من ساعت ما بقيت تربي دقنك وبدء الشعر الأبيض يظهر في شعرك
انتفض مڤزوعا من رقدته يهتف حانقا 
شعر ابيض مسمحش ليكي يا هانم تقولي كده
وأضاف ماقتا صوت ضحكاتها ونظراتها المشاكسة 
هما بس شعريتين زادوا من وقاري 
تعالت ضحكاتها رغما عنها وهي تراه ينهض من فوق الفراش ويتجه نحو المرآة يتأمل خصلاته
بقوا كام شعره دلوقتي
ارتفعت زاوية شفتيه يرفع حاجبيه لأعلى راغبا في إثارة غيرتها وتحريك تلك المياة الراكدة عن حياتهم
أنا برضوه لسا شباب مش عايز اقولك إن جوزك بيتعرض عليه الجواز بخاف على شعورك يا حببتي
ضاقت عيناها ترمقه بنظرة ثاقبة تزيح عن قدميها نعلها المنزلي لتتمكن من تسطحها
أنت عديت مرحلة المعاكسة خلاص يا دكتور وبقيت مطلوب للجواز
تعلقت عيناه بوضيعتها وهيئتها برداء الصلاة ينظر لبنطال منامتها الذي ظهر طرفه
فاضل مرحلة التنفيذ يا حببتي
اقترب منها بعدما غادر النعاس جفنيه متلذذا بتلك الدقائق معها فلم يعد في يوميه وقت بسبب الساعات التي يهدرها في ذهابه وعودته من الفيوم للقاهرة يوميا بعدما انتقلوا لهذا المنزل مبتعدين عن كل شئ  
هو بات يضجر من الأمر يريد العودة قرب عمله ولكن من أجلها سيتحمل 
ابتسمت مدركة تلاعبه بها تنظر إلي كفه الذي اخذ يحركه ببطء فوق خدها
مش شايف أي تأثير للغيرة وكده إهانة في حقي
عادت ضحكاتها تتعالا وهي تراه يبتعد عنها يضع بيده فوق قلبه
اه قلبي الملتاع من الحب حبيبه مش غيران عليه 
رسلان كفاية قلبي هيقف من الضحك
توقف عن مزاحه يشعر بسعادة وهو يرى إحمرار خديها من شدة الضحك
سلامة قلبك يا حببتي 
تعلقت عيناها به ولم تشعر بحالها إلا وهي تندفع لحضنه يضمها بين ذراعيه 
أنت اوسم واحسن راجل شوفته في حياتي يا رسلان عمري ما عيني شافت غيرك ولا قلبي دق غير ليك كل يوم بيمر بحمد ربنا على وجودك معايا نفسي أعرف اسعدك زي ما بتحاول تسعدني
اطبق فوق جفنيه مستمتعا بأحرف كلماتها يزيد من ضمھا إليه 
ابتعدت عنه راغبة في إخباره بشكها القوي في أمر حملها ولكنه لم يكن متعطش لأي حديث سيقال  
وضع يده فوق شفتيها يمنعها عن الحديث
بلاش تقوليلي الفطار وعبدالله وبسمه وتخترعي حجة تبعدك عن حضڼي 
ارتسمت ابتسامة متلاعبة فوق شفتيه 
إسدال يا ملك وتحته بيجاما كمان  
رسلان 
ضاع صوت هتافها به مستسلمة له تتجاوب مع فيض مشاعره العطشة 
توقفت بسمة أمام غرفة ملك تشعر بالحرج لطرق الباب اتجهت نحو الدرج تشعر بالتوتر فأمس لم تكن منتبها لشئ ولكن اليوم صارت تشعر بما حولها هي هنا في منزل ملك حيث زوجها وطفلها 
تعلقت عيناها ب عبدالله الذي جلس وجواره الخادمة
تحاول إطعامه ولكن الصغير كان رافضا تناول وجبته دون ملك 
بتوتر وحرج فركت كفيها تنظر نحو الخادمة التي رفعت عيناها نحوها بعدما انتبهت على وجودها
احضرلك الفطار يا هانم
تعجبت بسمة من هتاف الخادمة لها بهذه الكلمة ولكنها أسرعت في تحريك رأسها رافضة 
هستنى ملك 
اماءت لها الخادمة رأسها في تفهم تنظر لساعة يدها وللصغير فقد تجاوز الوقت التاسعة والنصف
ماما ملك
تمتم بها الصغير رافضا تناول طعامه محاولا ترك مقعده أسرعت الخادمة في تثبيته تحاول إلهاءه بالحديث وبفعل بعض الأصوات الكرتونية حتى ينتبه لها 
ازداد توتر بسمة تنظر نحو الدرج فهي لا تستطيع التحرك بالمنزل دونها هي غريبة عن هنا وغربتها لا تنتهي إلا بوجود ملك معها 
يا هانم الولد عايزك
انتبهت بسمة على صوت الخادمة تلتف إليها وقد ضاقت عيناها في حيرة تنظر للخادمة وذراعي عبدالله الممتدة نحوها 
ممكن تأكلي يا هانم لأنه رافض ياكل مني
انصرفت الخادمة بمجرد أن اماءت لها بسمة رأسها وكأنها تخلصت أخيرا من مهمه لا تحبها 
هتاكل إيه 
طالع الصغير حيرتها حتى تساؤلها عن أي طعام يرغبه لم يكن ليفهمه  
أشار نحو طبقه وبسمة لم تكن أمامه إلا كالبلهاء لا تفهم كيف تتعامل مع طفل وتطعمه 
استرخت ملامحها من توترها وسرعان ما كانت تتسع ابتسامتها شئ فشئ والصغير
يمد لها ببيضته يقربها منها حتى تقشرها له  
لفظه للكلمات بتلك اللطافة كانت تجعل ابتسامتها تزداد إتساعا بل وتطرب أذنيها 
التقطت منه البيضه تنظر لمكان طرقها ولكنها اختارت الطريقة الأخرى التي اعتادت فعلها ببساطة 
لطمت البيضة بجبهتها تنظر للصغير الذي رمقه في صمت فهل سيكون هذا الصغير مثل بقية طبقته يتبع قوانين الأتيكيت وسرعان ما كان يضحك الصغير بصوت مرتفع يسعى لألتقاط بيضة لم تقشر ليجرب فعلتها 
تراجعت الخادمة عائدة للمطبخ بعدما اطمئنت أن الضيفة نجحت في إطعام الصغير 
اتسعت ابتسامة الصغير بعدما ارتشف كأس اللبن خاصته 
بره في قطه قطه حلوه
عادت الابتسامة تشق شفتي بسمة تنظر للصغير الذي يجرها معه للحديقة نحو القطة التي أخبرها عنها بحديثه اللطيف 
ارتفعت ضحكات الصغير وقد جذب صوت ضحكاته انتباه رسلان الذي ترك رابطة عنقه دون عقدها واتجه نحو الشرفة ينظر لصغيرة مندهشا من سماع قهقهته  
اقتربت ملك منه بعدما غادرت المرحاض تجفف خصلات شعرها بالمنشفة
ده صوت عبدلله إزاي طلع لوحده الجنينة
التف إليه رسلان يجتذبها من يدها يريها صغيره الذي يجبر بسمة على الركض خلفه ويشاكسها
شكل بسمة هتعمل معايا معروف حلو اوي الأيام اللي جايه
طالع ملامحها السعيدة وهي تنظر للأسفل 
عبدالله مبيتوعدش على الناس بسهولة شكله حب بسمة
عبدالله هيكون علاج بسمة يا رسلان
استدارت إليه تنظر نحو عينيه متسائلة 
وجود بسمة وسطينا هيضايقك يا رسلان
ارتفع حاجبيه في عبث يحرك بكفيه نحو عنقها حيث تلك القطرات المنسابة ولم تجف بعد
ديه بسمة شكلها جات نجده ليا
يا حببتي 
ده أنا بدأت أغير من استاذ عبدالله دلوع الماما والماما ناسيه ابنها الكبير
انفلتت ضحكتها عالية رغما عنها رسلان اليوم مزاجه في مكان أخر 
أنت فيك حاجة غلط النهاردة يا دكتور أنا بقول متروحش المستشفى النهاردة
ومن نظراته العابثة أدركت ما ينوي له لينظر إليها بعدما ابتعدت عنه ماقتا فعلتها
اسرع في تحريك الوسادة خلف ظهرها يطالعها بلهفة وقلق لم يغادروا ملامحه حتى بعدما أخبرهم الطبيب بالمشفى أن الجنين بخير ولكنها بحاجة للراحة
لسا تعبانه 
حركت رأسها نافية تعبها فطالع الغرفة حوله يحرك بيده فوق خصلاته ثم عاد ينظر إليها 
أكيد محتاجه تفطري 
ودون أن يضيف كلمة أخرى أسرع في مغادرة الغرفة يبحث عن المطبخ 
اغمضت خديجة عينيها براحه افتقدتها ستكون كاذبة لو أنكرت سعادتها بوجوده  
لهفته اليوم عليها وعلى جنينهم أكدت لها حقيقة واحده إنها دون هذا الرجل ستكون ناقصة هي وطفلها فأين كان عقلها وهي تخوض معه علاقة تعرف نهايتها وعواقبها
انسابت دموعها في ضعف خديجة النجار عادت تبكي كما كانت شابه في العشرين من عمرها لا شئ تفعله إلا رثاء نفسها والهرب فأين ذهبت قوتها 
غفت دون شعور منها لتشعر بأنامله تتحرك فوق خديها وقد جفت دموعها  
طالعها بنظرات لائمة فهل وجوده معها يسبب لها هذا
قوليها للمرة الأخيرة واوعدك يا خديجة هحررك مني بصي في عيني وقولي عايزني أبعد عنك قولي حررني منك 
عادت دموعها لسقوطها تنظر إليه في صمت ترفع كفها تضعه أمام شفتيه تحرك رأسها رافضة
الحب من غير كرامة بېموت يا خديجة 
متبعدش يا أمير ولو قولتلك أبعد متبعدش
هتفت بها تندفع نحوه تضم جسدها له هي تريده مهما قاومت وهربت فلم يعد هناك مفر لها إلا العودة إليه 
ابتعدت عنه بعدما شعرت بجموده تنظر إليها راجية حبه لمرة أخيرة 
كرهتني يا أمير
كان يصارع مرارة ما عاشه معها من خذلان 
كادت أن تبتعد عنه تخبر حالها إنه لم يعد يحبها 
سقطت صنية الطعام الموضوعة فوق الفراش بعدما تحول الأمر لجنون عاصف يخبرها وسط عاصفة حبهم إنها المرة الأخيرة للغفران ولكنه كان كاذب فسيظل يغفر لها حتى يزول الحب 
توقف مكانه مدهوشا مما يراه ينظر إليها وهي تلهو مع ذلك الصغير  
تعلقت عينين ملك به بعدما غادرت من باب المنزل المفتوح 
لولا تهليل الصغير لرؤيته لملك لظل هو واقف مكانه يطالع ابتسامتها 
عيناه ڠرقت في تفاصيل ملامحها يتسأل داخله 
أكان منزله حقا سجنا لها وعندما تحررت من جدرانه عادت كما كانت 
تركت القطة تشرب اللبن بمفردها بعدما تركها الصغير 
ابتسمت بسمة
 

156  157  158 

انت في الصفحة 157 من 186 صفحات