بسمه
صدمة وسرعان ما كانت تحيط بطنها بذراعيها لن يوجعها إلا بطفلهم الذي يحارب معها في صمود حتى يأتي إليها
تقوست شفتيه بابتسامة ساخرة وتعلقت عيناه بفعلتها
مټخافيش يا خديجة هسيبهولك أنا مش وحش لدرجادي إني احرمك منه أنا قررت اسافر واسيب البلد
كلها مبقاش في فايده إني افضل احارب عشان ست رفضاني في حياتها ست شيفاني ابعد من أني اكون شريك حياتها
ازدادت نظراته تهكما فعن أي رجاء تطلبه منه
إظهري يا خديجة وارجعي لحياتك من تاني مټخافيش مش هظهر تاني في حياتك أنا مش أمير العابث بتاع زمان اللي الكل فاكر إنه طمعان في فلوسك
توقف عن الحديث يتحاشا النظر إليها
مش بيقولوا ألم الحب بيغير
ابتعلت غصتها في مرارة تفرك كفيها ببعضهم بقوة لعلا ذلك الألم الذي ينهش فؤادها يرحمها
عادت دموعها تنساب هذه المرة بغزارة تضع كفها فوق شفتيها تكتم صوت شهقاتها وهي تراه يستدير بجسده مغادرا بعدما أشار إليها بالصمت
فلم يعد
للحديث معنى ولم يعد العاشق الولهان بل أصبح عاشق مطعون لا كرامة له
تحرك تحت نظراتها المصډومة فهل أنتهت حكايتهم هكذا سيتركها دون أن يخبرها بكلماته المعتادة
أمير
خارت قواها وسقطت أرضا وهي تهمس اسمه ما ارادته ستحصل عليه ولكن الألم يزيد داخلها
تيبست قدماه مكانهم يطبق فوق جفنيه بقوة عليه الرحيل عليه ألا ينظر ورائه مجددا
عقله يدفعه للرحيل والهرب والبعد عن كل من ظنوا إنه ليس إلا رجل طامع عابث وقلبه يهتف به ملتاع من نيران الشوق
خديجة تجلس أرضا تضم بطنها بذراعيها من شدة الألم تلهث أنفاسها بصعوبة
خديجة
جاورته فوق الفراش تمد كفها نحو لحيته فلم تعد تفهم حبه الذي صار فجأة لتربية لحيته بصوت هامس تمتمت ممتعضة الوجه
طبعا عشان البيه بقى شكله اوسم وزادته وقار بقى يربيها
رسلان رسلان
انتفض من غفوته ينظر إليها متسائلا بتشويش
الساعة كام
طالعته ثم طالعت الوقت في هاتفها القابع بيدها
الساعه سابعه قوم اجهز لحد ما احضرلك الفطار
عاد لتسطحه يغمض جفنيه تحت نظراتها
هروح المستشفى بعد الضهر
كادت أن تهتف وتخبره ليته أخبرها بتغير موعده حتى لا تيقظه ولكن الحديث توقف على طرفي شفتيها وهي تراه يفتح عينيه
رفعت حاجبها الأيسر في دهشة رسلان منذ فترة يخبرها بهذا الحديث
مش عارفه ليه يا رسلان بقيت أشك فيك من ساعت ما بقيت تربي دقنك وبدء الشعر الأبيض يظهر في شعرك
انتفض مڤزوعا من رقدته يهتف حانقا
شعر ابيض مسمحش ليكي يا هانم تقولي كده
وأضاف ماقتا صوت ضحكاتها ونظراتها المشاكسة
هما بس شعريتين زادوا من وقاري
تعالت ضحكاتها رغما عنها وهي تراه ينهض من فوق الفراش ويتجه نحو المرآة يتأمل خصلاته
بقوا كام شعره دلوقتي
ارتفعت زاوية شفتيه يرفع حاجبيه لأعلى راغبا في إثارة غيرتها وتحريك تلك المياة الراكدة عن حياتهم
أنا برضوه لسا شباب مش عايز اقولك إن جوزك بيتعرض عليه الجواز بخاف على شعورك يا حببتي
ضاقت عيناها ترمقه بنظرة ثاقبة تزيح عن قدميها نعلها المنزلي لتتمكن من تسطحها
أنت عديت مرحلة المعاكسة خلاص يا دكتور وبقيت مطلوب للجواز
تعلقت عيناه بوضيعتها وهيئتها برداء الصلاة ينظر لبنطال منامتها الذي ظهر طرفه
فاضل مرحلة التنفيذ يا حببتي
اقترب منها بعدما غادر النعاس جفنيه متلذذا بتلك الدقائق معها فلم يعد في يوميه وقت بسبب الساعات التي يهدرها في ذهابه وعودته من الفيوم للقاهرة يوميا بعدما انتقلوا لهذا المنزل مبتعدين عن كل شئ
هو بات يضجر من الأمر يريد العودة قرب عمله ولكن من أجلها سيتحمل
ابتسمت مدركة تلاعبه بها تنظر إلي كفه الذي اخذ يحركه ببطء فوق خدها
مش شايف أي تأثير للغيرة وكده إهانة في حقي
عادت ضحكاتها تتعالا وهي تراه يبتعد عنها يضع بيده فوق قلبه
اه قلبي الملتاع من الحب حبيبه مش غيران عليه
رسلان كفاية قلبي هيقف من الضحك
توقف عن مزاحه يشعر بسعادة وهو يرى إحمرار خديها من شدة الضحك
سلامة قلبك يا حببتي
تعلقت عيناها به ولم تشعر بحالها إلا وهي تندفع لحضنه يضمها بين ذراعيه
أنت اوسم واحسن راجل شوفته في حياتي يا رسلان عمري ما عيني شافت غيرك ولا قلبي دق غير ليك كل يوم بيمر بحمد ربنا على وجودك معايا نفسي أعرف اسعدك زي ما بتحاول تسعدني
اطبق فوق جفنيه مستمتعا بأحرف كلماتها يزيد من ضمھا إليه
ابتعدت عنه راغبة في إخباره بشكها القوي في أمر حملها ولكنه لم يكن متعطش لأي حديث سيقال
وضع يده فوق شفتيها يمنعها عن الحديث
بلاش تقوليلي الفطار وعبدالله وبسمه وتخترعي حجة تبعدك عن حضڼي
ارتسمت ابتسامة متلاعبة فوق شفتيه
إسدال يا ملك وتحته بيجاما كمان
رسلان
ضاع صوت هتافها به مستسلمة له تتجاوب مع فيض مشاعره العطشة
توقفت بسمة أمام غرفة ملك تشعر بالحرج لطرق الباب اتجهت نحو الدرج تشعر بالتوتر فأمس لم تكن منتبها لشئ ولكن اليوم صارت تشعر بما حولها هي هنا في منزل ملك حيث زوجها وطفلها
تعلقت عيناها ب عبدالله الذي جلس وجواره الخادمة
تحاول إطعامه ولكن الصغير كان رافضا تناول وجبته دون ملك
بتوتر وحرج فركت كفيها تنظر نحو الخادمة التي رفعت عيناها نحوها بعدما انتبهت على وجودها
احضرلك الفطار يا هانم
تعجبت بسمة من هتاف الخادمة لها بهذه الكلمة ولكنها أسرعت في تحريك رأسها رافضة
هستنى ملك
اماءت لها الخادمة رأسها في تفهم تنظر لساعة يدها وللصغير فقد تجاوز الوقت التاسعة والنصف
ماما ملك
تمتم بها الصغير رافضا تناول طعامه محاولا ترك مقعده أسرعت الخادمة في تثبيته تحاول إلهاءه بالحديث وبفعل بعض الأصوات الكرتونية حتى ينتبه لها
ازداد توتر بسمة تنظر نحو الدرج فهي لا تستطيع التحرك بالمنزل دونها هي غريبة عن هنا وغربتها لا تنتهي إلا بوجود ملك معها
يا هانم الولد عايزك
انتبهت بسمة على صوت الخادمة تلتف إليها وقد ضاقت عيناها في حيرة تنظر للخادمة وذراعي عبدالله الممتدة نحوها
ممكن تأكلي يا هانم لأنه رافض ياكل مني
انصرفت الخادمة بمجرد أن اماءت لها بسمة رأسها وكأنها تخلصت أخيرا من مهمه لا تحبها
هتاكل إيه
طالع الصغير حيرتها حتى تساؤلها عن أي طعام يرغبه لم يكن ليفهمه
أشار نحو طبقه وبسمة لم تكن أمامه إلا كالبلهاء لا تفهم كيف تتعامل مع طفل وتطعمه
استرخت ملامحها من توترها وسرعان ما كانت تتسع ابتسامتها شئ فشئ والصغير
يمد لها ببيضته يقربها منها حتى تقشرها له
لفظه للكلمات بتلك اللطافة كانت تجعل ابتسامتها تزداد إتساعا بل وتطرب أذنيها
التقطت منه البيضه تنظر لمكان طرقها ولكنها اختارت الطريقة الأخرى التي اعتادت فعلها ببساطة
لطمت البيضة بجبهتها تنظر للصغير الذي رمقه في صمت فهل سيكون هذا الصغير مثل بقية طبقته يتبع قوانين الأتيكيت وسرعان ما كان يضحك الصغير بصوت مرتفع يسعى لألتقاط بيضة لم تقشر ليجرب فعلتها
تراجعت الخادمة عائدة للمطبخ بعدما اطمئنت أن الضيفة نجحت في إطعام الصغير
اتسعت ابتسامة الصغير بعدما ارتشف كأس اللبن خاصته
بره في قطه قطه حلوه
عادت الابتسامة تشق شفتي بسمة تنظر للصغير الذي يجرها معه للحديقة نحو القطة التي أخبرها عنها بحديثه اللطيف
ارتفعت ضحكات الصغير وقد جذب صوت ضحكاته انتباه رسلان الذي ترك رابطة عنقه دون عقدها واتجه نحو الشرفة ينظر لصغيرة مندهشا من سماع قهقهته
اقتربت ملك منه بعدما غادرت المرحاض تجفف خصلات شعرها بالمنشفة
ده صوت عبدلله إزاي طلع لوحده الجنينة
التف إليه رسلان يجتذبها من يدها يريها صغيره الذي يجبر بسمة على الركض خلفه ويشاكسها
شكل بسمة هتعمل معايا معروف حلو اوي الأيام اللي جايه
طالع ملامحها السعيدة وهي تنظر للأسفل
عبدالله مبيتوعدش على الناس بسهولة شكله حب بسمة
عبدالله هيكون علاج بسمة يا رسلان
استدارت إليه تنظر نحو عينيه متسائلة
وجود بسمة وسطينا هيضايقك يا رسلان
ارتفع حاجبيه في عبث يحرك بكفيه نحو عنقها حيث تلك القطرات المنسابة ولم تجف بعد
ديه بسمة شكلها جات نجده ليا
يا حببتي
ده أنا بدأت أغير من استاذ عبدالله دلوع الماما والماما ناسيه ابنها الكبير
انفلتت ضحكتها عالية رغما عنها رسلان اليوم مزاجه في مكان أخر
أنت فيك حاجة غلط النهاردة يا دكتور أنا بقول متروحش المستشفى النهاردة
ومن نظراته العابثة أدركت ما ينوي له لينظر إليها بعدما ابتعدت عنه ماقتا فعلتها
اسرع في تحريك الوسادة خلف ظهرها يطالعها بلهفة وقلق لم يغادروا ملامحه حتى بعدما أخبرهم الطبيب بالمشفى أن الجنين بخير ولكنها بحاجة للراحة
لسا تعبانه
حركت رأسها نافية تعبها فطالع الغرفة حوله يحرك بيده فوق خصلاته ثم عاد ينظر إليها
أكيد محتاجه تفطري
ودون أن يضيف كلمة أخرى أسرع في مغادرة الغرفة يبحث عن المطبخ
اغمضت خديجة عينيها براحه افتقدتها ستكون كاذبة لو أنكرت سعادتها بوجوده
لهفته اليوم عليها وعلى جنينهم أكدت لها حقيقة واحده إنها دون هذا الرجل ستكون ناقصة هي وطفلها فأين كان عقلها وهي تخوض معه علاقة تعرف نهايتها وعواقبها
انسابت دموعها في ضعف خديجة النجار عادت تبكي كما كانت شابه في العشرين من عمرها لا شئ تفعله إلا رثاء نفسها والهرب فأين ذهبت قوتها
غفت دون شعور منها لتشعر بأنامله تتحرك فوق خديها وقد جفت دموعها
طالعها بنظرات لائمة فهل وجوده معها يسبب لها هذا
قوليها للمرة الأخيرة واوعدك يا خديجة هحررك مني بصي في عيني وقولي عايزني أبعد عنك قولي حررني منك
عادت دموعها لسقوطها تنظر إليه في صمت ترفع كفها تضعه أمام شفتيه تحرك رأسها رافضة
الحب من غير كرامة بېموت يا خديجة
متبعدش يا أمير ولو قولتلك أبعد متبعدش
هتفت بها تندفع نحوه تضم جسدها له هي تريده مهما قاومت وهربت فلم يعد هناك مفر لها إلا العودة إليه
ابتعدت عنه بعدما شعرت بجموده تنظر إليها راجية حبه لمرة أخيرة
كرهتني يا أمير
كان يصارع مرارة ما عاشه معها من خذلان
كادت أن تبتعد عنه تخبر حالها إنه لم يعد يحبها
سقطت صنية الطعام الموضوعة فوق الفراش بعدما تحول الأمر لجنون عاصف يخبرها وسط عاصفة حبهم إنها المرة الأخيرة للغفران ولكنه كان كاذب فسيظل يغفر لها حتى يزول الحب
توقف مكانه مدهوشا مما يراه ينظر إليها وهي تلهو مع ذلك الصغير
تعلقت عينين ملك به بعدما غادرت من باب المنزل المفتوح
لولا تهليل الصغير لرؤيته لملك لظل هو واقف مكانه يطالع ابتسامتها
عيناه ڠرقت في تفاصيل ملامحها يتسأل داخله
أكان منزله حقا سجنا لها وعندما تحررت من جدرانه عادت كما كانت
تركت القطة تشرب اللبن بمفردها بعدما تركها الصغير
ابتسمت بسمة